نوفمبر 08. 2024

عندما تتحول ذكريات العفرينيين إلى بقايا مرمية على مكبات النفيات وفي الاودية!

عفرين بوست-خاص

بحرقة قلب، تستذكر “كليزار” ذاك المشهد، فبعد حرباَ طاحنة حولت منزلهم في قصف جوي تركي إلى بقايا منزل، خلال الغزو التركي لإقليم عفرين آذار العام 2018، ولم تبقي منه إلا أثراً بعد عين، كان لها أن تعود وتشاهد صورتها في صغرها الملتقطة في باحة منزلها، مرمية في واد يستخدم كمكب للنفايات في القرية!
كيف لا، وقد استوطن القرية اغرابٌ، جاءوا من اصقاع الارض ومغاربها، واستولوا على ممتلكات السكان الاصليين الكُرد من بيوت وارزاق واشجار، بل وحتى ذكريات.

تؤكد “كليزار” لـ “عفرين بوست” أن المستوطنين في قريتها كما باقي القرى العفرينية المحتلة، لم يتوانوا عن إفراغ كل المنازل من محتوياتها، سواء السليمة منها أو تلك التي تعرضت للقصف، حيث عمد المستوطنون إلى سرقة ما قد يتمكنون من استخدامه، ورمي ما لا يلزمهم كصور العفرينيين في مكبات النفيات والاودية!
“لم نُخرج أي شيئ معنا، لا صور ولا ذكريات، لم نتصور أن يحدث ذلك، لم نتصور بأننا قد لا نعود، لم نتخيل بأننا قد نخسر الحرب، كنا واثقين من النصر، من العودة، لأننا لم نخطئ، كنا على حق، ونحن على حق إن هزمنا أو ربحنا في الحرب”، تقول “كليزار”، وصوتها يجهش بالبكاء.

وتشير “كليزار” بأن فرحتها لم تكن توصف بمشاهدة تلك الصورة، إلى جانب البوماً آخر للصور كان مرمياً بالقرب منه في ذات المنطقة في قرية كُردية تابعة لجنديرس، فتقول: “لم أصدق ما رأته عيناي، لوهلة تخيلت أن كل شيء عاد كالسابق، لقد عادت بي الصور إلى أجمل الايام، تخيلت لحين أن ما نعيشه كابوس، وأني سانتهي منه عند صحوتي، رغم إداركي أن الاحتلال مطبق على صدورنا، وأن منازلنا استولى عليها مستوطنون من حمص، وأرضنا محتلة من التركي”.

“كليزار” ليست إلا واحدة من مئات آلاف العفرينيين، ممن يستوطن الغرباء في ديارهم، في الوقت الذي يعيش فيه هؤلاء مهجرين قسراً عن أرضهم، او يقيمون بجوار منازلهم المدمرة او المسلوبة، وهي حال مستمرة من بدء الغزو التركي ضد عفرين يناير العام 2018.

وتختم “كليزار”: “العشرون من يناير 2018، هو أكثر تاريخ اسود في حياة العفرينيين، يوم بدأ الغزو التركي وحلقت غربانه السود في سماء الإقليم، فدمرت البنى التحتية وقتلت شباننا وحصدت الارواح الطاهرة من اجسادهم الغضة”.
ويبقى للعفرينيين (الأمل) مقوماً وحيداً يدفعهم للصبر، حيث لا يغفى عفريني منذ عام وسبعة شهور عند إطباق الاحتلال العسكري في الثامن عشر من مارس العام 2018، قبل الابتهال والدعاء بتحرير عفرين وخلاص أهلها الاسرى فوق تراب أجدادهم، وعودة مهجريها إليها سالمين.

وفي الوقت الذي يأمل فيه العفرينيون بالعودة إلى ارضهم وتحريرها من الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، يتحضر الاحتلال التركي لغزو المزيد من المناطق في شمال سوريا، لتهجير المزيد من السكان الاصليين وتوطين الموالين له من المتقبلين للاحتلال والعثمانية الجديدة والذين باتوا معروفين بـ “المستتركين” فيها.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons