عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حدثت خلال أكثر من أسبوع، في الفترة المُمتدة ما بين الثاني والعشرين إلى الثلاثين من سبتمبر\أيلول (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا غيضاً من فيض الاحتلال، وهي تختصر على ما تمكن فريق عمل “عفرين بوست” من توثيقه).
جرائم القتل..
في السادس والعشرين من سبتمبر\أيلول، توصل مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إلى بعض حيثيات التحقيقات التي تجريها المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنيظم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً في العديد من الدول، في قضية مقتل الكهلين الكرديين الزوجين “محي الدين اوسو” و”حورية بكر”. واستشهد الكهل “محي الدين اوسو\77 عام” في الخامس والعشرين من أغسطس\آب الماضي، عند تعرضه للضرب المبرح من قبل لصوص عمدوا لسرقة منزله في حي الاشرفية، في منطقة قريبة من مقر لمليشيا “الجبهة الشامية”، وهو ما دفع الناشطين الكُرد لتوجيه اصابع الاتهام لمسلحي المقر الذي يقوده المدعو “زاهي”. وبعد قرابة اثني عشر يوماً من استشهاد الكهل “اوسو”، استشهدت زوجته المسنة “حورية محمد بكر\74 عام” في السادس من سبتمبر\أيلول الحالي، نتيجة الضرب المبرح الذي تعرضت له في منطقة القفص الصدري، مما تسبب بنزيف داخلي مُستمر إلى أن فارقت الحياة. ووفقأ لتلك المعلومات التي استحوذها مراسل “عفرين بوست” من اوساط المسلحين، فأن عدد المتورطين في عملية قتل المسنين يبلغ أربعة أشخاص، بينهم مستوطنان ينحدران من حي جوبر الدمشقي، وآخران من مسلحي المدعو “زاهي”. وأضاف المراسل إن مليشيا “الجبهة الشامية” تسعى حالياً لإلصاق التهمة بالمستوطنين من حي جوبر الدمشقي فقط، فيما قامت بتهريب مسلحيها اللذين شاركا بتنفيذ الجريمة، إلى محافظة إدلب. وأكد المراسل أنه يجري حالياً التحضير لتمثلية بغية تبرئة مسلحي المدعو “زاهي” المتزعم في مليشيا “الجبهة الشامية”، وهو أمر نفذته سابقاً مليشيات أخرى، ومنها التمثليلة التي حضرتها مليشيا “احرار الشرقية” في قضية خطف المواطن “شرف الدين سيدو”. ففي نهاية يونيو\حزيران، عثر مدنيون على جثمان المواطن “شرف الدين سيدو” من أهالي ناحية جنديرس بريف عفرين بعد عجزه عن دفع فدية مالية مقدارها 100 ألف دولار، وهي مشوهة ومحروقة، حيث رجح مقربون من العائلة أن تكون قد تمت تصفيته بعد آخر محاولة من العائلة لإنقاذه بدفع فدية تقدر بـ ١٠ آلاف دولار تحت مراقبة مليشيا “احرار الشرقية “وجيش الاحتلال التركي. وانتهت العملية حينها بمشهد تمثيلي لمليشيا “الشرقية”، ادعت فيها قتل أحد أفراد العصابة المزعومة واعتقال الآخر، كما زعمت أن المبلغ ضاع في الاشتباك، حيث انقطعت بعدها أخبار شرف الدين تماماً والطفل محمد رشيد خليل إلى أن وجدت جثة “شرف الدين”.
في التاسع والعشرين من سبتمبر\أيلول، توفي شابان كُرديان من السكان الأصليين في قرية “كفرزيتيه\كفرزيت” التابعة لناحية جنديرس بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، نتيجة حادث دراجة نارية في المنطقة. وقال مراسل “عفرين بوست” إن الشابين تعرضا لحادث سير أثناء قيادتهما دراجة نارية، ما أدى إلى وفاة “خليل جمعة عبدالو” على الفور، ونقل الآخر إلى المشافي التركية. وأضاف المراسل بأن الشاب “محمد سليمان\19عام” نقل إلى المشافي التركية، وكان قادراً على الحديث أثناء نقله للمشفى، لكن بعيدها بساعات، أخبرت إدارة المشفى التركي عائلة الشاب بوفاة ابنهم. وأشار المراسل إلى وجود شكوك حول أسباب وفاة الشاب، نظراً لوجود عملية تشريح وتقطيب كبيرة على مستوى البطن والصدر، لافتاً إلى امكانية تعرض الضحية لسرقة الأعضاء قبل وفاته. ونهاية الاسبوع الماضي، أعلن “زاهر حجو” المدير العام لـ “الهيئة العامة للطب الشرعي” لدى النظام السوري، عن وجود مافيات تركية كبيرة تنشط بشكل واضح على الحدود السورية التركية وتقوم بالتعاون مع قادة “الإرهابيين” لسرقة أعضاء السوريين وبيعها، مؤكدا أن الأهالي هم من أخبروه بالأمر. “حجو” أكد أن تلك المافيات تعمل بشكل احترافي جداً، فتسرق أعضاء المدنيين المصابين..، بينما يوجد سوريون يسهلون عمل تلك المافيات، ليتم نزع الأعضاء داخل المستشفيات التركية ومن ثم يتم تهريبها إلى أوروبا وتباع هناك بأسعار باهظة. وبحسب مسؤول الطب الشرعي فإن أكثر الأعضاء طلباً هي الكلى والقرنيات لمن تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر عاماً وثلاثين سنة، حيث تكون أعضائهم غضة وفتية وشابة، بعد ذلك تُعاد الجثث إلى ذويهم ليخبروهم بأن الضحية مات في المستشفى جراء إصابته، بعد أن يكونوا قد فعلوا فعلتهم وانتهى الأمر.
جرائم الخطف..
في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفرجت ميليشيا “احرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، عن كهل كُردي من السكان الأصليين في اقليم عفرين الكرُدي المحتل، بعد تعذيبه وإجباره على دفع فدية مالية. وقال مراسل “عفرين بوست” إن ميليشيا “أحرار الشرقية” أطلقت سراح الكهل الكُردي “مصطفى كنجو إيبو\60 عام”، بعد عشرين يوماً من اختطافه، حيثُ تعرض للتعذيب على يد مسلحي الميليشيا، ما تسبب باضطرابات نفسية له. وحصل المراسل على معلومات تؤكد قيام ميليشيا “أحرار الشرقية” بإجبار عائلة المختطف على دفع فدية مالية مقدرها خمسة آلاف دولار، لقاء إطلاق سراحه. وكانت ميليشيا “أحرار الشرقية” قد اختطفت “إيبو” أثناء قيادته دراجته النارية وتوجهه إلى منزله في مركز اقليم عفرين مطلع شهر أيلول/سبتمبر الجاري، بهدف ابتزازه والحصول على فدية مالية. وتعرض “إيبو” سابقاً لتهديدات من قبل عناصر ميليشيا “أحرار الشرقية”، بحجة ارتدائه الزي الكُردي التقليدي، كما تلقى تهديدات على خلفية رفضه تسليم منزل أحد أبنائه لعناصر الميليشيا ذاتها.
في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، أطلقت ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي، سراح “نبيه عمر”، من سكان قرية ايكيدام في ناحية شرا\شران بريف إقليم عفرين الكرُدي المُحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقالت مصادر محلية لمراسل “عفرين بوست” في ناحية شرا\شران، إن سيارة عسكرية تابعة لميليشيا “السلطان مراد” قامت برمي “نبيه عمر”، مختار قرية ايكيدام بين الأراض الرزاعية في قرية قسطل جندو، قبل وصوله إلى منزله في القرية. وكان “عمر” قد اختطفت قبل ثلاثة أشهر من قبل ميليشيا “السلطان مراد”، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً، فيما لم يعرف إن كان “عمر” قد دفع فدية مالية لقاء إطلاق سراحه أم لا. وتحتل ميليشيا “السلطان مراد” عدة قرى في ناحية شرا\شران بريف عفرين الشرقي منها قسطل جندو وايكيدام وديرصوان وشيلتعته.
في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، علم مراسل “عفرين بوست” في مركز اقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن شاباً عفرينياً مختطفاً مُطالب بمبلغ 12 مليون ليرة سورية مقابل الافراج عنه. واختطفت مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً في العديد من الدول، الشاب الكُردي “ايزديخان عارف عيسو\32 عام” من أهالي قرية فقيرا التابعة لناحية جنديرس قبل عشرة ايام، في الـ 14 من أيلول/سبتمبر، وتواصل الميليشيات الإسلامية شن حملات الاختطاف بحق مَن تبقى من السكان الاصليين الكُرد، بغية ابتزازهم مالياً والضغط عليهم لتهجيرهم، وصولاً إلى إحداث التغيير الديموغرافي الشامل في الإقليم.
في الخامس والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ما تسمى بـ (محكمة راجو) التابعة للاحتلال التركي، قد أفرجت عن شابين كُرديين كانا قد خطفا بذريعة الخدمة العسكرية في تشكيلات “الإدارة الذاتية” السابقة. وأوضح المراسل أن ما تسمى بـ (محكمة راجو)، أفرجت يوم أمس الثلاثاء، عن المُختطف “شيخو هوريك” من أهالي قرية “زركا\زركانلي” التابعة لناحية راجو، مقابل دفع مبلغ “150” ألف ليرة سورية، وذلك بعد قضائه ثمانية عشرة يوماُ في مراكز الاختطاف “سجن ماراتي” بالقرب من مركز مدينة عفرين. وأضاف المُراسل أن المحكمة ذاتها أفرجت عن المواطن الكُردي “عقيل علي معمو\41 عام”، قبل ثلاثة أيام، وهو من أهالي قرية “جوبانا” المجاورة لقرية “زركا” وذلك بعد دفعه مبلغ “150” ألف ليرة سورية أيضاً. وأشار المراسل إلى أن المواطن “عقيل” اضطر إلى تسليم نفسه لما تسمى (محكمة راجو) بعد تعرضه للابتزاز والتهديد على يد متزعم ميليشيا “فيلق المجد” التي تحتل قريته، إلا أن المحكمة سلمته إلى مركز الاختطاف “سجن ماراتي” بتهمة الخروج في نوبات حراسة في إطار “قوات الحماية الجوهرية” (والتي من المعروف بأنها نوبات حراسة لحماية القرى من قبل أهلها، بشكل متناوب). وأكد المُراسل أن الشابيين (شيخو و عقيل) تعرضا إلى تعذيب ممنهج وشديد خلال فترة اختطافها لدى ميليشيات الاحتلال التركي.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس أن مسلحي مليشيات الاحتلال اختطفت منذ ثلاثة اسابيع الشاب “قهرمان حسين” البالغ من العمر 24 عام، من قريته يلانقوز، حيث تفيد المعلومات بوجوده في “سجن ماراتي”، الذي تستخدمه المليشيات كمُختطف للكُرد. ونوه المراسل أن ذوي “قهرمان” قاموا بدفع مبلغ 200 الف ليرة سورية، وهو المبلغ الذي تتقضاه المليشيات لقاء الافراج عن المختطفين في “سجن ماراتي”، لكن دون أن يقوم هؤلاء بالافراج عنه.
كذلك، دعا المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكُردي في سوريا، سلطات الاحتلال التركي إلى الافراج عن سياسية كُردية عضوة في الحزب، اختطفت في عفرين مع زوجها. وقال التقدمي في تصريح صحفي: “أقدمت السلطات التركية في عفرين على اعتقال كل من المواطن عبد الحميد سليمان وزوجته خاليدة سليمان دون معرفة أي شيء عن اسباب اعتقالهما”. متابعا:ً “إن مثل هذه الممارسات من جانب الاتراك وحلفائهم من الفصائل المسلحة التي تعبث بأمن المواطنين وتعرض حياتهم للخطر، وكذلك تقوم بعمليات السلب والنهب لممتلكات الكُرد في عفرين منافية لأبسط قواعد حقوق الانسان”. وختم التصريح بالقول: “إننا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ندعو إلى الافراج الفوري عن الرفيقة خاليدة سليمان وزوجها على الفور والكف عن مثل هذه التصرفات بحق المواطنين الكُرد”. ولطالما إدعى الاحتلال التركي أنه يستهدف “حزب الاتحاد الديمقراطي” بحجة أنه موالي لـ “حزب العمال الكردستاني”، وهي حجة مردودة على الاحتلال، حيث تم تهجير 75% من سكان عفرين الكُرد الاصليين، الذين هم في غالبهم ليسوا منتسبين لأي حزب سياسي. وينظر الاحتلال التركي ومسلحو المليشيات الإسلامية المعروفة بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني) إلى جميع مهجري عفرين على إنهم موالون لحزب الاتحاد الديمقراطي، وبالتالي يشرعنون لأنفسهم الاستيلاء على أملاكهم وارزاقهم. وفضل غالبية أهالي عفرين التهجير القسري على الخضوع لسلطة الاحتلال ومسلحيه، فهُجر أكثر من 350 ألف شخص، خلال آذار العام 2018، فيما هُجر عشرات الآلاف عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي، نتيجة انتهاكات ممنهجة قادها مسلحو مليشيات الاحتلال. ويسعى الاحتلال التركي عبر تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً في العديد من الدول، إلى إبعاد الكُرد ومكونات شمال سوريا من أي مفاوضات لتسوية الأزمة السورية، وإقصائهم من كتابة الدستور المستقبلي لسوريا.
