ديسمبر 29. 2024

في تكرار لسيناريو عفرين.. “الدواعش” يقاتلون مع الغزو التركي في شرق الفرات

عفرين بوست-خاص

لا يحتاج المهتمون إلا لمتابعة الفضائح التي يقوم المسلحون التابعون للمليشيات الإسلامية بنشرها بأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي، للجرائم والممارسات المتطرفة التي يقومون بها خلال عمليات الغزو بحق مناطق شمال سوريا.

حيث ينشر هؤلاء الجرائم التي يرتكبونها بحق الاهالي بتفاخر، مُرفقةً بالاناشيد الداعشية والشعارات المتطرفة التي تثبت كونهم تكفيريون يسعون إلى خدمة الاحتلال التركي لاقتطاع الاراضي السورية وتحوليها إلى إمارة لاتباع تنظيم الاخوان المسلمين و القاعدة وداعش والنصرة.

فمع بدء الغزو التركي لمناطق شمال سوريا، بدأت بعض المقاطع المصورة التي تثبت دعشنة المسلحين التابعين لتركيا بالخروج للعلن اثناء غزوهم مناطق “تل ابيض\كري سبي”، و”رأس العين\سريه كانيه”.

أحد المقاطع المصورة تلك، اظهرت دعشنة مسلحي المليشيات الإسلامية\”الجيش الوطني”، وهو مصور في الحادي عشر من أكتوبر\تشرين الأول، وفق ما يرويه المسلح الداعشي الذي يقول: “الان في اراضي راس العين، الان تتوجه العربة المصفحة حتى يفوت الشيباب على المعركة… الله اكبر والعزة لله”.

بينما يقول المسلح الذي يقود العربة ويدعى “ابو علي”: “بسم الله الرحمن الرحيم، لواء ميماتي باش، نقوم بالاستعداد لاقتحام راس العين وانشالله قادمون إلى مدينة البوكمال والعشارة والقورية ومدينة الميادين ودير الزور”.

فيما يقول مسلح ملتحي ثالث جالس على العربة التركية المصفحة: “جاينكم جاينكم يا خنازير”، قبل أن يقتحم المشهد مسلح اغبر ملتحي ويفضح كل شيء فيقول: “باقية باقية” (وهو شعار تنظيم داعش الارهابي الذي كان يقول مسلحوه باقية وتتمدد)، وعقب ذلك الدليل الصريح من الداعشي، كرر مسلح آخر على المصفحة التركية ما قاله زميله الداعشي، فيقول هو الآخر: “باقية باقية بإن الله عز وجل”.

وياتي المقطع المصور كغيره، ليكون دليلاً جديداً على استخدام الاحتلال التركي للدواعش في غزو عفرين ومناطق شمال سوريا، حيث أكد الجنرال مظلوم عبدي عقب بدء الغزو التركي لشمال سوريا ذلك بالقول: “نرصد في إشارات الراديو والمحادثات بين القوات المدعومة تركياً ألفاظاً ومصطلحات يستخدمها تنظيم داعش والقاعدة”.

ولا يعد استخدام الدواعش اسلوباً جديداً من قبل الاحتلال التركي، فقد سبق وأن استخدمهم لاحتلال عفرين، فكانوا رأس حربة في حربه الغاشمة على إقليم عفرين الذي كان يحيا اهاليه في أمن وأمان، قبل أن يتوجه نحوه الغزاة كالجراد، فلم يبقوا فيه على اخضر او يابس، ودمروا البيوت واحرقوا الشجر واهانوا البشر.

فبعيد سقوط آخر معقل للتنظيم الإرهابي في بلدة الباعوز عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، على يد قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019، أكدت مصادرة موثوقة لـ “عفرين بوست” وصول تكفيريين من تنظيمي “داعش” و”الاخوان المسلمين” إلى إقليم عفرين المُحتل، حيث لقوا الترحاب من قبل الاحتلال التركي والميليشيات التابعة له.

الترحاب ذاك لم يكن الأول، ففي بداية فبراير\شباط العام 2018، أكدت صحيفة الاندبندنت البريطانية، أن تركيا جندت ودربت مسلحي تنظيم “داعش” للمشاركة في غزوة “غصن الزيتون” التي أطلقتها ضد عفرين بهدف القضاء على “الإدارة الذاتية”، حيث لاذ التكفيريون المنتمون إلى تنظيم “داعش” بالفرار من مُختلف المناطق الشرقية، خشية اعتقالهم ومحاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها إبان عهد ما سمي “الخلافة”.

ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن “فرج\32 عام” وهو مسلح سابق في التنظيم المُتطرف، وينحدر من مدينة “الحسكة”، أن أغلب المسلحين المشاركين في الحرب على عفرين، ينتمون إلى “داعش”، موضحاً أن القادة العسكريين الأتراك يحاولون تغيير الطرق السابقة التي اعتمد عليها مسلحو “داعش”، مثل العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، كي لا يستخدموها في قتالهم بعفرين، ولا يعتقد بالتالي الآخرون أن “أنقرة” تتعاون مع التنظيم الإرهابي.

وفي سبتمبر\أيلول العام 2018، نشرت صحيفة The Region مقالاً يشير إلى تعرض المدنيين في عفرين إلى تهديدات على غرار التهديدات التي استخدمها تنظيم داعش، حيث أشار المقال إلى أن الميليشيات الإسلامية التي تسمى “الجيش الحر، الجيش الوطني” تستخدم تكتيكات داعش لتهديد المدنيين.

واستذكرت الصحيفة وجود اعتقاد بأن تركيا استخدمت أعضاء سابقين في داعش في “عملية غصن الزيتون”، وأنه في تسجيلات الفيديو لمسلحي “غصن الزيتون”، أنشد هؤلاء أناشيد داعش واستجوبوا المدنيين بخصوص ممارسات دينية ليحددوا عقيدتهم، كما هددوا بقطع رأس “الأكراد الكفار”.

وانهت الصحيفة مقالها بالقول: إن هذه الممارسات تؤكد التحذيرات التي أثارتها السلطات المحلية والناشطون بأن غزو تركيا واحتلالها لعفرين سوف يخلق ملاذاً جديداً وآمناً للتطرف في سوريا.

ولا يقتصر استخدام النظام التركي في غزواته على الدواعش فحسب، بل يسعى إلى وضع الدين الإسلامي في خدمة اجنداته التوسعية العثمانية، حيث طالبت ما تسمى بـ “رئاسة الشؤون الدينية التركية”، أئمة المساجد في جميع أنحاء البلاد يوم الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول، تلاوة سورة الفتح، من أجل نجاح عملية الغزو التي بدأها جيش الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له ضد مناطق شمال وشرق سوريا.

وهو ما تكرر أيضاً في عفرين، فقبيل انطلاق العدوان التركي تحت مسمى “غصن الزيتون” على إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، كان المصلّون الأتراك يتلون سورة الفتح في 90 ألف مسجد مع صلاة الفجر يوم 21/1/2018 بأمر من رئاسة الشؤون الدينية المرتبطة باردوغان مباشرة.

ومن الواضح أن تلاوة سورة الفتح إشارة إلى أن جيش الاحتلال التركي ذاهب إلى قتال كفار وفيها تشبيه بما تسمى الفتوحات الإسلامية. وهو ما يتكرر في غزو شمال سوريا من خلال قول اردوغان أنه “الجيش المحمدي”، فيما عنونت صحف تركية بأن”ٲخبروا الكفار ٲن جيش محمد قادم”.

ويعد الغزو التركي استكمالاً لتلك السياسة الرامية لتصوير معارضيها عموماً، والكُرد منهم خصوصاً، على أنهم كفار وملاحدة أو مرتدين دينياً، وبالتالي شرعنة قتلهم وتهجيرهم واستحلال ممتلكاتهم الشخصية، وهي المنهجية التي تتبناها الميليشيات الاسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، المتشدد والتكفيري.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons