عفرين بوست-خاص
حاول لصان من مستوطني الغوطة سرقة منزل المواطن “نوري أوسو” الكائن في على طريق السرفيس بحي الاشرفية ، الا أن الجيران شعروا بهما فأخطروا اولاد نوري بالأمر، الذين اسرعوا للشقة وضبطوا اللصين في المنزل.
وأضاف المراسل أنهم وأثناء محاولتهما للإفلات والفرار من السكان الأصليين الكُرد، قام احد اللصين بطعن نجل نوري الذي يدعى “جيكر” طعنتين في ساقه لينقل الى المشفى.
بيد أن المواطنين الكُرد تمكنوا من ضبط اللصين، وقاموا بتسليمهما الى ما تسمى “الشرطة العسكرية”، التي شكتت في حادثة الطعن وحاولت تغيير مجرى القضية في محاولة منها لحماية اللصين.
ويأتي تصدي المواطنين الكُرد للصوص في ظل تزليد وتيرة عمليات السرقة التي تستهدف ممتلكات المواطنين الكُرد وخاصة بعد امتلاء المدينة بالفارين من اهالي ادلب، حيث حصلت الواقعة يوم الجمعة الماضية.
ويتجاهل المستوطنون كونهم شاركوا مع الاحتلال التركي في تهجير شعب من أرضه، عندما ارتضوا ترك منازلهم، للاستيطان في منازل مُهجرين، بفعل ما ارتكبه أبنائهم من مسلحي المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة) بمختلف مسمياتها.
فعقب قرابة شهرين من المقاومة التي ابداها المقاتلون والمقاتلات الكُرد وشركائهم من باقي المكونات في “قوات سوريا الديمقراطية”، وفي ظل استمرار التخاذل الدولي، واستحالة استمرار المقاومة العسكرية امام الآلة العسكرية المتطورة لحلف الناتو، والقصف المتواصل للطيران التركي، أجبر المقاتلون الكُرد على الانسحاب من عفرين، حيث أعلنت “الإدارة الذاتية” عن الانسحاب يوم الثامن عشر من مارس العام 2018، تجنيباً للمدينة والأهالي المزيد من الدمار والقتل الذي كان يخطط له النظام التركي، عبر مذابح كبرى داخل مركز مدينة عفرين بحجة محاربة “وحدات حماية الشعب”.
ومع إطباق الاحتلال العسكري التركي، كانت الصفقة التركية الروسية قيد الاستمرار، حيث وصلت جحافل من المستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة في مجملها لتنظيم الإخوان المسلمين بفرعها السوري من ريف دمشق كـ الغوطة وأرياف حمص وحماه وإدلب، ممن ارتضوا التخلي عن أراضيهم والسير خلف الاجندات التركية الساعية إلى تمزيق اوصال السوريين وضربهم ببعضهم، ضاربين بعرض الحائط المبادئ الوطنية، ليساهم فعلهم ذاك في خلق شرخ لم يعهده السوريون سابقاً، عبر توطين مكون في مكان مكون آخر، بشكل مُخطط ومدروس من قبل الاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وتزامن وصول المستوطنين مع تهجير موجات كبيرة من أهالي عفرين وقراها، نحو شيراوا والشهباء، حيث هجرت اعداد كبيرة من السكان الأصليين الكرد في عفرين، تراوحت أعدادهم ما بين 350 ألف وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أكثر من 500 ألف مواطن وفق تقديرات أخرى.
ومع استمرار الاحتلال التركي، لم يكن المستوطنون أنفسهم بعيدين عن ارتكاب الانتهاكات بحق السكان الكرد الأصليين في إقليم عفرين، مما يؤكد أن هؤلاء لا يعارضون الأهداف التركية التي هجرت أكثر من 75% من سكان عفرين الأصليين، سعياً لإحداث تغيير ديموغرافي ومحو الهوية الثقافية والأثنية لـ عفرين.