ديسمبر 22. 2024

#بانوراما_الأسبوع: تعليمات الاحتلال بالضغط على الكُرد لتهجيرهم.. خطف لميسوري الحال.. اعتراف تركي بسرقة الزيتون.. تأكيد وجود الداعشي أبو يعقوب في عفرين.. تفجيرات متتالية لترهيب الأهالي.. قطع للغابات وأشجار الزيتون.. والعفرينيون يتكاتفون لمُواجهة ظروف التهجير القسري

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثاني والعشرين إلى الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).

القتل وجرائم المحتلين..

في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” إلى إقدام مسلحي الميليشات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على قتل رجل عن عمد في منزله في منتصف ليل الثاني من نوفمبر، وهو(سليمان عبدو شاه رشيد ) 73 عاما، ، حيث كان يعمل سابقاً مهندساً في شركة المياه في مدينة حلب، وقتل تحت التعذيب في قريته المعروفة بـ (كاني غوركيه) التابعة لناحية جنديرس. وأشار مراسل “عفرين بوست” في جنديرس، أن المتوفى كان في ضيافة شقيقه حتى الساعة الثانيه عشر بعد منتصف الليل وعقب انصرافه إلى منزله، سمع صوت في منزل “سليمان” لكن لا أحد من أهالي القرية تجرأ على الذهاب لمنزله حتى أشرق صباح اليوم التالي. وفي اليوم التالي، دخل أهالي القرية ليجدوا “سليمان” شهيداً على الأرض والدماء قد سالت منه، ليقومو الأهالي بعدها لاسعافه الى المستشفى، حيث لاحظ المدنيون بأن المغدور قد قتل بجرة الغاز “سفري” بضربها على رأسه حتى الموت. ووفق المعلومات التي حصل عليها المراسل، شوهدت آثار الدماء على جرة الغاز، كما حصل التواء في الجرة الصغيرة نتيجة الضربات على رأس “سليمان”، فيما كانت منطقة الرأس والوجه مشوهة تماماً. وكانت لجنة الرصد والتوثيق في الهيئة القانونية الكُردية قد قالت في الثاني من نوفمبر، إن المليشيات الإسلامية اعتدت على كهل كُردي بريف عفرين اثناء محاولة سرقته، مما تسبب في نزيف داخلي له.

في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قال “مركز توثيق الإنتهاكات في شمال سوريا” إنه وثق استشهاد 120 امرأة، وإصابة 420 منذ بدأ الاحتلال التركي والهجوم على إقليم عفرين الكُردي، في 20 يناير 2018، والغزو العسكري شرق الفرات 9 أكتوبر 2019 حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، و ذلك ضمن تقرير بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام. وتضمن التقرير توثيق مقتل 56 امرأة من قبل الجندرمة التركية على الحدود السورية، كن يرغبن في اللجوء إلى تركيا فارين من المعارك الدائرة في بلادهم، إضافة لمقتل 83 طفلا دون الـ 14 سنة، من أصل 445 لاجئا قتلوا منذ آذار 2011. إضافة لإصابة 120 لاجئة بجروح من أصل 416 من الفارين باتجاه الحدود التركية. كما كشف التقرير قيام القوات التركية، والمليشيات الإسلامية التابعة لتنيظم الإخوان المسلمين، باعتقال 270 امرأة، من أصل 5678 شخصاً في المعتقلات منذ آذار 2018، ومازال مصير نصفهم مجهولاً، كما أنه وخلال بداية شهر تشرين الثاني نوفمبر الحالي، قامت الفصائل الموالية لتركيا باعتقال 12 امرأة. وتم توثيق 6 حالات على الأقل لتعذيب نساء، واعدامات ميدانية، منها اغتيال السياسية الكردية هفرين خلف على يد ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة لتركيا، إضافة لإعدام ممرضتين من الفريق الطبي على طريق بلدة تل أبيض في 12 أكتوبر، واعتقال جيجك كوباني وجرها للذبح بشعارات “الله أكبر” من قبل مسلحي مليشيا “فيلق المجد” بالإضافة إلى التمثيل بجثة المقاتلة أمارة، بالقرب من بلدة عين عيسى. وذكر التقرير باعتقال عاملة في الهلال الأحمر، وتصوير مقطع فيديو لمسلحين من مليشيا “السلطان مراد” وهم يتوعدون بقتلها، كما وقام مسلحون تابعون انقرة بالتمثيل بجثة المقاتلة الكردية بارين كوباني / أمينة عمر، التي لقيت حتفها على اثناء مقاومة الهجوم التركي في قرية “قرنة” بعفرين في الأول من فبراير/شباط عام 2018. والجمعة 15 نوفمبر؛ تعرضت فتاة كردية قاصر من قرية غزاوية بريف منطقة عفرين أسمها “رويا هنانو مصطفى” من مواليد ٢٠٠٤، لعملية خطف من قبل مسلحين يعتقد إنهم من فصيل “فيلق الشام” حيث كانوا يستقلون سيارة هونداي مغلقة من نوع “فان”، وبرفقتهم نساء منقبات، فيما تعرض ذوو رويا مراراً للابتزاز والتهديد من قبل مسلحي مليشيا “فيلق الشام”، ما يؤكد أن متزعمي تلك المليشيا قاموا باختطاف القاصر بغرض المطالبة بالفدية. وبتاريخ 16 نوفمبر اعتقلت مليشيا “الشرطة العسكرية” ومليشيا “الأمن السياسي” ثلاثة أشخاص هم “فرهاد محمد كولين شيخ عبدي البالغ من العمر 40 عاماً، و “سعيد غريب حسو، وزوجة سعيد “غالية حسن” في مدينة عفرين، وتم اقتيادهم لمكان مجهول، كما اعتقلت “المواطنة شيرين عبد القادر” بسبب تقديمها شكوى ضد العناصر المسلحة بتهمة سرقة سيارتها، العائدة لزوجها “كاميران منان علي” 45 عاماً الذي فقد حياته إثر التفجير في سوق الهال بتاريخ 12 حزيران، كما داهموا منزل شقيقتها وقاموا باختطافها برفقة إبنها. كذلك داهم مسلحو مليشيا “الشرطة العسكرية” منزل المواطن المسن “نوري قرة” وتم اعتقاله برفقة ابنتيه، وفي مركز مدينة عفرين اعتقلت مليشيا “الشرطة العسكرية” 6 أشخاص، بينهم 5 نساء، وهم:” خديجة قره علي، أمينة قره علي، حياة قره علي، فضيلة محمد، فضيلة كريكو، فضيلة سيدو و المسن “نوري قره علي”، حيث تم الإفراج عن ثلاثة منهم وهم كل من فضيلة كريكو وحياة قره علي ونوري قره علي، بسبب وضعهم الصحي، أما النساء الأخريات لايزال مصيرهم مجهول. كما أشار التقرير إلى اجبار 9 فتيات من الزواج من مسلحي الفصائل في منطقة عفرين، تحت تهديد وابتزاز ذويهم، و 3 حالات زواج قسري في مدينة جرابلس وواحدة في مدينة اعزاز والباب، كما وثق تعرض 11 امرأة للاغتصاب من قبل متزعمي ومسلحي المليشيات الإسلامية، ثلاث منهن فقط أبلغن عن الحادثة، تم قتل واحدة منهن في جرابلس تحت ذريعة “جريمة شرف”، فيما تم طي ملف القضية الثانية التي كانت موجهة ضد متزعم مليشيا “السلطان سليمان شاه”، المعروف باسم محمد الجاسم ابو عمشة. كما تم توثيق قتل 4 نساء واحدة في مدينة جرابلس والثانية في مدينة عفرين في الحديقة العامة، وكل تلك القضايا لم يتدخل فيها لا القضاء ولا الأجهزة الأمنية، وفيما يحتفل العالم في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي يعد شكلاً من الأشكال الخطيرة لانتهاك حقوق الإنسان، يواصل الاحتلال التركي عبر مليشياته الإسلامية تمريغ جميع العهود والمواثيق السماوية والدنيوية بوحل الفكر المتطرف ودنائة مسلحين لا يقيمون وزناً لشرع أو قانون او ضمير.

في السابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أصدرت “عفرين بوست” تقريراً تحت عنوان “والي تركي: «لا تدعوا الكُردي في شأنه حتى ترووه يمشي حافي القدمين في شوارع عفرين»”، جاء فيه: تلك العبارة ليست سوى إحدى التوجيهات والأوامر التي تلاها والٍ تركي على مسامع مجموعة من متزعمي الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني”، خلال اجتماع عُقد في إحدى نواحي إقليم عفرين المحتل، لمتابعة خطة الاحتلال التركي في إفقار مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد، ودفعهم للتهجير، وصولاً إلى إحداث تغيير ديموغرافي أكبر مما هو حاصلاً حالياً، لصالح المستوطنين المستقدمين من أرياف دمشق وحمص وغيرها، وفقاً لما نقله مراسل “عفرين بوست” عن مصدر خاص. وفي معرض توجيهاته لمتزعمي الميليشيات يقول الوالي التركي «الكُردي كالإسفنجة، عندما تعصره في كف يدك يتقلص، وما أن تفتحه يعود كالإسفنجة إلى شكله الطبيعي» في إشارة إلى الاستمرار في الضغط على مَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين، عبر عمليات الاعتقال والاختطاف والتهب والسلب والقتل وما إلى هنالك من جرائم تُمارس منذ أكثر من عام ونيف.  ونقل مراسل “عفرين بوست” عن أحد الأهالي، قول أحد متزعمي الميليشيات الإسلامية: «لا ننفذ نصف ما تأتينا من أوامر من الأتراك، والا لكانت حياتكم جحيماً لا يُطاق» ليُظهر لسكان القطاّع الأمني الذي تحت سطوته، بأنه يرأف بهم، ولا ينفذ التوجيهات التركية شفقة بهم! رغم أنه فرض أتاواة بلغت 150 عبوة زيت زيتون على أهالي قرية تحتلها الميليشيا التابعة له، وأقدم على طلب المزيد بحجة أن أسيد الزيت الذي استلمه، مرتفع. عمليات الاعتقال والخطف على يد أدوات الاحتلال من ميليشيات تنظيم الاخوان المسلمين وما يترتب عليها من تعذيب نفسي وجسدي وحتى القتل في أحيان كثيرة، أثقلت كاهل السلكان الكُرد في الإقليم، والتي تُتوج بعادة بدفع “فدية مالية” أو كفالة مالية يدفعها المُعتقل أو المُختطف للمسلحين، لتصب في النهاية في جيوب من يخطط لتلك العمليات ويحمي منفذيها أي المخابرات التركية المعروف اختصارا بـ “ميت”، وهذا ما حصل بالضبط للشاب الكُردي “م.ش” الذي اعتقلته ميليشيا “الشرطة العسكرية” لمدة شهر تقريباً. يقول الشاب لـ “عفرين بوست”: بعد أسابيع من تعذيبي في سجن “الشرطة العسكرية” تم تحويلي إلى المحكمة العسكرية، للنظر في قضيتي، فسألني القاضي: ما تهمتك؟ كان ردي لا أعلم، فبادر لسؤال آخر، وقال: “ما هو قيد نفوسك”، فجاوبته: عفرين. إذا تهمتك هي أنك كُردي من عفرين! ويضيف المعتقل الشاب أن القاضي أمر بإخلاء سبيله على ذمة الاستدعاء وقت الحاجة، على أن يدفع كفالة مالية وقدرها ألف ليرة تركية، عدا الرشاوي التي دفعها أهله للميليشيات بهدف التوسط ولافراج عنه والتي بلغت نحو 300 دولار أمريكي. وتبرّر الميليشيات الإسلامية بكافة تسمياتها من “شرطة مدينة” و”عسكرية” و”أمن سياسي” و”أمن جنائي” وغيرها، عمليات الاعتقال كون المستهدفين على صلة بوحدات حماية الشعب أو العمل لدى الإدارة الذاتية السابقة. وفي هذا السياق، تقول هيفي، وهي سيدة متعلمة وتعيش حالياً في مدينة عفرين أن كل من لديه صلة قريبة أو بعيدة بوحدات حماية الشعب، يتم تحويله إلى تركيا فوراً، أما ما عدا ذلك من اعتقالات، فهي لأجل الابتزاز المالي فقط معبّرة ذلك بـقول: ” الكل بدو يدفع مصاري”. تؤكد هيفي أن هناك حربٌ حقيقة تُشن على سبل معيشة المواطنين الكُرد، لمحاصرته بهدف طرده من أرضه، وخاصة موسم الزيتون الذي يّعد العمود الفقري في دخل أهل الإقليم قائلة: “والزيت من يومين نزله سعره بالأراضي، والدولار صار 714، فوراً التاجر لي مستلم الزيت كله بعفرين وبإشراف تركي، نزل 10 دولار من تنكة الزيت إلي صار بحدود 12 او 13 ألف يعني حق بلوزة!”. ويأتي ذلك في وقت عقد الوالي التركي في مدينة عفرين، اجتماعاً مع التجار المٌعتمدين لديه، وطلب منهم التوقف عن شراء زيت الزيتون من الدرجة الممتازة “أسيد زيرو” أو ما يُدعى بـ «الشخوطة»، وسعره حالياً (32) دولار أمريكي، والاكتفاء بشراء الدرجة الثانية والثالثة، بهدف ضرب الأسعار، وفقاً لما نقله مراسل “عفرين بوست” عن مصادر مطلعة على الاجتماع. وتقرّر في الاجتماع ذاته خفض سعر عبوة زيت الزيتون من النوع الثاني والثالث مقدار 5 دولارات، ليصل إلى ما يُعادل إثني عشرة ألف ليرة سورية، بعد أن كان يبُاع الدرجة الممتازة بتسعة عشر ألف ليرة سورية، والدرجات الأقل ب (17_16) ألف ليرة سورية. إلى جانب ذلك، كان الوالي التركي أوعز إلى مسلحي الميليشيات الاسلامية بالتدقيق في سجلات مكاتب الشحن، وعدم السماح لها بشحن الكميات الكبيرة إلى خارج الإقليم في مناطق سيطرة النظام السوري والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بهدف التحكّم بأسعار منخفضة للزيت وقطع دابر المعيشة عن المزارع الكُردي وإفقاره وتهجيره. ونشرت منظمة حقوق الانسان في عفرين، والتي تُعني بنشر أخبار الانتهاكات في الإقليم حول إشراف الحكومة التركية بشكل مباشر التحكّم بتجارة المواد الغذائية والزراعية، وقالت في تقرير لها: “فرضت الحكومة التركية من خلال المجالس المحلية قراراتها المتعلقة بالتجارة العامة للمواد الغذائية والزراعية وحصر تجارتها عبر وكلاء معتمدين من قبلهم بالتعاون والتنسيق مع بعض من المتنفذين الإداريين والمشرفين على تلك المجالس المحلية”.  وأشارت المنظمة الحقوقية إلى بروز اسم التاجر المستوطن “تامر كريدي” الذي ظهر اسمه في الموسم الماضي، حيث عُرف باحتكاره شراء مادة زيت الزيتون من خلال الوسطاء وإدخاله إلى تركيا ومن ثم تصديره للخارج وفق معايير دولية وشهادة منشأ تركية مزورة، جعلت تركيا تحقق عائدات مالية تقدر بحوالي مئتي مليون دولار أمريكي. واعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، خلال جلسة برلمانية عُقدت في الرابع والعشرون من تشرين الثاني، بسرقة بلاده لزيت الزيتون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتصديره وبيعه لدول العالم، وقال جاويش أوغلو في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي سرقته الميليشيات الإسلامية المسلحة التابعة لجيشه المحتل من عفرين، وواجه جاويش أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة الذين احتجوا على الأمر قائلاً إن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين، وتحتل عفرين المرتبة الثانية في إنتاج زيت الزيتون في سوريا، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون حوالي /18/ مليون شجرة، وتعتبر مصدراً رئيسياً لدخل معظم سكانها. ويقول مراقبون أن تقاطع المصالح الدولية والإقليمية، كان سبباً في إتاحة الفرصة  للتحالف الحكومي التركي المؤلف من حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، للانقضاض على الوجود الكُردي الطاغي في إقليم عفرين الذي كان يتمتع بحكم ذاتي، وفّر الأمن والاستقرار طيلة سنوات الحرب السورية. ففي الـ 20 من يناير 2018، شن جيش الاحتلال التركي برفقة ميليشيات إسلامية متشددة انتحلت مسمى “الجيش الوطني السوري” عدواناً عسكرياً على الإقليم الكردي، وبعد مرور نحو شهرين من مقاومة وحدات حماية الشعب لها، تم احتلال الإقليم في 18 آذار 2018.

