عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الخامس عشر إلى الواحد والعشرين من نوفمبر (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).
جرائم التعذيب والقتل..
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، رصد مراسل “عفرين بوست” إقدام أحد مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” في حي المحمودية على الاعتداء البدني بحق مواطن كٌردي، بحجة إحداثه الضجيج أثناء قيامه بتقطيع الحطب بالمنشار!. وقام مسلح “الشرقية” بتهديده بالقتل ان تجرأ على الدفاع عن نفسه، وأصيب على إثرها بإصابات بليغة، فيما يضطر الكثير من المواطنين المعتدى عليهم إلى الاستكانة، لغياب سلطة القانون وهيمنة فوضى السلاح، فيما لم يسبق أن جرى مُحاكمة أحد المسلحين أو المستوطنين المُعتدين. كما رصد المراسل وجود العديد من المواطنين الكُرد في سجون ميليشيا “الشرطة العسكرية” منذ شهور عديدة ولحد الآن، بسبب نشوب خلاف بين أطفالهم وأطفال المستوطنين. ولعل أكثر الحوادث التي اثارت الاستهجان، كان سجن أحد المواطنين الكُرد في سجون تلك الميليشيا، بسبب ارتطام (سلّم) كان يحمله في الشارع بأحد المستوطنين، حيث لا يزال معتقلاً منذ ستة أشهر. ومع قيام الاحتلال التركي بإطلاق يد مسلحيه، تكثر حالات التبلي والاعتداءات على المواطنين الكُرد، أفرجت قوات الاحتلال التركي عن المسلح في ميليشيا “الشرطة العسكرية” المدعو “أيهم القباع” (المنحدر من مدينة تل رفعت)، بعد أن أقدم على قتل المواطن الشاب محمد حنيف محو الملقب بـ “حمادة” تحت التعذيب في التاسع من سبتمبر الماضي، في سجن راجو التابع للميليشيا.
كذلك، استشهدت، الشابة الكُردية الأيزيدية “نرجس داود\23″، التي كانت تُقيم مع عائلتها في مركز عفرين، اثناء قيامها بوظيفتها ضمن ما يسمى بـ “الدفاع المدني أو الخوذ البيضاء”. وحول ذلك، تلقى مراسلو “عفرين بوست” معلومات من مصادر متقاطعة، حول حادثة مقتل الشهيدة “نرجس ميرزا دادو”، المُنحدرة من قرية كيمار التابعة لناحية شيراوا، وهي معلومات تضع العاملين فيما يسمى “منظمة الدفاع المدني\الخوذ البيضاء” في دائرة الاتهام. وأفادت المصادر أن نرجس وزميلها المستوطن “علي الشاغري” كلفا بتوزيع الرواتب في فروع المنظمة المنتشرة في نواحي عفرين حيث تعمل كمُحاسبة ضمن تلك المنظمة، وخرجت الشهيدة صباحاً مع زميلها وبحوزتهما مبلغ 3 مليون ونصف المليون ليرة سورية، متجهين نحو ناحية شرا/شران، ليتلقى عقبها ذووها اتصالاً من المشفى مساءً، لإخبارهم بمقتل ابنتهم. ولم يمضي على توظيف “نرجس” في المجلس المحلي لمدينة عفرين التابع لاحتلال، في “قسم الدفاع المدني\الخوذ البيضاء” إلا شهراً واحداً فقط، وهي تنظيم يتخذ من “مؤسسة اللغة الكُردية” سابقاً كـ مقر رئيسي لها. ورجحت المصادر أن شخصاً، كان يمتلك المعلومات عن مهمتها والمبلغ الذي بحوزة الضحيتين، وقد نسق مع مجموعة مُسلحة لقتلهما وسرقة المبلغ المذكور. وتلقت “عفرين بوست” معلومات مُؤكدة تفيد بأن المدعو “أبو صالح الغوطاني” وهو مستوطن في عفرين وعامل ضمن تنظيم “الخوذ البيضاء” كانت له يد في عدد من عمليات الخطف التي طالت مدنيين بهدف استحصال الفدى المالية من ذويهم، ولم يُخفي يوماً استطاعته كشف مصير أي مُختطف، لكن بمقابل مالي! والمُلفت في الموضوع، أن اعضاء تنظيم “الخوذ البيضاء” لم يشاركوا في مراسم تشييع موظفتهم، حيث بدأت المراسم من أمام منزل العائلة في حي عفرين القديمة، وانتهت بدفنها في قرية “قطمة” التابعة لناحية “شرا\شران”، لصعوبة دفنها في قريتها “كيمار” الواقعة على خط الجبهة. وقالت المصادر أن سبب عدم مشاركة اعضاء ما يسمى “الخوذ البيضاء” في مراسم التشييع، هو نشرهم لشائعات مُلفقة حول الشابة الكُردية، تتهمها بوجود اشكاليات اخلاقية عليها، وذلك بالتنسيق مع مسلحي المليشيات الإسلامية، لوضع ذوي الفتاة الشهيدة في دائرة الاتهام بقلتها، والتغطية على القتلة الحقيقين. ومعروف أن تنظيم “الخوذ البيضاء” لا يعمل إلا في مناطق الاحتلال التركي ومليشياته الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين، حيث يحاولون شرعنة عمليات القتل والحرق التي تطال المواطنين الكُرد وأملاكهم، وسبق أن رفضت إطفاء حرائق اشعلها مسلحو المليشيات الإسلامية في غابات عفرين، مما يؤكد عملها تبعاً لما تمليه عليه اجهزة الاستخبارات التابعة للاحتلال التركي.
في الثامن عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، اعتدى مُسلح من ميليشيا “فليق الشام” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على مواطن كُردي في بلدة “ميدان أكبس” التابعة لناحية راجو، بعد رفضه فض جلسة من رجال القرية في الشارع، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن مُسلح من أمنية ميليشيا “فيلق الشام” طلب من مجموعة من أبناء القرية كانوا جالسين في شارع قريتهم وهو أمر معتاد في القرى، بذريعة أن “التجمعات ممنوعة”. ولدى اعتراض المواطن “صلاح محمد\ابن أبو بدر”، على المسلح رافضا التفرُّق، قام المُسلح بضربه وسوقه إلى مقر “الأمنية” ليفرج عنه فيما بعد.
في التاسع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، عرضت بي بي سي تقريراً تطرق لتعذيب كردي من قبل المليشيات الإسلامية في مدينة إعزاز باستخدام آلية التعذيب العثمانية المعروفة بـ “الخازوق”، وجاء في التقرير: تم إخبارعائلة شاب يدعى آراس من قبل المستشفى، وأصدر الهلال الأحمر الكردي والسوري تقريراً بحالته، إذ قيل للأم عن تفاصيل حالة آراس الذي عثرت عليه دورية عسكرية حكومية بالصدفة وهو مرمي بجانب طريق حلب – اعزاز. حيث تم أخذه إلى مستشفى بحلب وبقي هناك قرابة أربعة أشهر لعلاجه من آثار التعذيب والجروح والحروق التي كانت في جسده. وتقول الأم: “لم تكن ملامح وجهه واضحة بسبب آثار التعذيب، وجاء إلي محملاً مثل قطعة لحم، لقد اغتصبوه بخازوق تركي أدى إلى تشققات حادة في منطقة الشرج بالكامل وصولاً إلى الأمعاء الغليظة. ورغم مرور قرابة ستة أشهر على علاجه، “مازال ولدي غير قادر على الجلوس إلا في وضعية القرفصاء، ولا يستطيع المشي إلا بمساعدة، ويظل طوال الوقت مستلقٍ على ظهره، لا يتحرك ولا يطلب طعاماً أو ماءً، لقد فقد حاسة الإدراك، فإذا لم أطعمه أنا، أو أعطيه ماءً، يظل على تلك الحالة أياماً وليالٍ”. وتعتني الأم بآراس الآن كطفل صغير، وتغير حفاضاته ثلاث أو أربع مرات يومياً، لأنه لم يعد يتحكم بخروجه، وتضيف أمينة باكية: “الآن، يتحدث إلي عن طريق الإشارات إذا أراد شيئاً، أما إذا نفذت أدويته المهدئة، فيتحول إلى شخص خارج عن السيطرة، يضربني ويدفعني عنه ولا يعلم بأنني والدته، وهذا يزيدني ألماً”. “كانت حالته كعائد من الموت، الكلام ليس كمن يرى، إنه شخص آخر الآن، شخص بعاهات كثيرة، لقد تمت خياطة أذنه اليسرى في ثلاث أماكن”، وتسكن حالياً أمينة وابنها وزوجها المعاقين في مخيمات النازحين بتل رفعت، على أمل العودة إلى قريتها يوما ما.
كذلك، في تقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني، تحدثت عائلة كردية عن حالة الشرذمة التي اصابتها كحال مئات آلاف العفرينيين، على يد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. حيث لم ترى آفستا، وهي طالبة جامعية بكلية الحقوق في حلب، وابنة مديرة مدرسة سابقة في عفرين خلال عهد الإدارة الذاتية تسمى “جيهان”، والدتها منذ عامين، وتتحسر وتلوم نفسها، لأنها لم تستطع مساعدة والدتها في محنتها أثناء مرض والدها، كما أنها لم تستطع حضور جنازته وتوديعه، لأن الطريق من حلب إلى قريتها بات كمن يعبر حدود دولتين بحسب تعبيرها. فيما شقيقها جاندار، الذي كان شرطي مرور في ظل الإدارة الذاتية، فمصيره معروف إذا فكر بزيارة والدته في القرية، السجن والتعذيب كما حدث للكثيرين ممن اعتقلتهم المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين ومن ثم سلمتهم إلى تركيا. وتقول المديرة جيهان: ” كان يعمل ابن الجيران مع ابني في شرطة المرور، لقد اختفى من القرية منذ عام ونصف، وعلى أغلب الظن إن لم يكن مسجوناً في أنقرة، فهو مقتول”. وتتابع آفستا: “أعيش حالياً في مدينة حلب، ولا تبعدني عن أخي إلا مسافة نصف ساعة سفراً بالباص، لكنني رغم ذلك لم أستطع اللقاء به منذ عامين بسبب الإجراءات الصارمة على الحدود ضمن (دويلات حلب) التي باتت مقسمة إلى ثلاث، وهي مركز المدينة وريفها الشمالي حيث مخيمات النازحين وعفرين وقراها”. أما المنطقة التي تعيش فيها آفستا في مدينة حلب فخاضعة لقوات النظام، وتل رفعت التي يعيش فيها شقيقها جاندار، خاضعة لإدارة مشتركة بين الإدارة الذاتية واالنظام والروس والإيرانيين، أما والدتها جيهان فتعيش في قريتها التابعة لعفرين حيث يحتلها الجيش التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
وفي تقرير ذاته، تحدث أحد المدنيين عن عمليات التعذيب التي يتعرض لها السكان الأصليون الكُرد في إقليم عفرين المُحتل، من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وفي الشهادة التي ادلى بها المواطن شادي مصطفى وزوجته نسرين اللذين طفح الكيل بهما بعد أن اعتقله مليشيا “لواء المعتصم بالله” عدة مرات وعذبته وحرقت جسده بسيخ حديدي، وكان عليه أن يدفع مبالغ هائلة للإفراج عنه في كل مرة، إلى أن هرب في يونيو/حزيران الماضي، إلى مخيمات الشهباء مع زوجته بعد أن ضُرب وأهين وابتز ليس فقط من فصيل “المعتصم بالله” بل كل من هب ودب في عفرين. وقال شادي لـ بي بي سي: “قيل لنا إن عفرين آمنة وإن الفصائل لا تزعج أحداً من السكان الأصليين، فرجعنا أنا وزوجتي إليها مصدقين ذلك، لكنني فوجئت بعد أسبوع واحد من عودتي بإلقاء فصيل “المعتصم بالله” الذي ينحدر معظم أعضائه من حمص، القبض علي”. ويتابع: “وضعوا عصابة على عيني وقيدوني وساقوني إلى السجن وهم يركلوني ويشتموني، وينعتونيي بالإرهابي، وإنني على صلة مع أعضاء الإدارة الكردية السابقة، وبدأوا بتعذيبي وحرق جسدي لأربعة أيام، وها هي صوري مازالت آثار الحروق على جسدي ظاهرة. وأفرج عنه بعد أن دفع لهم مبلغ 800 دولار. إلا أن تلك المليشيات أعادت الكرّة ثلاث مرات أخرى، بعد أن تيقنوا أن بإمكانهم الحصول على مزيد من المال من شادي الذي كان يستدين من أقربائه في كل مرة، ويضيف شادي: ” أثناء وجودي في السجن، كنت أسمع صرخات النساء وبكائهن، كان الأمر فظيعاً ومُحزناً، أراهن على أنهن كنَّ كرديات، لأن السجن كان مُخصصاً للسياسيين”. وهرب شادي وزوجته مرة أخرى إلى مخيمات المهجرين القسريين في الشهباء، على أمل العودة إلى ديارهم بعفرين بعد خروج جيش الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له.
