عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الاول إلى السابع من نوفمبر (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).
قصف..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قصفاً صاروخياً تنفذه قوات الاحتلال التركي، شن على قرى شوارغة وقلعة شوارغة والمالكية الخاضعة لسيطرة قوات تحرير عفرين والنظام السوري بناحية شيراوا في ريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وجاء القصف التركي عقب قصف مشابه نفذته قوات الاحتلال مساء أمس الخميس، استهدف قريتي مرعناز والعلقمية بالمنطقة ذاتها، دون معلومات عن خسائر بشرية.
نشر التطرف..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن ميليشيا “أحرار الشرقية” أوعزت إلى عدد من أصحاب ورش الخياطة في مركز المدينة لصناعة كميات كبيرة من الرايات السوداء الخاصة بتنظيم داعش الإرهابي. وأوضح المراسل أن الخطوة التي أقدت عليها الميليشيا أتت قبيل بدء الغزو التركي تحت مسمى “نبع السلام” ولا تزال عملية حياكة الأعلام السوداء مستمرة، خاصة في الورش الموجودة في حي المحمودية تمهيداً لرفعها في مناطق شرقي الفرات. ونقل المراسل عن أحد المسلحين المنحدرين من مدينة حمص والمنتنمي لميليشيا “أحرار الشرقية” أنه شارك في عملية “نبع السلام” للانتقام من مقاتلي “قسد” الذين داسوا على “علم التوحيد” الخاص بداعش. ويعد حي المحمودية في مدينة عفرين معقلاً للمسلحين المنحدرين من المناطق الشرقية في سوريا، ويعرف عنهم قربهم الشديد من مسلحي داعش، ومنذ احتلال عفرين كان هؤلاء يسيرون حُفاة في شوارع المدينة قائلين إنهم لن يرتدوا الاحذية حتى يعودوا للمنطقة الشرقية، وكذلك يعرفون بشعرهم الطويل واللباس القصير الخاص بالجهاديين.
في الثاني من نوفمبر\تشرين الثاني، وبعد سنوات من الدعم التركي المباشر سواء بتمرير المسلحين او الاسلحة والعتاد إلى تنظيم داعش الارهابي وباقي التنظيمات التكفيرية التي عملت تحت مسمى المعارضة واطلقت على نفسها مسميات عديدة كـ الجيش الحر، الجيش الوطني، جبهة النصرة وغيرها، يخرج الاحتلال ليقدم رواية كاذبة ومنافية لأدنى معايير المصداقية من خلال الادعاء بالقاء القبض على دواعش خلال حربه لاحتلال عفرين بداية العام 2018. وقالت وسائل إعلام موالية للاحتلال التركي أن من اسمتهم بـ 24 قاضي سوري ينظرون في دعاوي ضد عناصر داعش وقسد الذين أُلقي القبض عليهم في عفرين قبل عام ونصف ضمن إطار عملية “غصن الزيتون” العسكرية في شمال سوريا. ومن المعروف إن عفرين لم يكن فيها دواعش خلال عهد الإدارة الذاتية وسيطرة وحدات حماية الشعب عليها من العام 2012 إلى آذار العام 2018، لكنهم جائوا مع الاحتلال ضمن مسلحي مليشيات غصن الزيتون، وقد قام هؤلاء بالغناء على طريقة داعش على اسوار عفرين في الايام الاولى للغزو، قبل أن يأمر الاحتلال مسلحيه بمنع تصوير أنفسهم، كي لا يتكشف أمر الدواعش المنتسبين لـ مليشيات غصن الزيتون. وعقب احتلال عفرين، انتشرت المظاهر الداعشية فظهر اشخاص يلتحون ويحلقون الشنب، إضافة للذين يرتدون الفساتين الداعشية القصيرة، كما أطلق هؤلاء مسمى (مدينة الشهيد صدام حسين) على عفرين المحتلة. وقالت صحيفة “يني شفق” ، أن عناصر التنظيمين يواجهون تهماً بالإرهاب وفقاً لما ينص عليه القانون السوري، ويمثلون أمام القضاة العرب والأكراد برفقة محاميهم التزاماً بالمعايير القانونية. ومن المعروف أن القوة الوحيدة التي هزمت تنظيم داعش الارهابي هي قوات سوريا الديمقراطية في اول منطقة هزم فيها الارهاب في كوباني العام 2014، عندما كانت الحدود التركية مسرحاً ومعبراً للإرهابيين من مختلف اصقاع المعمورة نحو الاراضي السورية، حيث ساهم تحرير قسد للمناطق الشمالية من سوريا بين سريه كانيه\راس العين وكوباني النقطة المفصلية في سد بوابة الارهاب القادم من تركيا، ليكون البديل بدخول الاحتلال التركي إلى الاراضي السورية من خلال غزوة درع الفرات، وكان آخرهم مقتل نائب ابو بكر البغدادي في جرابلس المحتلة، من قبل قسد بعملية خاصة مع الامريكيين. اما اشارة الاعلام التركي لوجود قضاة اكراد في محاكم تابعة له، فهي لا تتعدى دعاية مفضوحة للاحتلال التركي بغية الإيحاء بأن شريحة ما من الكرد قد تؤيده، في ظل افتضاح أمره كغازي للشمال السوري وساعي للتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي.
موسم الزيتون..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” قاموا بالاعتداء بالعصي على المزارع الكُردي “محمد خليل أبو نوري”، وطردوه من حقل الزيتون العائد له، ثم قاموا بعدها بجني المحصول أمام مرأى عينيه. وأشار المراسل أن السبعيني أبو نوري من أهالي قرية “كورزيليه\قرزيحيل”، يملك حقلاً يحوي أكثر من 1500 شجرة زيتون بالقرب من حي المحمودية في مركز مدينة عفرين.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن جماعة “الدكتور” التابعة لميليشيا “فرقة السلطان مراد”، والمتمركزة في قرية “قوتا/ قوطانلي” أقدمت على جني محصول نحو 50 شجرة زيتون عائدة للمواطن (ص.ب) من أهالي قرية “كيلا\كيلانلي” رغم تواجده في القرية. وأضاف المُراسل أن الحقل المستهدف يقع في جبل شيخ محمد الواقع شمال القرية.
مقاومة الاحتلال..
في الاول من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” بوصول عدد من المسلحين الفارين من معارك شرق الفرات إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، بعد دفعهم لمبالغ مالية كبيرة لقاء إخراجهم من تلك المناطق. ونقل المراسل عن أحد المسلحين أنه استطاع الفرار من مناطق شرق الفرات، بعد دفعه مبلغ 4000 دولار أمريكي لقائد المليشيا التي ينتمي إليه، لقاء إخراجه من تلك المنطقة التي تشهد معارك طاحنة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام من جهة والميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. وأكد المُراسل على لسان المسلح الفار، أن الاحتلال التركي يسمح فقط لمتزعمي الميليشيات بزيارة عائلاتهم التي تركوها في إقليم عفرين المحتل، بينما تحظر الزيارات على المسلحين العاديين. وأشار المراسل تأكيد مسلح أن الميليشيات الإسلامية تتلقى خسائر كبيرة في صفوفها، ما يشير إلى أن الاحتلال التركي يعمل للتخلص من هؤلاء المسلحين في تلك البقة الصحراوية، بالتنسيق مع الروس والنظام السوري. وأضاف المراسل الاحتلال التركي يعاقب المسلحين الرافضين للالتحاق بمعارك شرقي الفرات بقطع الرواتب عنهم وكذلك رفع الحماية عنهم، موضحاً أن مقبرة قرية “موسكيه” التابعة لناحية راجو شهدت يوم أمس، دفن أحد المسلحين المقتولين في معارك شرق الفرات. ومما يؤكد تلك المعلومات، عمل روسيا والنظام على استقدام تعزيزات عسكريية في نهاية سبتمبر، إلى مواقعها في مناطق الشهباء شمال سوريا بمحافظة حلب، حيث جلبت القوات الروسية مشافي ميدانية متنقلة وذخائر ومعدات لوجستية، إلى منطقة قريبة من منطقة تل رفعت بالقطاع الشمالي من الريف الحلبي.
في الثاني من نوفمبر\تشرين الثاني، بعد أن عاث فساداً ونهباً في القرى الخاضعة لسطوته واحتلال مليشيته وهي “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وبعد أن نكل بالمدنيين من السكان الاصليين الكُرد في عفرين، نال المدعو “ابو عثمان الوعر” حسابه الذي يستحق، فقتل في معارك الكرامة التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا ضد بقايا داعش والنصرة المسماة بـ “الجيش الوطني”. وكانت “عفرين بوست” قد تطرقت في الثلاثين من سبتمبر\أيلول المنصرم، إلى المدعو “الوعر”، حيث مارست المليشيا التي يقودها الاخير، شتى صنوف الانتهاكات والاعتداءات على البشر والحجر والشجر في قرية “علمدارا” التابعة لناحية راجو، القابعة تحت سطوه احتلاله، حيث تعاني تغييراً ديموغرافياً كبيراً وسلباً للأرزاق والممتلكات، في ظل مضايقات واسعة لمن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين. واتخذت الميليشيا التي يتزعمها المدعو (أبو عثمان الوعر) ثلاثة منازل عائدة لمهجري القرية مقرات لها، وهي منازل كل من (مصطفى عكاش، عز الدين محمد وأحمد خليل)، إضافة لآخرين بالقرب من معصرة القرية، حيث للمدعو “أبو عثمان الوعر” معاونان هما (احمد ميزر وابو تركي) اللذان يبتزان المواطنين في كل شاردة وواردة.
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، قتل قيادي في صفوف المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ، جراء استهداف سيارته بعبوة ناسفة بالقرب من قرية كلجبرين بريف حلب الشمالي. وذكرت وسائل إعلام مقربة من الميليشيات الإسلامية إن المدعو محمود حسين هنداوي، قد لقي حتفه بعد انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في قرية كلجبرين التابعة لمدينة اعزاز. وأضافت تلك الوسائل، بأن المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” أصيب بجروح بليغة عقب الانفجار، حيثُ نقل إلى مشفى الراعي لتلقي العلاج، لكنه قتل بعد ساعات من ذلك. في سياق عمليات الاغتيالات، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه عثر الأحد، على جثة متزعم في ميليشيا “حركة أحرار الشام الإسلامية” مقتولاً، وهو ينحدر من مدينة حرستا بريف دمشق، دون الكشف عن تفاصيل أخرى حول هويته. وأشار المرصد بأن المتزعم قتل في ظروف غامضة قبل العثور عليه بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التابعة لقوات النظام السوري غربي حلب، وهو مكبل الأيدي وعليه آثار تعذيب وطلقات نارية. وكان قد قتل ثلاثة مسلحين من ميليشيا الجيش الوطني وأصيب آخرون أمس السبت، بعد استهدافهم من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين مدينة جرابلس وبلدة الغندورة، بريف حلب الشرقي.
في الرابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أطلق اتحاد مثقفين إقليم عفرين الكُردي المُحتل،حملة لمقاطعة البضائع التركية في مناطق الشهباء شمال سوريا، وذلك عقب النجاح الباهر الذي حققته الحملة في إقليم كردستان العراق، والتي جائت في إطار حملات شبابية منها (قاطع تركيا). وجاءت الحملة بمبادرة اتحاد المثقفين وأطلقها اتحادات المجتمع المدني لمهجري عفرين في منطقة الشهباء، تحت مسمى (من أجل أطفالنا) لمقاطعة البضائع التركية. وتجول أعضاء من المجتمع المدني واتحاد المثقفين في قرى بلدات مناطق الشهباء، حاملين معهم منشورات تهدف لمقاطعة البضائع بعد توسع الغزو التركي من عفرين إلى شمال شرقي سوريا. ونظم ناشطون أكبر مبادرة في إقليم كردستان مع بدء الغزو التركي لشمال شرق سوريا، حيث شهدت مدن الاقليم حملات توعية دعت لمقاطعة المنتجات والبضائع التركية واستبدالها بمنتجات دول أخرى. وكانت المدن الكردية قد شهدت مبادرات مماثلة إبان الغزو التركي ضد إقليم عفرين الكردي في عام 2018، لكنها لم تستمر وبقت كمبادرات مؤقتة تلاشت لاحقا، في حين يدعو النشطاء حالياً لأن تكون المقاطعة دائمة. وفي هذا السياق، قال المواطن “أكرم” وهو مُهجر من عفرين إنه يتوجب على المواطنين الكرد خصوصاً في سوريا واقليم كردستان واوروبا بجعلها فعلاً دائماً، عبر الامتناع الدئام عن شراء البضائع التركية وعدم ربطها بحملات شبابية فقط، فتركيا تعادينا على الدوام وكيفما استطاعت. كما ناشد “اكرم” شعوب المنطقة في الخليج العربي والاردن ومصر واوروبا بتعزيز علاقتهم التجارية مع المناطق الكردية وقطع الطريق امام التجارة التركية، إضافة إلى مناشدتهم بمقاطعة كل ما له صلة بتركيا.
كذلك، قالت “قوات تحرير عفرين”، في بيان لها أن قواتهم نفذت بتاريخ الثالث من شهر تشرين الثاني الجاري عملية عسكرية ضد قوات جيش الاحتلال التركي ومسلحي المليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في قرية (فيلات القاضي) في ناحية “شرا\شران” ما أسفر عن مقتل مسلح احد. وفي ذات اليوم، نفذت القوات عمليتين عسكريتين في قريتي “جلبريه\جلبل” و”باصلي\باصحايا” في ناحية شيروا دون معلومات عن عدد قتلى جيش الاحتلال التركي ومسلحيه. كما نفذت القوات عمليتين عسكريتين في قرية كلجبرين التابعة لمنطقة إعزاز، استهدفت جيش الاحتلال التركي ومسلحيه، واسفرت العملية عن مقتل مسلحين اثنين على الأقل. وذكر “قوات تحرير عفرين” أن جيش الاحتلال التركي ومسلحيه قصفوا قرى “سوغانكي\صاغونة”، و”آقيبة\عقيبة” و”بينيه\ابين” في ناحية شيراوا وقرى المالكية وشوارغة وقلعة شوارغة في ناحية شرا الآهلة بالسكان.
كذلك، أعلن الاحتلال التركي، مقتل أحد جنوده إثر انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق بشمال شرق سوريا، وبمقتل الجندي، ترتفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال التركي منذ بدء توغله في شرق الفرات إلى 14 قتيلا. ويستهدف التوغل التركي في شمال سوريا منع استحواذ مكونات الشمال السوري من الكرد والعرب والاشور والسريان على حقوقهم، من خلال محاولة إجهاض “الإدارة الذاتية”. كما يسعى لزرع جسم غريب بين مكونات المنطقة الذين لطالما عاشوا معاَ دون مؤرقات، وذلك من خلال استجلاب ذوي المسلحين التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين وتوطينهم في اراضي السكان الاصليين. وسبق أن طبق الاحتلال التركي ذات السياسة في عفرين، فهجر أكثر من 75% من سكانها الاصليين الكُرد، وشجع استيطان ذوي المسلحين بدلاً عنهم، في حين يتنظر اهالي عفرين في الشهباء وحلب وغيرها من اماكن التهجير القسري لتحرير ارضهم والعودة إليها وإخراج المستوطنين.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، واصل تقاطر مواكب مصابي وقتلى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، على إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بعد الضربات التي يتلقونها في المعارك الضارية بينهم وبين قوات سوريا الديمقراطية في ريفي “كري سبي\تل أبيض” و”سريه كانيه\رأس العين”. وفي هذا السياق، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مقبرة قرية باسوطة في ناحية شيراوا، شهدت الأسبوع الماضي، دفن 24 مسلحاً من ميليشيا “فرقة الحمزة”، كانوا قتلوا في معارك شرفي الفرات، منوها أنه كان بين القتلى متزعمان اثنان للمليشيا. كما نقل مراسل مراسل الموقع في ناحية “بلبلة\بلبل” عن سكان محليين أن البلدة شهدت وصول قتيلين اثنين من ميليشيا “فرقة السلطان مراد”، مضيفاً أن متزعماً كبيراً أصيب بتتر في الساقين وصل أيضاً لمركز الناحية.
قطع الاشجار..
في الثاني من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكردي المحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين تواصل فرض الاتاوات بقوة السلاح والتهديد على السكان الاصليين الكُرد. وأضاف المراسل إن ما تسمى بمليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” قد نادت عبر مأذنة جامع قرية “عربا\عرب اوشاغي” بضرورة جلب العائلات الكُردية حطباً للتدفئة إلى مقر المليشيا، تحت طائلة التهديد بقطع اشجار الزيتون العائدة لأهالي القرية. واشار المراسل إن المليشيا تطالب بـ 100 كيلو من الحطب من كل عائلة، حيث جاء الابتزاز من قبل المليشيا عقب اقدامها على قطع اشجار زيتون يملكها أحد ابناء القرية المهجرين، العام الماضي. وكان المسلحون قد اقدموا على قطع ثمانين شجرة زيتون بشكل كامل، للمهجر “محمد بلال” والمواطن “مصطفى محمد”، ويقع الحقل الذي قطعت اشجار الزيتون منه في سهل درومييه، كما قاموا بقطع أشجار الجوز بالقرب من مزار بربعوشيه.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، واصل حاجز ميليشيا “أحرار الشرقية” المُقام في مفرق قرية “عمارا” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” الاستحكام والتضييق على حركة البضائع من الناحية إلى مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” سلبوا قبل يومين أطناناً من حطب التدفئة، من أحد المواطنين بذريعة عدم مروره على المكتب الاقتصادي للميليشيا المتواجد في بلدة راجو. وتمارس مليشيا “احرار الشرقية” التي ينحدر غالبية مسلحيها من مناطق شرقية ولهم اتصال عقائدي مع تنظيم داعش الارهابي، شتى صنوف القمع والترهيب بحق المواطنين الكُرد، في ظل سيادة شريعة الغاب وغياب القانون المُتعمد من قبل الاحتلال التركي بغية تهجير القسم الاكبر من السكان الاصليين المتبقين في الإقليم.
في السادس من نوفمبر\تشرين الثاني، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً ظهر فيه مسلحان من ميليشيا “جيش الشرقية” التابع للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، وهما يتفاخران بالتوجه إلى غابات ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل لقطع الأشجار. وقال ناشطون إن المسلحين من مجموعة المدعو “أبو حمزة خشام”، ضمن مليشيا “جيش الشرقية” والذي يتمركز في ناحية جنديرس، حيث تظهر المشاهد المصورة غناء المسلحين وملاحم البهجة تبدو عليهم بقطع اشجار عفرين، كونها باتت مصدر دخل للمسلحين، في الوقت الذي تفرض فيه مجالس الاحتلال على السكان الاصليين الكُرد، الحصول على موافقات قبل تقليم اشجار الزيتون العائدة لهم، بغية تأمين حطب التدفئة لأنفسهم. ويشهد الاقليم الكُردي المُحتل عمليات قطع الأشجار الحراجية واشجار الزيتون المعمرة بشكل يومي مع بدء فصل الشتاء، من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية في المنطقة، وذويهم من المستوطنين. وكان مراسلو “عفرين بوست” أشاروا في وقت سابق، لقيام المسلحين وذويهم المستوطنين، بقطع الأشجار الحراجية وكذلك الزيتون العائدة لمهجري عفرين، وتجميع الحطب في مراكز على أطراف القرى بهدف بيعها وتصدير الباقي إلى تركيا. وتتحكم الميليشيات الإسلامية بأسعار بيع الحطب، حيثُ يتراوح سعر الطن الواحد من حطب الأشجار الحراجية بين 25 إلى 35 ألف ليرة سورية، بينما حطب أشجار الزيتون يتراوح سعره بين 45 إلى 60 ألفاً.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن مسلحي ميليشيا “فيلق الرحمن” المطرودين من ريف دمشق، والذين تمركزوا في قاعدة عرش قيبار/قيباريه عقب احتلال عفرين، يعمدون إلى قطع أشجار الزيتون في الحقول المحيطة بالقاعدة. متابعاً بان المسلحين يرسلون الاشجار المقطوعة إلى أسواق مدينة عفرين لبيعها كحطب التدفئة، حيث وصل سعر الطن الواحد من حطب الزيتون إلى 80 ألف ليرة سورية.
السرقة والاتاوات..
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، تناقل ناشطون صوراً للمدعو “عبد الناصر شمير” المتزعم في مليشيا “فيلق الرحمن” التابعة للإخوان المسلمين والاحتلال التركي، حيث جاء “شمير” إلى إقليم عفرين الكُردي اثناء اطباق الاحتلال العسكري عليها، ومع طرد المسلحين من ارياف دمشق. وفي هذا السياق، أكدت مصادر “عفرين بوست” أن شمير كان يتمركز في قرية “قيباريه\عرش قيبار” التابعة لمركز إقليم عفرين، حيث عمل على الاستيلاء على املاك المهجرين من سكان عفرين الاصليين الكُرد. ونتيجة عمليات النهب و السلب الواسعة التي نفذها، يمتلك “شمير” وفق المعلومات المتاحة ما لا يقل عن 12 منزلاً متوزعين بين إدلب و شمال حلب و تركيا ، كما بات يمتلك معملأ في تركيا، ومزرعة خيول وابقار في ناحية “موباتا\معبطلي”. كما تشير المصادر إلى امتلاك “شمير” معملاً (مكبس) لصناعة الحبوب المخدرة (كابتاكون) في مقر سري يتبع له في قرية قيباريه، فيما لا يعود تاريخه في اللصوصية إلى احتلال عفرين، بل يسبقه إلى ماضي حافل بالسرقة والإجرام في الغوطة، انتهى ببيعه لها في صفقة تركية روسية، لاستبدالها مع عفرين ومنح الاحتلال التركي الضوء الاخضر من روسيا بغية غزوها. ويشارك “شمير” حالياً في غزو مناطق شرق الفرات بجانب المليشيات الاخرى من مليشيات الجيش الوطني التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين. ويشير العفرينيون أن “شمير” ليس إلا مثالاً لغيره من متزعمي المليشيات الإسلامية، ممن تركوا عدوهم الافتراضي المتمثل بالنظام السوري بعد أن كانوا على مرمى حجر منه في الغوطة، مستقلين الباصات الخضراء باتجاه عفرين، للقتال ضد شعبها بجانب الاحتلال التركي وتحت رايته.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه/شيخ الحديد” أن ميليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” فرضت اعتباراً من الأسبوع الماضي أتاوة مقدارها 300 دولار أمريكي، على الفلاحين الكرُد في مركز الناحي والقرى التابعة لها، تحت يافطة “ضريبة حماية موسم الزيتون”. وأشار المُراسل أن هذه الاتاوة تضاف إلى ضرائب ونسب أخرى تفرض عليهم في المعاصر وعلى الحواجز لقاء سماحهم بنقل المنتوج إلى أسواق مركز عفرين. وفي سياق متصل علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية “معبطلي/موباتا” أن ميليشيا “السلطان محمد الفاتح” فرضت هي الأخرى على سكان قرى معملا وكوركا وعربا، مبلغ 500 ليرة سورية على كل شجرة زيتون يمكلها الفلاحون الكُرد، كأتاوة بغض النظر ان أثمرت هذا العام أم لا.
