نوفمبر 08. 2024

أخبار

حول أهداف استيطان التُركمان في عفرين.. باحث يجيب: “ضرب آخر مركز كُردي غرب الفرات”

التركمان
Photo Credit To النت

عفرين بوست-خاص
قام وفد مما يسمى حزب النهضة السوري التركماني منتصف سبتمبر\أيلول الجاري، بزيارة مسلحي مليشيا “فرقة السلطان محمد الفاتح” وبعض قرى عفرين التي يستوطنها التركمان، عقب تهجير سكانها الاصليين الكُرد ومنعهم من العودة إليها من قبل الاحتلال التركي.


وتعيد هذه الزيارات والتحركات المُريبة للتركمان، التذكير بدورهم المتواطئ على مكونات سوريا الاصيلة كالكُرد في عفرين، وكيفية قبولهم ترك اراضيهم للاسيتطان في اراضي هُجر أهلها بفعل حرب شنتها تركيا مع مسلحيها الاسلاميين المعروفين بـ (الجيش الحر، الجيش الوطني، النصرة وغيرهم).


ليست تلك اتهامات بل حقائق، فقد اعترفت مواقع اعلامية موالية للاحتلال التركي بذلك، واكدت أنه مع احتلال عفرين الكُردية، حصل التركمان المستجلبون من ريف حمص الشمالي وتركمان الجولان، على وعود من قبل ما يسمى “المجلس الأعلى للتركمان” بالتوطين في القرى التي يستوطنونها في ريف إقليم عفرين.


وفي تقرير نشره موقع “عنب بلدي” الموالي للمليشيات الإسلامية، يوم التاسع والعشرين من يوليو\تموز العام الماضي، قال “محمد التركماني”، وهو من تركمان قرية السمعليل، إنه “منذ مجيء التركمان إلى الشمال السوري، طلب قادة تركمان في (الجيش الحر) منهم التوجه إلى قرى عفرين، وقطعوا وعودًا على لسان شخصيات في المجلس الأعلى للتركمان بالتوطين في قرى الكُرد المُهجرين إلى شرق الفرات”.


جاء ذلك في إطار سياسة التهجير القسري للكُرد وتغيير التركيبة السكانية في عفرين، حيث عملت الاستخبارات التركية بالتعاون مع المجلس التركماني ومنظمات مرتطبة به على توطين التركمان المستقدمين من ريفي حمص واللاذقية في قرى وبلدات الشريط الحدودي لإقليم عفرين بهدف تشكيل “حزام تركماني”.


ويتركز تواجد المستوطنين التركمان في مركز ناحية “شيه/شيخ الحديد” تحت راية مليشيا “لواء السلطان سليمان شاه” بقيادة المدعو “محمد الجاسم\أبو عمشة”، وكذلك في القرى الواقعة على جبال بلبل وراجو.


كما نشط التركمان في عفرين عبر افتتاح ما يسمى “المجلس الأعلى لتركمان سوريا” مقراً في مركز المدينة، اضافة لمنظمات عاملة تحت مسمى “الاغاثة”، بهدف تشجيع التركمان ومساعدتهم على الاستيطان في الإقليم الكُردي، وجذب التركمان الموجودين في المخيمات، ممن كانوا يرفضون القدوم بداعي عدم توفر الخدمات الأساسية، حيث دعم شيوخ اتراك المسلحين التركمان لتأمين كافة أنواع الدعم اللوجستي والجهادي من داخل تركيا.


كما دعمت أطراف تركمانية تحت مسمى الجمعيات الخيرية افتتاح مدارس في ريف عفرين، بغية تعليم المستوطنين التركمان ونشر اللغة التركية في المدارس، ومنها “حركة يساوي للمساعدات” التي افتتحت مدرسة ابتدائية فيما اسمتها قرية “الطفلة” وهو الاسم المُعرب الذي وضعه النظام السوري لقرية “بيباك” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل” بريف إقليم عفرين.


ومن أبرز المليشيات التي تحوي المسلحين التركمان (فرقة الحمزة – السلطان مراد – لواء السلطان محمد الفاتح – لواء السلطان عبد الحميد – لواء السلطان سليمان شاه)، وتتحرك المجموعات التركمانية تحت غطاء ما يعرف بـ “الجيش الوطني السوري” لتنفيذ المخططات التركية القاضية بإجراء عملية تغيير ديموغرافي في عفرين الكُردية.


وحول الاسباب التي تدفع الاحتلال التركي لتوطين التركمان في عفرين عقب تهجير سكانها الاصليين الكُرد آذار العام 2018، وقبول التركمان بأن يكونوا ادوات تركيا في ضرب النسيج المجتمع السوري، وخلق عدوات لم يعهدها الكُرد سابقاً مع التركمان أو غيرهم، يقول الكاتب والباحث “حسين جمو” في حديثه إلى “عفرين بوست”: “مشروع تغيير ديمغرافية عفرين يدخل ضمن مخطط تركي قديم، تم طرحه مع بداية تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، وتشكيل لجنة دراسة الشرق”.


متابعاً: “هذه اللجنة قدمت أسس مشروع أطلقت عليه “إصلاح شرق الأناضول”، وكان المقصود به كردستان الشمالية، هذا المشروع انقسم إلى قسمين، الأول شرق نهر الفرات، والثاني غرب نهر الفرات”.


ويشير “جمو” أن تركيا “قطعت شوطاً كبيراً في القسم “ب” من المشروع، وهو غرب الفرات، واستطاعت بأساليب معقدة، استخدمت فيها القمع الأمني والتهجير والسجن للناطقين بالكُردية وطرد المتحدثين بالكُردية مع عائلاتهم من الوظائف، بهذه الأساليب استطاعت ممارسة نوع من الإبادة على التكوين التاريخي الكُردي غرب الفرات، من جنوب شرق سيواس نزولاً إلى ملاطية وأديامان ومرعش وعينتاب”.


وأكد “جمو” أنه “تم توجيه ضربة كبيرة للهوية الثقافية الكُردية هناك على مدى 90 عاماً من النشاط الاستخباراتي المُبرمج، حتى أن أحزاب اليسار الثوري التركية لعبت دوراً تخريبياً كبيراً في تكريس اللغة الكُردية لغة للمجتمع، بأساليب تم فضحها، وجرى دعم الطرق النقشبندية غرب الفرات، وباتت أديامان مركزاً لطريقة “منزل” النقشبندية، وهي النقشبندية العميلة، ومختلفة عن طبيعة النقشبندية الكُردستانية”.


ويرى “جمو” أن تركيا “نجحت بطريقة ما، من تحقيق جزء كبير من مشروع تتريك غرب الفرات في الجزء الكردستاني داخل حدودها”، متابعاً: “لا أقول أنها قامت بتصفية هذا الوجود، لكن تهشم تحت الضربات المزدوجة، للدولة واليسار المعارض”.


قائلاً: “لو أمعنا في خريطة الاجتماع الكردي، الثقافة الكردية، غرب الفرات، لوجدنا أن هناك منطقة وحيدة نجت من هذه الإبادة، وهي عفرين، كونها كانت خارج حدود تركيا، لكن عفرين ليست مجرد منطقة خضراء يقطنها سكان كُرد، بل كانت قد تحولت إلى مركز الذاكرة الثقافية والاجتماعية لكل أكراد غرب الفرات، من ملاطية إلى سيواس”.


منوهاً أن “هذه الحقيقة قد لا يدركها معظم الكُرد، لكن بالنسبة للدولة التركية لا يغيب عنها هذا الأمر، حساباتها مبنية على إبادة مراكز الانطلاق ضد التتريك، وعفرين هي الخزان الثقافي لكُرد غرب الفرات، وعمقها الثقافي يتجه شمالاً نحو عينتاب ومرعش وأديامان، وليس جنوباً”.


مختتماً بالقول: “لذلك، أي انطلاقة ثقافية ضد التتريك في غرب الفرات ستكون حتماً من عفرين، كونها المركز الكُردي الوحيد الصامد غرب الفرات، إلى جانب التجمعات الكُردية في الشهباء شمال حلب، فخط المقاومة الذي كانت تمثله عفرين تم ضربه عبر الاحتلال التركي، ومشروع الاستيطان الذي تشهده هذه المنطقة مبرمج لتحقيق هذا الهدف: ضرب آخر مركز كُردي غرب الفرات”.

وفد من حزب النهضة التركماني في زيارة لعفرين
وفد حزب تركماني في عفرين

Post source : خاص

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons