ديسمبر 23. 2024

في اليوم السادس من الغزو: النواب الأوروبيون يؤكدون أن تركيا تنشر الإرهاب في عفرين ولا تحاربه.. والإدارة الذاتية تؤكد تواطؤ النظام مع العدوان التركي

عفرين بوست-خاص

تواصلت في الخامس والعشرين من يناير العام 2018، عمليات الغزو التركي المرافق بمليشيات الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”، في يومها السادس، على إقليم عفرين الكُردي شمال سوريا، بغية حرمان سكانه من حقهم المشروع في إدارة أنفسهم بأنفسهم، ضمن النظام السياسي الذي أوجدوه تحت مسمى “الإدارة الذاتية”، والذي تمكنت من وقايتهم من الحرب الأهلية الطاحنة التي دارت رحاها على مدار سبع سنوات على تخوم عفرين، حيث لم يسمح أبناء عفرين من قوات سوريا الديمقراطية بتسرب الإرهابيين والمتطرفين المستترين تحت مسميات (الثورة والحرية) إلى إقليمهم، بغية التخريب وهدم النسيج الاجتماعي السوري، خدمة للأطماع الاحتلالية التركية الساعية إلى استعادة العثمانية.

سياسياً..

أعلن أردوغان عزمه المضي قدما في العملية العسكرية ضد عفرين من شمال سوريا وصرح في كلمة في أنقرة أن الجيش التركي ومسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الحر” يستعيدان السيطرة على عفرين بالتدريج”.

 وواصل جيش الاحتلال التركي إرسال تعزيزاته العسكرية إلى عفرين، في إطار غزوة غصن الزيتون، ونقل الاعلام التركي أن شاحنات تحمل دبابات وناقلات جنود مدرعة قادمة من مختلف الولايات التركية تتوجه إلى ولاية هطاي المحاذية للحدود مع سوريا، بهدف تعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة على الخط الحدودي..  وتوجهت بعض المركبات العسكرية بالفعل إلى منطقة عفرين لتنضم إلى الوحدات العسكرية التي تقوم بتطهير المنطقة. فيما دعا المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» واشنطن إلى استعادة كل الأسلحة التي قدمتها إلى مقاتلي وحدات حماية الشعب في العامين الماضيين.

بالتزامن، أكد نواب في البرلمان الأوروبي أن عدوان النظام التركي على عفرين يمثل انتهاكاً وخروجاً عن القانون الدولي هدفه بث الرعب والإرهاب في المدينة وليس محاربته، وأشار البرلمانيون في مؤتمر صحفي عقد بناء على مبادرة “مجموعة اليسار الأوروبي الموحد” ونقلت مقتطفات منه وكالة “اكي” للأنباء إلى أن تركيا “تسعى إلى تدمير نموذج السلام والتنوع القائم في عفرين وشمال سورية” مشددين على أن العدوان التركي “يمثل خروجاً عن القانون الدولي وهدفه نشر الرعب والإرهاب حيث تستهدف القوات التركية المدنيين والبنى التحتية بالدرجة الأولى”.

وأكدت البرلمانية الألمانية غابي زيمر على “وجوب تحرك جميع الدول والمؤسسات ومطالبة تركيا بسحب قواتها من عفرين” مضيفة.. أنه “من المخجل أن نشهد على هذا الضعف الأوروبي في الوقت الذي يتم فيه استهداف المدنيين” معبرة عن صدمتها لطريقة تعامل المجتمع الدولي مع العدوان العسكري التركي على عفرين، وأوضح مشاركون آخرون في المؤتمر الصحفي أن تركيا هي التي تسعى لتأجيج الوضع وتصعيد العنف عبر زج عناصر من تنظيم القاعدة ضمن قواتها مبينين أن “تركيا تنشر الإرهاب في عفرين ولا تحاربه كما تدعي”. كما طالب النواب المؤسسات الأوروبية بتجميد مفاوضات الشراكة فوراً مع تركيا موضحين أنهم لا يرون أي “فرصة لأنقرة للالتحاق بالركب الموحد”. ووجه النواب انتقادات لاذعة إلى الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني واصفين موقفها من العدوان التركي بـ”الضعيف وغير الكافي”.

إلى ذلك، اكدت الادارة الذاتية الديمقراطية في عفرين، ان الدولة السورية لم تقم بواجبها تجاه العدوان التركي على الإقليم، وجاء ذلك في بيان للادارة الذاتية في عفرين، في 25/1/2018، قالت فيه ان “عفرين هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن قواتنا وحدات حماية الشعب تقوم بواجبها الوطني منذ ٦ سنوات بحماية المنطقة ضد هجمات تنظيم داعش الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية من القاعدة وغيرها المتواجدة على الأرض السورية وتساهم في حماية وحدة أراضي سوريا ومؤسساتها الوطنية”.

وأشار البيان الى ان عفرين الآن تتعرض “إلى عدوان غاشم خارجي من قبل الدولة التركية، الامر الذي يهدد وحدة أراضي سوريا وأمن وحياة المواطنين المدنيين الذين يقيمون في منطقة عفرين، وأن هدف هذا العدوان هو اقتطاع المزيد من الأراضي السورية من خلال احتلال منطقة عفرين”، ودعا البيان “الدولة السورية للقيام بواجباتها السيادية اتجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المحتل التركي، ونشر قواتها المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين” .

عسكرياً..

واصل جيش الغزو التركي قصف مواقع وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في ريف عفرين، وسط تقدم بطيء للقوات الغازية، بسبب الطقس العاصف ومقاومة المقاتلين.