الاختطاف..
في الخامس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيه\شيخ الحديد، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت مختار قرية “ترميشا” المدعو “ادريس زكي قره حسو”، وأضاف المراسل إن عملية الاختطاف قام بها مجموعة من المسلحين، إضافة إلى سرقة سيارته الخاصة من نوع فان، وذلك اثناء توجهه إلى عفرين برفقة السيدة فاطمة منان كورو 65 عام، والتي سبق وان تم اختطافها قبل اسبوعين، وتعرضت لتعذيب شديد في سجون مليشيا “السلطان سليمان شاه” التابعة للمدعو “محمد الجاسم\ابو عمشة” في “شيه\شيخ الحديد” مما ادى الى تدهور حالتها الصحية.
كذلك، داهمت دورية مشتركة مما يسمى بمليشيا “الامن السياسي” ومخابرات الاحتلال التركي، منزل السيدرة الكُردية “شيرين عبد القادر”، بسبب رفعها دعوى قضائية ضد الميليشيات الاسلامية، لقيامها في وقت سابق بسلب سيارة زوجها ومبلغ مليوني ليرة سورية. والسيدة “شيرين” هي أرملة الشهيد “كاميران منان علي بن نبي\45 عام”، من أهالي قرية افرازي، والذي ارتقى في تفجير إرهابي ضرب سوق الهال في السادس عشر من ديسمبر\كانون الأول العام 2018، وهو أب لطفلين. كما اعتقلت الدورية ذاتها شقيقة شيرين وابنها في الحملة ذاتها، لكن تم الافراج عنهما والاحتفاظ بشيرين. بدوره، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن المدينة تشهد ظهوراً لافتاً ونشطاً لسيارات بيضاء اللون منذ نحو اسبوع، يعتقد إنها تابعة للاستخبارات التركية، موضحاً أن الاعتقالات كبيرة جداً، وطالت الكثير من المواطنين، لكن يتعذر الوصول الى كافة الحالات.
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، اختطف مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، فتاةً كُرديةً قاصرً من أمام منزلها الكائن في قرية “غازويه\غزاوية” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، شمال سوريا. وعلمت “عفرين بوست” من مصادر خاصة أن مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” التي تحتل القرية، تمكنوا من اختطاف الفتاة نتيجة تعاون عدة نساء مُستوطِنات مُنقبات معهم أثناء تنفيذ عملية الخطف. وتُدعى الفناة القاصر “رويا هنانو مصطفى”، حيث خطفت من أمام منزلها، في غفلة عن أعين ذويها، ولا يزال مصيرها مجهولاً لحد الآن. وكثف الاحتلال خلال شهر نوفمبر الجاري، حملات الخطف بحق النساء الكُرد في عفرين، في خطوة تصعيدية يبدو الهدف منها واضحاً في زيادة الضغوط على السكان الاصليين الكُرد، لإجبارهم على ترك عفرين للمستوطنين، رغم أن نسبة الكُرد انخفضت من أكثر من 95% قبل الاحتلال، إلى قرابة الـ 25% عقب الاحتلال التركي للإقليم الكردي، مع توجه غالبية الأنظار إلى التطهير العرقي في شرق الفرات، والاستعماء عنه في عفرين.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على اختطاف ثلاثة مواطنين في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، واقتادتهم إلى مركز الاختطاف التابع لها. وأفاد ناشطون أن مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفت ثلاثة مواطنين كُرد من أهالي قرية كفرجنة التابعة لناحية شرّا/شران، واقتادتهم إلى جانب مستوطن مختطف في العملية ذاتها، إلى مركز الاختطاف الواقع في معسكر كفرجنة. وأوضح الناشطون أن المختطفين الكُرد هم كلٌّ من (ولات أنور/45عاماً/ وصادق حمدوش /55عاماً/ ومحمد حنان حمدوش/29عاماً/ إضافة لمستوطن يدعى “أبو خالد” وهو من أهالي الغوطة.
كذلك، اختطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، شاباً كُردياً في مدينة عفرين، وثم أفرجت عنه بعد أن حصلت منه على فدية مالية كبيرة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن حاجز ميليشيا “الجبهة الشامية” المقام عند دوار نوروز، و يتزعمه المدعو “أبو علي” أقدمت على خطف المواطن الكُردي (خ. م) وأفرجت عنه في نفس اليوم، وذلك بعد أن دفع لهم فدية مالية بلغت 5 آلاف دولار أمريكي. ويُشار إلى أن الشاب (خ.م)، من أهالي قرية “دير صوان” التابعة لناحية “شرا/شران” وقد أختطف لعدة مرات كونه ميسور الحال.
في العشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، وفي تقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني، تطرقت له “عفرين بوست”، تحدثت سيدة كُردية عن عمليات الخطف والابتزاز التي يتعرض لها السكان الأصليون الكُرد على يد مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وتقول جميلة التي تعيش في لندن، في حديثها للموقع البريطاني إن شقيقها خُطف مؤخراً في عفرين من قبل المليشيات الإسلامية: ” خطفوه واتصلوا بنا من هاتفه لطلب الفدية كشرط للإفراج عنه، ما كان علينا إلا أن نرسل لهم 10 آلاف جنيه استرليني ليتركوه”. وتضيف: “كان أخي يعلم بأنهم سيكررون فعلتهم ويقبضوا عليه مرة أخرى بأي حجة لطلب المزيد من المال، لذلك هرب من عفرين إلى مخيمات النازحين في تل رفعت منذ بضع أشهر”. ويقول تقرير صادر عن الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي إن “ضحايا عمليات الخطف من جانب الجماعات المسلحة أو العصابات الإجرامية، جميعهم مدنيون من أصل كردي والذين يُنظَر إليهم على أنهم ميسورون، كالأطباء ورجال الأعمال والتجار، وعادة يختفي الضحايا عند نقاط التفتيش، أو يتم خطفهم من منازلهم ليلاً”. ويعتبر شقيق جميلة محظوظاً لأنهم لم يقتلوه بعد استلام المال، فقد وثقت لجنة تابعة للأمم المتحدة حالة مشابهة في 13 مايو/أيار الماضي وقالت: “خطفت جماعة مسلحة رجلين وطفلاً يعاني من إعاقة ذهنية أثناء سفرهم من عفرين إلى اعزاز. وأُفيد أنه عُثر على جثث المخطوفين بعد اختفائهم بأربعين يوماً وآثار التعذيب بادية عليهم”. أما إذا ألقي القبض على أحد العاملين في المؤسسات الكُردية السابقة (في إشارة إلى الإدارة الذاتية في عفرين)، أو إذا كان ناشطاً سياسياً وينتقد أفعال المليشيات المسلحة علناً، فمصيره السجن في أنقرة إن لم يتم قتله من قبل المليشيات التابعة لها على حد قول أمين أحمد، الذي يوثق ما يجري من انتهاكات في عفرين بسرية تامة. ويرى الكثيرون من سكان المنطقة الأكراد بأن الهدف من عمليات الخطف والابتزاز والاعتقال هو تحقيق كسب مادي للمليشيات المسلحة بعد أن خفضت أنقرة من دعمها المالي لها. وقالت نورهان، وهي شابة تعاني من إعاقة في قدميها لبي بي سي، إن جاراتها من مناطق دير الزور وحمص والمقيمات حالياً في منازل الأكراد ذكرن لها بأن تركيا كانت تدعمهم كثيراً في البداية، وتقدم لهم كل ما يحتاجوه من مواد غذائية ورواتب جيدة لرجالهم، إلا أنهم خفضوا مساعداتهم إلى النصف، وأحياناً لا يتلقون أي مساعدة على مدى شهور قائلين لهم “عليكم تدبير أموركم اليومية بأنفسكم”. وتضيف نورهان: ” نعم إنهم يتدبرون أمورهم عن طريق نهبنا وسرقة بيوتنا والاستيلاء على محاصيلنا دون رقيب أو حسيب، بتنا نخاف ترك ديارنا لمدة ساعة واحدة، لأنها كافية لسرقة جميع محتويات المنزل حسب التجارب التي نعيشها”. وبحسب الأمم المتحدة، “فقد نزح ما يزيد عن نصف سكان المنطقة الأصليين خلال الهجوم التركي الذي ترافق مع أعمال نهب وسرقة واعتقالات منذ مارس/آذار 2018”. لكن تلك الإحصائيات غير صحيحة، لكون السكان الأصليون الكُرد يؤكدون أنهم باتوا أقل من ربع المقيمين حالياً في الإقليم الكُردي المُحتل، إذ يهيمن المستوطنون من ذوي المسلحين القادمين من ارياف دمشق وحمص ودير الزور وحلب وادلب على أكثر من 75% من المجموع السكاني الحالي.
في الواحد والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، اعتقلت مخابرات الاحتلال التركي وميليشيا “الأمن السياسي” التابعة له ولتنظيم الإخوان المسلمين، شاباً كُردياً في عفرين القديمة واقتادته إلى مركزها في المدينة، حسبما أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل. وأوضح المُراسل أن الشاب “شوقي جمال خليل” اعتقل من قبل عناصر استخبارات الاحتلال التركي برفقة ما تسمي ميليشيا “الأمن السياسي”، من منزله الكائن في محيط فرن أبو عماد بحي عفرين القديمة، الذي شهد تركيزاً ملفتا في حملة الاعتقالات الأخيرة، دون معرفة التهمة الموجهة له. ويعمل الشاب الكُردي شوقي في محل للتمديدات الصحية، وإلى ذلك، تم اعتقال شخصين آخرين من أهالي قرية “كورزيله\قرزيحيل” المقيمين في مدينة عفرين، أحدهما يدعى “فرزند” من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلا أنه تم الافراج عنهما بعد أن دفعا مبلغ مئتي دولار أمريكي للميليشيا.
كذلك، اعتقل موطن كُردي يعمل كمترجم مع قوات الاحتلال في عفرين يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر الجاري، من قبل دورية مشتركة من المخابرات التركية ومليشيا “الأمن السياسي”، بعد أن داهمت منزله في حي الأشرفية، وفقا لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم الكُردي المُحتل. وأضاف المراسل أن عناصر من الميت التركي برفقة مسلحين من ميليشيا “الأمن السياسي”، اعتقلوا المواطن “عبد الرحمن علي” من منزل نجله حنان الحلاق بحي الأشرفية، واقتادوه إلى جهة مجهولة. وأشار المراسل أن المواطن “عبد الرحمن” اضطر للانتقال إلى منزل نجله، بعد أن طردته ميليشيا “أحرار الشرقية” من منزله الكائن في حي المركز الثقافي، وفيما يبلغ “علي” من العمر 56 عاماً، فإنه مصاب بداء السكري وبحالة مرضية متقدمة.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” يتواصلون عبر تطبيق «واتس آب» مع مقربين من المختطف “سعيد مجيد” صاحب معصرة “جبيه” في بلدة راجو، ويتفاوضون معهم على مبلغ الفدية المالية المطلوبة، كي يفرجوا عنه. وأكدت المراسل أن المبلغ الذي يطالب به مسلحو ميليشيا “فرقة الحمزة” يبلغ /15/ ألف دولار أمريكي.
الاستيطان في عفرين..
في الثامن عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران” إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد قاموا بسرقة 7 عدادات للمياه في قرية كمروك، بينها عدد مياه الجامع. ويحتل القرية مليشيا “صقور الشام”، التي يقوم مسلحوها والمستوطنون من ذويهم بسرقة كل ما تمكنوا من سلبه كـ الأواني النحاسية من المنازل. وفي محاولة لتبرئة مسلحيها وذويهم، قامت المليشيا بطلب الأهالي لاجتماع عقد أمام مقرهم في القرية، حيث طالبوهم بتركيب انارة خارجية أمام منازلهم للحد من السرقات المتفشية في القرية، والتي تتركز على الأواني النحاسية بشكل ملفت، ويعتقد أنه يتم تجميعها من قب المسلحين وبيعها للاحتلال التركي، حيث يدخل النحاس في صناعات كثيرة هناك. ويقدر عدد السكان الأصليين بقرابة الـ 81%، بتعداد بيوت يصل لقرابة الـ 200 منزل، فيما يقدر تعداد المستوطنين بقرابة الـ 19%، حيث يستولي هؤلاء على 20 منزل في القرية، غضافة إلى مقريين اثنين. اما موسم الزيتون فقد تعرض لسرقات كبيرة من قبل المستوطنين والمسلحين على حد سواء، فيما يستولي المسلحون على أملاك وحقول المهجرين ويستثمرونها بشكل كامل. ومن المرافق الخاصة التي تم الاسيتلاء عليها، مقصف الشلالات العائد لـ “أبو ميرفان” زوج السياسية الكردية “سينم محمد” والتي تشغل حالياً منصب ممثل الإدارة الذاتية في العاصمة الامريكية واشنطن. وعلى صعيد الاتاوات، فرضت المليشيا أتاوة قدرها 23% من منتوج الزيت، توزعت بين 15% لصالح المسلحين، و 8% لصالح المعصرة. وفي سياق العمليات التخريبية للمليشيات الإسلامية، دمر المسلحون أربع تلال أثرية هي “تل عبوس” وتلي “بيري\ بيري قوشكيه” وتل باسرق، المُقابل لقرية كفروم، حيث جرى تسويتها بالأرض بحثاً عن اللقى الأثرية.
السرقة والاتاوات..
في الثامن عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، فرضت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أتاوات مالية كبيرة على أهالي قرية “كفردليه” التابعة لناحية جنديرس، بحجة حماية محصول الزيتون، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في الناحية. وأوضح المُراسل أن ميليشيا “فرقة الحمزة” التي يتزعمها هناك المدعو “أبو صالح” المُنحدر من مدينة الباب، أتاوة مالية بلغت 15 ألف دولار أمريكي، بحجة حماية موسم الزيتون، رغم ضعف الانتاج الزراعي في الموسم الحالي، ما اضطر العديد من الأهالي إلى الاستدانة لدفع الاتاوة المطلوبة. وأشار المراسل أن الميليشيا ألزمت أهالي “كفردليه فوقاني” بدفع اتاوة قدرها 6 آلاف دولار، بينما كانت حصة كفردليه تحتاني 9 آلاف دولار، بحيث فرض على كل مواطن كردي مبلغاً يتراوح بين 50 – 500 دولار.
في التاسع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، وردت لـ “عفرين بوست” عدة حالات، عمد فيها المسلحون إلى ابتزاز السكان الأصليين الكُرد ممن يمتلكون منازلاً استولى عليها المستوطنون منذ إطياق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكُردي في 18 من آذار 2018. ففي حي المحمودية وسط مدينة عفرين، تواصل أحد متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية” مع مواطن كُردي للقدوم واستلام منزله الكائن في محيط شركة الكهرباء منهم، لكونه سيخليه بهدف الالتحاق بمعارك العدوان التركي على مناطق شمال سوريا ضمن ما سمي بغزوة “نبع السلام”، بعد أن كان حوّل المنزل لمقر عسكري. وفيما بعد، لدى توجهه إليهم، تفاجئ صاحب العقار الكُردي بطلب المسلح متزعم مليشيا “الشرقية” عندما طالبع بمبلغ ( 150 ألف ليرة سورية\قرابة 250 دولار) مُقابل التسليم. وعندما رفض المواطن الكردي دفع تلك الخوة، كون المسلحين قد استولوا عليها لأكثر من عام ونصف دون أجر، هدده المُسلح بأنهم بتدمير محتويات المنزل من النوافذ والأبواب وغيرها إن لم يدفع، مما أجبر المالك الكردي على دفع ذلك المبلغ لاستلام منزله، وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في المدينة. وأضاف المُراسل أن هناك حالات مُماثلة حدثت وقعت في مختلف أرجاء عفرين، ففي منطقة دوار معراته/ماراتي، أقدم مُسلح من مليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” على طلب مبلغ مالي مقابل تسليم شقة سكنية لصاحبها الأصلي بعد أن احتلها طيلة الفترة الماضية دون أي وجه حق.
في الواحد العشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدم مسلحو ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على نهب منزل سيدة كردية، جرى اعتقالها منذ الصيف الماضي، ولا يزال مصيرها مجهولاً حسب مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وقال المُراسل ان “جماعة البيانوني” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية”، أفرغت بواسطة شاحنة كل محتويات منزل السيدة “أم علا وقاص” الكائن في بناية أبو رامي المشروبات بحي الأشرفية، مشيراً أن السيدة “أم علاء” تم اختطافها منذ نحو الصيف الماضي، ولا زال مصيرها مجهولا لحد الآن. ولا تعد الحادثة إلا استكمالاً لعمليات سطو واستيلاء متواصلة منذ احتلال عفرين، حيث منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم وأملاكهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها!
تغيير معالم..