كذلك، أفرجت ميليشيا “الزنكي” الاسلامية عن المواطن الكردي حنيف بكو بعد قضائه أربعة أيام في الاختطاف، و “حنيف” من أهالي قرية قرميلق ولكنه يقيم في قرية رمادية التابعة لناحية جنديرس منذ عشرون عاماً، وأكد مراسل “عفرين بوست” في جنديرس أن عملية الافراج أتت بعد أن قامت الميليشيا المذكورة باستحصال فدية مالية تقدر بـ ألف دولار أمريكي.
في السابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن محكمة الاحتلال في المدينة، أصدرت حكماً يقضي بسجن شاب كُردي مُختطف لمدة خمسة أعوام وذلك بتهمة الانتماء إلى “وحدات حماية الشعب”. وأوضح المُراسل أن الشاب (ف.د) من إحدى قرى ناحية راجو، اختطف قبل نحو شهر، وجرى تقديمه لمحكمة الاحتلال التركي في مركز عفرين، حيث حكمت عليه بالسجن لمدة خمسة أعوام، إلى جانب دفع غرامة مالية تبلغ خمسمئة ألف ليرة سورية، منوهاً أن الشاب الكُردي جرى نقله إلى مركز الاختطاف الرئيسي في “سجن ماراتي”. والشاب الكُردي (ف.د) متزوج في السابع والثلاثين من عمره ولديه ثلاثة أطفال، في حين تبقى تهم الاختطاف جاهزة من قبل سلطات الاحتلال التركي، بغية تهجير الشبان الكُرد، حيث من المعروف أن الشبان المنتسبين لـ “وحدات حماية الشعب” لن تكون لديهم فرصة للعودة إلى عفرين في ظل الاحتلال، ما يفند حجة الاختطاف.
في الثامن والعشرين سبتمبر\أيلول، وقال مراسل “عفرين بوست” في راجو أن ميليشيا “الشرطة المدنية” اختطفت كل من عثمان محمد معمو (65 عام)، وشكري حسين باكير (55عام)، صباح يوم أول أمس الخميس، واقتادتهما إلى أحد سجونها في مركز ناحية راجو. وأضاف المراسل بأن الميليشيا أطلقت سراحهما مع حلول المساء، بعد اختطافهما بذرائع واهية هدفها التضييق على مَن تبقى من السكان الأصليين في المنطقة، بغية تهجيرهم الاستيلاء على أملاكهم لمنحها للمستوطنين من ذوي المسلحين. ويشار إلى إن المواطن الكُردي “شكري حسين باكير”، كان قد تعرض للاختطاف الشهر الماضي، قبل إطلاق سراحه من قبل ميليشيا “الشرطة المدنية”.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” إن ميليشيا “الشرطة” شنت أمس الجمعة، حملة مداهمة برفقة الاستخبارات التركية على منازل الأهالي في قرية “قسطليه خضريا\قسطل خضرنالي” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” بريف عفرين الشمالي. وكشف المراسل عن قيام ميليشيا “الشرطة” باختطاف خمسة شبان بتهمة الانضمام لـ “قوات الحماية الذاتية” وهي قوة عسكرية انشائتها الإدارة الذاتية وكانت بمثابة “تجنيد الزامي” للشبان الذين تتراوح اعمارهم بين الـ 18 عام والـ 30 عام. وذكر المراسل اسماء المختطفين وهم كل من: (زياد هوريك رشيد، صلاح زكريا محمد، جلال محمد محو، آراس حنان محمد، إبراهيم حسين رشو). ويستغل مسلحو المليشيات الإسلامية وجود شبان خدموا بشكل الزامي ضمن “قوات الحماية الذاتية” لابتزاز ذويهم عبر اختطافهم، ما يجبر الاهالي الكُرد على دفع الفدى المالية أو البحث عن اساليب استحماء فردية اضطرارية، دون رغبتهم. ففي فبراير\شباط الماضي، رصد مراسلو “عفرين بوست” بروز ظواهر اجتماعية جديدة على المجتمع العفريني، بينها “الزواج القسري”، عبر إكراه نساء كُرد على الزواج من مسلحي الميليشيات الإسلامية، كما حصل في مركز ناحية بموباتا/معبطلي، عندما اضطر أحد اولياء الأمور لتزويج ابنته من مُسلح، لرغبته في حماية شابين له، خدما كمجنّدين في صفوف قوات الحماية الذاتية (التجنيد الإلزامي)، من عمليات الخطف والابتزاز.
كذلك، في تفنيد واضح لادعاءاتها حول الديمقراطية، او (تحرير) عفرين من (الإرهاب) الذي تدعيه، اختطفت سلطات الاحتلال التركي فناناً شعبياً في عفرين لأكثر من اربعة عشر شهراً، فقط لانه غنى لفلكلور شعبه في عفرين. فبعد أن قامت مليشيا “فرقة الحمزة” باختطاف الفنان “حسن عبدو” في يوليو\تموز العام 2018، من قرية “براد” التابعة لناحية “شيراوا”، حيث فضل التشبث بأرضه، قامت تلك المليشيا بتسليمه لسلطات الاحتلال التركي لمحاكمته على ما غناه بصوته وحنجرته. ويوم الجمعة\السابع والعشرين من سبتمبر\أيلول الجاري، أفرجت سلطات الاحتلال التركي عن الفنان الشعبي المعروف “حسن عبدو” بعد مضي أكثر من عام وشهرين على اختطافه. ونشر الفنان الكُردي على صفحته في الفيس بوك صورتين له، أظهرتا الفارق الكبير بين فترة ما قبل وما بعد الاختطاف، حيث غزا الشيب رأسه كما اطلق لحيته على غير عادته، وقد أرفق صورتيه بعبارة مقتضبة قال فيها: “مرحبا، الحمد لله وصلت بخير ع بيتي وأهلي”. ويُعرف عن الفنان “حسن عبدو” غنائه الفلكلور الشعبي الكُردي في الأعراس والحفلات طيلة الأعوام الماضية بعفرين، وهو من أهالي قرية “كباشين” بناحية “شيراوا”. وفي الوقت الذي لم تُعرف فيه التهم الموجّهة له، فإن المرجح لها هو ظهور الفنان “حسن عبدو” في برنامج (آخ وولات) الذي كان يعرض على قناة روناهي، وغنائه الفلكلوري فيها، حيث كان البرنامج يتطرق في كل حلقة إلى قرية من قرى عفرين. وسبق أن اختطف الاحتلال التركي ومسلحوه الفنان الشعبي “أصلان جان” من أهالي شيه/شيخ الحديد، حيث تعرض للتعذيب بسبب مشاركته في أعمال فنية اعتبرتها ميليشيات الاحتلال مُساندة لـ “الادارة الذاتية”، مما دفعه للتهجير القسري من أرضه.
في التاسع والعشرين سبتمبر\أيلول، شهدت قرية “معرسكه” التابعة لناحية “شرا\شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، اختفاء فتاة كُردية في الـ 16 من شهر أيلول الجاري، فيما اتهم ناشطون الميليشيات الإسلامية المعروفة باسم “الجيش الحر، الجيش الوطني”، بالمسؤولية عن اختفائها. وأكد مراسل “عفرين بوست” في الناحية أن فتاة كُردية تدعى “سارا عبد الله محمد علي” وتبلغ من العمر “16 عاما”، قد اختفت في ظروف غامضة، لكن دون تمكنه من تأكيد حيثيات الحادثة، نظرلأجواء المراقبة التي تفرضها الميليشيات الإسلامية على إمكانية متابعة الأحداث. واتهمت صفحات التواصل الاجتماعي الميليشيات الإسلامية باختطاف الفتاة القاصرة وسوقها إلى جهة مجهولة. وكان المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا قال في السادس والعشرين من ايلول الجاري، إنه تمت “مداهمة منزل المواطن عبد الله محمد علي في قرية معرسكه واعتقال ابنته القاصر “سارا- 16 عاماً”، البريئة من تُهم العلاقة مع الإدارة السابقة أو حزب الاتحاد الديمقراطي حسب ما أكده لنا مصدر موثوق، ولايزال مصيرها مجهولاً”، دون تحديد الجهة المنفذة.
كذلك، قال ناشطون أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي قد اختطفت رجلاً وزوجته من مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، واقتادتهما إلى إحدى سجونها في مركز المدينة. وأضاف الناشطون أن المواطنيين الكُرديين المُختطفيين هما كلاً من سعيد غريب حسو (58عاماً)، وزوجته غالية حسين (51عاماً)، من منزلهما على الاوتستراد الغربي في مدينة عفرين، مضيفين أن الهدف من عملية الاختطاف هو الابتزاز والحصول على فدية مالية، بعد توجيه تهم مُعدة مُسبقاً لهما، كالتعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً. وينحدر المختطف حسو وزوجته من قرية جقلي جوم التابعة لناحية جنديرس، وهما من الكرُد الايزيدين، حيثُ يقيمان بمفردهما في مدينة عفرين. وكانت ميليشيا الشرطة العسكرية قد اختطفت حسو قبل قرابة عشرة أيام، حيثُ أفرجت عنه لاحقاً بعد إجباره على دفع فدية مالية قدرها مليوني ليرة سورية.
كذلك، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” اختطفت ظهر يوم أمس السبت، المواطن “محمد سيدو بلو بن شكري” وزوجته “هيفين” من أمام منزلهما في حي الأشرفية، وساقتهما إلى مركزها الواقع في مدرسة الثانوية التجارية بالقرب من حديقة نوروز. وأضاف المُراسل أن المواطن “محمد سيدو” يعمل موظفاً في شركة مياه عفرين، وهما من أهالي قرية “ديكي” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، فيما لاتزال التهم الموجهة اليهما مجهولة حتى الآن. ولطالما ضيقت مليشيات الاحتلال على العاملين الاساسيين ضمن مؤسسة المياه في عفرين، كونهم في المُجمل من الكُرد، فاختطفت غالبيتهم بغية دفعهم لترك أعمالهم وتعيين المستوطنين بدلاً عنهم.
كذلك، بعد اختطافه في الـ 14 من أيلول/سبتمبر، من قبل مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً في العديد من الدول، ومطالبتها بفدية مالية مقدارها 12 مليون ليرة للإفراج عنه، رفع المسلحون الفدية المطلوبة للإفراج عن الشاب الكُردي “ايزديخان عارف عيسو\32 عام” من أهالي قرية فقيرا التابعة لناحية جنديرس، بمقدار كبير. وعلم مراسل “عفرين بوست” في مركز اقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، أن مليشيا “فرقة الحمزة” عمدت مؤخراً لرفع الفدية المالية إلى 20 مليون ليرة سورية، في زيادة عن الفدية السابقة بـ 8 ملايين ليرة! وأكد المراسل أن خاطفي الشاب “عيسو” يتواصلون مع ذوي المختطف، مُدعين أنه يتواجد في محافظة إدلب، وقد خيروهم بين نحره أو القدوم لإدلب وتسليم مبلغ العشرين مليون ليرة. وأضاف المُراسل أن لـ “ايزيدخان” شريكاً من مسلحي ميليشيا “الحمزة” في محل الأنترنت الذي يمتلكه، يُعتبر المُتهم الأبرز في عملية الاختطاف، حيث كان يتهرب من دفع دين لـ “ايزيدخان” عليه وقدره “6500” دولار، ومع الحاح “ايزيخان” عليه لسداد الدين، يبدو أنه لجئ لتدبير حيلة بغية خطفه. وأشار المُراسل إلى أن “ايزيدخان” تلقى مُكالمة من شريكه (المسلح من مليشيا “فرقة الحمزة”) في الرابع عشر من شهر أيلول، طلب خلاله (الشريك) من “ايزيدخان” أن يتوجه إلى مدينة عفرين لاستلام المبلغ، إلا أن انه اختفى هناك حتى اتصل الخاطفون بذويه. ويُلاقي مَن تبقى من سكان عفرين الأصليون الكُرد صعوبات جمة في افتتاح أي مشاريع تجارية، ويكاد يستحيل القيام بأي نشاط تجاري في حال عدم وجودة حماية من قبل إحدى الميليشيات، مقابل دفع اتاوات مالية طائلة.
طمس الهوية والاستيطان..