الاختطاف..

في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أوضح الناشطون أن مسلحين أقدموا على خطف المواطن /محمد رشيد معمو/، من أهالي قرية “عبلا” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، أثناء عودته من عمله، في قرى ناحية بلبل، برفقة مواطن آخر على متن دراجة نارية. واعترضتهما سيارة من نوع “سنترف” فضية اللون بحدود الساعة الثانية عشرة ظهراً تقريباً، كانت تحوي ستة مسلحين، طلبوا منهما مرافقتهم لطرح بعض من الأسئلة عليهم حاملين معهم أمر مهمة ممهورة بختم ميليشيا” السلطان مراد”. وأشار الناشطون إلى أنه وأثناء مرور الخاطفين على الحاجز في مدخل مدينة عفرين، أخبروا الحاجز الأمني بأنهم ينتمون لميليشيا ” أحرار الشام” مؤكدة أنه وبعد اجتيازهم للحاجز أطلقوا سراح سائق الدراجة النارية و اقتادوا محمد إلى جهة مجهولة لغاية نشر التقرير. ويعمل الشاب الكُردي محمد رشيد معمو كمتطوع في “فريق لقاح سوريا” وكان تعرض للاعتقال بعيد الاحتلال التركي للإقليم، وقضى حينها شهراً في سجون الاحتلال بتهمة أداء خدمة “الدفاع الذاتي” أيام الإدارة الذاتية السابقة، ليتم إطلاق سراحه من قبل محكمة الاحتلال العسكرية، وذلك بعد دفع كفالة مالية التي تُعد بمثابة فدية لا يتم اعادتها للمعتقل حتى بعد ثبوت براءته من التهمة الموجهة إليهم.

في الثالث والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، بعد أن تمكن الاحتلال التركي برفقة ميليشيات إسلامية تابعة له، من ترسيخ احتلاله لإقليم عفرين التابع للإدارة الذاتية سابقاُ، عمل عبر نشر مراكز استخبارية تالبعة لـ “الميت” في مختلف أرجاء الإقليم، أبرزها تلك التي تقع في صالة الألعاب الرياضية في شارع الفيلات، حيث يدوام فيه عناصر من “الميت” التركي وبلباس مدني. وقد أوعز “الميت” التركي بتركيب كاميرات المراقبة على الحواجز الأمنية للميليشيات وكافة أرجاء المدن والبلدات الرئيسية، لرصد تحركات مَن تبقى من السكان الأصليين الكُرد، وكذلك لزرع عملاء بينهم، لضمان عدم إفلات أي خطوط أمنية من يده. ومع ذلك تشهد مدينة عفرين وجنديرس بدرجة أقل تفجيرات بالسيارات المفخخة وغيرها، دون أن يتم ضبط ومحاسبة أي من مرتكبيها، وهو ما يدفع المراقبين للاستفسار عن الأسباب؟ وقد أقدمت قبل نحو أسبوع، مجموعة مسلحة تتبع لميليشيا إسلامية يعتمد عليها الاحتلال في الفتك بأهالي عفرين، على خطف مواطنين كُرديين في الريف الشمالي للمدينة، وادعت أنها من ميليشيا معينة أثناء الخطف، وعندما وصلت لحاجز يديره جنود أتراك في المدخل الشرقي للمدينة، ذكرت اسماً لميليشيا أخرى لتتمكن من الدخول بمعية المختطفين الكٌرديين، وبعد تجاوز الحاجز، أفرج الخاطفون عن أحدهما وأبقت على الآخر. ولكن رغم وجود كاميرا المُراقبة على الحاجز ومعرفة المتورطين بالاسم والصورة إلا أن “أمن الاتصالات” التابع للميت التركي رفض التعاون مع ميليشيا “الأمن الجنائي” التي تبذل جهوداً للتحقيق في حادثة الخطف بمقابل مالي! رفض الميت التركي كان إشارة واضحة إلى أن الميليشيات تختطف المواطنين وتستحصل فدى مالية لصالح “الميت” التركي تحديداً، لتحقيق جملة من الأهداف وأهمها إفقار الكُرد وممارسة التهجير القسري بحقهم.

كذلك، أفرجت ميليشيا “الشرطة العسكرية” عن كل من المواطنين الكُرد “حميد سارو” و”صديقة كورنعسان” و”إبراهيم عبد القادر” بعد التحقيق معهم لفترات متفاوتة، ودفعهم مبالغ مالية تتراواح بين 15- 150 ألف ليرة سورية تحت مسمى “كفالة مالية”، وهي أتاوة تذهب لخزينة الاحتلال في حال ثبت التهمة أم لم تثبت.

في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين خلال أسبوع واحد، على اختطاف خمسة مواطنين، بينهم ثلاثة من التجار وميسوري الحال، بهدف استحصال فدىً مالية من ذويهم، في إطار الخطة الممنهجة التي تنتهجها المخابرات التركي للضغط باتجاه تهجير الكُرد قسريا من ديارهم، وإحداث تغيير ديموغرافي أشمل مما هو مُطبق حالياً في الإقليم الكُردي المُحتل. وأقدم مسلحون إسلاميون، قبل نحو أسبوع على اختطاف أربعة مواطنين من مدينة عفرين، وهم من أهالي قرية قره تبه التابعة للمركز، وعُرف منهم (عبد الهوى/تاجر زيت من عشيرة العميرات، وفؤاد عمر/صاحب معمل بيرين) فيما لم يتم التوصل لهوية المختطفين الآخرين، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم. وفيما لا يزال مصير المواطن فؤاد عمر مجهولاً، فإن مسلحين يتواصلون مع ذوي المواطن “عبد الهوى”، للتفاوض على مبلغ الفدية المطلوبة للإفراج عنه، وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن المسلحين يطلبون بـ 100 ألف دولار أمريكي. وبالتزامن مع ذلك، اختطف الشاب محمد شيخ زينل بن شيخ طاهر من أهالي قرية حبو التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، في السابع عشر من نوفمبر، وهو يعمل في تجارة زيت الزيتون في مدينة عفرين، ولا يزال مصيره مجهولاً، حيث يُرجح مطالبة ذويه بفدية مالية كبيرة. إلى ذلك أفرجت ميليشيا “الأمن السياسي” عن الشاب شوقي خليل يوم أمس بعد أن دفع مبلغ 500 دولار لقاء الافراج عنه. وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيا “فرقة الحمزة” تختطف المواطن سعيد مجيد منذ الحادي عشر من نوفمبر، وهومن أهالي قرية عتمانا وصاحب معصرة عصر الزيتون في بلدة راجو، حيث تشترط الميليشيا دفع مبلغ 15 ألف دولار للإفراج عنه.