في التاسع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، تطرقت “عفرين بوست” لتقرير مطول عرضه موقع بي بي سي البريطاني، نفت سيدة كردية الادعاءات التركية حول إدارة عفرين او حتى باقي المناطق المحتلة في شمال سوريا من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية والمجالس المحلية التابعة في مجملها لتنظيم الإخوان المسلمين. وقالت السيدة جيهان (62 عاماً) والتي كانت تعمل مديرة لمدرسة إعدادية في عفرين، وتركت عملها وتحولت إلى “الاهتمام بحقول الزيتون التي يتم نهبها باستمرار من قبل الفصائل الموالية لتركيا وعائلاتهم”، وخاصة بعد وفاة زوجها في يوليو/تموز الماضي، واصفةً الحالة التي يعيشها الأكراد في عفرين وقراها بالمزرية والظالمة قائلةً: “يتصرف العمال وكأنهم أصحاب الأرض، فالضباط الأتراك لا يحاسبونهم، بل يدّعون بأنهم لا يتدخلون بالأمور المحلية والحياة اليومية التي لها جهات معنية تقوم بذلك”. وتضيف: “لكن الحقيقة أعلمها كما يعلم الجميع، بأن الجهات المعنية هي من تنهب وتخطف وتقتل وتبتز، والأتراك على علم بكل ذلك إلا أنهم يغضون النظر عن جرائمهم بهدف دفعنا نحو النزوح عن بيوتنا وأراضينا كما فعل عشرات الآلاف من الأكراد في عفرين”، وتتقن جيهان اللغة التركية جيداً وتفهم ما يجري حولها، وتقول: “كل شيء هنا تحت إدارة وإشراف المسؤولين الأتراك الذي يتلقون أوامرهم من المركز في كل من ولايتي هاتاي (إسكندرون) وكلس التركيتين. وتقول: “هوياتنا الشخصية الرسمية غير معترف بها، بل يجب أن تكون صادرة من هاتاي، كما أنهم أدخلوا تعديلات في منهاجي القومية والتاريخ، وأصبحت الأعلام التركية وصور أردوغان في كل المدارس والمؤسسات الرسمية، وحتى العطل الرسمية السورية تم استبدالها بالتركية، فبتنا نحتفل بيوم تأسيس الجمهورية التركية وأصبح عطلة رسمية، وتم إلغاء الأعياد السورية مثل عيدي المعلم والأم”. وتتابع: “يجبروننا على بيع محصول الزيتون لهم بأبخس الأثمان، ثم تأتي الحكومة التركية لتشتري أطناناً من محصول زيت الزيتون وتبيعها في تركيا بل وحتى تصدّرها إلى خارج تركيا بعشرات الأضعاف”. ويأتبع الاحتلال التركي إقليم عفرين الكُردي إدارياً بولايتي هاتاي وكلس، ويُسجن المعتقلون السياسيون و من كان يتعامل مع مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، في المركز بأنقرة وليس في عفرين، وهذا ما حدث مع والد أميرة حسن التي تعيش في مدينة مانشستر البريطانية، والتي أخبرت بي بي سي أن والدها البالغ من العمر 70 عاماً مسجون في أنقرة منذ أكثر من عام لأنه كان متعاوناً مع مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة في عفرين.
وفي التقرير ذاته، تحدث أحد الصحفيين عن عمليات التتريك التي طالت إقليم عفرين الكُردي المُحتل، من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. ويقول أحد الصحفيين المتابعين للأوضاع في عفرين والمناطق التي يحتلها الجيش التركي والمسلحون العاملون لديه: “لا مشكلة لدى الفصائل استبدال أسماء مدارس سميت بأسماء شهداء ورواد سوريا بأسماء تركية وعثمانية إرضاءً لتركيا، فعلى سبيل المثال، تمت تسمية أكبر ساحة في مدينة اعزاز باسم (حديقة الأمة العثمانية)، وأثار ذلك غضب بعض الأهالي الغيورين على البلد، فحذفوا كلمة العثمانية من المدخل، الأمر الذي أثار حفيظة الفصائل”. فيما تقول نوجين، وهي أم لطفلين في عفرين: ” الهيمنة التركية على شمال سوريا تشمل جميع جوانب الحياة، إذ أن التعيينات الإدارية التي تجري في عفرين وما حولها تأتي من السلطة المركزية في تركيا، سواء كان في مجال الإدارة أو التعليم أو حتى الخطابات العامة”. وتضيف: “المدارس والمستشفيات والمعابر والمؤسسات العسكرية كلها مزينة بالعلم التركي وأحياناً إلى جانبه علم المعارضة، بتنا في عفرين كمن يعيش في ظل الدولة العثمانية من كثرة الشعارات التي تمجد تركيا”. ومنذ بدء الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي في آذار العام 2018، منحت سلطات الاحتلال بطاقات هوية مخصصة للأجانب، إلى السكان المحليين في عفرين، ونظريًا، جعلت بطاقات الهوية التركية من سكان عفرين الاصليين لاجئين داخل أراضيهم. فسعت حكومة أردوغان وميليشياتها من ما يسمى “الجيش الحر” منذ احتلالهم الإقليم في 18 آذار/مارس 2018، الى تغيير هوية عفرين السورية، بصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير إسم الشوارع والميادين والمباني الحكومية والمستشفيات وغيرها ونشر ورفع صور رئيس وعلم تركيا، وإجبار طلاب المدارس على تقديم الشكر لأردوغان. وحول ذلك قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا بفتح مدارس عفرين وتعليم التلاميذ اللغة التركية والمساعدة في إدارة مستشفيات، توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”، وقامت سلطات الاحتلال بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية. وبعد إحكام احتلالها لإقليم عفرين، بدأت تركيا بتغيير “ديموغرافيا” المنطقة باستبدال السكان الأصليين الكُرد، بآخرين تم جلبهم مع المسلحين من مناطق استعادها النظام السوري بعد طرد المليشيات الإسلامية التي تدين بالولاء لحكومة رجب طيب أردوغان. كما ادعى الاحتلال التركي أمتلاكه وثائق عثمانية لتبرير سيطرته على مدينتي جرابلس ومنبج في محافظة حلب، متذرعاً كذلك بوجود مقابر تعود لقادة عثمانيين في مناطق أخرى شمالي سوريا، لبسط نفوذها عليها. ومن إدلب إلى عفرين في حلب، لم تتوقف الأطماع التركية في السيطرة على المزيد من الأراضي السورية، بذريعة مواجهة قوات سووريا الديمقراطية، ولم يقتصر التدخل التركي في سوريا على قضم الأراضي، بل امتدت الهيمنة التركية لتشمل الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات العامة التي باتت تعج باللغة التركية. وأنشأت أنقرة على سبيل المثال شبكة كهرباء في مدينة جرابلس، حيث عُلقت صورة أردوغان على جدار في مستشفاها الرئيسي المدعوم من أنقرة، وفق تقرير نشرته “فرانس برس” في أكتوبر الماضي، فيما يُسمح في مكتب البريد هناك باستخدام الليرة التركية فقط، التي تراجعت إلى أدنى معدلاتها مقابل الدولار خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة من تركيا. كما روج الاحتلال التركي كذلك لافتتاح جامعة غازي عنتاب لثلاث كليات في بلدات تقع بتلك المنطقة بحسب ما نقلت “رويترز” عن الجريدة الرسمية التركية اكتوبر الماضي، وأضافت الصحيفة أن الجامعة ستفتح كلية للعلوم الإسلامية في اعزاز بسوريا، وأخرى للتربية في عفرين، وثالثة للاقتصاد وعلوم الإدارة في الباب.
الزيتون..
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” عمدت إلى قطع 172 شجرة زيتون جذورها، في حقلٍ عائد للمواطن “ف”، من أهالي قرية “جقاليه جيرن\جقلا تحتاني”، وذلك في إجراء انتقامي، بسبب امتناع مالكها دفع ما تسمى بـ “ضريبة حماية عقار”، والبالغة 300 دولار أمريكي. وفرضت ميليشيا “السلطان سليمان شاه\العمشات” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم”، مبلغ ثلاثمئة دولار أمريكي على كل مواطن يمتلك عقاراً/منزلاً في بلدة “شيه\شيخ الحديد” والقرى التابعة لها، وعمد مؤخراً للانتقام ممن يرفض دفع تلك الأتاوة. كما فرضت الميليشيا مبلغ ثلاثة دولارات أمريكية عن كل شجرة زيتون يمتلكها مزراعو القرية، سواء كانت مثمرة في هذا الموسم أو لا، وعلاوة على ذلك فرضت الميليشيا المبلغ ذاته على أملاك المُهجرين، كما أنه طالب بذات الأتاوة عن الموسم الماضي، الذي جناه وكلاء المهجرين!
كذلك، علمت “عفرين بوست” من مصادر متقاطعة، أن أسواق مدينة عفرين تشهد تكدساً في مادة زيت الزيتون، نتيجة السياسة التي يفرضها الاحتلال التركي والرامية إلى إفقار وتجويع مَن تبقى من السكان الكُرد الأصليين في إقليم عفرين المُحتل. وأكدت المصادر أن الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، أغلقوا كافة الطرق أمام إخراج زيت الزيتون من الإقليم نحو مناطق الداخل السوري، لإحتكار البيع بشريحة من التجار المتعاونين معه، الذين يحاولون بشتى الوسائل شرائه بسعر بخس. وأضافت المصادر أن سعر الصفيحة الواحدة من مادة زيت الزيتون والتي تعادل (16كغ) انخفض بشكل كبير، حيث انحدر إلى 15 ألف ليرة سورية، وما دون، بعد أن كانت تباع بحدود 19 ألف ليرة. وأردفت المصادر أن السبب يعود لامتناع التجار عن شراء الزيت في الأسواق، وكذلك اغلاق الطرق أمام إخراجه إلى مناطق الداخل السوري.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شرا\شران”، أن ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدمت على اقتلاع حقل من أشجار الزيتون في قرية كفرجنة التابعة للناحية وأرسلته إلى أسواق عفرين. وأوضح المُراسل أن شاحنتين من نوع “أنتر” محملتين بجذوع الزيتون وصلت إلى مدينة عفرين، بعد أن تم اقتلاعها من حقل أحد المختطفين من عائلة “حمدوش” في القرية، دون التمكن من معرفة دواعي الانتقام. وكانت ميليشيا “الجبهة الشامية” أقدمت اليوم الاحد، على اختطاف 3 مواطنين كُرد من قرية كفرجنة وهم كل من” (ولات أنور/45عاماً/ وصادق حمدوش /55عاماً/ ومحمد حنان حمدوش/29عاماً/ إضافة لمستوطن يدعى “أبو خالد” وهو من أهالي الغوطة.
الشهباء وشيراوا..
في الواحد والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، أصيب ثلاثة أطفال في مدينة تل رفعت، جراء قصف مدفعي نفذه الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين على المنطقة. وقال مراسل “عفرين بوست” في مناطق الشهباء، أن الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الوطني” نفذت قصفاً مدفعاً على مدينة تل رفعت، وسقطت إحدى القذائف قرب الجدار الخارجي لمدرسة ابتدائية، ما أدى لاصابة 3 أطفال برضوض طفيفة. وأضاف المُراسل أن الاستهداف المدفعي جاء بقذيفتين سقطت إحداها على مقربة من مدرسة، مما خلق حالة من الرعب في صفوف الأطفال، لتصرف بإدارة المدرسة الابتدائية التلاميذ إلى بيوتهم. مشيراً كذلك إلى سقوط القذيفة الثانية وسط المدينة ما تسبب بأضرار مادية في منزل واحد وتحطم واجهات المحال التجارية القريبة، دون أنباء عن إصابات.
مقاومة الاحتلال..
في الخامس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت “قوات تحرير عفرين” إنها تمكنت من قتل 4 مسلحين من المليشيات التركية، خلال عمليتين نوعيتين نفذتهما قواتها ضد جيش الاحتلال التركي وعملائه في عفرين، والمنطقة الواقعة بين مدينتي الراعي وإعزاز. وأصدرت “قوات تحرير عفرين” بياناً إلى الرأي العام بخصوص العمليات التي نفذتها خلال الأيام الماضية، ضد جيش الاحتلال التركي وعملائه في عفرين. وقالت القوات في بيانها: “في إطار عملياتها الانتقامية ضد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، نفذت قواتنا عمليتين نوعيتين في عفرين وفي المنطقة الواقعة ما بين مدينتي الراعي وإعزاز”. وفي التفاصيل، قالت القوات: “في الـ 13 من تشرين الثاني الجاري، نفذت قواتنا عملية ونصبت كميناً لمرتزقة تركيا في المنطقة الواقعة ما بين مدينتي الراعي وإعزاز، قتل فيها مرتزقان اثنان. متابعةً: “وفي الـ 14 من تشرين الثاني الجاري، نفذت قواتنا عملية ضد مرتزقة شهداء بدر في ناحية ماباتا التابعة لمدينة عفرين، قتل خلالها مرتزقان اثنان”.