في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول ، وزعت مديرية التربية في مجلس الاحتلال المحلي التابع للاحتلال التركي في إقليم عفرين الكرُدي المُحتل، استبياناً على المستوطنين من ذوي الطلاب تحت مسمى “رغبة ولي الطالب في تعليم طفله اللغة الكردية أم لا”. وقالت مصادر محلية إن مديرية التربية في مجلس الاحتلال قامت بتوزيع الأوراق على الطلاب في مدارس الإقليم، بهدف تخيير المستوطنين من ذوي الطلاب بدراسة اللغة الكردية من عدمها. ومن المعروف أنه خلال عهد الإدارة الذاتية، كان يتم تعليم كل مكون بلغته الام، حيث كان تعليم الكُرد يتم بلغتهم الام بشكل كامل لجميع مواد المنهاج، في حين اختصر الاحتلال التركي والمتعاونون معه، تعليم الكردية على حصة واحدة لتعليمها كلغة وليس كمنهاج. وظهرت العام الماضي، منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي على اقليم عفرين الكُردي، نزعات متطرفة بين المستوطنين، رفضت تعليم اللغة الكردية لأبنائهم، نتيجة تعاليهم على “الكردية” ورفضهم للتنوع الثقافي، كونهم في غالبهم من أنصار تنظيم الاخوان المسلمين المصنف ارهابياً، أو بعثيين سابقين. وعند إطباق الاحتلال التركي لاقليم عفرين آذار العام 2018، عمد بعض المستوطنين إلى تسمية عفرين بمدينة “الشهيد صدام حسين”، وهو رئيس النظام العراقي السابق، الذي ارتكب عشرات المجازر بحق الكُرد في إقليم كردستان العراق، كما ظهرت صور المقبور “صدام حسين” على الزجاج الخلفي لسيارات مسلحي المليشيات الإسلامية داخل مدينة عفرين، في مسعى لابتزاز الكُرد ونهرهم. وكتب على الورقة الصادرة عن مديرية تربية الاحتلال، أسم المدرسة وولي الطالب، كما ادرج بند تحت مسمى “رغبة ولي الطالب في تعليم طفله اللغة الكردية في المدرسة أم لا”. وتسعى مديريرة تربية الاحتلال من خلال هذا الاستبيان إلى إلغاء اللغة الكردية من مدارس إقليم عفرين، وفرض سياسة التغير الديمغرافي المستمر منذُ إطباق الاحتلال التركي للمنطقة في آذار عام 2018. وتأتي تزامناً مع أنباء عن نية المجلس الاحتلال المحلي، إلغاء مادة اللغة الكُردية من المنهاج في مدارس إقليم عفرين، والإكتفاء باللغة العربية والتركية كلغتين رسميتين، إلى جانب اللغة الانكليزية. تجدر الإشارة إلى أن مجلس الاحتلال المحلي في ناحية جنديرس قد أقدم مع بداية العام الدراسي الجديد، على فصل 24 مدرساً ومدرسة، بحجة عدم حصولهم على شهادات علمية، وتعيين آخرين من المستوطنيين عوضاً عنهم.
في السادس والعشرين منسبتمبر\أيلول، قام وفد مما يسمى حزب النهضة السوري التركماني منتصف سبتمبر\أيلول الجاري، بزيارة مسلحي مليشيا “فرقة السلطان محمد الفاتح” وبعض قرى عفرين التي يستوطنها التركمان، عقب تهجير سكانها الاصليين الكُرد ومنعهم من العودة إليها من قبل الاحتلال التركي. وتعيد هذه الزيارات والتحركات المُريبة للتركمان، التذكير بدورهم المتواطئ على مكونات سوريا الاصيلة كالكُرد في عفرين، وكيفية قبولهم ترك اراضيهم للاسيتطان في اراضي هُجر أهلها بفعل حرب شنتها تركيا مع مسلحيها الاسلاميين المعروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، النصرة وغيرهم). ليست تلك اتهامات بل حقائق، فقد اعترفت مواقع اعلامية موالية للاحتلال التركي بذلك، واكدت أنه مع احتلال عفرين الكُردية، حصل التركمان المستجلبون من ريف حمص الشمالي وتركمان الجولان، على وعود من قبل ما يسمى “المجلس الأعلى للتركمان” بالتوطين في القرى التي يستوطنونها في ريف إقليم عفرين. وفي تقرير نشره موقع “عنب بلدي” الموالي للمليشيات الإسلامية، يوم التاسع والعشرين من يوليو\تموز العام الماضي، قال “محمد التركماني”، وهو من تركمان قرية السمعليل، إنه “منذ مجيء التركمان إلى الشمال السوري، طلب قادة تركمان في (الجيش الحر) منهم التوجه إلى قرى عفرين، وقطعوا وعودًا على لسان شخصيات في المجلس الأعلى للتركمان بالتوطين في قرى الكُرد المُهجرين إلى شرق الفرات”. جاء ذلك في إطار سياسة التهجير القسري للكُرد وتغيير التركيبة السكانية في عفرين، حيث عملت الاستخبارات التركية بالتعاون مع المجلس التركماني ومنظمات مرتطبة به على توطين التركمان المستقدمين من ريفي حمص واللاذقية في قرى وبلدات الشريط الحدودي لإقليم عفرين بهدف تشكيل “حزام تركماني”. ويتركز تواجد المستوطنين التركمان في مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد” تحت راية مليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” بقيادة المدعو “محمد الجاسم\أبو عمشة”، وكذلك في القرى الواقعة على جبال بلبل وراجو. كما نشط التركمان في عفرين عبر افتتاح ما يسمى “المجلس الأعلى لتركمان سوريا” مقراً في مركز المدينة، اضافة لمنظمات عاملة تحت مسمى “الاغاثة”، بهدف تشجيع التركمان ومساعدتهم على الاستيطان في الإقليم الكُردي، وجذب التركمان الموجودين في المخيمات، ممن كانوا يرفضون القدوم بداعي عدم توفر الخدمات الأساسية، حيث دعم شيوخ اتراك المسلحين التركمان لتأمين كافة أنواع الدعم اللوجستي والجهادي من داخل تركيا. كما دعمت أطراف تركمانية تحت مسمى الجمعيات الخيرية افتتاح مدارس في ريف عفرين، بغية تعليم المستوطنين التركمان ونشر اللغة التركية في المدارس، ومنها “حركة يساوي للمساعدات” التي افتتحت مدرسة ابتدائية فيما اسمتها قرية “الطفلة” وهو الاسم المُعرب الذي وضعه النظام السوري لقرية “بيباك” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” بريف إقليم عفرين. ومن أبرز المليشيات التي تحوي المسلحين التركمان (فرقة الحمزة – السلطان مراد – لواء السلطان محمد الفاتح – لواء السلطان عبد الحميد – لواء السلطان سليمان شاه)، وتتحرك المجموعات التركمانية تحت غطاء ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري” لتنفيذ المخططات التركية القاضية بإجراء عملية تغيير ديموغرافي في عفرين الكُردية. وحول الاسباب التي تدفع الاحتلال التركي لتوطين التركمان في عفرين عقب تهجير سكانها الاصليين الكُرد آذار العام 2018، وقبول التركمان بأن يكونوا ادوات تركيا في ضرب النسيج المجتمع السوري، وخلق عدوات لم يعهدها الكُرد سابقاً مع التركمان أو غيرهم، يقول الكاتب والباحث “حسين جمو” في حديثه إلى “عفرين بوست”: “مشروع تغيير ديمغرافية عفرين يدخل ضمن مخطط تركي قديم، تم طرحه مع بداية تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، وتشكيل لجنة دراسة الشرق”. متابعاً: “هذه اللجنة قدمت أسس مشروع أطلقت عليه “إصلاح شرق الأناضول”، وكان المقصود به كردستان الشمالية، هذا المشروع انقسم إلى قسمين، الأول شرق نهر الفرات، والثاني غرب نهر الفرات”. ويشير “جمو” أن تركيا “قطعت شوطاً كبيراً في القسم “ب” من المشروع، وهو غرب الفرات، واستطاعت بأساليب معقدة، استخدمت فيها القمع الأمني والتهجير والسجن للناطقين بالكُردية وطرد المتحدثين بالكُردية مع عائلاتهم من الوظائف، بهذه الأساليب استطاعت ممارسة نوع من الإبادة على التكوين التاريخي الكُردي غرب الفرات، من جنوب شرق سيواس نزولاً إلى ملاطية وأديامان ومرعش وعينتاب”. وأكد “جمو” أنه “تم توجيه ضربة كبيرة للهوية الثقافية الكُردية هناك على مدى 90 عاماً من النشاط الاستخباراتي المُبرمج، حتى أن أحزاب اليسار الثوري التركية لعبت دوراً تخريبياً كبيراً في تكريس اللغة الكُردية لغة للمجتمع، بأساليب تم فضحها، وجرى دعم الطرق النقشبندية غرب الفرات، وباتت أديامان مركزاً لطريقة “منزل” النقشبندية، وهي النقشبندية العميلة، ومختلفة عن طبيعة النقشبندية الكُردستانية”. ويرى “جمو” أن تركيا “نجحت بطريقة ما، من تحقيق جزء كبير من مشروع تتريك غرب الفرات في الجزء الكردستاني داخل حدودها”، متابعاً: “لا أقول أنها قامت بتصفية هذا الوجود، لكن تهشم تحت الضربات المزدوجة، للدولة واليسار المعارض”. قائلاً: “لو أمعنا في خريطة الاجتماع الكردي، الثقافة الكردية، غرب الفرات، لوجدنا أن هناك منطقة وحيدة نجت من هذه الإبادة، وهي عفرين، كونها كانت خارج حدود تركيا، لكن عفرين ليست مجرد منطقة خضراء يقطنها سكان كُرد، بل كانت قد تحولت إلى مركز الذاكرة الثقافية والاجتماعية لكل أكراد غرب الفرات، من ملاطية إلى سيواس”. منوهاً أن “هذه الحقيقة قد لا يدركها معظم الكُرد، لكن بالنسبة للدولة التركية لا يغيب عنها هذا الأمر، حساباتها مبنية على إبادة مراكز الانطلاق ضد التتريك، وعفرين هي الخزان الثقافي لكُرد غرب الفرات، وعمقها الثقافي يتجه شمالاً نحو عينتاب ومرعش وأديامان، وليس جنوباً”. مختتماً بالقول: “لذلك، أي انطلاقة ثقافية ضد التتريك في غرب الفرات ستكون حتماً من عفرين، كونها المركز الكُردي الوحيد الصامد غرب الفرات، إلى جانب التجمعات الكُردية في الشهباء شمال حلب، فخط المقاومة الذي كانت تمثله عفرين تم ضربه عبر الاحتلال التركي، ومشروع الاستيطان الذي تشهده هذه المنطقة مبرمج لتحقيق هذا الهدف: ضرب آخر مركز كُردي غرب الفرات”.
في الثامن والعشرين من سبتمبر\أيلول، علم مراسل “عفرين بوست” أن مستوطنين في قرية “ترندة\الظريفة” التابعة لمركز الإقليم، اعتدوا الاسبوع الماضي، على اربعة مواطنين كُرد، بعد مطالبتهم بإخلاء منزلين اثنين تعود ملكيتها لهم. وقال مراسل “عفرين بوست” أن مواطنيين كُرديين عادا إلى الاقليم قبل عام، من أهالي قرية “ترندة”، تفاجئوا بوجود مستوطنين في منازلهم، ولدى مطالبتهما بالخروج من منزلهما، رفض المستوطنون الاستجابة وقاموا بالاستقواء بإحدى المليشيات. وعقب مرور عام من رفض المستوطنين إخلاء المنزلين، تمكن المواطنان الكُرديان من تقديم شكوى لدى سلطات الاحتلال التركي، وعند علم المستوطنين بذلك، توجهوا إلى محل تجاري (مكتب عقاري) يعمل فيه المواطنان الكُرديان معاً، حيث تصادف وجودهم مع رجلين كُرديين آخرين هناك، فقاموا بالاعتداء على الاربعة. ولم يكتفي المستوطنون بالاعتداء الجسدي، بل قاموا كذلك بخطفهم لعدة ساعات، قبل أن يتدخل أحد وجهاء القرية كوسيط لدى المستوطنين والمسلحين المساندين لهم، ويتم عقب ذلك الافراج عن المواطنين الكُرد الأربعة، دونما تمكنهم من استعادة المنزلين. ولا تعد الحادثة عملاً فردياً، فمنذ احتلالها عفرين، منعت المليشيات الإسلامية في معظم القرى، عودة الكثير من المواطنين إلى بيوتهم بعد استيلائهم عليها، بحجة أنها باتت مقرات عسكرية للمليشيات الإسلامية، أو أن مستوطنين من ذوي المسلحين قد استقروا بها! وتُعربد المليشيات الإسلامية بحق السكان الاصليين الكُرد دون رادع من أي جهة، فيما يُجبر المواطنون الكُرد على مُجاراة المسلحين بانتظار أن يتم حسم قضية عفرين، وأن تتمكن “قوات تحرير عفرين” من رد المظالم التي تقع عليهم، والقصاص من مسلحي مليشيات “الجيش الحر، الجيش الوطني”.
في الثلاثين من سبتمبر\أيلول، أعدت “عفرين بوست” تقريراً حول الوضع في قرية علمدارا جاء فيه: ((تواصل الميليشيات الإسلامية شتى صنوف الانتهاكات والاعتداءات على البشر والحجر والشجر في قرية “علمدارا” التابعة لناحية راجو، حيث تعاني تغييراً ديموغرافياً كبيراً وسلباً للأرزاق والممتلكات، في ظل مضايقات واسعة لمن تبقى من سكانها الكُرد الأصليين. وتتخذ الميليشيا التي يتزعمها المدعو (أبو عثمان الوعر) ثلاثة منازل عائدة لمهجري القرية مقرات لها، وهي منازل كل من (مصطفى عكاش، عز الدين محمد وأحمد خليل)، وهناك مقران آخران يقعان بالقرب من معصرة القرية، حيث للمدعو “أبو عثمان الوعر” معاونان هما (احمد ميزر وابو تركي) اللذان يبتزان المواطنين في كل شاردة وواردة. وقال مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن ميليشيا “فيلق الشام” المرتبطة بتنظيم الاخوان المسلمين المصنف إرهابيا في العديد من الدول، تواصل التضييق على مَن تبقى من سكان القرية، وتسوقهم إلى التحقيق في أمنية الميليشيا المتواجدة بلدة “ميدان أكبس” مرتين في الشهر. وأضاف المُراسل ان 12 عائلة أصلية من أصل 40 عائلة (عدد منازل القرية) تمكنت من العودة إلى منازلها، بينما يتوزع المهجرون من أبنائها في مدينة عفرين ومناطق الشهباء، مشيراً إلى أن هناك 15 منزلاً لا يصلح للسكن نتيجة أعمال التخريب والسرقة التي طالت محتوياتها من تفكيك للأبواب والنوافذ وتكسير وحرق الأثاث. فيما يحتل المستوطنون القادمون من حمص وإدلب المنازل المتبقية، حيث أكد المراسل أن التدمير في القرية نتيجة العدوان آذار العام 2018، كان بسيطاً، لكن التدمير الذي حصل بيد المستوطنين وعمال جني الزيتون كبير جداً، نتيجة حرق وكسر وتحطيم وسرقة الابواب والنوافذ من المنازل التي تم تهجير سكانها قسراً. ونوه مراسل “عفرين بوست” أن جنود الاجتلال التركي تمركزوا في القرية بعيد احتلال عفرين واستمر بقائهم فيها نحو أربعة أشهر، حيث لم يسمحوا خلالها للأهالي بالعودة، حتى استكملت ميليشيا “فليق الشام” نهب كافة المنازل، وبعدها سمح جنود الاحتلال لعدد من العوائل الكُردية بالعودة لديارهم. إلى ذلك، تعرض موسم الزيتون في العام الماضي، إلى السرقة بنسبة تصل إلى 50% كما تم فرض أتاوات على موسم ورق العنب، وجلب المستوطنون قطعاناً من الغنم إلى القرية، حيث يقومون برعي المواشي بشكل عشوائي بين الكروم والزيتون سواء رضي أصحابها أم لم يرضوا، إضافة إلى استباحة أملاك المهجرين. وقد أقدم المسلحون على حرق الأحراش المحيطة بالقرية بحجة وجود خلايا لمقاتلي “وحدات حماية الشعب”، ما أدى لامتداد النيران إلى حقول الزيتون غير المحروثة، مُتسببين باحتراق نحو 3500 شجرة زيتون. ويواصل المستوطنون قطع الأشجار المزروعة في حواكير المنازل من أشجار اللوز والجوز والمشمش والسماق والتوت، كما طال عمليات الاحتطاب كافة الأشجار الحراجية في محيط القرية، وبالأخص أشجار السنديان المعمّرة والزعرور في الجبال المجاورة، حيث يستخدمها المستوطنون في صناعة الفحم، أو يتم بيعها كحطب تدفئة. وأكد المُراسل أن أعمال النهب طالت جامع القرية، حيث تمت سرقة كل محتوياته، وقد جلبوا مؤخراً عدداً من الحصائر وبدأوا بإقامة الصلاة فيه!، كما قاموا بقطع أشجار السرو المزروعة في فناء الجامع. وأضاف مُراسل “عفرين بوست” في راجو أن مسلحي الميليشيا أقدمت على سرقة محتويات مدرسة القرية أيضاً، وهي خارج الخدمة حالياً وكان أحد الرعاة المستوطنين يستخدمها كحظيرة للمواشي، مختتماً بأن الميليشيا افتتحت مقلعاً في محيط القرية لاستخراج الأحجاز البازلتية السوداء)).
جرائم السرقة..
في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو بريف الإقليم أن متزعم ميليشيا “فيلق المجد” المدعو “أبو الوليد” سلب من أهالي قرية “زركا” منذ بداية الاحتلال التركي ما ينوف عن مئة ألف دولار أمريكي على شكل أتاوات وفدى مالية وضرائب حماية. وأكد المراسل أن المدعو “أبو الوليد” المنحدر من بلدة باريشة بريف إدلب، يتخذ منزل المواطن الكردي “عزت حبش” مقرا له، حيث تحتل المليشيا قرية زركا إلى جانب قرية جوبانا المجاورة. وأشار مراسل “عفرين بوست” أن عدد العائلات الكُردية الأصيلة تبلغ 16 عائلة، بينما يبلغ عدد عائلات المستوطنين /18/ عائلة أغلبها من أقرباء متزعم الميليشيا، علما أن عدد بيوت القرية تبلغ نحو 63 منزلاً. وأضاف المراسل أن المدعو “أبو الوليد” وضع يده على نحو ثمانية آلاف شجرة زيتون عائدة لأبناء القرية من المهجّرين، إضافة إلى قيامه بتأجير جبلي “بليل” و”آينا زنير” المطلين على القرية بمبلغ بمبلغ 300 ألف ليرة سورية للرعاة المستوطنين. ونوّه المُراسل أن متزعم ميليشيا “فليق المجد” المنشقة مؤخراً عن ميليشيا “فليق الشام”، قام بأعمال جرف وحفر في مواقع أثرية في محيط القريتين مثل (أرض الكنيسة بالقرب من قرية قاسم – بيري كوري – بيري جوبانا) كما أنه جلب مؤخرا معدات ثقيلة وآليات حفر إلى موقع مقلع “شيخ” للرخام تمهيداً لاستخراج الخامات منه وبيعها. وإلى جانب ذلك، أكد مراسل “عفرين بوست” أن المدعو “أبو الوليد” قام بأعمال قطع واحتطاب عشوائية للغابات الحراجية في جبل “بليل”، كذلك في غابة “مرخي كارني” الصنوبرية الواقعة على جبل “مرخا” المقابل لقرية زركا.
في الرابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” أن المليشيات تفرض اتاواتها عبر خمسة حواجز نصبتها في (قرية حسن ديرا، ومدخل قرية ميدانكي ومخرجها، وآخر عند مفرق قرية كمروك، وخامس عند مفرق السد)، وجميع هذه النقاط ضمن ناحية شرا\شران شرقي إقليم عفرين. وأضاف المراسل أن كل حاجز من تلك الحواجز يتلقى أتاوة تتراوح ما بين 500 إلى 2500 ليرة سورية، عن كل شاحنة مُحملة بالزيتون الأخضر، فيما يفرض حاجر السد التابع لمليشيا “السلطان مراد” مبلغ 2500 لوحده. ونوه المراسل أن فرض الاتاوات يأتي لجانب عمليات السرقة التي بدء المستوطنون بها، إضافة لقيام المسلحين بالاستيلاء على أملاك المهجرين الكُرد، وهو ما تكرر العام الماضي، الذي شهد سرقات واسعة قام بها المستوطنون والمسلحون، بإشراف الاحتلال التركي ومجالس الاحتلال. وسنت مجالس الاحتلال العام الماضي، قرارات لشرعنة عمليات السرقة بحجة الضرائب، فعمدت المليشيات والمجالس إلى الاستحواذ على جزء من المحصول بتلك الحجة، كما وقعت عمليات سرقة واسعة من محاصيل المهجرين بالتعاون بين المسلحين والمستوطنين. وعقب انقضاء الموسم، بدء المسلحون بعمليات السرقة من منازل السكان الاصليين الكُرد، فتعرض العديد منهم إلى اعتداءات اثناء القيام بالسرقة، فيما كانت المليشيات الإسلامية تدعي العمل على القبض على اللصوص الذين كانوا من مسلحيها اساساً، ما أجبر الكُرد على بيع منتوجهم من الزيت بسعر بخس وصل لـ 8000 ليرة للصفحية (16 كيلو غرام زيت). وعادلت تلك الاسعار ما نسبته 30% من الاسعار التي كان يباع بها الزيت خلال عهد “الإدارة الذاتية”، حيث كانت تباع الصفيحة وقتها بأكثر من 25000 ليرة، فعايشت عفرين نشوة اقتصادية، واستوعبت حركة صناعية وتجارية لم تعهدها سابقاً، نتيجة حكمها من قبل أبنائها.
في الخامس والعشرين من سبتمبر\أيلول، دفعت عمليات النهب والسرقة المتواصلة من قبل الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، إلى تغيير الكثير من السلوكيات الزراعية المتوارثة لدى مزارعي إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بينها عملية تجفيف العنب وصناعة الزبيب أو ما يُعرف بـ “مشتاغه”. وفي هذا الصدد، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” بأن مزارعي الناحية وغيرها من النواحي التي تكثر فيها كروم العنب، يقومون بنقل العنب إلى منازلهم لصناعة الزبيب وتجفيفه على أسطح المنازل، خشية تعرض الموسم للسرقة والنهب على يد المسلحين والمستوطنين. وفي العادة يقوم المزاعون الكُرد بمد العنب بين كرومها لتجفيفه وصناعة الزبيب، بيد أن الظرف الطارئ الذي يعايشه السكان الاصليون منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي واستجلاب المستوطنين من ارياف دمشق وحمص وادلب وحلب وغيرها، دفعهم إلى ابتكار اساليب جديدة تتماشى مع سرقات المسلحين والمستوطنين. وأضاف المُراسل أن كروم العنب في ناحية “بلبلة\بلبل”، تعرضت لعمليات سرقة منتظمة، علاوة على فرض مسلحي الميليشيات الإسلامية لأتاوات متنوعة تحت مسميات مختلفة كـ (الحماية، إكرامية، ضريبة) على جميع الشاحنات التي تنقل منتوج العنب إلى سوق عفرين المركزي “سوق الهال”. وأشار المُراسل أن مواسم العنب تعرضت لانتكاسة كبيرة عقب الحرب التي شنتها تركيا وأتباعها من المسلحين الإسلاميين يناير العام 2018، ضد الإقليم الكُردي شمال سوريا، حيث يرجح المزاعون أن تكون الأسلحة المستخدمة حاوية لمواد كيميائية، أثرت بشكل كبير على وفرة منتوج العنب الذي يعد إحدى أهم الموارد الزراعية في الإقليم. ولا تعد عمليات السرقة الحالية جديدة، ففي مايو\أيار الماضي، أقدم مسلحو ميليشيا “فيلق الشام” على طرد الفلاح (س.م) من بين كرمه الواقع في مفرق قرية زركا\زركانلي، وهددوه بالقتل إن عاود ارتياد كرمه بهدف اقتطاف ورق العنب، تمهيد للاستيلاء عليه وسلبه. وفي ناحية “بلبلة/بلبل” توجه متزعم مجموعة مسلحة من ميليشيا “السلطان مراد” يدعو “الدكتور\تركماني الأصل”، وإطلق الرصاص فوق رؤوس الفلاحين الكُرد والعمال الذين كانوا يجنون ورق العنب في منطقة “سد عشونة” بـ راجو، وقاموا بطردهم من بين حقولهم، بغية الاستيلاء على محاصيل الكروم في تلك المنطقة، والبالغة عددها نحو تسعة آلاف كرمة عنب. كما قام المدعو بـ “الدكتور” المتمركز في قرية “بركاشي” بالتنسيق مع ميليشيا “فيلق المجد” المُحتلة في قرية “زركا/زركانلي” لتنظيم أعمال السطو المسلح على موسم ورق العنب في المنطقة، حيث جلبوا 20 مستوطن وقاموا بجني ورق العنب من الكروم العائدة لفلاحي المنطقة. وفي مايو\ايار الماضي ايضاً، قام المدعو “كعرو” المُنحدر من قرية منغ بريف حلب الشمالي، وهو أحد متزعمي ميليشيا “صقور الشمال”، بإجبار الرجال والنساء في قرى (علي جارو – حفتارو – عبودان – شيخورزه) على العمل لديه بدون أجر! تحت تهديد السلاح، بغية جني محصول ورق العنب من كروم تلك القرى لصالحه، حيث قام المسلحون بسلب المحصول من الملاك الكُرد دون ثمن، إضافة لإجبارهم على جنيه لهم بأنفسهم!
كذلك، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو أن الميليشيات الإسلامية التي تحتل مركز الناحية وأبرزها ميليشيا “أحرار الشرقية”، تمنع المزارعين الكُرد من التوجه بمنتوجهم من الزيتون الأخضر الخاص بالمونة إلى أسواق مدينة عفرين، وتقوم حواجزها بإعادتهم من حيث أتوا. وأكد المراسل أن الميليشيا تدعي أنه لا حاجة للمزارعين بالتوجه إلى سوق الهال في مدينة عفرين، كونهم يعملون على انشاء سوق هال جديد في مركز الناحية وتحديداً في موقع كراج بلدة راجو، مشيرا إلى أن ” الخطوة تأتي للتحكم بمزارعي الناحية وإجبارهم على البيع بأسعار متدنية لصالح تجار محسوبون على تلك الميليشيات. وعقب عام من الاحتلال، أعلنت “عفرين بوست” مجموعة من الاحصائيات حول نتائج الاحتلال التركي للإقليم الكُردي، كان من بينها أن الاحتلال اقتلع حوالي 120 ألف شجرة زيتون، واحرق 20000 شجرة. كما سرق وفكك الاحتلال قرابة 105 معصرة من مجموع 325 قبل الغزو، بينما بلغت خسائر موسم الزيتون للموسم 2018 أكثر من 109 مليون يورو، نتيجة السرقة الواسعة من قبل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له والمستوطنين المتشكلين في غالبيتهم من عوائل هؤلاء المسلحين.
في السادس والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية “شيه\شيخ الحديد” غرب إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بأن ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات”، منعت السكان في الناحية من بيع الزيتون الأخضر خارج قرى الناحية. وقال المراسل بأن المدعو “أبو عمشة”، متزعم ميليشيا “سليمان شاه” أصدر قراراً بمنع نقل الزيتون الأخضر إلى أسواق مدينة عفرين، وحصر عملية بيعه في ناحية شيه\شيخ الحديد. وأشار المراسل بأن الهدف من قرار المنع إجبار الأهالي على بيع الزيتون الأخضر لتجار تابعيين للميليشيا، بغية استغلالهم والشراء بقيمة أقل. مضيفاً أن الميليشيا تسعى لفرض ضريبة تتراوح بين 15 إلى 30% على موسم الزيتون العام الحالي، فيما منعت الموكلين عن بعض اقرابائهم المهجرين من التوجه إلى بساتين الزيتون وقامت بإلغاء وكالاتهم، مُحذرة من إجبارهم على دفع فدية مالية إن حاولوا الاقتراب من البساتين. وتقوم الميليشيات الإسلامية بعملية استثمار الأراضي الزراعية وبساتين الزيتون وكافة المواسم الأخرى العائدة ملكيتها للمُهجرين من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، وتشغل المستوطنين لديها كعمال. ومن المقرر بدء عمل المعاصر مطلع شهر تشرين أول/أكتوبر القادم، وسط مخاوف من السكان الأصليين الكُرد من تكرار سرقة الموسم كما حصل العمل الماضي، لذلك يحاولون الإسراع في عملية جمع الزيتون ونقله إلى المنازل قبل بدء عمل المعاصر.
في الثامن والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية “بلبلة\بلبل” أن ما تسمى بـ “غرفة الزراعة” المرتبطة بـ (مجلس الناحية المحلي) تسجيل أملاك المزارعين من أشجار زيتون وأراض زراعية وآليات ومواشي، مشيراً أن المُتقدم إلى التسجيل يُمنح بطاقة عضوية في الغرفة. وأضاف المُراسل أن الغرفة تفرض على المزارعين 5 ليرات سورية عن كل شجرة زيتون يملكونها، أما بالنسبة للأراضي الزراعية فإن المقابل المادي للتسجيل يعود لتقييم الغرفة. وكانت الغرف الزراعية كان قد أصدرت تعميماً في الأشهر الأخيرة، طلبت فيه ممن تبقى من المزارعين الكُرد في إقليم عفرين، التقدم لتسجيل أملاكهم الزراعية وتوعدت المزارعين بحرمانهم من حق “عصر الزيتون في المعاصر” وباقي الخدمات. وذكر المُراسل نقلاً عن أحد المزارعين أنه ” خلال رحلة توجهه إلى مركز الناحية لتسجيل أملاكه في الغرفة، شاهد بأم عينه المستوطنين وهم يقومون بجني محصول الزيتون من حقله! وإنه تقدم بشكوى للمجلس الذي أبدى عجزه عن فعل أي شيء لوقف سلب حقل الزيتون العائد له! وتلعب مجالس الاحتلال دوراً مريباً يتمثل في شرعنة الافعال الإجرامية للمستوطنين والمسلحين، عبر سن تشريعات تبرر لهم عمليات السطو والاستيلاء بحجج واهية، فسنت العام الماضي، قرارات لشرعنة عمليات سرقة الزيتون بحجة الضرائب، حيث استحوذت المليشيات الإسلامية والمجالس بموجبها على جزء من المحصول. كما غطت مجالس الاحتلال على عمليات القطع الممنهج للأشجار من قبل مسلحي المليشيات والمستوطنين، عبر إصدار قرارات بمنع قطع الأشجار أو بيعها إلا بموجب رخصة صادرة عنها، وهو ما يمكن للمليشيات الحصول عليه بسهولة، لعجز مجالس الاحتلال عن الاعتراض على رغبات المسلحين والمستوطنين التابعين لهم. وتبقى قرارات مجالس الاحتلال المحلية سيفاً مسلطاً فقط على رقاب المدنيين الكُرد، بغية ابتزازهم من قبل المسلحين للحصول على الاتاوات كحصص من الاحطاب والمحاصيل الخاصة بهم، فيما لا تتمكن من تطبيق أي من تشريعاتها على المسلحين وذويهم المستوطنين الذين عاثوا في الأرض فساداً وإفساداً لم تعهده عفرين على مر التاريخ الحديث.
في التاسع والعشرين من سبتمبر\أيلول، رصد مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا، قطف ثمار الرمان في قرية الباسوطة رغم عدم نضوجها، وقال المراسل إن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” والمستوطنون التابعون لها، بدئوا بسرقة ثمار الرمان من بساتين قرية “باسوتيه\باسوطة” التابعة للناحية، رغم عدم اكتمالها بعد. وأضاف المراسل بأن الأهالي يتخفون من أعمال السرقات رغم مراقبة بساتين الرمان بأنفسهم، لكن ما من أحد يستطيع الوقوف أمام المسلحين، في ظل رعاية كل مليشيا للمستوطنين ضمن القطاع الذي يحتله. ويعتبر الرمان في قرية “باسوتيه\باسوطة” من أجود الأنواع في المنطقة، وهو معروف لدى كافة الأهالي بأنه مصدر دخل رئيس في القرية ومحيطها، وكان المزارعون يحصدون كميات انتاج جيدة خلال السنوات الماضية، قبل الاحتلال التركي للمنطقة.
التفجيرات..
في الرابع والعشرين منسبتمبر\أيلول ، استشهد مواطنان كُرديان وجرح قرابة الأثني عشر، غالبيتهم من سكان عفرين الاصليين الكُرد، وذلك نتيجة انفجار سيارة مفخخة، في مركز ناحية جنديرس جنوب إقليم عفرين الكرُدي المُحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية جنديرس، أن سيارة مفخخة انفجرت على الطريق الرئيسي المؤدي إلى قرية يلانقوز في ناحية جنديرس، وأكد مراسل عفرين بوست” أن الانفجار تسبب بوقوع أضرار مادية للمحال التجارية والأبنية السكنية، ولفت بأن التفجير استهدف شارع يلانقوز المعروف بأن غالبية محلاته التجارية وأبنيته السكنية مسكونة من قبل السكان الكرُد الأصليين، مشيراً بان الهدف من التفجير هو تهجير من تبقى من الأهالي. ونوه المراسل أنه وعقب الحرب التي شنها النظام مؤخراً في ادلب، اكتظت جنديرس بالمستوطنين من ادلب وريفها، ولم يتبقى فيها منازل فارغة، وهو ما يفسر رغبة المسلحين في استهداف السكان الاصليين الكُرد، بغية تهجيرهم والاستيلاء على منازلهم لمنحها للمستوطنين. ويشهد إقليم عفرين الكُردي المُحتل فوضى عارمة منذ إطباق الاحتلال العسكري التركي آذار العام 2018، وسط انفجارات متكررة عبر سيارات ودراجات نارية مفخخة، أو عبوات ناسفة، نتيجة الخلاف بين الميليشيات الإسلامية على تقاسم أملاك مهجري عفرين، والرغبة في تهجير السكان الاصليين الكُرد.
في الخامس والعشرين منسبتمبر\أيلول، نوه المراسل ان الحيثيات التي كُشفت عقب التفجير بينت بعض خيوط الجريمة والهدف منها، حيث ظهر فيها مقتل متزعم في مليشيا “نور الدين الزنكي”، ما يرجح فرضية أن تكون العملية تصفية حسابات بين إحدى المليشيات ومليشيا “الزنكي”، إضافة للأسباب التي ذكرها يوم أمس. وقتل متزعم في ميليشيا “نورالدين الزنكي” التابعة للاحتلال التركي يدعى “بسام كابي” واصيبت زوجته وتدعى “فاطمة كابي”، في حيث وثقت “عفرين بوست” أسماء باقي الضحايا وهم كل من (عليا سليمان، فريال طاهر) والاخوين الكُرديين إدريس سليمان حسن وعامر سليمان حسن من أهالي قرية بافلور التابعة لناحية جنديرس. أما الجرحى فهم: زينب موسى 50 عاماً، عادل عمر 30 عاماً، بدر كابي 40 عاماً، عبد الكريم كوكش 35 عاماً، رشيد حيدر، خليل مراد، اياد مناوي. وفي السياق ذاته، قال مراسل “عفرين بوست” إن سيارات الأسعاف نقلت أربعة جرحى إلى المشافي التركية، وقد أعرب ناشطون عن تخوفهم من مصير الجرحى، بسبب وجود عصابات ومافيات تركية متعاونة مع الميليشيات، تقوم بسرقة وبيع أعضاء المرضى والجرحى.
في السادس والعشرين من سبتمبر\أيلول، انفجرت دراجة مفخخة في المنطقة المقابلة لكازية عدنان عربو في إحدى الشوارع الفرعية في مدينة جنديرس مسببا تحطم زجاج النوافذ في المنازل المجاورة لموقع التفجير، دون أن تسفر عن سقوط ضحايا.
قطع الاشجار..
في السادس والعشرين منسبتمبر\أيلول، مع إقتراب فصل الشتاء، بدأت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، مجددا قطع أشجار الزيتون من إقليم عفرين الكُردي المُحتل، بهدف تحويلها لحطب وبيعها في أسواق ريفي إدلب وحلب. وقال مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، إن عمليات قطع أشجار الزيتون المعمرة تتم من قبل الميليشيات الإسلامية في عفرين بشكل ممنهج، حيث تعمد إلى اقتلاع الأشجار بواسطة الآليات الثقيلة ومن ثم نقلها إلى مصانع محلية داخل المنطقة لتقطيعها. وأضاف المراسل بأن ميليشيا “صقور الشمال” قامت خلال الأسبوع الماضي، باقتلاع وقطع قرابة 50 شجرة زيتون في أحد البساتين العائدة ملكيتها للمواطن “فهمي مناشه”، من سكان قرية “دراقليو” في ناحية “شرا\شران”، والمُهجر قسراً إلى منطقة الشهباء. كما اقدمت الميليشيات الإسلامية على إضرام النيران قبل أيام في أحد البساتين الزراعية الواقعة بالقرب من قرية “ماتينه\ماتنلي” في ناحية “شرا\شران” أيضاً، ما تسبب باحتراق أكثر من مئتي شجرة زيتون مثمرة، ووفق مراسل “عفرين بوست” في “شرا\شران” فقد افتعلت الميليشيات الحريق بشكل متعمد بهدف قطع الأشجار وصناعة الفحم في عفرين ومن ثم تصديره إلى تركيا. وظهر تجار ومستوطنون في تسجيلات مصورة خلال الفترة الماضية، عبر وسائل إعلام مقربة من الميليشيات، وهم يتحدثون عن قطع أشجار الزيتون في عفرين وجلبها إلى إدلب للتحطيب، في اعتراف واضح منهم على قطع الأشجار المعمرة والمثمرة. وتحاول الميليشيات الإسلامية التغطية على عمليات قطع الأشجار الممنهج عبر إصدار المجالس المحلية التابعة للاحتلال التركي قرارات بمنع قطع الأشجار أو بيعها إلا بموجب رخصة صادرة عنها، وهو ما يمكن للمليشيات الحصول عليه بسهولة، لعجز مجالس الاحتلال عن الاعتراض على رغبات المسلحين. وتبقى قرارات مجالس الاحتلال المحلية سيفاً مسلطاً فقط على رقاب المدنيين الكُرد، بغية ابتزازهم من قبل المسلحين للحصول على اتاوات كحصص من الاحطاب التي قد يقتطعونها من اشجارهم بغية التدفئة، وهو أمر معهود من قبلهم لأمتلاك السكان الكُرد خبرة واسعة في الاحتطاب. ويتراوح سعر الطن الواحد من حطب الزيتون ما بين 40 إلى 50 ألف ليرة سورية، حيثُ تقوم الميليشيات بالاستفادة من الإيرادات المالية لصالحها الخاص، أما الحطب الطري لأشجار الرمان والجوز وغيرها فيتراوح سعر الطن الواحد من 20 إلى 30 ألفاً. وشهدت عفرين منذ بدء الاحتلال التركي في 18 آذار العام الماضي، اقتلاع آلاف الأشجار الحراجية وأشجار الزيتون وغيرها، كما افتعلت الميليشيات حرائق في جبال المنطقة، بحجة وجود خلايا لـ “وحدات حماية الشعب”.
في الثامن والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد ناشطون في ناحية جنديرس، بإقدام ميليشيا “فرقة الحمزة” الإسلامية، على قطع أكثر من عشرة أشجار معمرة في قرية “ساتيا/ساتيانلي”، وتحديداً على طريق قرية “كاخرة”، حيث تزيد أعمار تلك الاشجار عن 250 عام. ونشر نشطاء صورة توضح قيام الميليشيا المذكورة بقطع شجرة بلوط المعمّرة والواقعة أمام منزل “حج عبدو رسوال” في قرية ساتيا ( حسب الصورة). ويؤكد النشطاء أن وتيرة قطع الأشجار بكافة أنواعها من حراجية ومثمرة ارتفعت بشكل كبير مع اقتراب فصل الشتاء، حيث بدأت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قطع أشجار الزيتون من إقليم عفرين، بهدف تحويلها لحطب وبيعها في أسواق ريفي إدلب وحلب. وظهر تجار ومستوطنون في تسجيلات مصورة سابقاً، عبر وسائل إعلام موالية للميليشيات الإسلامية، وهم يتحدثون عن قطع أشجار الزيتون في عفرين وجلبها إلى إدلب للتحطيب، في اعتراف واضح منهم على قطع الأشجار المعمرة والمثمرة.
في الثلاثين من سبتمبر\أيلول، أضرمت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أمس الأحد، النيران بالغابة الحراجية بين قريتي “كاخرة” و”روتا\روتانلي” التابعتين لناحية “موباتا\معبطلي” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقال مراسل “عفرين بوست” إن ميليشيا “سمرقند” أضرمت النيران بشكل متعمد بالغابة الحراجية القريبة من قريتي “كاخرة” و”روتا\روتانلي”، ما تسبب باحتراق العشرات من الأشجار. وأضاف المراسل بأن الهدف من حرق أشجار الغابة هو تجميع الحطب وتحويله إلى فحم في معامل صغيرة عائدة للميليشيات الإسلامية التي تحتل عفرين، ومن ثم تصديرها إلى تركيا.
نشر التطرف..
في الثالث والعشرين منسبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية جنديرس أن مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” الإسلامية قاموا بتفريق حفل زفاف لعائلة “غنام” من المكون العربي، أثناء انعقاده بشارع “الحي التحتاني” بمدينة جنديرس. وأكد المراسل أن المسلحين قاموا بتفريق حفل الزفاف بعد نصف ساعة من بدئه، بدعوى الاختلاط بين الرجال والنساء وعدم فصلهم عن بعضهم البعض. وأضاف المُراسل أن عائلة “غنام” اضطرت لإلغاء مراسم الحفل بعد تدخل المسلحين المتشددين ومحاولتهم الفصل بين النساء والرجال. ومن المعروف أن جميع حفلات الزفاف في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، كانت تُعقد سابقاً، بشكل مُختلط ضمن صالات مجهزة خصيصاً لذلك، لكن ومع احتلال الاقليم وتهجير أكثر من 75% من سكانها، عمل المسلحون على نشر التطرف المذهبي والديني. ويشجع الاحتلال التركي نشر الافكار المتطرفة والجهادية، في إطار مساعيه لحل الكُرد أو إجبارهم على التهجير القسري تحت طآلة التهديد بالخطف والتعذيب، مقابل فدى مالية يحصل عليها المسلحون. وخصص الاحتلال التركي مبلغ 200 ليرة تركية لكل مسلح كراتب شهري، وهو مبلغ ضيئل، حيث يؤكد سكان عفرين الكُرد المتبقون في الإقليم، أن ذلك بمثابة ضوء أخضر للمسلحين للقيام باعمال السلب والنهب، نتيجة عدم كفاية مرتباتهم. ويقول أهالي أن الاحتلال التركي متفق مع المسلحين أن كل ما هو على سطح البسيطة من أملاك وأرزاق السكان الاصليين الكُرد بمثابة مشاع لهم، في حين يستحوذ الاحتلال التركي على المقتنيات التي تطمرها الأرض، سواءاً أكانت كنوز أو لقى أثرية أو غيرها.
في السادس والعشرين منسبتمبر\أيلول، أصدرت ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي، قراراً يقضي بمنع فتح المحلات التجارية أثناء أوقات الصلاة في قرية “باسوطة” التابعة لناحية شيراوا بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقال مراسل “عفرين بوست” إن الميليشيا أصدرت تعميماً رسمياً مختوماً من قبل ما تسمى بـ “أمنية باسوطة” العائدة لها، ينص على منع السكان من فتح المحلات التجارية أثناء أوقات الصلاة. ويحمل التعميم ختم مليشيا “فرقة الحمزة” وختم “امنية باسوطة”، وحذرت الميليشيا بموجبه من مخالفة القرار تحت طائلة المحاسبة، فيما لم يعرف إن كان القرار سيشمل كافة القرى الخاضعة لاحتلال الميليشيا كقرى (غزاوية وبرج عبدالو وإيسكه) وماحولها. ويهدف القرار للتضيق على السكان الكُرد الأصليين، وفرض تعاليم دينية متشددة بقوة السلاح، رغم إن الإقليم معروف بتعدده الديني، حيثُ تتواجد مجموعات دينية وطائفية متنوعة. وعمدت الميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الاخوان المسلمين، إلى افتتاح العديد من المراكز الدينية، كما بدأت بتشييد جوامع جديدة في الكثير من قرى الإقليم، منذُ الاحتلال التركي في 18 آذار عام 2018، كما افتتحت العديد من المعاهد الدينية التي تلقن الاطفال تعاليم متشددة.
مجالس الاحتلال..
في الثامن والعشرين من سبتمبر\أيلول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، أن المياه بدأت بالعودة إلى المدينة تدريجياً بعد انقطاعها منذُ ستة أشهر، نتيجة عدم التزام المستوطنين بدفع المستحقات المالية المًترتبة عليهم حينها. وقال مراسل “عفرين بوست” بأن المياه عادت خلال الأيام الماضية، إلى مركز المدينة بعد معاناة لأكثر من ستة أشهر، حيثُ من المُقرر ضخها مرة واحدة أسبوعياً. ويتخوف السكان الكُرد الأصليون من إيقاف المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي ضخ المياه مجدداً، نتيجة امتناع المستوطنين وعائلات المسلحين عن دفع المستحقات الشهرية. ويفرض المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي مبلغ 3500 ليرة سورية على كل منزل كرسم اشتراك للمياه، وسط انقطاعات متكررة بحجة أعطال في السد وفي محطات التحلية. وشهد مركز إقليم عفرين خلال الأشهر الماضية، عملية استغلال من قبل المسلحين وبعض المستوطنين لانقطاع المياه لبيعها عبر الصهاريج للسكان وبأسعار مرتفعة جداً، دون تدخل من جانب مجلس الاحتلال المحلي الذي يدعي توفير الخدمات الأساسية للأهالي. واعاد مجلس الاحتلال المحلي تفعيل ضخ المياه بعد تلقي الدعم من منظمات عاملة في إقليم عفرين المُحتل، فيما لم يقم بدفع أي تكاليف من ميزانيته على أعمال الصيانية والتصليح، بعد سرقة الميليشيات الإسلامية أجهزةً وكابلات من جسم السد الشتاء الماضي. وضيقت مليشيات الاحتلال على العاملين الاساسيين ضمن مؤسسة المياه في عفرين، فاختطفت غالبيتهم بغية دفعهم لترك عملهم وتعيين المستوطنين بدلاً عنهم، ففي منتصف فبراير الماضي، اختطفت ميليشيا ” المباحث العسكرية” خمسة موظفين من شركة مياه عفرين واقتادتهم إلى أمنية الاحتلال التركي في مركز بلدة راجو. وطالت حملة الاختطاف حينها كل من (أحمد أوسو، شيار خليل، أسمهان جاسم، دارين قاسم وعلياء ملا رشيد) وهم عاملون في أقسام الورشات والجباية، وكانت الميليشيات الإسلامية اختطفت بذات الأسلوب من شركة مياه عفرين، قبل ذلك كل من الموظفيين (حسين بوزو وليلى قبلان)، حيث قضى كل منهما نحو شهر ونصف في المُختطف، وتدفع المضايقات بعدد كبير من الموظفين للاستقالة، ويتم الاستعاضة عنهم بمستوطنين.
في الثلاثين من سبتمبر\أيلول، قامت ميليشيا “السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات” والتابعة للاحتلال التركي، الاثنين، بتعيين رئيس جديد للمجلس المحلي في ناحية “شيه\شيخ الحديد” بإقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقال مراسل “عفرين بوست” في “شيه” إن ميليشيا “سليمان شاه” عينت رئيساً جديداً لمجلس الاحتلال المحلي، بعد عزل المدعو “عماد دينكلي\كُردي” من مهامه، وقامت بتعيين المدعو “عبدالناصر حسو\عميراتي” محله، وقامت بتسليمه مهام إدارة المجلس المحلي في الناحية. وتداول ناشطون معلومات خلال الفترة الماضية، تفيد بفرار المدعو “عماد دينكلي” إلى تركيا، بهدف التوجه إلى أوروبا. وشكل الاحتلال التركي منذُ بداية إطباق احتلاله العسكري للإقليم آذار العام الماضي، مجالس شكلية تابعة له، حيث تُختصر مهامها على شرعنة استيلاء المستوطنين والمسلحين على أملاك السكان الاصليين من الكُرد المهجرين، وسبق أن تعرض العديد من الموظفين ضمن تلك المجالس إلى اعتداءات جسدية لدى محاولتهم الوقوف حجر عثرة في وجه مُخططات المسلحين للسطو والنهب.
اقتتال المليشيات..
في الثاني والعشرين من سبتمبر\أيلول، قتل طفل من مستوطني ريف دمشق مساء السبت، في اقليم عفرين الكرُدي المحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً، عقب اشتباكات مسلحة بين الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، نتيجة خلافات داخلية بين المسلحين. وقالت مصادر محلية لمراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، إن اشتباكات بين مجموعتين من مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية”، درات وسط مدينة عفرين قرابة الساعة الثامنة مساءاً، ما أسفر عن مقتل الطفل عامر رمضان، من مستوطني ريف دمشق، بالإضافة إلى إصابة شخص آخر بجروح. وكان قد أصيب مستوطن من ريف دمشق في حي الأشرفية قبل أيام نتيجة مشادة كلامية مع عناصر ميليشيا “الجبهة الشامية”، بعد رفض الأخير دفع ثمن حنفية ماء قام بشرائها من المستوطن. وتطور الخلاف إلى مواجهات مسلحة بين مليشيا “الجبهة الشامية” ومليشيا “جيش الأسلام”، ماتسبب بحالة زعر لدى السكان، وسط إغلاق المحلات التجارية في حي الأشرفية إثر ذلك.
في السادس والعسرين من سبتمبر\أيلول ، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، إن الاستخبارات التركية اعتقلت المدعو “فراس البشير”، متزعم ما يسمى بمليشيا “الأمن السياسي” التابعة لشرطة الاحتلال العسكرية. وأشار المراسل أن الاستخبارات التركية اعتقلت “البشير” ونائبه المدعو “حسن نجار” واقتادتهما إلى أحد المقرات الأمنية، بتهمة التعامل مع استخبارات قوات النظام السوري. واختطف مليشيا ما تسمى بـ “الأمن السياسي” منذُ تشكليها في عفرين، المئات من الشبان الكرُد، بعد اتهامهم بتهم جاهزة، كالانتساب لـ “وحدات حماية الشعب” أو العمل مع “الإدارة الذاتية” سابقاً، وذلك بغية ابتزاز ذوي المختطفين والحصول على فدى مالية لإطلاق سراحهم. وقال “شرفان\اسم مستعار لأحد سكان عفرين”، إن “كافة المليشيات المسلحة في عفرين تتلقى أوامرها من الاستخبارات التركية، وتعمل لصحالها، وكل الانتهاكات مدروسة بشكل مشترك”. مضيفاً: “عملية اعتقال المدعو فراس البشير، هدفها صرف الأنظار عن الانتهاكات اليومية التي تطال السكان الأصليين، ومن أجل ابعاد المسؤولية عن القوات التركية، خاصة بعد التقارير الدولية التي تحدثت عن وقوع جرائب حرب في عفرين المحتلة”. وتعتمد المليشيات الإسلامية على الانتهاكات للحصول على الأموال، وهي أساليب اتبعتها منذ بدء احتلال عفرين، في حين يُشرف الاحتلال التركي على تلك العمليات باعتبارها إحدى أساليب تهجير الكُرد، ومنع المُهجرين من العودة!