في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حاجزاً يتبع مليشيا “فرقة الحمزة” المحتلة، مُقاماً في قرية ترندة عند مدخل مدينة عفرين، أقدم على اختطاف مجموعة من السكان الأصليين الكُرد من أهالي قرية “كورزيلة\قرزيحيل” التابعة لناحية شيراوا، أثناء ذهابهم لمدينة عفرين، وهي ليست المرة الأولى فمنذ إطباق الاحتلال تتعرض قرية كورزيليه للانتهاكات. حيث لم تتوقف عمليات الخطف منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، كان آخرها حينها في الواحد والعشرين من نوفمبر، اعتقال شخصان من أهالي قرية “كورزيله\قرزيحيل” مقيمان في مدينة عفرين، أحدهما يدعى “فرزند” من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ومن ثم تم الافراج عنهما بعد أن دفع كل منهما مبلغ مئتي دولار أمريكي للميليشيا.  

السرقات والأتاوات..

في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قامت مليشيا تابعة للاحتلال التركي بفرض ضرائب مالية على المنازل التي تمتلك الواح توليد الطاقة الشمسية في إقليم عفرين الكُردي المُحتل شمال سوريا. وقالت وكالة نورث برس أن مليشيا  “لواء سلطان محمد فاتح” فرضت ضرائب مالية على الأهالي الذين يمتلكون ألواحاً لتغذية منازلهم بالطاقة الشمسية في قرية “معملو\معمل اوشاغي” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي” بريف عفرين، بذريعة ضرائب الرفاهية لنهب أموال الأهالي. وبحسب “نورث برس”، فإن مليشي “السلطان محمد الفاتح” فرضت “5000” ليرة سوريا على كل منزل يمتلك هذه الألواح، أما من لم يتقيد بدفع المبلغ، فإن مسلحي المليشيا يداهمون منزله، ويقومون بالاستيلاء على معدات الطاقة الشمسية العائدة ملكيتها للأهالي. وقبل إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين، وخاصة في أعوام 2016، 2017 و2018، انتشرت الالواح الشمسية بدرجة كبيرة جدا في إقليم عفرين وريفه، حيث كانت سبيلاً للحصول على الطاقة المتجددة النظيفة، فيما ساهم الامن والامان الذي كانت عفرين تعيش في ظل الإدارة الذاتية المشكلة من ابنائها على القيام بمختلف المشاريع الاقتصادية دون مخاوف من تعرضها للسلب او النهب.

في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اعترف وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، بسرقة قوات الاحتلال التركي لزيت الزيتون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتصديره وبيعه لدول العالم. وقال جاويش أوغلو في كلمته أمام البرلمان، إن الحكومة التركية تبيع وتصدر زيت الزيتون الذي سرقته الميليشيات الإسلامية المسلحة التابعة لجيشه المحتل من عفرين. وواجه جاويش أوغلو انتقادات أعضاء المعارضة الذين احتجوا على الأمر قائلاً إن عوائد بيع زيت الزيتون تستخدمها الحكومة التركية في تقديم الخدمات في عفرين. وتحتل عفرين المرتبة الثانية في إنتاج زيت الزيتون في سوريا، حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون حوالي /18/ مليون شجرة، وتعتبر مصدراً رئيسياً لدخل معظم سكانها. وتقوم الميليشيات الإسلامية بالاستيلاء على الأراضي الزراعية وبساتين الزيتون وكافة المواسم الأخرى العائدة ملكيتها للمُهجرين قسراً من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتُشغل المستوطنين

نشر التطرف..

في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أكد مصدران موثوقان لـ “عفرين بوست” أن المدعو “أبو يعقوب”، وهو أحد عناصر داعش المعروفين، قد شوهد وهو يتجول في مركز ناحية راجو بريف إقليم عفرين، بفستانه القصير الخاص بتنظيم داعش، والسلفيين كالقاعدة. كما شوهد مرة أخرى في “المحكمة العسكرية” التابعة للاحتلال مؤخراً،حيث أشارت بعض المواقع الإخبارية إلى عمله في أمنية راجو الذي يقودها المدعو خالد علوش “أبو سليمان” أحد متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية”. وأشارت المصادر إلى أن بلدة راجو والقرى التابعة لها تعج بعناصر داعش الذين لا يتوانون عن إظهار انتمائهم للتنظيم الإرهابي، من خلال ارتداء الفساتين القصيرة والمشي حُفاة في الشوارع، خاصة في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر أغلب مسلحيها من محافظات دير الزور والحسكة والرقة. ويعدُّ المدعو “أبو يعقوب” من أخطر عناصر داعش في دير الزور، وكان له الدور الأكبر في الإيقاع بأبناء محافظته أثناء فترة حكم داعش، ويعتبر من أوائل الملتحقين بصفوفه، حيث فرّ إلى مناطق الاحتلال التركي، ليلتحق بصفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” في عفرين، بعد سقوط التنظيم في معقله الأخير “الباغوز” على يد قوات سوريا الديمقراطية.

في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، استنكرت النساء الإيزيديات في مدينة حلب الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، بحق النساء عامة والإيزيديات خاصة، وطالبن المنظمات الحقوقية والمعنية بالإنسان بمحاكمة هؤلاء المتطرفين واتخاذ الإجراءات اللازمة. وأصدر البيت الإيزيدي في حلب بياناً إلى الرأي العام وذلك أمام البيت الإيزيدي في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، قرأته الإدارية في البيت الإيزيدي رانيا جعفر، وجاء في نصه: “منذ مئات السنين تتعرض الديانة الإيزيدية لحملات الإبادة الجماعية، حيث كانت أقصاها أثناء الاحتلال العثماني الذي حاول طمس هذه الديانة، لأن بقاء الديانة الإيزيدية يعني استمرار المقاومة ضد الاحتلال، وبقاء اللغة والثقافة والتراث الكردي”. متابعةً: “ومنذ احتلال عفرين من قبل الدولة التركية الاستعمارية ومرتزقتها، قام الاحتلال بأبشع الجرائم بحق الحجر والشجر والبشر، إضافة للانتهاكات بحق المجتمع الإيزيدي من قتل وخطف واغتصاب، وفي الآونة الأخيرة ازدادت عمليات الخطف والقتل بحق المرأة الإيزيدية، حيث قُتلت الشابة نرجس داوود من قرية كيمار بدم بارد، وخُطفت الطفلة الإيزيدية رويا هنانو من قرية غزاوية مقابل دفع فدية مالية باهظة، حيث مُورس بحقها كافة أنواع التعذيب النفسي والجسدي”. وأردف البيان: “وعند غزوهم لشمال وشرق سوريا قاموا بكافة الانتهاكات الإجرامية بحق أهالي المنطقة بكافة مكوناتها، والقيام بأعمال العنف التي مارسوها على المرأة بشكل خاص كالشهيدة هفرين خلف وآمارا وبارين والتمثيل بجثثهن”. وأدانت النسوة باسم المرأة الإيزيدية بحلب “الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقته بحق المرأة في روج آفا”، وطالبن كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية بوقف هذه الانتهاكات اللاإنسانية واللاأخلاقية بحق المرأة و”محاكمتهم واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.

التفجيرات واقتتال المليشيات..

في الثالث والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، شهدت بلدة راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، استنفارا أمنياً كثيفاً، من قبل جنود الاحتلال التركي وعناصر استخباراته إلى جانب الميليشيات الإسلامية التابعة لها، دون أن تُعرف أسباب لحد الآن وفقا لمُراسل “عفرين بوست” في الناحية. وقال المُراسل أن قوات الاحتلال التركي كانت تمنع المارّة من التوقف على الأرصفة، وتطلب منهم الانصراف بسرعة، مشيراً لاحتمال زيارة شخصية كبيرة من قوات الاحتلال للبلدة. ويُعرف أن الاحتلال التركي عمد إلى ربط نواحي راجو، جنديرس و”شيه/شيخ الحديد” (الجهة الغربية للإقليم)، إدراياً وأمنيا بولاية هاتاي التركية، فيما ربطت نواحي بلبلة و”شرا\شران” و”موباتا\معبطلي” ومركز عفرين (الجهة الشرقية والشمالية) بولاية كلس التركية.

