عفرين بوست-خاص
تتقاطر قوافل الخارجين من مناطق الاشتباكات في محافظة ادلب إلى إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على وقع المعارك العنيفة الدائرة بين القوات الروسية وقوات النظام من جهة والميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين بمختلف مسمياتها (الجيش الوطني\النصرة) من جهة اخرى.
ورصد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس، دخول عشرات الحافلات عبر معبر دير بلوط في ريف جنديرس الى الاقليم المحتل، حيث أكد المراسل أن حاجز ميليشيا “فيلق الشام” على المعبر يفرض على كل حافلة مبلغ مئتي دولار أمريكي للسماح لها بالدخول إلى الإقليم.
وأضاف المراسل أن مجمع مكاتب السيارات “عفرين انترناشيونال” التي كانت “الإدارة الذاتية” قد شيدتها دون افتتاحه بسبب الحرب على الإقليم، وهو الواقع على طريق قرية كفرشيل، قد اكتظ بالفارين من إدلب، كما جرى إسكان عشرات العائلات في الابنية غير المكسية في حي الاشرفية والمحمودية، علاوة على وصول أعداد من تلك العائلات إلى قرى في ريف عفرين.
ويعمل الاحتلال التركي بالتنسيق مع روسيا والنظام السوري على إفراغ البلدات السورية واستبدالها بإخرى واقعة تحت يدي الجانب الآخر، في مسعى الجانبين لهندسة الدموغرافية السورية حسب الأهواء التركية وأهواء النظام السوري.
ويستغل الاحتلال التركي سطوته على تنظيم الإخوان المسلمين بما يملكه الأخير من مسلحين وقاعدة شعبية، تحت حجج الخلافة العثمانية وسلطان المسلمين وما إلى ذلك من خدع، أوصلت السوريين إلى الحالة التي هم فيها اليوم.
ويسعى الاحتلال التركي لإخراج أهالي إدلب من ديارهم، بالتنسيق مع روسيا والنظام عبر افتعال الحرب الأخيرة، بالتزامن مع ضغوط يمارسها على أوروبا للقبول بتمويل ما تسمى “المنطقة الامنة”، حيث سيستغل الاحتلال التركي خروج العائلات من ادلب على وقع تقدم النظام فيها، لتهديد اوروبا بالقبول بتمويل “المنطقة الامنة” أو الاستعداد لاستقبال هؤلاء.
وفي حال قبول الأوروبيين بتمويل ما تسمى “المنطقة الآمنة”، فإن الاحتلال التركي سيحصل بذلك على شرعنة لجرائم حرب ارتكبها، وتتمثل في التهجير القسري لعرقيات أديان، والدفع لاستيطان آخرين بدلاً عنهم، بحجة أنهم سوريين، وبالتالي سيتمكن من تجميل أقبح عمليات التغيير الديموغرافي وأكبرها في العصر الحديث.