في السابع والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً، إن الاحتلال التركي اعتقل بشكل مفاجئ عدداً من المتعاونين معه في قرية قيباريه\عرش قيبار. وأضاف المراسل أن المعتقلين هم كل من الاخوة: (علي مصطفى، نضال مصطفى، حنان مصطفى)، إضافة لاعتقال والدهم (عبدو علي مصطفى)، فيما لاذا الابن الرابع وهو (مصطفى مصطفى) بالفرار، نتيجة ملاحقته من قبل مليشيات الاحتلال. ووفقأ للمراسل، فقد تمت عملية الاعتقال منذ ما يقارب الاسبوع، منوهاً إن الابناء الاربعة كانوا منتسبين للمليشيات الإسلامية التي تحتل عفرين بجانب جيش الاحتلال التركي.
في الثامن والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” إن مواجهات مسلحة اندلعت بين عناصر من ميليشيا “فيلق المجد” وآخرين من ميليشيا “فيلق الشام” التابعين لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف ارهابياً في العديد من الدول، بعد خلافات على تقاسم منازل وبساتين زراعية العائدة للمُهجرين قسراً من القرية. وأضاف المراسل بأنه قتل خلال الاشتباك مُسلح واحد، وجرح 5 آخرون من الطرفين، وسط حالة احتقان كبيرة بين الميليشيات، وتوجه مسلحين من ميليشيا “الشرطة العسكرية” إلى قرية “ميدانكي” لإيقاف المواجهات المسلحة. من جانب آخر، أغلقت الميليشيات الإسلامية صباح اليوم السبت، الطريق الرئيسي الممتد بين “دوار كاوا” وصولاً إلى “دوار نوروز” على طريق راجو، وسط أنباء عن وجود خلافات بين ميليشيا “فرقة الحمزة” وميليشيا “الجبهة الشامية” حول محل تجاري كبير بالقرب من بناية حكيم على طريق قرية “ترندة”. هذا وحدثت مواجهات مسلحة بين الميليشيات الإسلامية وسط مدينة عفرين مساء أمس الجمعة، نتيجة خلافات داخلية دون ورود أنباء عن قتلى. ومنذ احتلال عفرين، قسمت المليشيات الإسلامية بإشراف الاحتلال التركي قرى عفرين ونواحيها إلى قطاعات، حيث تتمركز مليشيا محددة في كل قطاع، وتحتكر لنفسها السطو على أملاك الكُرد المُهجرين، والاستيلاء على بيوتهم وتوزيعها على المستوطنين من ذوي مسلحيها. لكن خلاف تلك المليشيات على حصصها من المسروقات والنفوذ والحواجز، يدفعها في كثير من الحالات إلى الاشتباك فيما بينها، أو تنفيذ تفجيرات تجاه المليشيات المنافسة، ونسبها لـ “قوات تحرير عفرين”، وهو أمر يتكرر في باقي المناطق التي يحتلها المسلحون من جرابلس إلى اعزاز.
في التاسع والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكُردي المحتل، أن مسلحاً واحداً على الأقل، قتل إثر اشتباك مسلح بين جماعتين منضويتين في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية”، بعد خلاف نشب بينهما. وأوضح المُراسل أن مسلحاً واحد من “جماعة الأوسو” قتل نتيجة اشتباكات حصلت بينها وبين “جماعة الحياني”، بسبب خلافهما على مزاد علني خاص بشاحنة مُحملة بمادة “الفُلفُل” في سوق الهال وسط المدينة. وأكد المُراسل أن “جماعة الحياني”، لاذت بالفرار بعد أن أدت الاشتباكات بين الطرفين إلى مقتل أحد مسلحي “جماعة الأوسو”، التي ينحدر مسلحوها من بلدة “ماير” بريف حلب الشمالي.
في الثلاثين من سبتمبر\أيلول، اقرت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية بوقوع اشتباكات بين مسلحي مليشيا “فيلق الشام” وآخرين من مليشيا “فيلق المجد” التابعين للاحتلال التركي، بسبب خلافهما في الأستيلاء على منزل مُهجر كُردي في قرية “ميدانكي” التابعة لناحية “شرا\شران”، حينما أراد كل طرف استيطان ذوي مسلحيه داخله. ويدعى المستوطن القتيل “صالح المحمد” وهو مُقرب من مليشيا “فيلق المجد”، وقتل على يد أحد مرافقي المتزعم في مليشيا “فيلق الشام” المدعو “أبو الشيخ” أثناء اشتباكه معهم، نتيجة رفضه تسليم منزل استولى عليه في القرية الكُردية. وتمتنع المليشيات الإسلامية عن تسليم المنازل لسكانها الاصليين الكُرد في حال عودتهم، بحجة أنها مسكونة من قبل ذويهم المستوطنين، ليلجئ الكُرد إلى السكن لدى أقربائهم في قرى مجاورة لقريتهم أو بالآجار في مركز عفرين. فيما تحاول المنظمات الدولية تحاشي اتهام سلطات الاحتلال التركي بالمسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها مسلحو المليشيات الإسلامية في عفرين، مُلقية باللوم على المسلحين فحسب، رغم أن هؤلاء ما فتئوا يرفعون العلم التركي بجانب رايات تشكيلاتهم الميليشاوية، في تأكيد منها على تبعيتها للاحتلال التركي وتنفيذها سياسات أنقرة الرامية إلى القضاء على آخر مركز بشري كُردي صاف غرب الفرات.
جرائم الاحتلال الأخرى..
في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له أن هناك مقبرة جماعية أو بئر يجري دفن كل من يُقتل في “عفرين” بداخله، وذلك ضمن أراضي سيطرة “درع الفرات” التي تحتلها تركيا، وتحديداً خلف سجن يتبع لميليشيا «فرقة السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي، حيث كانت تجري التحقيقات الصورية وعمليات التعذيب للمُعتقلين بإشراف ومشاركة الاستخبارات التركية. ووفقاً لشهادات مختطفين عانوا بشكل شخصي مرارة ووحشية فإن ذلك السجن سيئ السمعة يقع على الحدود السورية مع تركيا في المنطقة ما بين الجدار العازل والأسلاك الشائكة، فقد كان يتم دفن ما يقرب من 10 أشخاص يومياً داخل ذلك البئر، على غرار ما كان يحصل في “أرغنكون” في تركيا. كما وأكدت تلك المصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن كل شباب “عفرين” هم مشروع معتقل أو سجين لدى “فرقة السلطان مراد”. ووفقا لتلك المصادر، فإنه “ليس هناك شاب كردي إلا وجاء إلى سجن فرقة السلطان مراد، إلى جانب السجون الأخرى في الباب وجرابلس وعفرين نفسها. وبحسب مشاهدات سجناء للمرصد، كان هناك 5 أو 6 مُعتقلين من عفرين يأتون بشكل يومي إلى السجن، وكانوا يتعرّضون للتعذيب والتعليق والضرب بشكل وحشي خلال التحقيق، وكان يتم استخدام أسلوب التعذيب عن طريق ما يسمى بـِ (البلانجو)، والذي كان يسبب أضرارا كبيرة على من يتعرّض له”. وتابع المصدر: “كل عفريني هو مشروع سجين أو مشروع مهجر أو مطرود من عفرين، وكان الهدف هو إجبار الأكراد على هجرة أراضيهم، لدرجة أنه في بعض الأحيان كان يتم الإفراج عن شخص من سجن فصيل ما حتى يقع في قبضة فصيل آخر، وإذا لم يكن الشخص يمتلك ورقة تثبت أنه اعتقل لدى فصيل آخر كان يتم اعتقاله مرة أخرى”. وتُعد ميليشيا «السلطان مراد”، الجماعة التركمانية المُسلحة الأخطر والأبرز في ريف حلب والتي يتزعمها المدعو “فهيم عيسى”، وتُعتبر الميليشيا الأكثر ولاء ووفاء لأجندات الاحتلال التركي في سوريا. ويتركز التوزع العسكري للميليشيا في مركز إقليم عفرين الكُردي وخاصة في حي عفرين القديمة، إضافة إلى الكثير من القرى في ناحية بلبل ومركزها. ويذكر أن لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا، أصدرت تقريرا في مطلع شهر أيلول الجاري وخصصت فقرة كاملة بأوضاع إقليم عفرين دون أن تشير أي واحدة منها لأوضاع المختطفين الكُرد من أهالي الإقليم في سجون جرابلس والراعي ومارع وعفرين وكذلك سجون الداخل التركي، التي تخفي مصير المئات من أبناء وبنات عفرين.
في التاسع والعشرين من سبتمبر\أيلول، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مقطع فيديو يُظهر اقدام مسلحين من ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركي، على مُعاقبة طفلين بتنظيف دور مياه في مركز الميليشيا ببلدة “شرّا/شران” بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وكان الطفلان العفرينيان الشقيقان “حمزة وعبد المطلب بن محمد علي” قد جرى اختطافها من قبل ميليشيا “الشرطة المدنية” بتهمة الاعتداء على الطفلة “أحلام هلال” جنسيا، وهم جميعهم من المكون العربي من أبناء قرية “فيرغانة” التابعة للناحية . وظهر الطفل حمزة إلى جانب الطفلين الآخرين (عبد المطلب وأحلام) يوم أمس السبت، في مقطع مصوّر جديد، قام نشطاء محسوبون على الميليشيات الإسلامية بتصويره ونشره، متحدثاً عما لقياه من تعذيب وضرب وإذلال على يد المدعوين (النقيب مالك والمقدم أسامة نجار) خلال فترة اختطافهما بمركز الميليشيا في بلدة شرا\شران. وقال حمزة في المقطع المصوّر أنه عندما رفض الاعتراف بتهمة اعتدائهما على الطفلة “أحلام”، طلب المدعو ” أسامة” منه القيام بـ: “(لحس) أرضية التواليت بلسانه فرفض، ما دفعهما إلى ممارسة المزيد من التعذيب والضرب عليه”. وأكد الطفل حمزة /13عاماً/ أنه وأخيه بريئان من التهمة الموجهة إليهما، ما دفع بالميليشيا إلى إخلاء سبيلهم، مُتسائلاً: “بعد أن تعرضنا للإهانة، من سيأخذ بحقنا؟”. وقد تسببت هجمات وغزو الاحتلال التركي لـ إقليم عفرين الكُردي في الفترة الممتدة من العشرين يناير إلى الثامن عشر من مارس العام 2018، بمجازر راح ضحيتها مئات المدنيين وآلاف الإصابات غالبيتهم من النساء والأطفال، من بينهم إصابة 102 طفل وطفلة بإعاقات دائمة نتيجة الإصابات التي أصيبوا بها أثناء العدوان المسمى “غصن الزيتون”. وتختلف إصابات الأطفال، فمنهم من أصيبوا بجروح بليغة في الرأس أثّرت على الدماغ والأعصاب وأدت إلى إعاقة عقلية أو جسدية، وآخرون خسروا بصرهم، ومنهم من بترت أطرافهم، وآخرون يحملون بداخلهم المئات من شظايا الأسلحة. وبحسب إحصائية أعدها الهلال الأحمر الكردي، فإن الإعاقات التي تلازم الأطفال هي 21 إصابة في الرأس، 19 إعاقات في القدم، وأخرى تختلف بين إعاقات في حركة اليد والعمى، ناهيك عن العقد النفسية.
مقاومة الاحتلال..
في الثالث والعشرين منسبتمبر\أيلول ، أعلنت “قوات تحرير عفرين”، مقتل أربعة جنود من قوات الاحتلال التركي في ريف إقليم عفرين الكرُدي المُحتل التابع للإدارة الذاتية سابقاً، بعد سلسلة عمليات عسكرية نوعية. وقالت القوات في بيان إن مقاتليها نفذوا بتاريخ 22 أيلول الجاري عملية نوعية استهدفت إحدى تحصينات الاحتلال التركي في قرية كيمار التابعة لناحية شيراوا، ما أسفر عن مقتل جنديين وتدمير الموقع العسكري، كذلك استهدفت القوات بالتاريخ ذاته بعبوة ناسفة عربة مصفحة على طريق قرية الباسوطة، ما أدى لإعطابها. هذا وقتل جنديان وأصيب آخر من قوات الاحتلال، عقب استهداف “قوات تحرير عفرين” قاعدة عسكرية في قرية مريمين بتاريخ 22 أيلول الجاري أيضاَ. وأشار البيان إلى استهداف قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية في الفترة الممتدة بين 20 و 22 أيلول الحالي، بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الغراد قرى ناحية شرا\شران بريف عفرين، وهي قرى (المالكية، شوارغة، قلعة الشوارغة، عين دقنة)، وقرى ناحية شيراوا (عقيبة، بينه، صوغانكة)، وكذلك قرى مناطق الشهباء (تل رفعت، بيلونية). وتسبب القصف المدفعي والصاروخي بأضرار مادية في الممتلكات والمحاصيل الزراعية العائدة لسكان المنطقة، دون وقوع ضحايا. وتستهدف “قوات تحرير عفرين” بعمليات نوعية القواعد والتجمعات العسكرية العائدة للاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية بريف عفرين، فيما تقوم الأخيرة باستهداف التجمعات السكنية في قرى شيراوا ومناطق الشهباء.
في التاسع والعشرين من سبتمبر\أيلول، أعلنت “قوات تحرير عفرين”، عن مقتل سبعة مسلحين من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، في سلسلة عمليات عسكرية نوعية بريف إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع للإدارة الذاتية سابقاً. وقالت “تحرير عفرين” عبر بيان صادر عنها، إنها نفذت خلال الفترة ما بين 27 إلى 28 أيلول الجاري، سلسلة من العمليات النوعية التي استهدفت مقرات مسلحي الاحتلال التركي وتحركاتهم في قرى ناحية شيراوا وشرا\شران في عفرين. وأشار البيان أنه بتاريخ 27 أيلول الجاري، نفذ مقاتلو “تحرير عفرين” عملية قنص استهدفت مسلح للاحتلال التركي في محيط قرية عنابكة التابعة لناحية شرا\شران، حيث قُتل خلالها مسلح واحد. كما هاجمت القوات بتاريخ 28 أيلول نقاط لميليشيات الاحتلال في المنطقة الواقعة بين قريتي كفرنبو وبرج حيدر، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين من الميليشيات وإصابة آخر، واعطاب آليات عسكرية للمليشيات. وأضاف البيان بأن مقاتلي “تحرير عفرين” استهدفوا بعملية نوعية نقطة عسكرية لميليشيات الاحتلال في التاريخ ذاته بين قريتي براد وكفرنبو، ما أدى إلى مقتل مسلحين من الميليشيات على الفور وتدمير النقطة. وقتل مسلح بعد عملية قنص لمقاتلي “تحرير عفرين” في قرية “كوندي مازن\الذوق الكبير” بناحية شيراوا. ولفتت “قوات تحرير عفرين” إلى استهداف الاحتلال التركي المناطق الآهلة بالمدنيين في قرى مناطق الشهباء (سموقا، محيط سد الشهباء، تل مضيق)، وذلك بقذائف المدفعية خلال الفترة مابين 26 و28 أيلول، ماتسبب بأضرار مادية في منازل ومزارع الأهالي. وتستهدف “قوات تحرير عفرين” بعمليات نوعية القواعد والتجمعات العسكرية العائدة للاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية بريف عفرين، فيما تقوم الأخيرة باستهداف التجمعات السكنية في قرى شيراوا ومناطق الشهباء.
الشهباء وشيراوا..
في الثامن والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا التابعة لإقليم عفرين الكُردي المُحتل، والتابع للإدارة الذاتية سابقاً، إن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي اشتبكت مع “قوات تحرير عفرين”. وأضاف المراسل إن الاشتباك وقع على محور قرية “برج القاص” الخاضعة لـ “قوات تحرير عفرين”، وقرية “براد” المُحتلة من قبل مليشيات الاحتلال، حيث حاولت الأخيرة فيما يبدو التحرش بالمقاتلين الكُرد. ووقع الاشتباك قرابة الساعة الرابعة والنصف فجراً، حيث استخدم مسلحو الاحتلال رشاشات ثقيلة من عيار 23، كما قصفوا مناطق في محيط قرية “برج القاص” قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحاً، فيما لم ترد معلومات عن اصابات. ويهدد القصف الذي يطال الشهباء وشيراوا بين الفينة والأخرى، حياة المدنيين من سكان القرى والمُهجرين إليها من عفرين، حيث تكتظ تلك المناطق بالمهجرين قسراً، ويُساورهم القلق على مستقبلهم في ظل استمرار التعاون بين الاحتلال التركي وروسيا. ويشير العفرينيون أن التعاون (الروسي التركي) كان بوابةً لمُقايضة عفرين بـ (الغوطة وأرياف حمص ودمشق وحماه وادلب ومطار أبو الظهور العسكري)، كما ينوه هؤلاء أن استمرار احتلال عفرين مُرتبط باستمرار التوافق بين الجانبين اللذين تقاسما الاراضي السورية بحجة حماية وحدتها!
انتهاكات النظام السوري..
في الثالث والعشرين من سبتمبر\أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” في الشهباء، أن مسلحين اثنين من بلدة “نبل”، يقومان بإهانة المواطنين الكُرد المهجرين، مستغلين مهمتهما القاضية بتنظيم الدور أمام المركز الثقافي في نبل، بغية تنظيم ما تعرف بـ “البطاقة الذكية” التي سيتم بموجبها توزيع مخصصات المحروقات والغاز من قبل النظام السوري في مناطق الشهباء وشيراوا ونبل والزهراء. وأضاف المراسل أن العنصرين وأسمهما (عباس وأبو بدر)، وعلى الرغم من أن مهجري عفرين يلتزمون بدورهم ويقومون بإعداد “قائمة انتظار” لهم بالترتيب، نتيجة وصولهم قبل بدء الدوام في الساعة الثامنة صباحاً، بيد أن العنصرين لا يلتزمان بتلك القائمة ويقومون بتمرير أهالي “نبل” أو من لديه معرفة بهم، في حين ينتظر العفرينيون لساعات طويلة دونما تمكنهم من تنظيم تلك البطاقة. ونوه المراسل أن المهجرين يأتون من مناطق بعيدة كالاحداث وفافين، ورغم وجود اسمائهم في قائمة الانتظار، لكنهم لا يتمكنون من تنظيم البطاقة بسبب المحسوبية والواسطة التي يعتمدها المسلحان (عباس وابو بدر)، مما يؤدي بالمهجرين لإعادة المحاولة في اليوم التالي. ولا يكتفي المسلحان (عباس وابو بدر) بإهانة المهجرين الكُرد من عفرين، بل وصلت بهم الأمور إلى دفع المواطنين بطريقة وحشية، متسببين بسقوط مواطنين في العديد من المرات بينهم نساء، إضافة إلى استخدامهم الفاظ نابية مع الاهالي، كما يتلقى المسلحان رشى مالية تتراوح بين الفين وثلاثة آلاف ليرة سورية. وأشار المراسل أن مهجري عفرين يطالبون بحل هذه الاشكالية عبر أفتتاح فرع آخر لتنظيم “البطاقة الذكية” في إحدى البلدات التي يتواجدن فيها، كـ تل رفعت أو دير جمال او فافين أو غيرها، كي لا يجبروا على الذهاب لـ “نبل”. ويتمكن المواطنون بموجب “البطاقة الذكية” من الحصول على مؤنهم من المحروقات بنصف الاسعار التي تباع بها في الاسواق، حيث يتم بيع اسطوانة الغاز بمبلغ 6000 ليرة في الاسواق، في حين يحصل عليها المواطنون بموجب البطاقة الذكية بمبلغ 3000 ليرة. التخفيض ينطبق كذلك على اسعار البنزين الذي يباع في الاسواق بسعر 500 ليرة، وبسعر 225 بموجب البطاقة الذكية، وأيضاً مادة المازوت التي تباع في الاسواق بسعر 375 ليرة، وبسعر 250 بموجب البطاقة الذكية. ومن المعروف أن بلدة “نبل” تخضع للنظام السوري شكلياً، بيد أن السلطة الفعلية فيها تعود لمليشيات محلية، وهو ما يستغله المسلحون، حيث نشبت عدة خلافات سابقاً بينهم وبين “قوات تحرير عفرين” في الشهباء وشيراوا، أدت لقطع امداد المواطنين الكُرد المُهجرين من عفرين من المؤن الاساسية كالخبز وغيرها. وخلال الحرب التركية على عفرين، استغل تجار من “نبل” مأساة العفرينيين، وقاموا بشراء المواشي والابقار وغيرها من البضائع من المهجرين العفرينيين الخارجين عبر طريق “جبل الاحلام” بأسعار بخسة!، وقال شهود أن تجاراً من “نبل” كانوا يقفون في مفرق قرية “كيمار” اثناء الحرب واحتلال عفرين، وعندما ملاحظتهم وجود عفرينيين مُهجرين مع مواشيهم، كانوا يبادرونهم بعرض شراء مواشيهم بأسعار بخسة، كشراء إبقار يتعدى سعرها الحقيقي مليون ونصف المليون ليرة، بمبلغ مالي لا يتجاوز الـ 300 ألف ليرة! وخلال سنوات الحرب الاهلية السورية، ساند العفرينيون أهالي “نبل والزهراء” الشيعيتين، الذين حاصرتهم المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” على مدار سنوات، وعمدوا على الدوام إلى تهريب المواد الغذائية الأساسية اليهما، رغم المخاطر التي كانت تعترضهم. ورفض العفرينيون تحويل الصراع السوري الى حرب طائفية، كما فضلوا الانطواء على أنفسهم في عفرين وحماية إقليمهم، والحياد عن الصراع المسلح، بعد انكشاف الاطماع الاحتلالية لتركيا، وانجرار المليشيات الإسلامية خلفها.
في السادس والعشرين من سبتمبر\أيلول، منعت سلطات النظام السوري في مدينة حلب، دفن جثمان طفلة كُردية مُهجرة مع ذويها من عفرين، في مدينة حلب، واجبرت ذويها على نقل جثمانها إلى مناطق الشهباء. فبعد تعرض الطفلة (ر،ص) البالغة من العمر اربعة سنوات، إلى احتراق نتيجة سقوط مياه ساخنة عليها قبل فترة، تم نقلها نتيجة سوء حالتها الصحية إلى مشافي مدينة حلب، عبر مكتب العلاقات في الشهباء، نتيجة استمرار حصار العفرينيين في الشهباء من قبل النظام السوري منذ ما يقارب العام وسبعة شهور. وغداة وفاة الطفلة في مدينة حلب، منعت سلطات النظام العائلة من دفن جثمان طفلتهم في مقبرة العفرينيين المُستحدثة عقب إطباق الاحتلال التركي على عفرين في منطقة “حقل الرمي” القريبة من حيي الاشرفية والشيخ مقصود، حيث يجري دفن الجثامين مع التوابيت، لرغبة العفرينيين في إعادة دفن موتاهم في قراهم بعفرين. ورغم امتلاك غالبية اهالي عفرين منازل في حلب وخاصة في حيي الاشرفية والشيخ مقصود، يضطر الراغبون بالتوجه من الشهباء إلى حلب لدفع مبالغ مالية تتراوح بين 75 الف و 200 الف ليرة سورية، حسب ما يدعيه المهربون من آمان الطريق وسهولته. وينحدر غالبية المهربين من بلدتي نبل والزهراء، حيث تمكن هؤلاء على مدار فترة الحصار من اقتصاص مبالغ ضخمة من المهجرين العفرينيين لقاء نقلهم إلى حلب، خاصة في بداية التهجير عقب إطباق الاحتلال العسكري التركي على إقليم عفرين الكُردي، إذ وصلت اسعار تهريب الفرد الواحد إلى مليون ونصف ليرة سورية! وتعود رغبة النظام في حصار العفرينيين ومنعهم من دخول حلب لرغبته في معاقبتهم، لكونه يعتبرهم قد رفضوا القبول بحكمه المركزي، في الوقت الذي ساهمت فيه المليشيات الإسلامية المعروفة بـ “الجيش الحر” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الاخوان المسلمين، في تحقيق مراد النظام من خلال القضاء على النموذج الأنجح للمناطق الغير خاضعة لسلطته المركزية. ولم يرغب النظام السوري في وجود نموذج يحتذى به، حيث كانت تسيطر الفوضى وعمليات السرقة والسطو المسلح وانعدام الامن والأمان في المناطق المحتلة من قبل المليشيات الإسلامية، في الوقت الذي كانت تعيش فيه عفرين أبهى حللها، وسط سيادة القانون واستتباب الامن، ما دفع بالمئات من المستثمرين من السكان الأصليين والمناطق المجاورة لافتتاح المشاريع فيها، وهو ما شكل منغصاً للنظام السوري والاحتلال التركي، ودفعهما للتعاون معاً في سبيل القضاء عليها.