عفرين بوست-خاص
تتقاسم خمس ميليشيات إسلامية تابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، بلدة ميدانكي التابعة لناحية شرا\شران، شرقي إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نظراً لموقعها السياحي المطل على بحير سد ميدانكي.
وتتوزع كلٌ من مليشيات: (فيلق الشام – فرقة السلطان مراد – جيش النخبة – فرقة المعتصم وفرقة رجال الحرب) الاحتلال والتمركز في البلدة الكردية ذات الاهمية الاستراتيجية لاحتوائها على سد ميدانكي المصدر الرئيس للمياه في الإقليم.
وتتمركز ميليشيا “المعتصم” التي يتزعمها المدعو “سيف أبو بكر” في مبنى البلدية، بينما تتمركز مليشيا “جيش النخبة” التي يتزعمها المدعو “أبو يعقوب” في المخفر الحراجي، اما باقي الميليشيات فتتمركز في منازل المدنيين، حيث تبلع عدد المقرات في البلدة ثمانية مقرات علاوة نقطنين للأمنية التابعة للميليشيات.
وتتبع بلدة ميدانكي لناحية شرا\شران وتتألف من اكثر من 550 منزلاً، كانت عامرة بنحو خمسة آلاف نسمة قبل الاحتلال التركي لها في أوئل شهر آذار عام 2018، فيما عاد إليها 120 عائلة من السكان الاصليين فقط، وجلهم من الكبار بالسن، اما البقية فتحولت إلى مهجرين قسريين موزعين بين الشهباء وحلب ومناطق شرق الفرات.
ويحتل المستوطنون المنحدرون من الغوطة الشرقية وحمص وحماه منازل المهجرين الكُرد والبالغة أكثر من 430 منزلاً، ويمارسون إلى جانب المسلحين شتى صنوف التضييق والانتهاكات على مَن تبقى من سكان البلدة الأصليين، من سرقة المحاصيل والمحال التجارية والأدوات المنزلية والزراعية.
وبلغت نسبة السرقات والنهب لمحصول الزيتون في الموسم الحالي 70% سواء تلك العائدة للمهجرين الكُرد أو الصامدين في ديارهم.
وأقدمت الميليشيات التي تستبيح البلدة، على قطع الأشجار الحراجية والمثمرة، خاصة في الغابات المحيطة ببحيرة ميدانكي، كذلك طالت عمليات القطع والاحتطاب أشجار الزيتون، وبلغت نسبة الخسائر نتيجة عمليات القطع والاحتطاب نحو 20% من نسبة الأشجار في البلدة.
ورغم أن تلك الميليشيات أسلامية متشددة إلا أن ذلك لم يقف عائفا أمام إقدامها على سرقة محتويات جامع القرية ولثلاث مرات على التوالي، ليقوم المستوطنون فيما بعد إعادة افتتاحه وإدارته دون أهل البلدة الأصليين.
وتشهد ميدانكي انتهاكات بالجملة كباقي قرى الإقليم الكردي، حيث تتطرق لها “عفرين بوست” بشكل دوري.. فعلى صعيد الخطف، اختطفت المليشيات الإسلامية في السادي عشر من اكتوبر\تشرين الأول، المواطن فخري خليل عرب، ولا يزال مصيره مجهولاً.
اما موسم الزيتون، فمارست المليشيات الإسلامية ومنها ميليشيا “فرقة السلطان مراد” اساليب عدة للسلب من الاهالي الكُرد، ومنها قيامها بتهديد أصحاب بساتين الزيتون في قرية “ميدانكي”، في حال عدم جني موسم الزيتون خلال يومين، فإنهم سيكون لهم حرية التصرف والاستيلاء على الموسم.
اما بالنسبة لجرائم القتل، فاستشهد في الرابع من الرابع من اكتوبر الماضي، مدني كُردي في قرية ميدانكي، نتيجة تصديه لعملية سطو مسلح للميليشيات الإسلامية على مجموعة محلات تجارية.
وقتلت مجموعة مسلحة من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المدني “عدنان رشيد أمير”، الساعة الرابعة فجراً، بطلقة واحدة مباشرة في الرأس، بعد محاولته اعتراض المسلحين وثنيهم عن سرقة عدد من المحال التجارية العائدة لعائلة (عيسى ملكسور) المجاورة لمنزله.
هذا ولا زالت القرى في ريف إقليم عفرين الكُردي، مُستباحة للغزاة من الاحتلال التركي ومليشياته، في ظل صمت دولي مُطبق يوحي للجُناة إنهم سيبقون دون حساب، وهو ما تأكد “قوات تحرير عفرين” إنه لن يتم لهم.