عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الخامس والعشرين إلى الحادي والثلاثين من أكتوبر\تشرين الأول (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال!).
موسم الزيتون..
في الخامس والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس، إن المليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “فقيرا\فقيران” التابعة للناحية، تعمد في الفترة الأخيرة الى نهب المواطنين الكُرد الاصليين في القرية، لدى توجههم إلى حقولهم لجني الزيتون منها.
وأضاف المراسل إن مجموعة من المواطنين في القرية تعرضوا لعمليات نهب من هذا النوع، حيث يقوم مجموعة من المسلحين بارتداء الزي الاسود الكامل، ووضع اغطية سوداء تغطي كامل الوجه والرأس، كي لا يتعرف الاهالي عليهم، باعتبار إن غالبية المسلحين باتوا معروفين من قبل السكان الكُرد.
ويجول هؤلاء المسلحون المقنعون بين حقول الزيتون في القرية، ولدى رؤيتهم أي مواطن كُردي قد جنى محصول، فإنهم يقومون بنهبه، ويضعون كامل المحصول المجني في سياراتهم ويرحلون، دون تمكن الاهالي الكُرد من ردعهم لكونهم مسلحين.
ويبيع المسلحون غالبية الزيتون المسروق إلى كيان الاحتلال التركي، حيث كانت وكالة الاناضول التابعة للنظام التركي قد نشرت سابقاً، اعترافاً ضمنياً بسرقة الزيتون والزيت من إقليم عفرين الكُردي المًحتل، وذلك من خلال إعلان زيادة صادرات دولة الاحتلال من الزيتون الاخضر في الفترة التي تلت احتلال عفرين.
في السابع والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن ميليشيا “الجبهة الشامية” تواصل عمليات الاحتطاب من خلال قطع أشجار الزيتون بشكل جزئي أو كامل في الحقول العائدة لمهجري قرية “شنكيليه”، وذلك بعد الانتهاء من نهب محصولها بشكل كامل.
وأوضح المراسل أن عدداً من الحقول جرى استهدافها كتلك التي تعود ملكيتها لكل من المواطنين (سعيد ومصطفى وأولاد عائلة بجيه، وعائلة هوريك وعائلة قنبر)، حيث بلغ العدد الكلي للاشجار المقطوعة من حقول هؤلاء المواطنين بشكل كلي أو جزئي لنحو 3 آلاف شجرة.
وأكد المراسل أن الميليشيا ترسل الأحطاب بواسطة الشاحنات إلى محافظة إدلب لبيعها هناك حيث يزداد الطلب على الحطب نظرا لارتفاع أسعار المحروقات… كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبل/بلبلة” أن مسلحي ميليشيا “فرقة السلطان مراد” المحتلة لقرية “خليلاكا”، أقدمت على سرقة محصول 80 شجرة زيتون عائدة للمواطن (سربست بشير)، مؤكدا أن “عملية السرقة تمت ليلاً”.
وأضاف المراسل أن مجالس الاحتلال المحلية في عفرين ونواحيها قد غيرت من أسلوبها المعتاد في فرض الأتاوات على محصول الزيتون لهذا الموسم، حيث كانت تصدر تعاميم خاصة به تحدد من خلالها النسب التي يفرضونها على المزارعين الكُرد.
وأكد المراسل أن المجالس المحلية التابعة للاحتلال التركي تعمد حالياً على استحصال أتاواتها من التجار المحسوبين على الاحتلال، والذين يحتكرون شراء الزيت من المزارعين، وأشار المُراسل أن النسبة المفروضة من تلك المجالس تبلغ 3%، على أن يقتطعها التجار بدورهم من المزارعين!، من جانبها تفرض الميليشيات نسب متفاوتة من الاتاوات على المزارعين، كلاً حسب قطاعه الأمني، حيث تسود المزاجيات، فتتراوح النسب المفروضة ما بين 5 إلى 10% عدا الخسائر الناجمة من عمليات النهب والسرقة والسلب التي ينفذها المسلحون والمستوطنون على حد سواء في حق أرزاق أهالي عفرين.
في التاسع والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن المجلس المحلي التابع للاحتلال وميليشيا “أحرار الشرقية” تشترطان على المزارعين الكُرد استخراج تذاكر خاصة تتيح لهم بموجبها إرسال مادة الزيت إلى السوق المركزي في مركز مدينة عفرين.
وأوضح المُراسل أن (المجلس المحلي) في راجو يفرض اتاوة على المزارعين الراغبين بارسال “صفائح الزيت\عبوة معدنية سعة كل منها 16 كيلو غرام” إلى سوق عفرين مبلغ خمسين ليرة سورية عن كل صفيحة.
متابعاً أن ما يسمى بـ المكتب الاقتصادي التابع لميليشيا “أحرار الشرقية” قد فرض هو الآخر عليهم اتاوة مماثلة، حيث يدفع المزارعون بموجبها مئتي ليرة سورية عن كل صفيحة زيت.
واشار المراسل إلى أن الحاجز الواقع في مفرق قرية عمارا على راجو-عفرين، يطلب من المزارعين التذكرتين للسماح لهم بالوصل إلى مركز مدينة عفرين، علاوة على الاتاوات الإضافية التي تفرضها بقية الحواجز البالغة عددها عشرة على ذات الطريق.
وأكد المُراسل أن هناك مافية مؤلفة من تجار معتمدين من قبل سلطات الاحتلال التركي لاحتكار شراء الزيت والتحكم بأسعاره، مضيفاً أن كل هناك تجاراً صغاراً في كافة أنحا المنطقة ويشترون الزيت لصالح تاجر يدعى “كرديدي” الذي يمتلك مستودعا كبيرا في مدينة جنديرس، وفيه تجمع االكميات قبيل إرساله إلى داخل الأراضي التركية عبر معبر “حمام” الذي افتتح بهدف نهب خيرات الإقليم وثرواته وآثاره.
وتتراوح أسعار الزيت بين 17000 – 19500 ليرة سورية حسب درجة الأسيد، بينما ومع بدء موسم الزيتون، توجه المستوطنون برفقة مسلحي ميليشيات الاحتلال التي تمتهن اللصوصية، إلى بساتين الزيتون في مختلف القرى بريف إقليم عفرين، وقاموا بسرقة الزيتون وبيع كميات كبيرة منها لصالحهم الخاص.
اقتتال المليشيات الإسلامية..
في الخامس والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، اعتقلت هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً\ فرع تنظيم القاعدة في سوريا”، ثلاثة إعلاميين مقربين من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي على أحد حواجزها بالقرب من قرية “ديربلوط” بريف ناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي.
وذكرت وسائل إعلام مُقربة من الميليشيات إن “تحرير الشام” اعتقلت مساء أمس، ثلاثة أشخاص على حاجز تابع لها في بلدة “دير بلوط” التابعة في ناحية جنديرس بريف عفرين.
وأضافت تلك الوسائل بأن المعتقلين هم كل من: “حمودي عدنان الداني” و”مهند عادل الداني” من مدينة كفرنبل بإدلب، وهما اعلاميان يعملان مع مليشيا “صقور الشام”، إضافة إلى مدير المكتب الاعلامي لمنظمة “الأمين” المدعو “ياسر الطرّاف” من بلدة حاس بإدلب.
وتشهد مناطق إدلب عمليات اعتقال واختطاف متبادلة بين الميليشيات الإسلامية على خلفية تقاسم مناطق النفوذ، فيما ينتشر في إقليم عفرين الكُردي منذُ احتلاله، الكثير من الناشطين والإعلاميين التابعين للمليشيات الإسلامية، حيث ينصب جهد هؤلاء الاعلاميين على تبرير انتهاكات المليشيات أو محاولة نفيها، عبر إبراز الحياة وكأنها تسير بشكل طبيعي في الإقليم الكُردي المُحتل منذ عام وسبع شهور.
في السادس والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، أقدم مسلحون من ميليشيا “أحرار الشرقية” اليوم السبت، على تصفية مسلح من ميليشيا ” الشرطة العسكرية ” في مركز ناحية راجو بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، على خلفية اتهامات أخلاقية، علماً إن كلا الفصيلين تابعين للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن مسلحين من مليشيا “أحرار الشرقية” أقدموا على قتل مسلح من ميليشا “الشرطة العسكرية” في المنزل الذي يحتله في مركز الناحية، مشيراً أن عملية تصفية المسلح جاءت على خلفية تهم أخلاقية.
وأضاف المراسل أن العنصر ينتمي بالاساس إلى مليشيا “فرقة السلطان مراد” حيث قامت المليشيات الإسلامية بتوجيه قسم من مسلحيها للانتساب إلى مليشيا “الشرطة العسكرية” لدى تشكيلها، في إطار مساعي كل مليشيا إلى زرع مسلحيها في مختلف التشكيلات العسكرية التي اسسها الاحتلال التركي في عفرين عقب إطباق الاحتلال العسكري آذار العام 2018، فيما تم دفن المسلح في قرية “كارريه\صاغر اوباسي” من قبل المتزعم في ميليشيا “السلطان مراد” المدعو “الدكتور”.
وتكثر حالات التحرش اللفظي التي يمارسها مسلحو الميليشيات الإسلامية، وكذلك المستوطنون المنحدرون من بيئات متشددة، ففي الرابع من أكتوبر\تشرين الاول الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين ميليشيا “جيش الشرقية” من جهة، ومليشيا “أحرار الشام” من جهة أخرى وسط مدينة جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، في اعقاب تحرش مُسلح بمستوطنة.
الخطف..