جرائم الاعتداء والقتل..
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، قالت لجنة الرصد والتوثيق في الهيئة القانونية الكُردية، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اعتدت على أحد كهل كردي بريف عفرين اثناء محاولة سرقته، مما تسبب في نزيف داخلي له. وجاء في بيان نشرته الهيئة القانونية الكردية: “سليمان حمكو العمر 73 سنةً من قرية كعني كورك التابعة لناحية جنديريس (عفرين)، تعرض بيته البارحة للأقتحام من قبل مرتزقة تركيا من فرقة الحمزات والشرقية بهدف السرقة، كونه يعيش في البيت مع زوجته فقط وتم ضربه وتعذيبه، وتسبب الضرب على رأسه بجرة الغاز بنزيف داخلي للرجل العجوز وهو الآن في المشفى”.
كذلك، أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في قرية “كفرصفرة” التابعة لناحية جنديرس بريف اقليم عفرين الكُردي المُحتل، على اختطاف وتهديد مقربين من أحد شهداء قوات سوريا الديمقراطية، لمنعهم من فتح خيمة عزاء له في القرية. وقالت مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس إن ميليشيا “لواء سمرقند” في قرية “كفرصفرة” هددت عائلة الشهيد “محمد حسن بشير مراد”، بعدم التفكير في فتح خيمة عزاء له بعد استشهاده في معارك شرقي الفرات أثناء التصدي للغزو التركي، رغم أن الاهالي الكُرد يعملون على عدم التصعيد مع المسلحين وبالتالي ليس من المتوقع أن تفتتح أي عائلة خيمة عزاء لمقاتل استشهد خلال التصدي للاحتلال التركي او مسلحيه من المليشيات الإسلامية. ونوه المراسل لقيام الميليشيا بتهديد مقربين من عائلة الشهيد، واختطاف أبن عمه بعد معرفتهم باستشهاده في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، حيث استشهد محمد حسن بشير مراد، في معارك التصدي للغزو التركي بالقرب من بلدة تل تمر شرقي الفرات بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، استشهد المسن سليمان حمكو، متأثراً بالإصابة البليغة التي تعرض لها أثناء عملية سطو مسلح على منزله من قبل مسلحي ميليشيا أحرار الشرقية وفرقة الحمزة التابعتان لاحتلال التركي في إقليم عفرين الكردي. ونقل سليمان حمكو (73عاماً) إلى مشافي مدينة مارع ومنها إلى تركيا بعد تعرضه للتعذيب بطريقة وحشية أثناء السطو المسلح على منزله في قرية كعني كورك التابعة لناحية جنديرس.
الاختطاف..
في الثالث من نوفمبر\تشرين الثاني، واصلت استخبارات الاحتلال التركي اختطاف تسع شبان كُرد، منذ ما ينوف عن عام وشهر بذريعة الانتماء لوحدات حماية الشعب. وكانت الاستخبارات التركية اختطفت في أوائل شهر تشرين الأول من عام 2018 تسع شبان كُرد من قرية عمرا /عمر أوشاغي التابعة لناحية راجو بذريعة الانتماء لوحدات حماية الشعب، رغم كونهم مدنيون. وعلم مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن المحاكم التابعة للاحتلال التركي أصدرت قبل نحو شهر، أحكاماً جائرة بحقهم، حيث تتراوح مدد محكومياتهم بين 5 أعوام والمؤبد. والشبان المختطفون هم كل من ( إيبش محمد محو- مسعود مجيد كلكاوي- جنكيز مصطفى نعسان- احمد محمد إيبش- رشيد صبري محو- ادريس مصطفى نعسان- حسين أحمد كلكاوي- فراس فائق كلكاوي- حمودة خلوصي جعفر).
كذلك، ، أفاد ناشطون محليون أن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” أقدمت في التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي، على خطف المواطنين (عبدو خليل حسو ومصطفى حسن حمو) من منزلهما في قرية “كاخريه” التابعة لناحية “موباتا/معبطلي” بغية ابتزازهم مالياً. وأكد الناشطون أن الخاطفين ساقوا الشابين إلى مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد”، حيث تتمركز المليشيا التي يقودها المدعو “محمد الجاسم ابو عمشة”، حيث يطالب المسلحون بفدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي لقاء الافراج عنهما. وتستخدم الميليشيات الإسلامية عادة تهم ملفقة وجاهزة لاختطاف المواطنين الكُرد، كالخدمة ضمن “واجب الدفاع الذاتي\التجنيد الإلزامي”، أو العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، بغية التضييق على المواطنين الكُرد.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، شنت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين خلال الأيام الأخيرة، حملة اعتقالات في ناحية راجو وقراها، طالت أربعة مواطنين كُرد، بتهم ملفقة تتمحور حول العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة في إقليم عفرين المُحتل. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدمت على اعتقال المواطن سعيد محمد مجيد/نجل صاحب معصرة جبيه من منزله في قرية “عتمانا\عطمانلي” وساقته إلى مركزها في مدينة عفرين. وأضاف المُراسل أن الحملة شملت أيضاً اعتقال المواطن حميد سارو من أهالي قرية “كمرشيه” منذ ثلاثة أيام، ولا زال رهن الاعتقال منذ ذلك الحين. كما طالت الحملة المواطن “إبراهيم عبد القادر” من أهالي قرية “جقماق كبير” بعد أن تم عزله من منصب مختار القرية على يد لجنة البلديات في (المجلس المحلي) التابع للاحتلال في الناحية. واشار المراسل إن عملية الاعتقال حصلت قبل نحو أسبوع، وأفرجت ميليشيا “الشرطة العسكرية” عنه بعد أن أصيب بحالة إغماء، إلى جانب استدعاء واعتقال السيدة “صديقة كور نعسان” من أهالي بلدة راجو، بتهمة المشاركة في انتخابات المجالس أيام الإدارة الذاتية السابقة.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد” أن مسلحي مليشيا “لواء الفتح\الفرقة 132” قد اقتحموا قرية “ترميشا” التابعة للناحية، واختطفوا ستة مدنين، بينهم امرأتان تتجاوز اعمارهن 65 عام، وذلك بتهم كيدية تتعلق بالتعامل مع الادارة السابقة. وتمكن المراسل من توثيق اسماء المختطفين الستة وهم كل من: (1- فاطمة منان كويرو 65 عام، 2- محمد يوسف رحو 70 عام، 3- زوجة محمد يوسف رحو 65 عام، 4- رحيم بطال موسو 58 عام، 5- علي فهيم كوسو 35 عام، 6- ادريس حنان كيلو 30 عام). ونوه المراسل أن المختطفين قد جرى اقتيادهم الى مقر المليشيا في قرية “بريمجة” التابعة لناحية “موباتا\المعبطلي” ومن ثم تم اقتياد النساء منهن الى تركيا.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، ولليوم الثاني عشر على التوالي، واصلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” اعتقال الشاب الكُردي شيار جقلي، بتهمة العمل لدى مؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، في “شركة مياه عفرين”. وأشار مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن الميليشيا المذكورة أقدمت على اعتقال الشاب شيار من منزله في قرية ماراتي/معراته التابعة لمركز الإقليم. ويُعرف عن الشاب شيار ممارسته لهواية جمع الادوات التراثية الخاصة بالإقليم، حيث كان يعمل طوال السنوات الماضية، على جمع الآلاف من القطع التراثية الخاصة بالإقليم. وفي السياق، تواصل ميليشيا “الأمن الجنائي” مُلاحقة خمسة شبان كُرد كان تم فصلهم من شركة مياه عفرين بتهمة العمل لدى الإدارة الذاتية، دون أن تسفر عن اعتقال أحد لحد الآن.
