عفرين بوست ــ متابعة
برزت صناعة الفحم في عفرين منذ احتلالها عام 2018 كأحد مصادر الدخل والمكاسب الماليّة، لمسلّحي الميليشيات ومتزعميها وللمستوطنين،حيث تدر أموال كبيرة نظراً لسعر المنتج المرتفع ومجانية مصدر الحطب الذي يتم جلبه من قطع الغابات ومختلف الأشجار، وبعد الحرائق المفتعلة أيضاً، ولا تتوقف المكاسب على العاملين في صناعة الفحم، بل الحواجز المسلّحة والمكاتب الأمنيّة والمجلس المحلي تستفيد أيضاً نظير تسهيل نقله وبيعه.
نشرت وكالة نورث برس تقريراً السبت 26/10/2024، عن المفاحم وصناعة الفحم من الغابات المعمرّة والأشجار الحراجيّة في عفرين المحتلة، وقالت إنّ عفرين تم تقسيمها إلى قطاعات عسكريّة بين الميليشيات بعد احتلالها في آذار 2018.
ولم تستثن ممارسات الفصائل المسلّحة طبيعة تلك المنطقة من غابات وأحراش، لا سيّما أنّ ميليشيا “فيلق الشام” المسيطرة على عشرات القرى في ناحية راجو، في عام ٢٠٢٠، قامت بإنشاء مفاحم ومراكز لبيع الحطب وتركزت في قرى ميدانا.
قطع السنديان وصناعة الفحم
نقل التقرير عن المواطن “عبدي محمد (اسم مستعار)” من إحدى قرى ميدانا، أنّ ميليشيا “فيلق الشام” أنشأت عدداً من المفاحم في قرية كاوندا إحدى قرى ميدانا السبع. وتستمر منذ أعوام في قطع أشجار السنديان من الغابات المجاورة وتُحرق أغصان الأشجار وتحويلها إلى فحم. وأغلب العاملين في هذه المفاحم من عناصرها، وخلال السنتين الماضيتين توسّعت أعمال هذه المراكز بعد توسّع عمليات قطع الغابات بشكلٍ مستمرّ.
ويذكر المواطن عبدي أنّ قطع الأشجار زاد بكثافة وبخاصة في جبال كوسانلي وعلي بيسكي وبليلكو ومحيط قرى ميدانا، وقام المسلحون بقطع مساحات واسعة وتجميعها بهذه المراكز وفرزها حسب الحجم ونوعية الأشجار.
حرائق مفتعلة
ونقل التقرير إفادة المواطن “هادي عينو (اسم مستعار)” وأشار إلى أنّه أحد سكان المنطقة، قوله إن مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” يعمدون إلى افتعال الحرائق بشكل مقصود بتلك المناطق. وأضاف: جمع مسلحون ومستوطنون محسوبون على الميليشيا الأشجار المحروقة وجلبوها إلى تلك المراكز واستخدموا الدراجات النارية والحمير في المناطق الوعرة لتوصيلها إلى المفاحم. وأكد “عينو” أنّ “جميع هذه الأعمال تتم تحت إشراف متزعمي الميليشيا ي تلك القرى ويحصلون بموجبها على نصف المبالغ بعد بيع الفحم والحطب بكل أنواعه، حيث يتم بيع الفحم والحطب للتجار بشكل مباشر من المفاحم والمستودعات داخل القرى.
نقل بسلاسة مقابل المال
وحول آلية النقل يشير “عينو” إلى أنّه بعد تحميل الفحم تقوم الميليشيا بفرض سيارات عسكريّة لمرافقة الشاحنات المتوجهة إلى راجو وعفرين وإعزاز وإدلب، وتبيع الميليشيا الحطب والفحم بعد نقله إلى تلك المناطق، إذ أنها أنشأت عدة نقاط بيع في مدينة عفرين وراجو وجنديرس.
وقال المواطن “أحمد حسو (اسم مستعار)” من سكّان إحدى قرى ميدانا: إنّ عمليات نقل الحطب والفحم تتم بسلاسة عبر حواجز الشرطة العسكرية المنتشرة على مداخل مدينة عفرين وراجو وأعزاز. وأضاف: بعد دفع مبالغ محددة من قبل مسؤولي النقل التابعين للميليشيات، إذ يُدفع مبلغ ٢٠٠ ليرة تركية عن مرور كلّ شاحنة متوسطة حمولتها طن أو طن ونصف. ويتم إدخال الفحم إلى مدينة عفرين عن طريق حواجز ميليشيات الشرطة المدنية وتُدفع رسوم عن كل طن من الفحم ١٠٠ ليرة تركيّة تذهب إلى صندوق المجلس المحليّ في عفرين.
وأوضح المواطن حسو أنّ المفاحم ومراكز بيع الحطب موجودة منذ أربع سنوات وقامت ميليشيا “فيلق الشام” بإنشائها، ويعمل فيها مسلّحون من الميليشيا وأغلبهم ينحدرون من ريف حمص، كما تم تحويل بعض بيوت المواطنين المهجرين من أبناء القرية إلى مراكز لصناعة الفحم وبيع الحطب.