عفرين بوست-كتابات
انتشرت، خلال الفترة الأخيرة؛ عدة مقاطع مصورة تُظهر عملية تمثيل بجثث مقاتلات كُرديات، كان أبرزها عملية التمثيل بجثة المقاتلة، “بارين كوباني”، في إقليم “عفرين” الكُردي المُحتل، وفي أحد المقاطع كان مجموعة من الشباب يرتدون ملابس عسكرية يهتفون: “الله أكبر”، بينما كانوا يحاولون إلحاق الضرر بالجثة وتعذيبها بعد خروج الروح منها، وكأن ما بينهم وبينها معركة الحصول على كأس الحرب.
وفي مقطع آخر ظهرت الجثة ملقاة على الأرض، بينما يتحدث أحد الجنود أمام الكاميرا، ويشير آخر إلى علامة النصر بإصبعيه، كما لو كانوا يحتفلون بالنصر في الحرب، وكانت المقاتلة الكُردية قد استشهدت في أحد المعارك ضد جيش الاحتلال التركي في إطار غزوة “نبع السلام”.
يدفعن ثمن شجاعتهن..
تبدو تلك المشاهد صادمة، لكنها ليست جديدة منذ مشاركة “قوات حماية المرأة”؛ التي تضم مقاتلات كُرديات وتتبع “قوات حماية الشعب” في الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، وشكلت النساء نحو 30% من هذه القوات، وكن دائمًا حاضرات في جبهات المواجهة، وشاركن في عدد من المعارك الأكثر أهمية مثل معركة “الرقة”، على سبيل المثال، لذا فإنهن على ما يبدو يدفعن ثمن شجاعتهن، إلى جانب القتل والأسر والتعذيب الذي تعرض كثير منهن له، وخلال المعارك قتلت 657 سيدة من صفوف “قوات حماية المرأة”.
وأُسرت “كوباني” على يد ميليشيات ”الجيش الحر”، التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، خلال الغزو الذي تنفذه شمال سوريا”، لكنها ليست السيدة الوحيدة التي قاموا بأسرها أو الجريمة الوحيدة التي إرتكبوها؛ إذ كان مصير المقاتلة، “عزيزة جلال”، والسياسية والناشطة المدافعة عن حقوق الإنسان، “هفرين خلف”، أكثر بشاعة، إذ تعرضت الأولى لإعتداءات وتعذيب بعد استشهادها في إحدى المعارك التي دارت، يوم 21 تشرين أول/أكتوبر الماضي، كما اغتيلت “خلف” بدم بارد؛ بينما كانت تعبر خلال طريق “إم فور”، وهو الطريق الرئيس شمال شرقي “سوريا”.
جرائم حرب..
من جانبه؛ أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، “جيمس جيفري”، أن الميليشيات السورية إرتكتب جرائم حرب، بينما وصفت المتحدثة باسم “قوات حماية المرأة”، “نسرين عبدالله”، تلك التصرفات؛ بأنها تمثل “الفوز بالنسبة إلى رجل خاسر”.
ويرى كثير من سكان شمال شرقي “سوريا” أن إيديولوجية هؤلاء الرجال لا تختلف كثيرًا عن أفكار (داعش)، على الأقل فيما يخص النساء، وأشاروا إلى 42 مسلحاً على الأقل كانوا في (داعش) وأنضموا إلى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي.
وأشارت “عبدالله” إلى: “هؤلاء النساء قمن بثورة، لكن أولائك الرجال يحتفلون بأسرهن كما لو كانوا بذلك قد حرروا العالم”، وأوضحت أن توجه هؤلاء الرجال هو التعامل بطريقة شديدة السوء مع النساء، رغم أن الإسلام والثقافة يعتبران هذه التصرفات (ذنوبًا)”.
وأوضحت “عبدالله” أن هذه التصرفات تأتي في إطار الرغبة في الانتقام بسبب تصدي الأكراد لـ مسلحي المليشيات الإسلامية و(جبهة النصرة) في مدينة “سريه كانيه\رأس العين” منذ بداية الحرب، وأشارت المخرجة السينمائية الكُردية، “صبينا”، أن تقدم القوات دفع عشرات السيدات في مدينة “سريه كانيه\رأس العين” إلى الإنضمام إلى “قوات حماية المرأة”؛ ثم تحولن إلى قادة في كثير من المعارك، ولقي عدد منهم حتفهم، لكن الخوف من الموت أو الوقوع في يد الميليشيات الإسلامية التابعة لـ”تركيا” منعهن من المشاركة فيما اعتبرنه دفاعًا عن أرضهن.
وأضافت أن: “قوات حماية المرأة” تعتبر نظام يحارب من أجل العدالة بصفتها مبدأ أساس، وحصلت النساء على مساحة كبيرة من الحريات لم تكن متخيلة قبل الحرب في سوريا، التي قامت عام 2011، ليس فقط لأن الجناح الأنثوي من “قوات حماية الشعب” أصبح أضخم، ولكن لأن النساء بتن يلعبن أدوارًا محوريًة في كل نواحي الحياة.