عفرين بوست-ميدل إيست أونلاين
كشفت الصحفية الكردية لامار اركندي ان عددا من النازحين من منطقة كري سبي\تل ابيض اثر الاجتياح التركي اكدوا التعرف على عناصر قاتلت في السابق في صفوف تنظيم داعش، وقالت الصحفية ” التقينا العديد من نازحي مدينة تل أبيض ورأس العين في الشمال السوري ممن فر بعضهم بعد احتلال مدنهم من قبل تركيا بشهر، والعديد منهم عايشوا حقبة سيطرة التنظيمات الإرهابية على مدنهم بين 2012/2015.
وأضافت الصحفية “لقد كشفوا لنا أسماء أولئك الدواعش وبأنهم يعرفونهم منذ انضمامهم لتلك الفصائل المتشددة سابقًا وعادوا اليوم محتلين تحت اسم الجيش الوطني السوري”، وتابعت “العديد من المدنيين تعرفوا على أولئك العناصر من خلال مقاطع الفيديو والصور التي كانوا ينشرونها على منصات التواصل الاجتماعي وعلى صفحاتهم الخاصة فعوائل العديد منهم وعشائرهم معروفة لدى أهالي تل أبيض والرقة ودير الزور والميادين”.
وشددت الصحفية الكردية على نية القوات التركية لاجتياح مزيد من المدن الكردية وذلك للسيطرة على الثروات النفطية ومخزون السيلكون مضيفة “أنقرة تسعى للاستيلاء على النفط في شرق الفرات، وبحسب تقديرات بعض الخبراء فإن 75 في المئة من حقوق النفط السورية تقع في المناطق التي يسيطر عليها الكُرد وهي منطقة حقول الحسكة (بما فيها رميلان والسويدية وكراتشوك)، ومنطقة الشدادي أو حقول الجبسة (بمافيها جبسة وغونة وكبيبة وتشرين). وهاتان المنطقتان تنتجان النفط الثقيل، بينما منطقة الفرات ـ حقول دير الزورـ تنتج النفط الخفيف”.
وقالت الصحفية الكردية “هذه الحقائق النفطية تعرفها الحكومة التركية بطبيعة الحال، ولذلك فإنها تعتبر الوصول إلى تلك المنطقة والسيطرة عليها وسرقة نفطها مسألة حيوية بالنسبة للدولة التركية، وحذرت الصحفية لامار اركندي من مؤامرة تركية بحق تونس وذلك عبر دعم العناصر التونسية المنخرطة في داعش ونقلهم الى مناطق في الجنوب الليبي.
وقالت الصحفية “استثنت تركيا تسليم مسلحي تنظيم داعش من التونسيين لحكومة بلادها وتعمد لنقلهم من سورية إلى ليبيا لأن نسبة التونسيينبين مسلحي داعش في ليبيا مرتفعة جداً، وتنقلهم المطارات التركية عبر الطائرات المدنية إلى مناطق الجنوب الليبي الذي تحول لمملكة إرهاب خاصة مناطق جبل “الهاروج” الذي يضم معاقل التنظيم العسكرية الرئيسية لمسلحيه القادمين من سوريا والعراق لتمتد المؤامرة التركية المعادية للدول العربية من ليبيا المحاذية لتونس إلى العمق التونسي بشكل أكبر، عبرتحريكها ” حركة النهضة ” ذات التوجه الإخواني حليفتها في تونس”.
واضافت “كانت تقارير قد كشفت عن علاقة حركة النهضة بالعمليات الانتحارية التي شهدتها العاصمة التونسية في الفترة السابقة، وتسهيلها لمسلحي داعش من التونسيين الانتقال من ليبيا إلى تونس لإقامة دولة الخلافة فيها مع تزايد خطر انضمام آلاف التونسيين الشباب إليهم وانجرارهم لصفوف التنظيم بوتيرة أكبر مع ارتفاع نسبة البطالة والفقر فيها مما قد يفجرالوضع في تونس التي شهدت أول حراك ثوري لربيع عربي سمي بثورة الياسمين وقد ينفجر إرهابًا فالتنظيم مع تغيير اسمه يتوحش بشكل أكبر ويصبح أكثر فتكاً ودموية مع انتقاله للسيطرة على مناطق جديدة”.
كما حذرت الصحفية كذلك من محاولات الدول المتنفذة في سوريا كروسيا استغلال الاكراد في محاولة لمزيد دعم ذلك النفوذ مشيرة بان الشعب الكردي سيكون الخاسر الاكبر، وقالت في هذا الاطار “الروس وعبر اتفاق ثلاثي مع أنقرة وطهران دفعت ميلشيات المعارضة السورية وبإسناد جوي وبري مكثف بالتقدم واحتلال مدن شمال شرق سورية التي غالبيتها كُردية، البداية كانت مدينة عفرين تلتها المدن تل أبيض ورأس العين وعين عيسى وتل تمر مرشحتان للسقوط على طاولة المفاوضات الروسية التركية، ومنبج وتل رفعت وكوباني وقامشلو أيضًا.
وحذرت الصحفية اركندي من ان هدف القوات الاجنبية في سوريا تثبيت مناطق النفوذ بدماء قوات محلية مضيفة “انه من غير المستبعد أن تدفع روسيا قوات سوريا الديمقراطية لمشاركة قوات النظام السوري بتطهير إدلب وبقية المدن التي تسيطر عليها المعارضة السورية مقابل تحرير المدن المحتلة في الشمال السوري من قبل تركيا وهكذا يتم التخلص من القوى العسكرية باستنزافها بمعارك الاحتلال والتطهير”.
وقالت الصحفية ان الكُرد كشعب هو الخاسر الأكبر مما يجري فهو سيخسر هويته القومية وأرضه التي يعيش عليها منذ آلاف السنين أمام مخططات أنقرة باحتلالها وإلحاقها فيما بعد بتركيا بعد تهجير الكُرد منها وتحويل ما تبقى من أرضهم لمخيمات نزوح، كما هجر الكُرد سابقاً في تركيا من قراهم ومدنهم.
وقللت الصحفية الكردية من اهمية موضوع الدستور السوري الجديد والتمثيل الكُردي فيه، قائلة “بان الدساتير لا تضمن حقوق الشعوب دائمًا لا سيما الشعب الكُردي أينما كان، فالدستور العراقي على سبيل المثال في العهد الجمهوري الأول خلال فترة عبد الكريم قاسم سنة 1958 كان متضمناً فقرة تتحدث فيها عن أن العرب والكًرد شركاء في الوطن ولم تتكفل ذلك بإبعاد شبح الحرب والقصف والإبادة على الشعب الكُردي، حيث قصف نظام عبد الكريم قاسم مدن وبلدات كُردستان جواً وبراً بالطائرات والمدافع من خانقين إلى زاخو، قتلوا مئات المدنيين الكُرد، ولم يوقف الدستور آلة الحرب على كُرد العراق.
واضافت “الأمر نفسه بالنسبة لكُرد سوريا سواء أكان لهم تمثيل قوي أو ضعيف في الدستور فالتمثيل الدستوري سيبقى حبراً على ورق فيما يخص حقوق اكراد سوريا”.