الاستيطان..
في الرابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أعدت عفرين بوست تقريراً عن الاستيطان جاء فيه: نشطت الجمعيات والتنظيمات التركمانية برعاية تركية في عفرين، في إطار مساعيها لجعل التركمان رأس حربة في عمليات الاستيطان بـ عفرين، فأعلن ما يسمى “المجلس التركماني السوري” المدعوم من أنقرة، أنه في الثالث والعشرون من آب العام الماضي، التقى “التركمان” الذين تم جلبهم من مناطق حماه وحمص والشام والجولان، إلى عفرين بغية توطينهم فيها بدلاً من السكان الكُرد الأصليين. وكشف المجلس التركماني عن زيارة قام بها أعضائه إلى مقر مليشيا “الظاهر بيبرس”، التي تتكون من تركمان الجولان، وباتت تمتلك مقرات في عفرين، بعيد مشاركتها في احتلالها إلى جانب الجيش التركي وبقية المليشيات الإسلامية المعروفة بمسمى “الجيش الحر”، كما زار مجلس التركمان مقر مليشيا “الفرقان” التي تضم مقاتلين تركمان، ينحدرون من المنطقة الوسطى، وبات لهم مقرات أيضاً في إقليم عفرين الكُردي المحتل. وأكد ما يسمى “رئيس المجلس التركماني السوري”، المدعو “محمد وجيه جمعة” في كلمة له بين جموع المستوطنين وعناصر المليشيات التركمانية، على ما أسماها “وحدة الصف التركماني”، وضرورة العمل سوياً لإحياء روح الوحدة والتعاضد لدى التركمان السوريين”! وكان واضحاً أن لتركيا رغبة شديدة في الاعتماد على التركمان تحديداً لتنفيذ سياسات التغيير الديموغرافي في إقليم عفرين الكردي، كونهم الاكثر موثوقية بالنسبة لها، لكن هذا الصراع الذي يقحم به الاحتلال التركي بـقسمٍ من التركمان في مواجهة الاكراد هو أمر طارئ ولم يحصل سابقاً، ويسعى الاحتلال التركي من خلاله لخلق صراعات جديدة في المنطقة على أساس عرقي، عبر استجلاب مكون من مواقع انتشاره، ومحاولة توطينه في مكان مكون آخر بعد تهجيره قسراً. وفي هذا السياق، كان الكاتب الكردي السوري بدرخان علي قد أثارعلى صفحته في موقع الفيسبوك موضوع ارتفاع نسبة المقاتلين المنحدرين من حمص في صفوف ما يسمى” الجيش الوطني السوري ” الذي تحارب به تركيا الأكراد وقوات سورية الديمقراطية، من خلال بيانات القتلى والجرحى في غزوة نبع الإرهاب لمنطقة شرق الفرات ( التي تسميها تركيا “نبع السلام”) وقبلها غزوة غصن الدم لمنطقة عفرين ( التي أسمتها تركيا” غصن الزيتون”) . يقول الكاتب الكردي بدرخان علي في حديثه إلى “عفرين بوست”: “إن ارتفاع نسبة المقاتلين من “حمص” ضمن صفوف عصابات ما يسمى ( الجيش الوطني السوري) يعود لسبب رئيسي هو أصول هؤلاء المقاتلين التركمانية. بالإضافة إلى دور شبكة الاخوان المسلمين بينهم في وقت مبكر من الأزمة السورية، حيث هناك أحياء وضواحي في منطقة حمص جرى استغلالها من قبل الاخوان المسلمين وتركيا لحمل السلاح ضد الجيش السوري وحرف الحراك الشعبي المشروع إلى تمرّد مسلح . هذه الواقعة تشير إلى جريمة أخرى لأردوغان ونظامه بحق سوريا مجتمعاً وتاريخاً، إذ أن الأكراد والتركمان كما العرب البدو في شمال سوريا عاشوا مع بعض لقرون دون حساسيات قومية أو إثنية، حتى الصراعات التي وقعت بينهم كانت بسبب المراعي والكلأ والنفوذ ، وليس لأي سبب “هوياتي”. وعقب إطباقها احتلالها، سعت تركيا إلى توطنين تركمان اللاذقية وحمص المهجَّرين في القرى الكردية بعفرين، إضافة لسعيها إقامة مستوطنات لهؤلاء على شكل مجمعات سكنية في ريف عفرين، وذلك عقب تهجير قسري لسكانها الاصليين، ، ومنع الاحتلال لعودة قسم كبير من السكان الاصليين النازحين إلى قراهم . ويضيف “علي” لـ “عفرين بوست”: “لنقل أن الصراع الكُردي العربي له بعض السوابق و” المبررات” في العقود السابقة، لكن “صراع كُردي تركماني” في سوريا هو اختراع جديد تماماً، وفي مثالنا هنا كانت حمص بحكم موقعها الجغرافي وسط البلاد بعيدة عن قصص احتكاك الأكراد والعرب والتركمان في الشمال، الخ)”. متابعاً: “بعض الإخوة التركمان منذ بدء الأزمة السورية استغلهم أردوغان والإخوان المسلمون، وجرى العمل الحثيث على تشكيل “هوية قومية” لمواطنين نسي الكثير منهم أصولهم بفضل الاندماج مع المحيط العربي والكردي، لدرجة التماهي في العادات والتقاليد اليومية”، قائلاً: “عشتُ ٧ سنوات في حلب ولم أنتبه لوجود متمايز للتركمان في حلب وريفها عن العرب والأكراد، فقد كانوا حلبيّين أو ريف حلبييّن، سمعت لاحقاً أن هناك تركمان كثر في تلك المنطقة”. ويرى علي إنه قد تم” فبركة قضية تركمانية في سوريا خلال السنوات الأخيرة، فقط لمواجهة القضية الكردية الصاعدة، حيث لم يُسمع بوجود قضية أو مشكلة تركمانية طيلة العقود الماضية، ولم يكن هناك أبداً مجتمعات تركمانية معزولة أو متمايزة في سوريا، فلم يعمل التركمان في الشأن السياسي سابقاً بخصوصية قومية ولم يكن لهم أي تنظيم أو نشاطات سياسية خاصة”. منوهاً إلى أن النظام التركي خلال سنوات الأزمة رعى التركمان بشكل لافت ودعمتهم مادياً ولوجستياً، خاصةً اللاجئين منهم إلى تركيا، وتم تشكيل مجلس تركماني سوري وهيئات سياسية وعسكرية تركمانية، بفضل المخابرات التركية التي جاءت ب” الخبرة العراقية” إن جاز التعبير رغم اختلاق السياق المجتمعي بين حالتي تركمان سوريا وتركمان العراق، وتم توجيه من تمكنت تركيا من ربطهم بها من التركمان ضد الدولة السورية في بداية الأزمة، ثم ضد الكُرد. ووزعت خرائط من قبل هذه الهيئات لما يُزعم أنه” الوطن التركماني” الذي يضم بحسب مزاعمهم أجزاء واسعة من سوريا، والشمال السوري كله ضمنه، وشمال العراق بمافيه إقليم كردستان العراق وكركوك والموصل، ويُذكر أن تركيا منذ عقود كانت تدعم من يقيم فيها من السوريين (عربياً، كردياً، تركمانياً…) الذين يبرزون وثائق موقعة من مخاتير قراهم “تؤكد أنهم من أصول تركية”، وذلك في مسعى تزييد أعداد (التركمان في سوريا) بأي شكلٍ كان. متابعاً: “وبالطبع ليس كل التركمان انطلت عليهم هذه اللعبة التركية المكشوفة، فهناك مكون تركماني في قوات سورية الديمقراطية والادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وحلفاء تركمان للمقاتلين الأكراد والعرب والسريان في معركة الدفاع عن المنطقة وأهلها ضد الغزو والاحتلال التركي ، كذلك المكون التركماني في منبج يرفع صوته علناً مع أبناء منبج ضد المحاولات التركية لاحتلال منبج”. ومنذ بدء الاحتلال التركي لإقليم عفرين الكردي في آذار العام 2018، منحت سلطات الاحتلال بطاقات هوية مخصصة للأجانب، إلى السكان المحليين في عفرين، ونظريًا، جعلت بطاقات الهوية التركية من سكان عفرين الاصليين لاجئين داخل أراضيهم. وسعت حكومة أردوغان وميليشياتها من ما يسمى “الجيش الحر” منذ دخولها المدينة في آذار/مارس 2018 الى تغيير هوية عفرين السورية، بصبغها بالهوية التركية، عبر تغيير إسم الشوارع والميادين والمباني الحكومية والمستشفيات وغيرها ونشر ورفع صور رئيس وعلم تركيا، وإجبار طلاب المدارس على تقديم الشكر لأردوغان. وحول ذلك قالت وكالة رويترز: “بدأت تركيا بفتح مدارس عفرين وتعليم التلاميذ اللغة التركية والمساعدة في إدارة مستشفيات، توجد لافتات إرشادية باللغة التركية وقوة شرطة دربتها تركيا ومكتب بريد تركي”، وقامتسلطات الاحتلال بإزالة لافتة المشفى القديمة ووضعت واحدة جديدة وغيرت اسم مشفى آفرين إلى اللغة التركية. ويقول “بدرخان علي”: “بات الكثير ممن كان لا يعّرف نفسه على الإطلاق كتركماني “يتذكر” أنه قومي تركماني ويجب أن يمثّل كتركماني ، وأن يندرج في المخطط التركي تماماً . حتى أن نشطاء ومثقفين سوريين ذوي خطاب قومي عربي تذكروا الآن أنهم تركمان بالأصل!”. متابعاً: “أتذكر في هذا السياق الآن الباحث الراحل حنا بطاطو الخبير في الشؤون العراقية الاجتماعية والسياسية الذي أوضح كيف الاستعمار البريطاني أعاد إحياء الهويات العشائرية في العراق عن طريق ” تذكير” أناس مغمورين على أنهم وجهاء عشائر عريقة وهم كانوا قد نسيوا ذلك تماماً، وكما نرى، لم يبقى سلطان عثماني ولم تسمى كتيبة عسكرية باسمه في شمال سوريا، أشهرها فرقة السلطان مراد سليمان شاه “. وهنا تتعاضد مُتخيلات إثنية ودينية-جهادية في نفس الاتجاه لنفس الغرض ألا وهو تعزيز التمرد المسلح بمعاني جهادية ومنح إيديولوجية دينية-إثنية للتمرد المسلح في سوريا”. تلك الاجراءات التركية علق عليها أيضاً “مايكل روبن” من معهد “إنتربرايز” الأمريكي للأبحاث السياسية العامة، بالقول إن “أردوغان يريد أن يكرر تجربة صدام في كركوك، وكما حاول صدام “تعريب كركوك”، يحاول أردوغان “تتريك عفرين”. ووصف “روبن” في مقال نشره المعهد سابقاً، ما ترتكبه قوات أردوغان في عفرين بـ “حرب إبادة” و “تطهير عرقي”، وقال: “تركيا قتلت 10000 من السوريين الأكراد، وشردت 180000 منهم، وهذا يذكرنا بما فعله صدام حسين بكركوك”، متابعاً: “أردوغان يحلم بإعادة السلطنة العثمانية وقد تكون عفرين الخطوة الأولى”. وهو ما يشير له الكاتب “بدرخان علي” لـ عفرين بوست” بالقول: “بعد احتلال عفرين، تم جلب الكثير من المسلحين التركمان وعوائلهم من حمص وغيرها وتم توطينهم في منازل الكرد المهجرين قسراً خصوصا ً في القرى والبلدات المتاخمة للحدود مع تركيا ، أي تم تشكيل حزام تركماني حول منطقة عفرين”. مردفاً: “ليست هذه حال السوريين من أصول تركمانية عموماً ، لكنها باتت ظاهرة ملحوظة في السنوات الأخيرة، رغم اعتقادي بفشل هذه السياسة التركية الخبيثة على المدى البعيد، لصعوبة اختراع مجتمع تركماني قومي، بسبب قلة العدد والاندماج الكبير مع المحيط العام، إلا إذا طال أمد الاحتلال التركي في سوريا، حينها قد نجد حتى عرباً وكرداً يزعمون بأصول تركمانية بعيدة مفترضة لهم! سيما أن منطقة شمال سوريا وبلاد الشام قد عاشت بالفعل اختلاطاً وتمازجاً كبيراً بين الأكراد والعرب والتركمان لقرون متواصلة”. ولهذا السبب نفسه نرى أن أردوغان وطاقم حكمه يقتصدون في الإشارة إلى التركمان على نحو مخصوص وفاقع. ربما في الداخل التركي يتم تخصيص التركمان بالذكر ، لكن في الخطاب العام الموجه للسوريين يصعب ذلك ، بسبب صعوبة الاعتماد على التركمان لتنفيذ المخطط التركي التوسعي في سوريا، لقلة العدد كما أشرنا، لذلك نرى أردوغان يتكلم باسم العرب والتركمان معاً أوالمسلمين السنة عموماً. رغم ذلك أشار أردوغان أكثر من مرة أنه يساعد التركمان في سوريا. في ذورة التوتر مع روسيا وقبل المصالحة معها أشار إلى أن روسيا تقتل التركمان والسنة في سوريا ( في إشارة خاصة للجيب المتمرد في جبل الأكراد و جبل الزاوية حيث تتواجد قرى تركمانية هناك حملت السلاح مبكراً ضد الجيش السوري) ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو أشار في معرض دفاعه عن اتهامات قيام تركيا بشحن أسلحة للمتمردين السوريين تحت غطاء مساعدات إنسانية قائلاً هذه مساعدات إنسانية لأخوتنا التركمان المحتاجين والمظلومين. واختتم علي إفادته بالقول: “هذه القضية تحتاج لتناول بحثي و ميداني موسع، لكن أعتقد أنها تفسر إلى حد كبير وجود مقاتلين من حمص ضمن جيش أردوغان السوري (الذي يسمى في بعض وسائل الإعلام بـ” الجيش الوطني السوري”)، وقد قتل وجرح منهم الكثير في غزو منطقة عفرين، والآن في غزو منطقة الجزيرة السورية، بعد أن فرّوا من النظام السوري الذي حملوا السلاح أساساً ضده، وهجروا مناطقهم إلى تركيا أو المناطق المحتلة من قبل تركيا في شمال سوريا، فقامت تركيا بتعبئتهم إيديولوجياً ضد الكرد وحددت لهم عدوهم الجديد ، الكرد وقوات سوريا الديمقراطية، بدل النظام الحاكم في دمشق ، فأصبحوا من جديد مادة خام لحروب أردوغان وتركيا في سوريا، وكان حرياً بهم أن يعتزلوا السلاح بعد الهزيمة أمام عدوهم الأساسي، لا أن يخوضوا معارك ليست معركتهم”، مختصراً المشهد بالقول: “تم تجنيدهم واستغلال حاجتهم المادية بعد اقتلاعهم من مناطقهم”.