وشنت الطائرات التركية لليوم السادس على التوالي سلسلة غارات جوية وبالتزامن قصفت المدفعية والدبابات التركية المتمركزة عند الحدود في ولاية هاتاي مواقع مفترضة لـ قسد، وقالت موالقع موالية للغزو التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بأن مسلحي ما يعرف بـ “الجيش الحر” قد تمكنوا من قطع طريق عفرين راجو بعد سيطرتهم على مجموعة من التلال في إقليم عفرين.

ودارت الاشتباكات في مناطق قسطل جندو ( شمال شرق عفرين) ومنطقتي بلبل وراجو (شمال وشمال غرب) ومحاور أخرى في الشيخ حديد وجنديرس وصولا إلى قرية حمام جنوب غرب عفرين، كما تتواصل المواجهات في منطقة جبل بارساخاتون\برصايا.

وتحدث ما يسمى رئيس الوزراء التركي المدعو “بن علي يلدرم” في أنقرة عن تحييد أكثر من 300 من مقاتل من قوت سوريا الديمقراطية، التي تحدثت بدورها عن أكثر من 200 قتيل من العسكريين الأتراك، علما أن أنقرة أقرت فقط بمقتل ثلاثة من جنودها.

وأدعى يلدرم مجددا أن بلاده لن تسمح بإقامة ما سماه كياناً إرهابياً على حدود بلاده الممتدة بطول 1350 كيلومتراً من إيران حتى البحر المتوسط، منتقدا الدعم الأميركي لـ قسد.

وتتضمن تصريحات رئيس الوزراء التركي الجديدة تلميحا إلى إمكانية توسيع العملية العسكرية الحالية إلى مدينة منبج التي تقع في ريف حلب الشرقي غرب نهر الفرات على مسافة 100 كيلومتر شرق عفرين.

وقالت مواقع موالية للغزو التركي إن مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ “الجيش الحر\الجيش الوطني السوري” قد احتلوا تلال في منطقة راجو التابعة لعفرين، وقالت مصادر المسلحين من المنطقة إن المليشيات الإسلامية احتلت كامل التلال المحيطة بمنطقة راجو في معارك مستمرة منذ مساء يومين، وقرى شيخروزيه، شمالي عفرين، إضافة إلى آدما\آدمانلي وعمرا وقرية حمام من محور جندريس، إلى جانب قرى شيخ وباسي ومارساو\مرصو وحفتارو\حفتار في ناحية “بلبلة\بلبل”.

بدورها قامت قوات الغزو التركي بإرسال عناصر من القوات الخاصة من أجل المشاركة في غزوة “غصن الزيتون”، حيث تم إرسال 200 عنصر من قيادة لواء القوات الخاصة الـ 49، بولاية بينغول، واصطحبت معها الكلاب المدربة على الكشف عن الألغام والمتفجرات.

وعلى الطرف المقابل، تحدثت “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) عن انضمام “متطوعين دوليين” إلى صفوفها في مواجهة القوات التركية التي اجتاحت الأراضي السورية، وقالت إن مقاتلين من الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى يشاركون في القتال ضد القوات التركية في عفرين.

ونقلت وكالة “رويترز” عن المسؤول البارز في “قسد” ريدور خليل أنه “كانت هناك رغبة لدى المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور في التوجه إلى عفرين”. لكنه رفض تحديد توقيت وصول هؤلاء المقاتلين الأجانب الى عفرين، مكتفياً بأن أعدادهم تقدر بالعشرات. وأضاف أنهم “سوف يشنون معارك ضد الغزو التركي”.

وكان مقاتل بريطاني صرح لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” في وقت سابق بأنه ذاهب إلى عفرين في رفقة نحو 20 مقاتلاً أجنبياً آخر. وكان عدد من الغربيين قد انضموا إلى “قسد” من قبل للمساعدة، كما قالوا، في قتال تنظيم (داعش) في سوريا، واتهم خليل أنقرة بترويج “أكاذيب” عن وجود عناصر من “داعش” في عفرين، من أجل تضليل الرأي العام العالمي. وقال: “العالم كله يعلم أنه لا وجود لداعش في عفرين”.

ولفت إلى أن الجيش التركي يبالغ كثيراً في عدد مقاتلي “وحدات حماية الشعب” و”قوات سوريا الديموقراطية” الذين سقطوا في عملية “غصن الزيتون” التركية المستمرة في عفرين منذ السبت الماضي، لكنه امتنع عن ذكر عدد الشهداء، قائلاً: “نعم هناك شهداء وهناك قتلى في صفوف وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديموقراطية ولكن أتحفظ على الرقم”، وأوضح أن “قوات سوريا الديموقراطية” قتلت العشرات من الجنود الأتراك والمتشددين المتحالفين معهم من مسلحي الإخوان المسلمين المعروفين بـ “الجيش السوري الحر”، من غير أن يذكر عدداً محدداً لهم.

وبالصدد، أفادت مصادر عسكرية باندلاع اشتباكات عنيفة في قرية حمام التابعة لناحية جنديرس ومحيطها، ووفق بيان قوات سوريا الديمقراطية تمكنت القوات من صد هجوم القوات التركية وحلفائها على مواقعهم على تل يجاور قرية قسطل جندو.

وذكرت وكالة أنباء REX نقلا عن مصدر كردي أن مقاتلي وحدات حماية الشعب أسقطوا طائرة عسكرية تركية في منطقة عفرين. فيما قصفت الطائرات التركية أكثر من 170 هدفاً في عفرين.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons