ديسمبر 11. 2024

مُهجرو عفرين في مقاطعة الجزيرة يتساءلون؟!

عفرين بوست- تقارير

توافدت عشرات العائلات المهجرة من عفرين والشهباء إلى مدينتي قامشلي والحسكة منذ بداية الشهر الجاري، وسط شح المساعدات وعدم وجود أماكن سكن مناسبة لهم.

خصصت الإدارة الذاتية لجان خاصة في كل مدينة لاستقبال المهجرين وتوفير الخدمات الأساسية لهم وفق الإمكانات المتوفرة، بحسب هذه اللجان بلغ عدد الوافدين إلى القامشلي والحسكة 50 ألف مُهجر.

المواطن المهجر “سلام علي” الذي وصل قبل يومين إلى القامشلي، يبحث اليوم عن مسكن لعائلته المؤلفة من 9 أشخاص، ويقول “كنا في الطبقة، الوضع هناك مأساوي، بحكم علاقاتي مع بعض الأصدقاء في قامشلي نصحوني بالتوجه للمدينة، حسبت الأمر سهلاً وسيتوفر المسكن والأمان”.

لكن “سلام” مثله مثل العديد من المهجرين اصطدم بالواقع، حيث تقل مساكن جاهزة للإيجار، قضى ليلته الأولى مع عائلته في ملعب 12 أذار حيث خصصت الإدارة عدة خيم هناك لاستقبال المهجرين بشكل مؤقت وتسجيل أسمائهم وتقديم وجبات الطعام والمياه لهم، إضافة لبعض الحاجيات الأساسية كحليب الأطفال وغيرها من المستلزمات.

لحسن حظ سلام أن معارفه قاموا بنقله مع عائلته إلى غرفة مؤقتة لحين البحث عن منزل دائم لهم، ويقول سلام “لا أستطيع دفع الإيجار الغالي، لذا سأبحث عن منزل متواضع قدر المستطاع”.

وقد قامت الإدارة الذاتية بحملة لتنظيف بعض الأماكن لتخصيصها للمهجرين، ومن ضمنها مدارس وبعض الأبنية قيد الإنشاء، إضافة لبعض المنازل التي تبرع مالكوها للمهجرين.

إلى جانب جهود الإدارة، هناك مبادرات شعبية عدة لجمع التبرعات وتوفير بعض الخدمات، وتقوم هذه المبادرات بشكل شخصي بتقديم البطانيات والمدافئ وبعض السلل الغذائية للمهجرين، كما تساهم رابطة عفرين الاجتماعية بتوزيع المؤن وبعض الاحتياجات على المهجرين.

إضافة لما سبق تكفّل تحالف المنظمات بتوحيد جهود المنظمات العاملة في الجزيرة وهي 11 منظمة، لتغطية الاحتياجات الأساسية للنازحين وتخفيف الأعباء عن كاهلهم.

في حين تكفلت الإدارة الذاتية بتوفير الخدمات الطبية مجاناً للوافدين، وستعمل على توزيع وقود التدفئة مجاناً أيضاً.

لكن المشكلة الأساسية التي تواجه المهجرين في قامشلي والحسكة هي السكن الملائم، في ظل عدم قدرة هؤلاء على استئجار المنازل، ولا تفكر الإدارة حاليا في بناء مخيمات خاصة بأهالي عفرين وتفضل مكوثهم في منازل دائمة أو مؤقتة لحين التفكير بمشاريع أخرى.

المواطنة “فاطمة محمد” المنحدرة من ناحية شرّا بعفرين، هي الأخرى وصلت إلى قامشلي قبل أيام، ومكثت مع عائلتها ثلاثة أيام في خيمة ضمن ملعب 12 آذار، تًشير فاطمة إلى أن المبادرات الشعبية والإدارة قدمت لهم الكثير من الخدمات الضرورية، لكن يبقى السكن هي المشكلة في المرحلة الأولى، إضافة لمشكلة تأمين العمل، إذ لا يمكنهم الاعتماد على المنظمات لفترة طويلة، وهم بحاجة لخدمات مستمرة وسط الأوضاع الحالية المتدهورة.

تتألف عائلة فاطمة من 14 شخصٍ، تضم أطفال رضع، تكفّلت عائلتان من قامشلي بتأمين الحليب للرضع مدة ثلاثة أشهر، في حين أرسل بعض أقاربهم مبلغ مالي لهم لتدبر بعض الأمور، لكن هذه المساعدات هي مؤقتة، ولن تستمر، وتتساءل فاطمة عن المستقبل كيف سيكون وكيف سيعيشون؟!

غالبية مهجري عفرين الذين وصلوا إلى مدينتي الطبقة والرقة يفضلون التوجه إلى مدن قامشلي وديرك ورميلان، لاعتبارات عدة، من ضمنها قدرتهم على تأمين العمل المناسب لهم؛ وأغلبية المهجرين يطالبون الإدارة الذاتية أيضاً بضرورة العمل مع الجهات الدولية لتأمين عودة أهالي عفرين إلى مسقط رأسهم بضمانات جدية.

يقدر عدد المهجرين والنازحين الإجمالي الذين وصلوا إلى شمال وشرق سوريا منذ 27 الشهر المنصرم إلى 150 ألف شخص، غالبيتهم من الشهباء ومدينة حلب.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons