عفرين بوست-خاص
أفرجت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عن شاب كردي من عفرين بعد عام وسبعة شهور قضائها في السجون التابعة للقوات المحتلة لإقليم عفرين الكردي، التابع للإدارة الذاتية سابقاً.
وقال مراسل عفرين بوست في ناحية راجو أن الشاب “آلان كلكل” من أهالي الناحية، قد أفُرج عنه بعد قضائه سنة وسبع شهور في “سجن الراعي”، فيما فرضت عليه حالياً إقامة إجبارية لمدة ستة أشهر.
ووفقاً لناشطين، يتواجد أغلب المختطفين العفرينيين في “سجن الراعي”، وفي يونيو\حزيران العام 2018، قدر الناشطون عدد المختطفين في ذلك السجن بما بين 700 إلى 800، بينهم قرابة 50 أنثى، وسط ظروف غامضة تلف مصيرهم، وغياب أي جهاز قضائي يُعتد به، وأوضحت معلومات وجود عمليات قتل تعرض لها بعض المختطفين نتيجة التعذيب، حيث يجري دفن المتوفين تحت التعذيب في مكان جانب السجن دونما توثيق الاسماء حتى.
وخلال الفترة بين مايو/أيار ويوليو/تموز 2018، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 32 شخصاً، بعضهم كان لا يزال يعيش في عفرين، بينما فر الآخرون إلى بلدان أخرى أو مناطق شتى في سوريا؛ واتهم هؤلاء الأشخاص المليشيات الإسلامية من بينها “الفرقة 55″، و”الجبهة الشامية”، و”فيلق الشام”، و”السلطان مراد”، “وأحرار الشرقية”، بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وأفاد العديد من المقيمين والنازحين داخل سوريا، الذين أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهم، أن المسلحين اعتقلوا المدنيين بصورة تعسفية إما بهدف الحصول على فدية، أو عقاباً لهم على المطالبة باسترداد ممتلكاتهم، أو استناداً لاتهامات لا أساس لها بالانتماء لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” أو “وحدات حماية الشعب”. وأبلغت مصادر محلية منظمة العفو الدولية بما لا يقل عن 86 حالة اعتقال تعسفي، وتعذيب، وإخفاء قسري حينها.
وقال أحدهم للمنظمة: “اعتقلوني بالقرب من عفرين لمدة شهرين؛ ثم نقلوني إلى مراكز اعتقال متعددة، في معملو ودومليو وبعدينو، وهي كلها قرى تقع في محيط عفرين، حيث قام بالتحقيق معي أفراد اثنتين من الجماعات المسلحة والقوات المسلحة التركية. وتركزت جميع أسئلتهم على أنشطتي في وسائل التواصل الاجتماعي، واتهموني بالانتماء إلى “وحدات حماية الشعب” باعتبار أنني كتبت تقارير عن الانتهاكات التي ارتكبتها تركيا أثناء العملية العسكرية.
وأردف قائلاً: “نقلوني إلى سجن الراعي في أعزاز الذي تديره جماعة “السلطان مراد”؛ ولم أتعرض للتعذيب، ولكني رأيت رجالاً يضربهم أفراد جماعة “السلطان مراد” أمامي، على سبيل اللهو والتسلية ليس إلا، وفي الليل كانت صرخات هؤلاء الرجال تتردد أصداؤها في أرجاء المبنى. وأطلقوا سراحي دون أن أمثل أمام قاضٍ؛ كنت أحسب أنني لن أخرج من هذا المكان أبداً”.