كذلك، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكُردي، بارتكاب كافة أنواع “الانتهاكات” ضد أبناء المنطقة، في “مسعى لإجبارهم على الرحيل من منازلهم وأراضيهم”. وقال المرصد إن تلك الممارسات تندرج في “مخطط لعملية تغيير ديمغرافي في المنطقة”، مشيرا إلى أن مصادر وصفها بـ”الموثوقة”، أبلغته بوجود “مخطط تركي يسعى في الفترة الراهنة إلى إجبار أهالي عفرين على الرحيل بالكامل ومنع عودتهم إليها ومنع عودة المهجرين من أبنائها بأمر مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”. وقال المرصد إن الفصائل الموالية لتركيا “ترتكب إرهابا يوميا وجرائم حرب بحق المدنيين في عفرين”، وبحسب المصادر ذاتها، فإن الانتهاكات التي تنفذها الفصائل الموالية لتركيا في عفرين، “تأتي بإيعاز من الاستخبارات التركية لإجبار من تبقى من سكان المنطقة على الرحيل”. وقال المرصد إنه على الرغم من “النفي التركي المتكرر لمحاولات إجراء عملية تغيير ديمغرافي في المنطقة”، إلا أن “الانتهاكات التي تجري على مسمع ومرأى من الرئيس التركي واستخباراته وبإشراف مباشر منهما، تثبت عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تنفذها تركيا والفصائل الموالية لها في عفرين، بهدف إحلال سكان جدد موالين لأنقرة بدلا من السكان الأكراد الأصليين”. وحذر من أن “عملية التغيير الديمغرافي تهدد التركيبة السكانية في الأراضي السورية وتؤثر على سكان وأهالي المناطق التي تتعرض لتلك الانتهاكات بالأمر المباشر من الرئيس التركي واستخباراته”.
في الخامس من نوفمبر\تشرين الثاني، علم مراسل “عفرين بوست” من أوساط الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أنه يتم تبليغ عوائل المسلحين بضرورة الالتحاق بأزوجهن الذين يشاركون في غزوة “نبع السلام” في منطقتي “سريه كانيه/رأس العين” و”كري سبي/تل أبيض”. وأضاف المُراسل أن من المقرر أن يتم إرسال ثلاث دفعات من عائلات المسلحين لحين بلوغ نهاية العام الجاري، لتوطينهم محل السكان الاصليين الذين جرى تهجيرهم من مناطقهم بفعل الغزو التركي. وكانت “عفرين بوست” ذكرت في تقرير سابق أن العدو التركي يمنع المسلحين المشاركين في غزوة “نبع السلام” من العودة إلى مناطق الاحتلال التركي في غربي الفرات سواء التي تحتلها مليشيات “درع الفرات” أو عفرين. وذكرت “عفرين بوست” ان الزيارات تقتصر على متزعمي الميليشيات فقط، ما أجبر بعض المسلحين على دفع رشاوي كبيرة لمتزعميهم بغية تهريبهم إلى عفرين وباقي مناطق الاحتلال التركي.
في السابع من نوفمبر\تشرين الثاني، أعدت “عفرين بوست” تقريراً عن الاستيطان في قرية ميدانكي جاء فيه: تتقاسم خمس ميليشيات إسلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرا\شران، شرقي إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نظراً لموقعها السياحي المطل على بحير سد ميدانكي. وتتوزع كلٌ من مليشيات: (فيلق الشام – فرقة السلطان مراد – جيش النخبة – فرقة المعتصم وفرقة رجال الحرب) الاحتلال والتمركز في البلدة الكردية ذات الاهمية الاستراتيجية لاحتوائها على سد ميدانكي المصدر الرئيس للمياه في الإقليم. وتتمركز ميليشيا “المعتصم” التي يتزعمها المدعو “سيف أبو بكر” في مبنى البلدية، بينما تتمركز مليشيا “جيش النخبة” التي يتزعمها المدعو “أبو يعقوب” في المخفر الحراجي، اما باقي الميليشيات فتتمركز في منازل المدنيين، حيث تبلع عدد المقرات في البلدة ثمانية مقرات علاوة نقطنين للأمنية التابعة للميليشيات. وتتبع بلدة ميدانكي لناحية شرا\شران وتتألف من اكثر من 550 منزلاً، كانت عامرة بنحو خمسة آلاف نسمة قبل الاحتلال التركي لها في أوئل شهر آذار عام 2018، فيما عاد إليها 120 عائلة من السكان الاصليين فقط، وجلهم من الكبار بالسن، اما البقية فتحولت إلى مهجرين قسريين موزعين بين الشهباء وحلب ومناطق شرق الفرات. ويحتل المستوطنون المنحدرون من الغوطة الشرقية وحمص وحماه منازل المهجرين الكُرد والبالغة أكثر من 430 منزلاً، ويمارسون إلى جانب المسلحين شتى صنوف التضييق والانتهاكات على مَن تبقى من سكان البلدة الأصليين، من سرقة المحاصيل والمحال التجارية والأدوات المنزلية والزراعية. وبلغت نسبة السرقات والنهب لمحصول الزيتون في الموسم الحالي 70% سواء تلك العائدة للمهجرين الكُرد أو الصامدين في ديارهم. وأقدمت الميليشيات التي تستبيح البلدة، على قطع الأشجار الحراجية والمثمرة، خاصة في الغابات المحيطة ببحيرة ميدانكي، كذلك طالت عمليات القطع والاحتطاب أشجار الزيتون، وبلغت نسبة الخسائر نتيجة عمليات القطع والاحتطاب نحو 20% من نسبة الأشجار في البلدة. ورغم أن تلك الميليشيات أسلامية متشددة إلا أن ذلك لم يقف عائفا أمام إقدامها على سرقة محتويات جامع القرية ولثلاث مرات على التوالي، ليقوم المستوطنون فيما بعد إعادة افتتاحه وإدارته دون أهل البلدة الأصليين. وتشهد ميدانكي انتهاكات بالجملة كباقي قرى الإقليم الكردي، حيث تتطرق لها “عفرين بوست” بشكل دوري.. فعلى صعيد الخطف، اختطفت المليشيات الإسلامية في السادي عشر من اكتوبر\تشرين الأول، المواطن فخري خليل عرب، ولا يزال مصيره مجهولاً. اما موسم الزيتون، فمارست المليشيات الإسلامية ومنها ميليشيا “فرقة السلطان مراد” اساليب عدة للسلب من الاهالي الكُرد، ومنها قيامها بتهديد أصحاب بساتين الزيتون في قرية “ميدانكي”، في حال عدم جني موسم الزيتون خلال يومين، فإنهم سيكون لهم حرية التصرف والاستيلاء على الموسم. اما بالنسبة لجرائم القتل، فاستشهد في الرابع من الرابع من اكتوبر الماضي، مدني كُردي في قرية ميدانكي، نتيجة تصديه لعملية سطو مسلح للميليشيات الإسلامية على مجموعة محلات تجارية. وقتلت مجموعة مسلحة من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدني “عدنان رشيد أمير”، الساعة الرابعة فجراً، بطلقة واحدة مباشرة في الرأس، بعد محاولته اعتراض المسلحين وثنيهم عن سرقة عدد من المحال التجارية العائدة لعائلة (عيسى ملكسور) المجاورة لمنزله. هذا ولا زالت القرى في ريف إقليم عفرين الكُردي، مُستباحة للغزاة من الاحتلال التركي ومليشياته، في ظل صمت دولي مُطبق يوحي للجُناة إنهم سيبقون دون حساب، وهو ما تأكد “قوات تحرير عفرين” إنه لن يتم لهم.
اقتتال المليشيات..
في السادس من نوفمبر\تشرين الثاني، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة والرشاشات الخفيفة والمتوسطة، في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وأفادت مصادر لـ”المرصد السوري” أن الاشتباكات وقعت بالقرب من شارع الفيلات بين مسلحين من مليشيا “الجبهة الشامية” وآخرين من مليشيا ”أحرار الشرقية” وسط حالة ذعر سادت المنطقة نتيجة الرصاص الطائش، ولكن سبب الاشتباك بقي مجهولاً. وأكدت مصادر أهلية لـ”المرصد السوري” أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، استنفرت وانتشرت في مناطق احتلالها شمال حلب. وكثيراً ما يدفع المدنيون الكُرد ثمن المواجهات العبثية بين مليشيات الاحتلال، التي تحدث نتيجة الفلتان الامني وغياب القانون والمحاسبة.
مهجرو عفرين..
في السادس من نوفمبر\تشرين الثاني، أعدت “عفرين بوست” تقريراً عن الاتفاق الروسي التركي في شمال سوريا، جاء فيه: تواصل الاحتلال التركي في الثالث والعشرين من اكتوبر الماضي، إلى اتفاق جديد مع الجانب الروسي بخصوص العدوان التركي على شرق الفرات، ونص حينها على انتشار الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري في الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة العدوان المسمأة بـ “نبع السلام”. وتضمن الاتفاق ما سمي بـ تسهيل إخراج الـ “ي ب ك” وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، كما نص على إخراج جميع مقاتلي الـ “ي ب ك” وأسلحتهم من منبج وتل رفعت. وحول تل رفعت، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال، إن الاتراك نفوا لهم وجود اتفاق مع روسيا حول دخول قوات النظام إلى تل رفعت، وإنما نص على خروج “الوحدات” فقط. وتضيف مصادر المليشيات الإسلامية أن مباحثات تجري حالياً بين الاحتلال التركي والجانب الروسي حول مصير المدينة التي هُجر إليها عشرات آلاف العفرينيين وهم يقيمون فيها حالياً بانتظار تحرير أرضهم من المسلحين والاحتلال التركي. ونهاية اكتوبر الماضي، زار وفد مُشكل من مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل، مقراً للقوات الروسية في مناطق الشهباء، وسلمه عريضة تتضمن مطالب المهجّرين بغية إيصالها للقيادة الروسية. وقال حينها “سليمان جعفر” الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لـ “عفرين بوست” أن الوفد أبدى تخوف المُهجرين العفرينيين من هجوم تركي مُحتمل ضد تل رفعت وما حولها وتكرار عملية احتلال عفرين، حيث استوضحوا حقيقة وجود اتفاق روسي تركي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب مسافة ثلاثين كيلو متراً من المنطقة. ونوه “جعفر” بأن الضباط الروس وعدوا بإيصال ما طرحه الوفد الى قيادتهم، دون اعطاء اي وعد كونهم غير مخولين بإعطاء هكذا وعود. وفي هذا السياق، قال “لالش عفريني\اسم مستعار” وهو مهجر في الشهباء أن “لدينا مخاوف من هذا الاتفاق لعدم درايتنا بتفاصيل بنوده، “لاننا لم نعد نثق بروسيا خاصة بعد ما حدث في عفرين”، مضيفاً: “نتمنى ان تكون روسيا جادة في منع اي حرب في هذه المنطقة، و ان لا تسمح لتركيا و مرتزقتها بالدخول الى تل رفعت لعدم تكرار مأساة عفرين”. متابعاً حول احتمالات توافق قسد والنظام السوري حول قضية عفرين: “اظن ان الاتفاق بين قسد و النظام سيساهم في ايجاد حل للمشكلة السورية بشكل عام، و يكون بداية الحل السياسي فيها و التي سيمهد الطريق لخروج المحتل التركي من كافة الاراضي السورية و من بينها عفرين الحبيبة”. بدوره يرى المهجر العفريني في الشهباء “آلان بيرام” أن “الاتفاق التركي الروسي هو امتداد لاتفاقيات سابقة تخص حفظ المصالح الاقتصادية بين البلدين على حساب الشعب السوري، لذا نحن كاهالي عفرين لم ولن نستبشر خيراً من هذا الاتفاق، وبالاخص أن عفرين ماثلة أمام الاعين، روسيا التي كانت تتدعي حفظ الأمن في عفرين تركتها لقمة سائغة للاتراك، ولكن في شرق الفرات تختلف الامور كثيراً، ونتوقع عدم تكرار ما حدث في عفرين بجزئياتها العامة، وذلك إن حدث يكون الوجود الروسي في سوريا مشكوكاً اصلاً وأهدافه المعلنة بالحفاظ على وحدة التراب السوري مجرد هراء”. اما مطالب العفرينيين من الروس والنظام فهي وفق “بيرام” معروفة، وتتمثل في “تحريرها من الوجود التركي والفصائل الموالية لها بشتى مسمياتها، وهذا المطلب غير قابل للتفاوض، لأن عفرين يجب ان تعود لاصحابها الحقيقيين، وبالنسبة لتل رفعت هي منطقة سكن مؤقتة لنازحي عفرين، وبالتالي إن تحقق مطلب تحرير عفرين بكل قراها ونواحيها، لن يكون لتل رفعت أهمية بالنسبة لنا وسيتولى أهلها إدارتها في إطار مقاطعة الشهباء ضمن نظام إداري معين”. ويرى “بيرام” إن “الاتفاق الروسي التركي لن يصب بالشكل المامول في موضوع تحرير عفرين، على الأقل في الحاضر القريب، لأن الروس والنظام يحاولون فرض الإستسلام المذل على قوات سوريا الديمراطية، وهذا الشيء الذي سيأجج الخلاف أكثر، هذا اذا تخلى النظام عن عقليته الحالية وادرك ان سوريا لن تعود مثل ما كانت قبل 2011، ما قد يفتح المجال أمام التشاركية بين الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، والنظام برعاية روسية من جهة اخرى، وإن حدث هذا الاتفاق سيكون تحرير عفرين وباقي المناطق المحتلة من قبل تركيا أمرأ محتوماً”. مختتماً بالقول: “مواجهة العدوان تتطلب تكاتف كل القوى التي تريد الخير للشعب السوري والحفاظ على وحدتها، فأولاً يجب ان تتحقق وحدة الصف الكُردي الداخلي، ثم توافق سوري سوري بين الإدارة الذاتية والنظام، وبالتالي يتوجب على جميع الأطراف النظر بإيجابية للحوار والتفاهم و تقبل الآخر”.
كذلك، قالت وكالة هاوار للأنباء، إن الأحزاب السياسية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، قد اطلقت حملة لجمع التواقيع المطالبة بعودة أهالي عفرين المهجرين قسراً نتيجة هجمات الاحتلال التركي إلى ديارهم، لإرسالها إلى القنصلية الروسية. وتهدف الحملة وفقاً للقائمين عليها، لإعادة أهالي عفرين إلى ديارهم ورفض الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي بحق السكان الاصليين الكرد في عفرين. ويشارك في الحملة عدة أطراف سياسية ومنها (مجلس سوريا المستقبل، حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب سوريا المستقبل)، وفي هذا السياق، قالت عضوة مجلس سوريا الديمقراطية في مكتب حلب أفين سيدو: “بدأنا بحملة جمع التواقيع بهدف عودة أهالي عفرين الذين خرجوا قسراً نتيجة الهجمات جيش الاحتلال التركي إلى دياريهم، هذه التواقيع سنرسلها إلى القنصلية الروسية المتواجدة في مدينة حلب”. وأشارت أفين بأن هدف الحملة هو إيصال صوت أهالي عفرين للمحافل الدولية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان حول ما يحدث من انتهاكات من قبل تركيا ومليشياتها في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، والتي تخطت حدود الأخلاق والقيم الإنسانية. والجدير ذكره أن حملة التواقيع ستستمر حتى الانتهاء من جمع التواقيع في حيي الأشرفية والشيخ مقصود.