في السادس والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، علم مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس، التابعة لإقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قد افرجت مؤخراً عن ثلاث مواطنين كُرد من اتباع الديانة الايزيدية عقب فترة من الاختطاف، وبعد دفع فدى مالية للمسلحين.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها مراسل “عفرين بوست”، فإن الشاب الكُردي “ايزديخان عارف عيسو\32 عام” من أهالي قرية “فقيرا\فقيران” التابعة لناحية جنديرس، قد افرج عنه لقاء دفع مبلغ مالي وصل لـ 15 مليون ليرة سورية، فيما تم تهديد ذويه بالتكتم عن الفدية أو سيتم اعادة اختطافه.
واختطف الشاب في الـ 14 من أيلول/سبتمبر الماضي، من قبل مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، حيث طالبت المليشيا بفدية مالية مقدارها 12 مليون ليرة للإفراج عنه، لكن ما لبث أن رفع المسلحون الفدية فيما بعد إلى 20 مليون ليرة سورية، في زيادة عن الفدية الأولى بـ 8 ملايين ليرة!
اما المواطنان الآخران اللذان افرج عنهم المسلحون، فهما كل من الزوجين “سعيد غريب حسو (58عاماً)”، وزوجته “غالية حسين (51عاماً)”، حيث جرى اختطافهما في نهاية سبتمبر\أيلول الماضي، من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، من منزلهما على الاوتستراد الغربي في مدينة عفرين، بهدف الابتزاز والحصول على فدية مالية، بعد توجيه تهم مُعدة مُسبقاً لهما، كالتعامل مع “الإدارة الذاتية” السابقة.
ولم يتمكن مراسل “عفرين بوست” من تأكيد المبلغ الذي من المتوقع أن تكون العائلة قد دفعته لقاء الافراج عنها من قبل مليشيا “الشرطة العسكرية”، حيث تواصل الميليشيات الإسلامية عمليات الاختطاف بحق الكُرد، بغية ابتزازهم مالياً والضغط عليهم لتهجيرهم، وصولاً إلى إحداث تغيير ديموغرافي شامل في الإقليم الكُردي المُحتل.
وينحدر المختطف “حسو” وزوجته من قرية “جقلي جوم” التابعة لناحية جنديرس، وهما من الكرُد الايزيديين، حيثُ يقيمان بمفردهما في مدينة عفرين، فيما كانت ميليشيا “الشرطة العسكرية” قد اختطفت “حسو” قبل ذلك، وأفرجت عنه بعد إجباره على دفع فدية مالية قدرها مليوني ليرة سورية.
وكان مراسل “عفرين بوست” قد قال في الاول من أكتوبر\تشرين الأول الجاري، إن المليشيا المُختطفة للزوجين تدعي وجود ابنتين للعائلة منتسبتين لـ وحدات حماية المرأة YPJ، وإنهما توجدان في الشهباء، وهو ما تنفيه العائلة، حيث تؤكد أن الشابتين قد سافرتا إلى المانيا.
وأكد مراسل “عفرين بوست” حينها أن المليشيا الخاطفة وضعت يدها على جميع ممتلكات العائلة بما فيها اشجار الزيتون التي تمتلكها، حيث للعائلة أملاك واسعة من الزيتون في قرى جولاقا وفقيرا وغيرها، كما أشار المراسل حينها أن السبب الرئيس لاختلاق هذه التهم للعائلة، هو امتلاكها منزلاً في عفرين كان المستوطنون قد استولوا عليه، ولدى مُطالبة العائلة الكُردية للمستوطنين بدفع الآجار لهم لقاء بقائهم فيه، عمد هؤلاء إلى تلفيق تهم عدة للعائلة من بينها أنهم موالون لـ “الإدارة الذاتية”.
في الثامن والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، أفرجت ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين يوم أول أمس الأحد، عن مواطن كُردي بعد مرور ثمانين يوماً على اختطافه، بحجة اعتداء ابنه البالغ من العمر سبع سنوات على أحد أطفال المستوطنين في حي عفرين القديمة وسط مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل.
وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” أفرجت يوم أمس عن المواطن الكُردي “عبد الرحمن بطال”، وذلك بعد مرور نحو ثمانين يوماً على اختطافه من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية” من منزله في حي عفرين القديمة.
وعن ظروف اختطافه قال المُراسل إن نجل المختطف عبد الرحمن كان يلعب أمام باب منزل العائلة، إلا أن خلافاً نشب بينه وبين أحد أطفال المسلحين المستوطنين، مما دفع بوالد الطفل الكُردي لفض الخلاف بينهما، لكن والد الطفل المستوطن عمد بعد ساعات من الحادثة إلى اختطاف المواطن عبد الرحمن وسوقه لمركز ميليشيا” الشرطة العسكرية” الواقع في مدرسة التجارة سابقاً، والتي تتخذها الميليشيا كمركز للاختطاف.
وأكد المُراسل أن الميليشيا أفرجت عن المختطف “عبد الرحمن بطال” وهو من أهالي بلدة “موباتا /معبطلي” وذلك بعد دفعه لكفالة تقدّر بألفي ليرة تركية.
مقاومة الاحتلال..
في السابع والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، أصدرت 16 منظمة حقوقية ومعنية بالحريات بياناً امس السبت، أدانت فيه العزو العسكري التركي لمناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ألقته عضو المنظمة جيهان علي في مخيم “سردم” الذي يضم الآلاف من مهجري عفرين.
وقالت المنظمات إن الغزو العسكري التركي المسمى بـ”نبع السلام”، جاء تحت “حجج وذرائع واهية لا أساس ولا مستند قانوني لها، وبالتنافي مع ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة 2 منه التي تلزم الدول جميعا باحترام سيادة الدول الأعضاء الأخرى والامتناع عن استخدام القوة ضد سلامة الأراضي والاستقلال السياسي لدولة أخرى في الأمم المتحدة”.
واردفت المنظمات، في بيانها، إن “الاحتلال التركي أطلق العنان للفصائل الموالية له، وهي بقايا من تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة تحت مسمى الجيش الوطني السوري في نشر وبث الرعب بين المدنيين الأبرياء وارتكابهم لأبشع الجرائم بحق المدنيين العزل على مرآى ومسمع من العالم والتي ترتقي إلى مصاف جرائم الحرب، وفق ميثاق محكمة نورنبرغ العسكرية الدولية لسنة 1945 والمادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، مثل القتل العمد للمدنيين وإساءة معاملتهم وقتل الرهائن وسلب الملكيات العامة والخاصة والاعدامات الميدانية، مثل جريمة الإعدام الميداني للسياسية هفرين خلف وعدد من مرافقيها”.
وأضافت في البيان: “هناك جرائم أخرى تتمثل في استخدام الأسلحة المحرمة دوليا والمحظورة بموجب إعلان سان بطرسبورغ 1868، وكذلك المعاملة المهينة والسيئة لأسرى الحرب والتي تشكل خرقا وانتهاكا لاتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 والبروتوكول الملحق لها لعام 1977 المادتين (3- 4)منها، والمثال الحي على المعاملة المهينة واللاإنسانية من قبل دولة الاحتلال التركي والفصائل المتعاملة معها لأسرى الحرب هو ما حدث مع الأسيرة جيجك كوباني، حيث قامت المجموعات المسلحة بتصويرها وتهديدها على مرأى ومسمع من العالم بذبحها وإطلاق الشتائم والتوصيفات المهينة بحقها، بالمخالفة لنص المادة (14) لاتفاقية جنيف الثالثة”.
وحمل البيان “دولة الاحتلال التركي ورئيسها رجب طيب أردوغان باعتباره القائد العام للقوات المسلحة التركية، واللواء سليم إدريس القائد العام لما يسمى بالجيش الوطني السوري والرائد ياسر عبدالرحيم قائد الفصيل الذي قام باحتجاز الأسيرة جيجك كوباني المسؤولية القانونية كاملة عن جرائم الحرب التي ارتكبت ولا تزال ترتكب في شمال شرق سوريا بحق المدنيين الآمنين من قتل عمد وإعدامات ميدانية واستخدام للأسلحة المحرمة دوليا والمعاملة المهينة واللاإنسانية للأسرى وفقا للمادة (12) من اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949”.
وختمت بالقول: “نحن كمنظمة حقوقية عاملة في شمال شرق سوريا نناشد كافة المنظمات الأممية والإنسانية، ومن ضمنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والضمير العالمي بأن يقوموا بمسؤوليتهم المنوطة بهم بموجب القوانين والمواثيق الدولية للتدخل ومراقبة معاملة الاسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم فورا وإعادتهم إلى ديارهم نظرا لانتهاء العمليات العسكرية وفقا للمادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة 1949″.
ووقع على البيان المنظمات التالية: 1-المرصد السوري لحقوق الانسان 2- الهيئة القانونية الكردية 3- مركز عدل لحقوق الانسان 4- جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة 5- منظمة حقوق الانسان في سوريا (ماف) 6- جمعية الدفاع عن حقوق الانسان في النمسا 7- لجنة حقوق الانسان في سوريا (ماف) 8- منظمة مهاباد لحقوق الانسان 9- مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا 10- منظمة كرد بلا حدود 11- مؤسسة ايزدينا لرصد انتهاكات حقوق الانسان 12- جمعية هيفي الكردية – بلجيكا 13-منظمة السلام لحقوق الانسان في جنيف 14- المؤسسة الايزيدية 15- اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد) 16- المنظمة الكردية لحقوق الانسان في سوريا (DAD).
مهجرو عفرين..
في السادس والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج المئات من مهجري عفرين بمظاهرة حاشدة في مخيم برخدان بمناطق الشهباء، تنديداً بالغزو العسكري التركي شرق الفرات واستنكاراً للموقف الدولي.
في التاسع والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، زار وفد مُشكل من مهجري إقليم عفرين الكُردي المُحتل اليوم الثلاثاء، مقر القوات الروسية في مناطق الشهباء، وسلمته عريضة تتضمن مطالب المهجّرين بغية إيصالها للقيادة الروسية.
وفي الصدد، أوضح “سليمان جعفر” الرئيس المشترك للمجلس التشريعي لـ عفرين بوست أن “الوفد الذي زار القاعدة الروسية في قرية الوحشية، مثّل كافة مكونات اقليم عفرين (مقاطعتي الشهباء وعفرين) واستقبل من قبل ضباط روس وبحضور الجنرال قائد القوة الروسية في الشهباء”.
وأضاف جعفر أن “الوفد شرح للضباط الروس معاناة مهجري عفرين في الشهباء وطالبوهم بإيصال صوتهم الى القيادة الروسية، وبأنها كما كانت السبب في تهجير السكان من عفرين، عليها ان تعمل على إعادتهم الى ديارهم وممتلكاتهم”.
وأشار المسؤول في الإدارة الذاتية لإقليم عفرين إلى أن الوفد أبدى تخوف المهجرين من هجوم تركي محتمل ضد تل رفعت وما حولها وتكرار عملية احتلال عفرين.
واستوضح الوفد حول حقيقة وجود اتفاق روسي تركي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب مسافة ثلاثين كيلو متراً من المنطقة، منوهاً بأن الضباط الروس وعدوا بإيصال ما طرحه الوفد الى قيادتهم، دون اعطاء اي وعد كونهم غير مخولين بإعطاء هكذا وعود حسب جعفر.
وتوصل رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في الثالث والعشرين من اكتوبر\تشرين الاول، إلى اتفاق بخصوص الأزمة السورية وغزوة “نبع السلام” التي أطلقتها أنقرة ضد قوات سوريا الديمقراطية، في شمال سوريا.
وبموجبها، تم الاتفاق على انتشار الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري على الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة غزوة نبع السلام، وتسهيل إخراج مقاتلي سوريا الديمقراطية وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، خلال 150 ساعة.
كما نص الاتفاق حينها على إخراج مقاتلي وحدات حماية الشعب وأسلحتهم من منبج وتل رفعت، وهو ما لم تتوضح معالمه بالتحديد أكان البديل لانسحاب وحدات حماية الشعب هو انتشار قوات النظام بمفردهم ام سينتشرون بجانب الجنود الروس، إضافة لغيرها من التفاصيل المبهمة.
السرقة..
في التاسع والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انتهاكات المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في إقليم عفرين الكُردي المُحتل لا تزال مستمرة، حيث تعمد تلك المليشيات إلى ابتزاز المواطنين من السكان الاصليين الكُرد وسرقة ونهب ممتلكاتهم وفرض ضرائب ورسوم غير مستحقة على المواطنين، دون تمييز بين غني وفقير.
وحصل “المرصد السوري” على شهادة أحد أبناء منطقة “شيه\شيخ الحديد”، أكد فيها أن مليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم\أبوعشمة” يضغط على أهله ويطالبهم بدفع مبلغ ٥٠٠ يورو.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “المرصد”، فإن تلك العائلة نازحة في منطقة الشهباء ولم يعد منها إلى ناحية “شيه\شيخ الحديد” سوى ابن عم الشاهد، حيث ضغطت المليشيا على ابن عم الشاهد، وطالبوه بدفع الأموال بحجة أنهم لم يعودوا مقيمين في المنطقة وأن لديهم ابنًا يعيش في أوروبا.
وقال الشاهد: “كل ما لدينا في المنطقة هو منزل صغير تسكنه جماعة أبوعشمة، إضافة إلى ٥٠ شجرة زيتون لا نعلم عنها شيء”.
وأكد المصدر أن هذا المبلغ المالي الذي تطالب به المليشيا مفروضة على جميع أهالي القرى والبلدات التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد” المقيمين في بيوتهم والمهجرين من بيوتهم، خاصة الذين لديهم أبناء يقيمون في أوروبا.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفقا لمعلومات موثوقة في الثامن من يوليو/تموز الماضي، إحصاء المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي والإخوان، أملاك المواطنين الكُرد في “عفرين”، بهدف فرض ضرائب عليها وفقا لتلك الإحصائيات، حيث قالت مصادر مطلعة لـ”المرصد السوري”، إن المليشيات تنوي فرض ضريبة 50 ليرة تركيا على كل دونم من الأراضي الزراعية.
وبحسب المصادر المطلعة، فإن مسلحي مليشيا “السلطان سليمان شاه” عمدوا إلى جمع المواطنين أمام مقر للمليشيا وهو منزل لمُهجَّر كردي استولوا عليه، في قرية “خليل أوشاغ” التابعة لناحية “شيه\شيخ الحديد”، لمطالبتهم بدفع مبالغ مالية متفاوتة بذريعة أن لديهم أقارب ينتمون إلى وحدات حماية الشعب.
وأبلغ شهود عيان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن متزعماً في المليشيا أشهر سلاحه في وجه عدد من المواطنين وهددهم بالقتل إذا ما تواصلوا مع أقربائهم خارج المنطقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب معلومات موثوقة، أصدر متزعم المليشيا المُلقَّب بـ”أبو عشمة”، تعميماً يمنع المواطنين من زيارة جيرانهم وأقاربهم ضمن المناطق التي تخضع لاحتلال مسلحيه في “عفرين” وريفها.
وأشارت مصادر المرصد إلى أن تعميم “أبو عشمة” يندرج في إطار السياسات الممنهجة لدفع المواطنين المتبقين للخروج من “عفرين”، فيما عمدت المليشيا إلى قطع الكهرباء عن منازل المدنيين الأكراد في قرى خليل وألكانا وحج بلال وحبو، وغيرها من قرى “شيه\الشيخ حديد” دون أي سبب، في الوقت الذي ظلت فيه المنازل التي استولى عليها المستوطنين الجدد مدعومة بالكهرباء.
نشر التطرف..
في التاسع والعشرين من أكتوبر\تشرين الأول، تحولت المناطق الخاضعة للاحتلال التركي في شمال سوريا إلى بؤرة امنة للتكفيريين من تنظيم داعش الارهابي ومن لف لفهم من باقي التنظيمات المتطرفة والتي تتبع للإخوان المسلمين، ويطلقون على انفسهم مسمى “الجيش الوطني”.
ففي السابع والعشرين من اكتوبر، قتل زعيم تنظيم «دعش»، أبو بكر البغدادي، في قرية بإدلب الخاضعة فعلياً لسلطة الاستخبارات التركية، عقب استُهدفه وقُتل في غارة أميركية بعد معلومات دقيقة من جهاز الاستخبارات التابع لقوات سوريا الديمقراطية.
قتل البغدادي في ادلب عكس وقائع عديدة وحقائق ستتكشف بالتدريج، فقد كان القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية”، الجنرال مظلوم عبدي، قد اعلن عبر “تويتر” بعد فترة وجيزة من إعلان مقتل زعيم “داعش” البغدادي في إدلب، أن “قسد” واستمراراً لعملية تصفية البغدادي استهدفت “الإرهابي أبو الحسن المهاجر الساعد الأيمن” للبغدادي والذي كان متحدثا باسم التنظيم، في قرية عين البيضة بالقرب من جرابلس، وأوضح عبدي أن العملية جاءت بالتنسيق المباشر بين استخبارات “قسد” والجيش الأمريكي”.
أي أن استخبارات قسد استهدفت راس التنظيم الإرهابي وساعده الايمن وكلاهما كانا في مناطق الاحتلال التركي، حيث يتمتعان بالرعاية والتأمين من قبل الاستخبارات التركية وتنظيمات الاخوان المسلمين المسلحة المعروفة بـ الجيش الوطني والجيش الحر وجبهة النصرة.
واستكملت تلك الوقائع التي تثبت تورط الاحتلال التركي في تأمين الملاذ الآمن للتكفيريين والارهابيين من تنظيم داعش الارهابي وغيره من خلال استفسرات مشروعة طرحها “ريدور خليل” القيادي في قسد خلال مؤتمر صحفي من الحسكة عقب قتل البغدادي، قال فيها إنه يجب على العالم أن يتسائل عن سبب تواجد أبو بكر البغدادي في منطقة سيطرة القوات التركية في إدلب رغم النفي من السلطات التركية من أعلى السلطات بمعرفتهم بمناطق تواجد زعيم وعناصر تنظيم داعش”.
وأضاف خليل “هذه العملية أثبت أن تركيا -كانت- توفر الغطاء السياسي ليس للبغدادي فقط ولكن جميع الفصائل الإرهابية التي تعمل في الشمال السوري ومن هنا يجب أن يتسائل المجتمع الدولي عن نوايا وأهداف تركيا من الدعم الذي قدمته لهؤلاء العناصر. ويجب علي المسئولين في تركيا الإجابة عن هذا السؤال، رغم أن الحقيقة قد انكشفت ولم يعد هناك مجال ليقولوا غير ذلك”.
كما اثبت قتل البغدادي ومساعده في مناطق الاحتلال التركي شمال سوريا صحة التصريحات التي اطلقها الجنرال مظلوم عبدي في الحادي عشر من أكتوبر الجاري، عندما قال لدى بدء الغزو التركي لمناطق شرق الفرات: “نرصد في إشارات الراديو والمحادثات بين القوات المدعومة تركياً ألفاظاً ومصطلحات يستخدمها تنظيم داعش والقاعدة”، وذلك بالتزامن مع التقارير و التصريحات الغربية التي ابدت تخوفها من أعادة داعش توليد نفسه من جديد.
وهو ما ذهبت إليه صحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، التي ذكرت في الحادي عشر من أكتوبر، أن العملية العسكرية لأنقرة من شأنها أن تزيد من احتمالية فرار مسلحي التنظيم من سجونهم، الأمر الذي قد يؤجج نيران العنف في المنطقة وخارجها، مع الأخذ في الاعتبار أن أصول الكثير من مسلحي التنظيم من أوروبا.