في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، جرح 5 أشخاص، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من طريق راجو وسط إقليم عفرين الكُردي المُحتل، فيما قالت مصادر محلية إن عبوة ناسفة انفجرت داخل سيارة أمام مطعم الشلال في شارع “مبنى هيئة الصحة\السياسية سابقاً”، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح، نقلوا جميعهم إلى المشافي التركية. وذكرت المصادر ذاتها بأن التفجير خلف أضرار مادية في الأبنية والمحلات التجارية، وسط إنتشار عناصر ميليشيا “الشرطة العسكرية” وإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية لمكان الحادثة. ولطالما حاولت المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اتهام المقاتلين الكرد بتنفيذ تفجيرات إرهابية يقومون بها بين بعضهم البعض في إطار تنافسهم على ما يعتبرونها غنائم غزوهم لـ عفرين تحت راية المحتل التركي.

في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارة أحد مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بحي الأشرفية في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقال مراسل “عفرين بوست” في المركز أن سيارة عسكرية مُلغمة بعبوة ناسفة، انفجرت في منطقة طريق “ترنده\الظريفة” بالقرب من مثلجات الزيتوني ، ما أدى لأضرار مادية في موقع التفجير. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن مسلحاً من ميليشيا “فيلق الشام” كان على متنها، ما أدى لمقتله.     

استيطان عفرين..

في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، افتتح الاحتلال التركي مكتباً لتسجيل أسماء المستوطنين من عوائل المسلحين المشاركين في الغزو التركي لشرق الفرات في حي الأشرفية، تمهيداً لإرسالهم إلى مدينتي “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، وفق ما نقله مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وجاءت الخظوة تحت الضغط التي شكلتها التظاهرات المنظّمة من النساء المستوطنات في حي المحمودية، والذي شهد خروج ثلاثة تظاهرات للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن وذويهن من المسلحين المشاركين في معارك العدوان التركي على شمال وشرق سوريا. ففي السادس عشر من نوفمبر، قال مراسل “عفرين بوست” أن جنود الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على تفريق مجموعة من النساء المستوطنات، كن تجمعن في حي المجمودية للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن وأبنائهن، الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا. وجاءت المظاهرات وسط سيادة حالة صدمة، يأس وخوف في أوساط المسلحين المتبقين في عفرين، ما دفع الكثير منهم للتواري عن الأنظار، مع استمرار توافد جثث قتلى المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، من معارك شرق الفرات مع قوات سوريا الديمقراطية. وتستقبل مشافي الإقليم المُحتل يومياً جثث القتلى القادمة من شرق الفرات، حيث يتم دفن القتلى ليلاً وسط تكتم شديد، خاصة في مقابر مدينة جنديرس وبلدة معبطلي وحي الزيدية في مدينة عفرين.

في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين المُحتل، أن ميليشيات الاحتلال التركي اعتقلت ستة أشخاص من المستوطنين بينهم أربع نساء في مبنى سكني وسط مدينة عفرين بتهمة “ممارسة الفاحشة\الدعارة”. وأوضح المُراسل أن ما تسمى بـ «مباحث الشرطة العسكرية» أقدمت، على اعتقال أربع نساء مُنحدرات من ريف دمشق، نن مبنى يقع في محيط مديرية الزراعة بحي المحمودية، إضافة إلى مستوطنين أثنين ينحدران من المنطقة الشرقية، كانوا يتواجدون في ذات المبنى. وشهدت عفرين بعد احتلالها في أواسط آذار 2018، بروز حالة رمي أطفال حديثي الولادة في الأماكن العامة، وكذلك وجدت جثث نساء قتلن في ظروف غامضة، وتم رميهنّ في أماكن نائية ومقطوعة، حيث لم تعهد عفرين تلك المظاهر سابقاً، عندما كانت عفرين تعج بسكانها الأصليين الكُرد. وفي هذا السياق، يؤكد ناشطون محليون افتتاح متزعمي الميليشيات الإسلامية العديد من دور الدعارة، تحت مسمى “بيوت الشهداء” بحجة إيواء أرامل القتلى الميليشيات، خاصة في حي المحمودية والمركز الثقافي والأشرفية، وهو ما تذهب إليه حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي تابعة للميليشيات المتنافسة، حينما تفضح بعضها البعض.

في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، رفض مستوطنون ممن التحق أفراد من عائلاتهم بالغزو التركي، إخلاء ثلاثة منازل كانوا قد استولوا عليها في قرية “ماتينا\ماتنلي” التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، قبل حصولهم على “خوة\أتاوة”. وقال مراسل “عفرين بوست” في شرا، إن عائلات المستوطنين رفضوا إخلاء ثلاثة منازل في قرية ماتينا وتسليمها لأصحابها الموجودين في القرية، مطالبين بمبلغ مئتي ألف ليرة سورية لقاء إخلاء كل بيت. وأشار المراسل بأن المستوطنين قاموا بتهديد أصحاب المنازل بحرقها وتدميرها في حال عدم قبولهم بدفع المبلغ المطلوب، فيما تحتل القرية ميليشيا “فرقة السلطان مراد” ويستولي على منازلها مستوطنون من ريفي حمص ودمشق.

في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، افتتحت ميليشيا “الشرطة الحرة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، دورة تدريبية جديدة أمام المستوطنين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بغية أرسالهم إلى المناطق المُحتلة في شمال وشرق سوريا. ونقل مراسل “عفرين بوست” عن مصادر مطلعة أن الميليشيا التي تتخذ من مبنى “الجنائية” سابقاً مقراً لها، فتحت الباب أمام المتطوعين للخضوع لدورة تدريبية مدة شهر واحد في مرسين التركية، ليتم سوقهم فيما بعدها برفقة عوائلهم من المستوطنين إلى المدينتين المٌحتلتين في الشمال السوري (سريه كانيه\رأس العين، و كري سبي\تل أبيض).  وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد اكد في الرابع والعشرين من نوفمبر ، إن الاحتلال التركي يواصل عملية التغيير الديمغرافي ضمن المناطق التي احتلتها شمال سوريا خلال غزوة “نبع السلام”، حيث علم المرصد السوري من مصادر موثوقة أنه جرى توطين عدد كبير في مدينة رأس العين (سريه كانيه)، غالبتيهم من محافظة إدلب. وفي إطار التغيير الديمغرافي أيضاً، أجبرت المليشيات الإسلامية مَن بقي في المناطق التي احتلوها في الشمال السوري للرحيل ومنع الأهالي من العودة. إذ قالت مصادر المرصد السوري أن بعض الأهالي عادوا للاطمئنان على منازلهم في سريه كانيه\رأس العين، إلا أنهم وجدوها خاوية على عروشها، بعد عمليات السرقات والتعفيش التي نفذتها المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، كما أن المليشيات منعت مواطنين من إخراج ممتلكاتهم من بعض المنازل التي لم تسرق بعد. 

تغيير معالم الإقليم..

