عفرين بوست-تقرير خاص
توصل الاحتلال التركي في الثالث والعشرين من اكتوبر الماضي، إلى اتفاق جديد مع الجانب السوري بخصوص العدوان التركي على شرق الفرات، ونص حينها على انتشار الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على الحدود السورية التركية، خارج منطقة العدوان المسمّاة بـ “نبع السلام”.
وتضمن الاتفاق ما سمي بـ تسهيل إخراج الـ “ي ب ك” وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، كما نص على إخراج جميع مقاتلي الـ “ي ب ك” وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.
وحول تل رفعت، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال، إن الاتراك نفوا لهم وجود اتفاق مع روسيا حول دخول قوات النظام إلى تل رفعت، وإنما نص على خروج “الوحدات” فقط.
وتضيف مصادر المليشيات الإسلامية أن مباحثات تجري حالياً بين الاحتلال التركي والجانب الروسي حول مصير المدينة التي هُجر إليها عشرات آلاف العفرينيين وهم يقيمون فيها حالياً بانتظار تحرير أرضهم من المسلحين والاحتلال التركي.
مخاوف مهجري عفرين..
في نهاية اكتوبر الماضي، زار وفد مُشكل من مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل، مقراً للقوات الروسية في مناطق الشهباء، وسلمه عريضة تتضمن مطالب المهجّرين بغية إيصالها للقيادة الروسية.
وقال حينها “سليمان جعفر” الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لـ “عفرين بوست” أن الوفد أبدى تخوف المُهجرين العفرينيين من هجوم تركي مُحتمل ضد تل رفعت وما حولها وتكرار سيناريو عفرين، حيث استوضحوا حقيقة وجود اتفاق روسي تركي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب مسافة ثلاثين كيلو متراً من المنطقة.
ونوه “جعفر” بأن الضباط الروس وعدوا بإيصال ما طرحه الوفد الى قيادتهم، دون اعطاء اي وعد كونهم غير مخولين بإعطاء هكذا وعود.
وفي هذا السياق، قال “لالش عفريني\اسم مستعار” وهو مهجر في الشهباء أن “لدينا مخاوف من هذا الاتفاق لعدم درايتنا بتفاصيل بنوده، “لاننا لم نعد نثق بروسيا خاصة بعد ما حدث في عفرين”، مضيفاً: “نتمنى ان تكون روسيا جادة في منع اي حرب في هذه المنطقة، و ان لا تسمح لتركيا و مرتزقتها بالدخول الى تل رفعت لعدم تكرار مأساة عفرين”.
متابعاً حول احتمالات توافق قسد والنظام السوري حول قضية عفرين: “اظن ان الاتفاق بين قسد و النظام سيساهم في ايجاد حل للمشكلة السورية بشكل عام، و يكون بداية الحل السياسي فيها و التي سيمهد الطريق لخروج المحتل التركي من كافة الاراضي السورية و من بينها عفرين الحبيبة”.
تشكيك بالروس..
بدوره يرى المهجر العفريني في الشهباء “آلان بيرام” أن “الاتفاق التركي الروسي هو امتداد لاتفاقيات سابقة تخص حفظ المصالح الاقتصادية بين البلدين على حساب الشعب السوري، لذا نحن كاهالي عفرين لم ولن نستبشر خيراً من هذا الاتفاق، وبالاخص أن عفرين ماثلة أمام الاعين، روسيا التي كانت تتدعي حفظ الأمن في عفرين تركتها لقمة سائغة للاتراك، ولكن في شرق الفرات تختلف الامور كثيراً، ونتوقع عدم تكرار ما حدث في عفرين بجزئياتها العامة، وذلك إن حدث يكون الوجود الروسي في سوريا مشكوكاً اصلاً وأهدافه المعلنة بالحفاظ على وحدة التراب السوري مجرد هراء”.
تل رفعت سكن مؤقت..
اما مطالب العفرينيين من الروس والنظام فهي وفق “بيرام” معروفة، وتتمثل في “تحريرها من الوجود التركي والفصائل الموالية لها بشتى مسمياتها، وهذا المطلب غير قابل للتفاوض، لأن عفرين يجب ان تعود لاصحابها الحقيقيين، وبالنسبة لتل رفعت هي منطقة سكن مؤقتة لنازحي عفرين، وبالتالي إن تحقق مطلب تحرير عفرين بكل قراها ونواحيها، لن يكون لتل رفعت أهمية بالنسبة لنا وسيتولى أهلها إدارتها في إطار مقاطعة الشهباء ضمن نظام إداري معين”.
تحرير عفرين مرهون بتغيير النظام عقليته..
ويرى “بيرام” إن “الاتفاق الروسي التركي لن يصب بالشكل المأمول في موضوع تحرير عفرين، على الأقل في الحاضر القريب، لأن الروس والنظام يحاولون فرض الإستسلام المذل على قوات سوريا الديمراطية، وهذا الشيء الذي سيأجج الخلاف أكثر، هذا اذا تخلى النظام عن عقليته الحالية وادرك ان سوريا لن تعود مثل ما كانت قبل 2011، ما قد يفتح المجال أمام التشاركية بين الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية من جهة، والنظام برعاية روسية من جهة اخرى، وإن حدث هذا الاتفاق سيكون تحرير عفرين وباقي المناطق المحتلة من قبل تركيا أمرأ محتوماً”.
مختتماً بالقول: “مواجهة العدوان تتطلب تكاتف كل القوى التي تريد الخير للشعب السوري والحفاظ على وحدتها، فأولاً يجب ان تتحقق وحدة الصف الكُردي الداخلي، ثم توافق سوري سوري بين الإدارة الذاتية والنظام، وبالتالي يتوجب على جميع الأطراف النظر بإيجابية للحوار والتفاهم و تقبل الآخر”.