ولا يحتاج المهتمون إلا لمتابعة الفضائح التي يقوم المسلحون التابعون للمليشيات الإسلامية بنشرها بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، للجرائم والممارسات المتطرفة التي يقومون بها خلال عمليات الغزو بحق مناطق شمال سوريا للتأكد من أنهم دواعش ولكن هذه المرة تحت لبوس واسم جديد اخترعه له الاحتلال التركي بمسمى الجيش الوطني. حيث ينشر هؤلاء الجرائم التي يرتكبونها بحق الاهالي بتفاخر، مُرفقةً بالاناشيد الداعشية والشعارات المتطرفة التي تثبت كونهم تكفيريون يسعون إلى خدمة الاحتلال التركي لاقتطاع الاراضي السورية وتحوليها إلى إمارة لاتباع تنظيم الاخوان المسلمين و القاعدة وداعش والنصرة.
اما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أكد في الثاني والعشرين من أكتوبر، أنباءً عن عودة قادة وعناصر لداعش إلى تل أبيض عقب احتلالها شمال سوريا، منوهاً لعودة أمير الذخيرة لدى تنظيم داعش، في تل أبيض بصحبة 150 عنصراً إلى المدينة، وسط أنباء عن عودة أبناء البللو المعروفة بارتباطها بتنظيم داعش.
بينما أكدت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لقوات سوريا الديمقراطية في السادس والعشرين من أكتوبر، أن لدى تركيا مطامع توسعية في احتلال جزء من شمال سوريا، كما حذّرت إلهام من أن هذه المليشيات هي بقايا من تنظيمي “القاعدة و داعش”، منوّهة إلى أنها قدمت شهادة في الكونغرس بعد الغزو التركي لشمال سوريا حول ذلك، وأضافت أن المشرعين أكدوا لها أنهم في صدد فرض عقوبات على تركيا.
وبالعودة إلى عفرين، فليس الحال استثناءاً، ورغم التضييق على السكان الاصليين الكُرد هناك، فقد تمكن مراسل “عفرين بوست” في الثالث من أكتوبر الجاري، من رصد تواجد طبيب داعشي في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وهو يُزاول مهنته منذ فترة ليست بالطويلة في “مشفى قنبر” الذي استثمر المستوطنون بعض أقسامه وقاموا بتعديل اسمه إلى “مشفى عفرين المركزي الخاص” ضمن ساحة (ميدانى آزادي\البازار القديم).
وأكد المُراسل حينها أن المدعو “غسان جاموس” وهو طبيب اختصاصي في الجراحة العظمية، قد افتتح إلى جانب عمله بالمشفى، عيادة في جوار مدرسة “الثانوية الشرعية” في حي عفرين القديمة، ويزاول مهنته بشكل اعتيادي. وكان المدعو” جاموس” قد أعلن في العام 2015، بشكل رسمي وصريح مقاطعته للميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر”، ومبايعة تنظيم “داعش” الإرهابي.
ونشرت عدة وسائل إعلامية تقارير عن التحوّل الذي أبداه الطبيب المتطرف، بينها صحيفة “القدس العربي” التي أكدت في تقرير لها بتاريخ 7/أكتوبر 2015، خبر التحاق المدعو “جاموس” بمناطق التنظيم الإرهابي في المنطقة الشرقية من سوريا، تحت عنوان ” الحملة العسكرية في سوريا تدفع بطبيب من المعارضة المعتدلة في إدلب للإنضمام لتنظيم «الدولة» في الرقة”.
وينحدر المدعو “غسان جاموس\39 عام” من منطقة “طيبة الامام” الواقعة في الريف الشمالي لمحافظة حماة، وتخرج العام 2004 من كلية الطب البشري في جامعة حلب، وتخصص في مجال الجراحة العظمية.
وعقب سقوط آخر معقل للتنظيم الإرهابي في بلدة الباعوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، على يد قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019، أكدت مصادرة موثوقة لـ “عفرين بوست” وصول تكفيريين من تنظيمي “داعش” و”الاخوان المسلمين” إلى إقليم عفرين المُحتل، حيث لقوا الترحاب من قبل الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له.
الترحاب ذاك لم يكن الأول، ففي بداية فبراير\شباط العام 2018، أكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية، أن تركيا جندت ودربت مسلحي تنظيم “داعش” للمشاركة في غزوة “غصن الزيتون” التي أطلقتها ضد عفرين بهدف القضاء على “الإدارة الذاتية”، حيث لاذ التكفيريون المنتمون إلى تنظيم “داعش” بالفرار من مُختلف المناطق الشرقية، خشية اعتقالهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها إبان عهد ما سمي “الخلافة”.
ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن “فرج\32 عام” وهو مسلح سابق في التنظيم المُتطرف، وينحدر من مدينة “الحسكة”، أن أغلب المسلحين المشاركين في الحرب على عفرين، ينتمون إلى “داعش”، موضحاً أن القادة العسكريين الأتراك يحاولون تغيير الطرق السابقة التي اعتمد عليها مسلحو “داعش”، مثل العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، كي لا يستخدموها في قتالهم بعفرين، ولا يعتقد بالتالي الآخرون أن “أنقرة” تتعاون مع التنظيم الإرهابي.
وفي سبتمبر\أيلول العام 2018، نشرت صحيفة The Region مقالاً يشير إلى تعرض المدنيين في عفرين إلى تهديدات على غرار التهديدات التي استخدمها تنظيم داعش، حيث أشار المقال إلى أن الميليشيات الإسلامية التي تسمى “الجيش الحر، الجيش الوطني” تستخدم تكتيكات داعش لتهديد المدنيين.
واستذكرت الصحيفة وجود اعتقاد بأن تركيا استخدمت أعضاء سابقين في داعش في “عملية غصن الزيتون”، وأنه في تسجيلات الفيديو لمسلحي “غصن الزيتون”، أنشد هؤلاء أناشيد داعش واستجوبوا المدنيين بخصوص ممارسات دينية ليحددوا عقيدتهم، كما هددوا بقطع رأس “الأكراد الكفار”.
وانهت الصحيفة مقالها بالقول: “إن هذه الممارسات تؤكد التحذيرات التي أثارتها السلطات المحلية والناشطون بأن غزو تركيا واحتلالها لعفرين سوف يخلق ملاذاً جديداً وآمناً للتطرف في سوريا”، لكن وقد تمدد الاحتلال إلى “سريه كانيه\راس العين” و”كري سبي\تل ابيض”، فإن ذلك يعني بالضرورة تمدد الارهاب إلى هناك، حيث سيتعشعش تحضيراً لإجرام قادم لا محال، فيما لو لم يتم قطع دابر الارهاب من اصله!
اجتماعي..
في الثلاثين من أكتوبر\تشرين الأول، يعاني السكان الاصليون في إقليم عفرين الكُردي المُحتل من قبل الاحتلال التركي والمليشيات المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، أوضاعاً اقتصادية صعبة، نتيجة غلاء أسعار المواد الأساسية وخاصة مادتي المحروقات والغاز.
وقال مراسل “عفرين بوست” إن الميليشيات الإسلامية عمدت إلى رفع سعر جرة الغاز من 4500 ليرة سورية إلى أكثر من 6 آلاف، بحجة انقطاع المادة من معمل التعبئة.
وأشار المراسل بأن ارتفاع سعر الغاز في الأسواق يأتي بعد عدم إرسال قوات الاحتلال التركي المادة إلى معمل التعبئة بعفرين، نتيجة انشغال المعابر الحدودية بالمسلحين المتوجهين إلى غزو مناطق شمال سوريا الخاضعة للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
في السياق، تزداد معاناة الأهالي مع وصول سعر برميل المازوت إلى أكثر من 80 ألف ليرة سورية، مع قدوم الشتاء وكنتيجة لغزو تركيا واحتلالها مناطق في شرقي الفرات، ما أدى لانقطاع الطرق الرئيسية.
وترى الشابة “نشتمان\اسم مستعار” المُقيمة في إقليم عفرين، بأن الأوضاع الاقتصادية تتوجه نحو الأسوء وينتظرهم شتاء قاس، نتيجة عدم تمكنهم حتى الأن من تأمين المحروقات للتدفئة بعد الارتفاع الكبير الذي طرأ على سعر المازوت.
وتضيف قائلة: “بالكاد يستطيع والدي تأمين مستلزمات المنزل حيثُ يعمل كعامل بناء ومن الصعب تركيب مدافئ الحطب داخل الشقق السكنية لأنها لا تعمل في كثير من الأحيان، لذلك قد نبقى بلا وسيلة للتدفئة نتيجة غلاء المحروقات وعمل والدي بمفرده”.
ويضطر السكان في الإقليم الكُردي خاصة في القرى إلى شراء الحطب كوسيلة تدفئة بديلة عن مدافئ التي تعمل على المحروقات، نتيجة ارتفاع سعر المحروقات، وهي مادة قد باتت تحت وقع احتلال المسلحين وابتزازهم.
وكان مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم قد قال إن عناصر الميليشيات الإسلامية شكلت ورشات عمل من المسلحين، حيثُ تقوم بقطع الأشجار من غابات إقليم عفرين وتجميع الحطب في مراكز ثابتة على أطراف القرى.
وتبيع الميليشيات الطن الواحد من حطب شجرة السرو والصنوبر بسعر يتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف ليرة سورية، كما تصدر كميات كبيرة منها إلى تركيا بهدف تحويلها إلى فحم.
ويعتمد السكان في إقليم عفرين الكُردي المُحتل على المحروقات القادمة من مناطق قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، حيثُ يقوم التجار بجلب المازوت والبنزين إلى مناطق الخاضعة للاحتلال التركي وبيعها باسعار مضاعفة في ظل غياب الرقابة وفرض الاتاوات.