في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أعلنت وسائل إعلام تابعة للاحتلال التركي أن جامعة غازي عنتاب، افتتحت عدة كليات في مناطق غزوها المعروفة بـ “درع الفرات” و”غصن الزيتون” في شمال سوريا، والتي تم احتلالها بحجة محاربة داعش في جرابلس، وبهدف القضاء على الوجود الكردي في عفرين. وقال أحدهم ويدعي كونه باحثاً في كلية التربية التي افتتحتها جامعة غازي عنتاب في عفرين، ويسمى “خليل إبراهيم إيلغي”،  إن الكليات الجديدة افتتحت في مدن الباب وأعزاز وعفرين وجرابلس؛ ما سيتيح للطلاب السوريين فرصة مواصلة تعليمهم الجامعي. وعلى طريقة كل الانظمة المستبدة، قال أن الجامعة التركية افتتحت كليات تابعة لها شمالي سوريا بناءً على مرسوم رئاسي، مضيفاً: “تم افتتاح مدرسة مهنية عليا في مدينة جرابلس، وكلية للتربية في عفرين، وكلية العلوم الإسلامية في أعزاز، وكلية العلوم الإدارية والاقتصادية في الباب”. مدعياً أن عدد الطلاب الذين تقدموا لاجتياز اختبار القبول بكلية التربية في عفرين بلغ 3 آلاف طالب، وأنه تم قبول 120 طالبا، مبيناً أنّ كلية التربية في عفرين تنقسم إلى 3 فروع هي قسم معلم الصف، وقسم الإرشاد النفسي، وقسم اللغة التركية. ويتناسى مسؤول الاحتلال التركي حربهم المدمرة على عفرين، والتي احتلت فيها ارضاً بقوة السلاح دون وجه حق، فتحولن كل ما عليها إلى غنائم للمسلحين، ولم تسلم منها حتى المدارس، إذ قامت مليشيات الاحتلال خلال العام 2018، بتحويل مدرسة الكرامة الى مقر للشرطة العسكرية، وثانوية البنات في حي عفرين الجديدة، بالقرب من ساحة آزادي، إلى مقر قيادة الشرطة، وتحويل المركز الثقافي إلى مقر لمليشيا “فرقة الحمزة”، ومدرسة فيصل القدور المتواجدة على طريق ناحية جنديرس إلى مقر للاستخبارات التركية. إضافة لتغيير أسماء المدارس المتواجدة، والشوارع الفرعية والرئيسية إلى اسماء تركيا ضمن خطة تهدف لتغيير ملامح المدينة الاصلية. كما حرم الغزو التركي الطلاب الكُرد في عفرين من التعلم بلغتهم الام، حيث تعمل تركيا على فرض هويتها وثقافتها عبر فرض اللغة التركية، إضافة إلى انتهاكات جسيمة أخرى، ففي الرابع من أغسطس \ آب العام 2018، قام جيش الاحتلال التركي وميلشياته، بتحويل مدرسة “ابتدائية شرا” في قرية خربة شرا إلى مقر للشرطة العسكرية التابعة للاحتلال التركي، وانتشر فيها ما يقارب المائة والخمسون مسلحاً. وبالإضافة إلى ذلك، قام الاحتلال بتحويل مدرسة “أمير غباري” في مركز مدينة عفرين إلى مقر استخباراتي تركي، يتم فيه تعذيب المدنيين، إضافةً إلى مدرسة ثانوية شرا التي تحوّلت إلى مقر أمني أيضاً. وفي الخامس عشر من نوفمبر العام 2018، نشرت وكالة الاناضول الرسمية التركية وصفحة “‏القوات الخاصة للبوليس التركي” المعروف بـ اختصار (PÖH)، صوراً تكشف عن قيامهم بتحويل مدرسة الى مقر عسكري. فيما تسبب الاحتلال التركي بإغلاق المعاهد المتوسطة والجامعة الوحيدة في عفرين، مما أفقد الآلاف من طلابها استكمال تحصيلهم الدراسي، في وقتٍ كان فيه المئات على أبواب التخرج، بعد وصولهم للعالم الدراسي الثالث ضمن جامعة عفرين. وفي الثالث من تموز\يوليو العام 2018، قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا في فتح مدارس عفرين والمساعدة في إدارة مستشفيات، وفي هذه المنطقة يدرس تلاميذ المدارس اللغة التركية كما توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”، كما قامت أنقرة بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية. وفي سياق متصل نشر موقع (دوغروسي) المتخصص في الشأن التركي، لقطات من داخل مدينة عفرين وإحدى المدارس في المدينة، تظهر أحد عناصر مليشيا “الجيش الحر” وهو يعلم الطلاب عبارات الشكر لأردوغان وتركيا، فبعد احتلال الجيش التركي والمليشيات الإسلامية المتطرفة المتحالفة معها، لمركز مدينة عفرين، تم إسقاط تمثال “كاوا الحداد” الذي يعتبر من المعالم الثقافية لمدينة عفرين الكُردية، كما علق الجنود الأتراك العلم التركي في أنحاء عفرين.

اشجار عفرين..

في الثاني والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، شن المسلحون حملات احتطاب شعواء على الغابات الحرجية والصنوبرية وحقول الزيتون التي تغطي أغلبية مساحة الإقليم المحتل، حيث أكد مراسلوا “عفرين بوست” إقدام ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، على قطعٍ كلّي أو جائر (جزئي) في أفضل الأحوال!، لعشرات الآلاف من أشجار الزيتون، في حقول المهجّرين الكرد، لتشحن الأحطاب إلى مدينة عفرين ومنها إلى المناطق المجاورة وتباع هناك. وتشهد ناحية جنديرس عمليات قطع ضخمة في الغابات الصنوبرية المنتشرة في الجبال والهضاب الواقعة في ريفها، ومن أبرز النقاط المستهدفة: غابة بريم حسكولكا: التي تبعد بنحو 500 م من قرية مسكيه شمالاً، وتُقدر مساحتها بـ 150 ألف متر مربع، وتم قطع أشجارها بالكامل، وكذلك تم قطع مساحات في جبل بليل وجبل خوجه. كذلك، غابة “نوالا عرب” تقع غرب قرية خالطا بـ 1كلم، وتقدر مساحتها بـ 70 ألف متر مربع، وتم قطعها بالكامل، وأيضاً غابة جبل”حسيه” يقع بين قريتي كوردا وخالطا وتقدر مساحتها بـ 500 ألف متر مربع، وبدأ العمل على قطعها مؤخراً.

في الثالث والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” إلى مُعاناة المرزاعين في إقليم عفرين الكردي المحتل، من ارتفاع اسعار المحروقات، خاصة عقب شن الاحتلال التركي غزوه على شرق الفرات، ضمن ما سمي بـ “نبع السلام” حيث وصل سعر برميل المازوت لـ 104 آلاف ليرة. حيث ارتفعت اسعار المحروقات مما أدى بدوره إلى ارتفاع اسعار فلاحة اشجار الزيتون إلى قرابة الـ 375 ليرة سورية، علماً أنها كانت في عهد الإدارة الذاتية عند قرابة الـ75 ليرة، وبالتالي يعكس الارتفاع الكبير جانباً من جوانب التدهور الاقتصادي التي وصل إليها سكان عفرين الأصلييون الكرد، بحكم سياسات الاحتلال التركي الرامية إلى تركيع الاهالي عبر اذلالهم في لقمة عيشهم، ومنع سبل العيش عنهم. ويعمد مسلحو الاحتلال التركي من المليشيات الإسلامية إلى استخدام الجرارات الزراعية بأعمال السخرة والتي تتم مجاناً في الفلاحة ونقل الحطب، فمثلاً في قرى (وركا وخليلاك وقوطا و بيباكا)، يُجبر أصحاب الجرارات على نقل الحطب مجاناً من قبل قبل مليشيا “فرقة السلطان مراد” ومليشيا “فيلق المجد”. وفي قرى (عمارا وشيخوتكا) يُجبر أصحاب الجرارات على فلاحة الأراضي المستولى عليها مجاناً من قبل مليشيا “جيش النخبة”.

في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت وكالة هاوار للأنباء أن جيش الاحتلال التركي ومسلحيه، قطعوا مئة شجرة زيتون أخرى عائدة لأهالي قرية أغجلي بمقاطعة عفرين، وضمن سلسلة جرائمهم وانتهاكاتهم بحق أهالي وطبيعة عفرين، أقدم مسلحو مليشيا “أحرار الشرقية” أمس الأحد، على قطع 100 شجرة زيتون أخرى عائدة لأهالي قرية أغجلي التابعة لناحية جنديرس في إقليم عفرين، حيث تمتد أعمار الأشجار التي تم قطعها إلى أكثر من 70 عاماً.

في السابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن مسلحي ميليشيا “فليق المجد” التي يتزعمها حاليا المدعو “أبو عادل” أقدموا على قطع مئتين وخمسين شجرة زيتون بشكل جائر في محيط قرية جوبانا، بهدف بيع أحطابها بعد أن لاقت رواجاً عقب ارتفاع أسعار المحروقات ودره لمكاسب مالية كبيرة على المسلحين. وتعود ملكية الحقل المُستهدف للمواطن “أحمد علو” من أهالي قرية كيلا التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، الذي يقيم في أوروبا منذ فترة طويلة. وأضاف المُراسل أن الميليشيا تقوم حالياً بجرد جديد لحقول الزيتون، بهدف الاستيلاء على المزيد من أملاك الغائبين والمهجّرين بتهمة انتمائهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، والانتفاع من محاصيلها وأحطابها.                 

مقاومة الاحتلال..

في الرابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، دفنت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، خلال الأيام الثلاث الأخيرة فقط، 17 قتيلاً في عفرين، بعد لقوا حتفهم خلال عدوانهم في معارك الغزو التركي ضد مناطق شمال وشرقي سوريا، وفقا لما رصده مراسل “عفرين بوست” من وقائع تشييع القتلى في مركز الإقليم المُحتل. ففي يوم الخميس الموافق للــــواحد والعشرين من نوفمبر ، شهدت مقبرة “كرسانة” دفن عشرة قتلى من ميليشيا “لواء المعتصم” بينهم المتزعم “عبد المحسن الفتّال”، حيث إنحدر غالبية هؤلاء القتلى من مدينة حمص. بدورها، دفنت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” يوم الجمعة، أربعة قتلى من مسلحيها في مقبرة الزيدية وسط مدينة عفرين، كما جرى افتتاح مراسم عزاء لثلاثة قتلى من جماعة “الأوسو” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” في حي الأشرفية بعفرين.

في الخامس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، رصد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، ظهيرة، وصول جثث ثمانية عشر قتيلاً من مسلحي الميليشيات الإسلامية المُشاركة في الغزو التركي على مناطق شمال وشرق سوريأ إلى عفرين. وأكد المُراسل أن القتلى ينتمون لميليشيا “الجبهة الشامية”، وكانوا محملين على متن ثلاث عربات من نوع “تويوتا” كانت في طريقها إلى مشفى “الشهيد فرزندا العسكري”، لوضعها في ثلاجات الموتى تمهيداً لدفنها في أراض الإقليم المحتل.

كذلك، نفذت “قوات تحرير عفرين” عدة عمليات نوعية في إطار عملياتها الانتقامية ضد قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في كل من عفرين ومدينة إعزاز، حيث تمكنت من قتل عدد من جنود الاحتلال التركي والمسلحين، وأصابة عدد آخر. وفي هذا السياق، أصدرت القوات بياناً إلى الرأي العام حول سلسلة عملياتها في كل من عفرين وإعزاز، وجاء في نصه: “في أطار عمليات قواتنا الانتقامية ضد الاحتلال التركي ومرتزقته في إقليم عفرين ومدينة إعزاز، نفذت قواتنا عدة عمليات نوعية”. متابعةً: “في الـ23 من تشرين الثاني، نفذت قواتنا عملية في قرية مريمين التابعة لناحية شرا ضد موقع لجنود الاحتلال التركي، أصيب على أثرها 9 جنود للاحتلال إصابة أثنان منهما خطيرة”. مردفةً: “وفي قرية خزيوي التابعة لناحية شيروا نفذت قواتنا عملية ضد قوات الاحتلال التركي، وبنتيجتها قتل مرتزقتان أحدهم يدعى إبراهيم موسى العلي من مدينة إدلب. وفي نفس التاريخ نفذت القوات في ريف مدينة إعزاز عملية ضد قوات الاحتلال التركي، وأصيب في العملية 3 مرتزقة”. مستطردةً: “وبعد تنفيذ قواتنا لهذه العمليات، أقدم الاحتلال التركي ومرتزقته على استهداف قرى مالكية، مرعناز، شيخورزي، قلعة شيخورزي وعلقمية التابعية لناحية شيرا، بقذائف الهاون بشكل مكثف”.

في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، طالبت قوات الاحتلال التركي متزعمي الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ممن يعرفون بـ (الجيش الوطني، الجيش الحر) في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بتأمين دفعة جديدة من المسلحين، بغية سوقهم إلى معارك الغزو في شرق الفرات. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن قوات الاحتلال التركي طالبت بنحو ألفي مُسلح من المليشيات المتواجدة في عفرين، لنقلهم إلى جبهات القتال لجانب الغزو التركي على شرق الفرات. وأشار المراسل بأن الكثير من المسلحين يتعمدون التواري عن الأنظار، والتخلي عن البدلات العسكرية وحلق لحاهم، خاصة مع قدوم مزيد من قتلى تلك المليشيات المسلحة من شرق الفرات إلى عفرين.

كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين” في بيان كتابي اصدرته، أن قواتهم نفذت بتاريخ 25 تشرين الثاني عملية عسكرية ضد مواقع مسلحي مليشيا “لواء الوقاص” في قرية تويس في منطقة مارع، وأسفرت العملية عن مقتل 5 مسلحين وإصابة 6 آخرين. وأشار البيان إلى أن قواتهم تصدت للمليشيات المسلحة التي حاولت تنفيذ هجوم على قرية المالكية في ناحية شرا\شران، ما أسفر عن فشل الهجوم، فيما قصفت قوات جيش الاحتلال التركي قرية مرعناز في الناحية ذاتها. وصعدت “قوات تحرير عفرين” من هجماتها على نقاط تمركز الميليشيات الإسلامية بريف عفرين وعموم ريف حلب الشمالي، منذ بدء الغزو التركي على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، وصلت دفعت جديدة من قتلى الميليشيات الإسلامية المُشاركين في الغزو التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، حسب ما أورده مراسل “عفرين بوست”. وقال المراسل إن ميليشيا “لواء المعتصم” المتمركزة في مبنى وكالة “هاوار”سابقا، دفنت أربعة من مسلحيها القتلى في مقبرة كرسانة جنوب مدينة عفرين، وكانوا ينحدرون من مدينة حمص. مضيفاً أن ميليشيا “الجبهة الشامية” استقبلت بدورها في حي الأشرفية، ضمن مقر ما يسمى “جماعة الأوسو”، ثلاثة من جثث مسلحيها الذين قتلوا في معارك شرق الفرات، حيث كان ينحدر القتلى من بلدة حيان شمال حلب.

كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين”، في بيان صادر عنها، إنها تمكنت من القضاء على 6 مسلحين التابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يطلقون على أنفسهم مسميات عديدة أبرزها (الجيش الوطني، الجيش الحر)، وغيرها. وقالت القوات في بيانها: “بتاريخ 26 تشرين الثاني  نفّذت قواتنا عملية قنص في محيط مدينة مارع، استهدفت مجموعة من مرتزقة الاحتلال، قُتل على إثرها مرتزق واحد”. متابعةً: و”بتاريخ 27 تشرين الثاني استهدفت قواتنا مجموعة من مرتزقة ما يسمون بأحرار الشمال، وذلك في قرية كفر كلبين التابعة لمنطقة اعزاز، قُتل على إثرها 3 من مرتزقة المجموعة أُصيب اثنان آخران بجروح”. مردفةً: “وفي ذات التاريخ استهدفت قواتنا مجموعة من مرتزقة المعتصم في محيط مدينة مارع، وعلى إثرها دمّرت قواتنا عربة عسكرية للمرتزقة، حيث قُتل مُرتَزَقَيْن إضافة لإصابة 3 آخرين بجروح”.

مهجرو عفرين..