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن جنود الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، قد أقدموا على تفريق مجموعة من النساء المستوطنات، كن تجمعن في حي المجمودية للمطالبة بلم شملهن مع أزواجهن وأبنائهن، الذين يشاركون في الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا. وأوضح المُراسل أن جنوداً أتراك ومسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة”، قاموا بتفريق مجموعة مُستوطِنات (من ذوي مسلحي “أحرار الشرقية”)، كن خرجن للتظاهر بهدف المطالبة بإرسالهن إلى مناطق “سريه كانيه\رأس العين” و”كري سبي\تل أبيض”، أو إعادة أبنائهن وأزواجهن المسلحين إلى عفرين المحتلة. وتشهد عفرين قدوم المزيد من جثث القتلى الذين يُفتك بهم خلال معارك التصدي للغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا، حيث أكد مراسل “عفرين بوست” اليوم السبت، تشييع قتيلين من أمام مقر ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في حارة النوفوتيه وسط المدينة، وتم دفنهما في مقبرة حي الزيدية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تعمد الكثير من مسلحي الميليشيات الإسلامية إلى التخفي والتواري عن الأنظار هرباً من حملات التجنيد التي يسعى من خلالها الاحتلال التركي لسحب المزيد من المسلحين إلى معارك شرق الفرات رغم إدعاء الاحتلال التركي التزامه بوقف إطلاق النار مع قوات سوريا الديمقراطية.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أعلنت “قوات تحرير عفرين” في بيانٍ نشرته، أنها تمكّنت من قتل مرتزق كان يعمل كمترجم في قاعدة للاحتلال التركي في محيط بلدة الراعي بريف حلب. وقالت “قوات تحرير عفرين” في البيان إنها نفذت، يوم السبت، عملية استهدفت مرتزقاً يعمل كمترجم في قاعدة لجيش الاحتلال التركي في بلدة الراعي المحتلة بريف حلب الشمالي. كما ذكر البيان أن الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع مستمرة بالتحليق في سماء مناطق الشهباء وعفرين دون توقف.
في الواحد والعشرين من نوفمبر\تشرين الثاني، واصل الاحتلال التركي سحب المزيد من مسلحي الميليشيات الإسلامية التابعة له ولتنظيم الإخوان المسلمين، من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وزجهم في عدوانه على مناطق شمال وشرق سوريا. وأفاد مراسل “عفرين بوست” أنه شاهد انطلاق 30 حافلة محملة بالمسلحين الإسلاميين من وسط مدينة عفرين، وهم يتوجهون إلى معارك شرق الفرات للالتحاق بالمعارك الجارية هناك، وسط قدوم المزيد من القتلى وطغيان حالة من الصدمة والرعب في أوساط الميليشيات الإسلامية التي تُعرف بـ “الجيش الوطني” التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين. إلى ذلك أفاد مراسلو “عفرين بوست” أن الاحتلال التركي أبلغ عدد من متزعمي تلك الميليشيات للالتحاق بمعارك العدوان التركي على مناطق رأس العين/سريه كانيه وتل أبيض/كري سبي، إلا أن العديد منهم يأبى ذلك، ويتوارى عن الأنظار، وبينهم “نعيم” متزعم ميليشيا “الجبهة الشامية” في حي الأشرفية بعفرين، والمدعو “الدكتور” متزعم ميليشيا “فرقة السلطان مراد” في ناحية “بلبلة\بلبل”. وأكد المُراسلون أن طريق إعزاز – عفرين يشهد حركة ملفتة يومياً لسيارات الإسعاف التي تنقل قتلى ومصابي تلك الميليشيات في معارك شرقي الفرات، مشيرين إلى وصول جثة متزعم كبير في ميليشيا “الفرقة 23” الأربعاء، حيث جرى افتتاح خيمة عزاء له بالقرب من “مبنى وكالة هاوار” سابقاً، الكائن خلف الكراج القديم، خيت يقع مكان إقامته. وأشار المراسلون إلى أن أغلبية القتلى هم في صفوف ميليشيات “فرقة السلطان مراد” و”أحرار الشرقية” و”فرقة الحمزة” التي تشارك بقوة في العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا.
اقتتال المتطرفين من عملاء الاحتلال..
في السادس عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على إغلاق كافة الطرق الرئيسية ومداخل الشوارع الفرعية بذريعة وجود معلومات عن دخول ثلاث سيارات مُفخخة إلى المدينة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن الميليشيات أغلقت الطرق كافة الطرق الرئيسية بالحواجز الحديدية، انطلاقاً من “دوار كاوا” وحتى “دوار نوروز”، كما كثفت من انتشار مسلحيها في أرجاء المدينة، بحجة دخول ثلاث سيارات مفخخة إلى مركز المدينة.
في السابع عشر من نوفمبر\تشرين الثاني، قُتل ثلاثة مستوطنين من ذوي الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في قرية “ستير/استارو” التابعة لمركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وفقاً لمُراسل “عفرين بوست”. وأضاف المُراسل أن المستوطنين الثلاثة ينحدرون ن مدينة حرستا بريف دمشق، واستولوا على اراض واسعة في القرية، عقب تهجير الاحتلال التركي السكان الاصليين الكُرد من القرية. ورجح المراسل أن يكون سبب مقتلهم تنازعاً بينهم وبين المليشيا التي تحتل القرية، على أحقية أي من الطرفين في الاستيلاء على أملاك المهجرين الكرد وسلبها، حيث تنتشر مليشيا “فرقة الحمزة” في المناطق المحيطة بالقرية كقرية “جوقيه\جويق”، ما يشير بأصابع الاتهام لمسلحي المليشيا التي ينحدر غالبية مسلحيها إلى ريف حلب الشمالي وبخاصة التركمان. وتنتشر عمليات التصفية الجسدية في اوساط المليشيات الإسلامية للتخلص من منافسيها على السرقة، أو كاسلوب لحل الخلافات فيما بينها، نتيجة انعدام القانون وسيادة شريعة الغاب التي هيمنت منذ إطباق الاحتلال العسكري على إقليم عفرين الكُردي المُحتل.