في السادس والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، باشرت لجنة الزراعة والاقتصاد بمشاركة أهالي عفرين المهجرين في الشهباء، بجني محصول البطاطا، حيث سيتم توزيع المحصول على أهالي عفرين الذين يعانون من حصار مفروض عليهم من قبل الاحتلال التركي الذي ينهب مع مسلحي تنظيم الإخوان المسلمين أملاك أهالي عفرين المهجرين قسراً عقب الغزو التركي يناير العام 2018، إضافة لمنع النظام السوري لأهالي عفرين بالتوجه إلى حلب. ووفق وكالة هاوار للأنباء التي أوردت الخبر، فإن الإدارة الذاتية في إقليم عفرين تسعى إلى كسر الحصار المفروض عليهم من قبل النظام السوري من جهة، وجيش الاحتلال التركي ومسلحيه من جهة أخرى، وذلك بإمكاناتهم الذاتية، والاعتماد على الانتاج المحلي. حيث تعمل الإدارة الذاتية على توزيع الأراضي الزراعية على الأهالي لزراعتها والاستفادة من محصولها، وتوفير فرص العمل للأهالي، وفي هذا السياق كانت لجنة الزراعة والاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية قد زرعت 6 هكتارات في المنطقة بالبطاطا وذلك لدعم الاقتصاد المحلي. وباشرت لجنة الزراعة والاقتصاد بجني محصول البطاطا، وبحسب الإداريين سيصل الانتاج إلى قرابة الـ 150 طن، فيما يعمل 250 شخص من أهالي عفرين على جني المحصول، وهم يتقاضون 2500 ل.س لكل عامل يومياً، حيث يبدأون العمل من الساعة الـ 08:00 صباحاً، إلى الساعة الـ 15:00 مساءً. وبحسب الإداريين في اللجنة سيتم توزيع المحصول على أهالي عفرين عن طريق الكومينات والمجالس، بحسب عدد أفراد كل عائلة، في كل من قرى ونواحي الشهباء وناحية شيراوا بالإضافة لمخيمات (برخدان ـ سردم ـ عفرين ـ العودة ـ الشهباء). وقال الإداري في لجنة الزراعة والاقتصاد المهندس الزراعي “باسم عثمان” في لقاءٍ أجرته معه وكالة هاوار، أن لجنة الزراعة زرعت البطاطا بهدف جني المحصول وتوزيعه على الأهالي، وتابع بالقول “اليوم نجني المحصول، وهو جيد بالنسبة للأعوام الأخرى، ونُوفّر من خلالها فرصة عمل لعدد من الأهالي، وسنعمل على توزيع المحصول على الأهالي في وقت لاحق”. بدورها، قالت العاملة فيدان عثمان بأن لجنة الزراعة والاقتصاد وفرت لهم فرصة عمل، لتلبية حاجاتهم اليومية، وشكرت لجنة الزراعة والاقتصاد على مساعدتها للأهالي، رغم الإمكانيات الضئيلة، متابعةً بأنهم عملوا على جني محصول الخضار قبل الآن، وإن اللجنة وزّعت المحصول على الأهالي. أما العاملة أمل عبدو فقالت “نعاني ظروفاً صعبة في مقاطعة الشهباء بسبب الحصار الخانق المفروض من قبل النظام السوري، بالإضافة إلى الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي ومرتزقته من قصف متكرر على القرى المُكتظة بالسكان في مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا”. موضحةً إن المنظمات الدولية تغض النظر عن أهالي عفرين المُهجّرين والقاطنين في المخيمات، وعدم تأمين الاحتياجات اليومية للأهالي المُهجّرين، واختتمت بالقول “نحن سعداء بعملنا هذا، وممتنين لما تقدمه لجنة الزراعة والاقتصاد لنا من مساعدات”.

في السابع والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، قصفت قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، عدة قرى الشهباء وناحية “شرا\شران” في ريف عفرين، طال أخيراً قرية آقيبه في ناحية شيراوا. وقال وكالة هاوار للأنباء أن قصف جيش الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية المتطرفة طال قرية أقيبة التابعة لناحية شيراوا، عقب قصف مدفعي وصاروخي طال ناحية تل رفعت وقرى حربل وشيخ عيسى بـ الشهباء، وقرى مالكية ومرعناز وشوارغة في ناحية شرا\شران. وكان آلاف المهجرين من أهالي عفرين، والقاطنين حالياً بصفة مؤقتة في تل رفعت التابعة للشهباء، قد تظاهروا في العاشر من نوفمبر، رفضاً للتهديدات التركية بغزو المناطق التي هجروا إليها، ويطالب مهجرو عفرين بخروج الاحتلال التركي ومليشياته من أرضهم، ليتمكنوا من العودة لها.

في الثامن والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، دعماً لأهالي عفرين المتواجدين في مخيمات الشهباء، قدم اتحاد المنتجين بحلب في حي الشيخ مقصود 7500 قطعة من الألبسة الشتوية، وفق ما اعلنته وكالة هاوار للأنباء، حيث تمثل هذه الوجبة، الدفعة الثانية من المساعدات المقدمة من اتحاد المنتجين بحلب إلى المهجرين قسراً من عفرين. وقد تقدمت الرئاسة المشتركة لاتحاد المنتجين في حلب بالشكر لجميع المساهمين في المساعدات، وطالبت جميع المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة لأهالي عفرين والقيام بمسؤولياتهم الإنسانية. وكان اتحاد المنتجين في حلب قد أرسل في السادس عشر من أيلول الماضي، وتحت شعار “بقلمي أنتصر”، حقائب مدرسية وقرطاسية وأحذية لطلبة المرحلة الابتدائية في مخيمات الشهباء، بعد جمع التبرعات من منتجي ورشات حي الشيخ مقصود في حلب. وعقب احتلال عفرين، توجه عشرات آلاف المهجرين العفرينيين إلى أحياء الاشرفية والشيخ مقصود، الذين تقطنهما أغلبية كُردية في حلب، حيث يسعى هؤلاء لتجاوز مآسي الحرب بمحاولة إعادة تدمير عجلة الاقتصاد، التي تعتبر اساساً لأي مجتمع يسعى لمقاومة محتليه. وكانت الصناعة في عفرين قد شهدت خلال الاعوام الممتدة من 2014 إلى 2018، تطوراً ملحوظاً حيث ساهم أبناء عفرين الاقتصاديون في إدارة عجلة الأعمال في عفرين، عبر افتتاح مئات المشاغل ومعامل أنتاج الالبسة الجاهزة والكثير من الصناعات التي لم تعهدها عفرين قبل العام 2011، نتيجة سياسات النظام السوري الذي كان يمنع الكرد من افتتاح منشآت اقتصادية في عفرين. فخلال حكم “الإدارة الذاتية” توسعت المعامل والصناعات الموجودة، كما استُقدمت صناعات لم تكن موجودة فيها سابقاً، وعلى راسها صناعة الألبسة الجاهزة والعبوات البلاستيكية وغيرها، بينما كانت الصناعات الموجودة سابقاً متعلقة بالإنتاج الزراعي كمعاصر الزيتون ومعامل البيرين والصابون. وارجع اقتصاديون حينها نمو الحركة الصناعية في الإقليم الكُردي إلى “الاستقرار” الذي كان موجوداً في عفرين، حيث نقل منتجو الألبسة الجاهزة الكُرد منشآتهم من حلب إلى عفرين، لكنهم عادوا إلى حلب مجدداً بعيد احتلال الإقليم الكُردي. وبينت معلومات سابقة، أنه من أصل 500 منتج كُردي للألبسة كان يعمل في عفرين في عهد “الإدارة الذاتية”، لم يتبقى سوى العشرات، لكنهم أيضاً غير قادرون على افتتاح أي اعمال، نتيجة مخاوفهم من التعرض للسرقة والخطف. وحاول الاحتلال التركي من خلال تشكيل هيئات اقتصادية للمستوطنين من ذوي المسلحين، ترسيخ احتلاله للإقليم الكُردي، عبر منحهم الكثير من التشريعات التي تشجعهم على افتتاح المنشآت الصناعية في عفرين، لحضهم على الاستقرار في المنطقة، وترسيخ التغيير الديموغرافي. وفي المُقابل، عمد الاحتلال التركي منذ إطباقه الاحتلال العسكري على عفرين، إلى تطبيق سياسة التفقير بحق السكان الأصليين الكُرد من أبناء المنطقة، عبر ترك الباب مفتوحاً أمام مسلحي المليشيات الإسلامية ليقوموا بعمليات السرقة والخطف والابتزاز.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons