عفرين بوست ــ متابعة
تشهد منطقة جبل ليلون بريف عفرين الجنوب غربي نشاطاً كبيراً في مشاريع البناء الاستيطانيّة، ولا يكاد ينتهي مشروع استيطانيّ حتى يكون آخر قد بدء به. وفي هذا السياق يتواصل العمل على مشروع توسعة مستوطنة “بسمة” جنوبي قرية “شاديره”. وذلك على شكل كتل إنشائية سرطانيّة تتزايد وتغطي مساحات كبيرة.
مستوطنة جديدة
نشرت “جمعية الأيادي البيضاء”، يوم الثلاثاء 22 تشرين الأول/أكتوبر، في صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أنّه تم صب أعمدة المحاضر الجديدة فيما تسمى “قرية بسمة”، وهو مشروع توسعة كملحق جديد. وتظهر الصور المنشورة حجم المساحة المستهدفة بمشاريع الاستيطان المتلاحقة، والتي ستشكل مدينة بعدة أحياء سكنية استيطانية.
كما أشارت الجمعية إلى أنها تعمل على توسعة المسجد والمعهد الشرعيّ في المستوطنة.
وكان آخر بؤرة استيطانية في جبل ليلون قد تم الانتهاء من بنائها في 15/10/2024، وتتألف من نحو 100 شقة سكنية، وقد بنيت بدعم قطريّ وبإشراف هيئة الطوارئ والكوارث التركيّة آفاد ــ AFAD، التي بدأت عمليات توزيع الشقق على مستوطنين من ريفي حلب ودمشق، وهي المستوطنة الخامسة عشرة في منطقة جبل ليلون.
مستوطنة “بسمة”
أُنشئت مستوطنة “بسمة” جنوبي قرية “شاديره”- شيروا، التي تبعد 15 كم جنوب مدينة عفرين، و18 كم عن الحدود التركيّة، وتم اختيار الموقع تحديداً في وادي شاديريه – تقلكي القريب من قرية “إيسكا”، وتشمل ملحقات (مدرسة وروضة أطفال ومسجد ومركز صحيّ وبنى تحتيّة)، ومساحة الأرض حواي 10 آلاف م2، تعود ملكيتها للمواطن “زياد حبيب” الذي أُجبر على بيعها. افتتحت المستوطنة على مرحلتين:
المرحلة الأولى في 4/10/2021، بتمويل من “جمعية تنمية الخيرية” الكويتية، وتضم 12 وحدة سكنية، كل منها من 3 طوابق، وفي كل طابق 4 شقق سكنية، ليكون المجموع 144 شقة سكنيّة، حيث أنّ المساحة الإجمالية لكل شقة 50 م2، وتتألف من غرفة نوم وغرفة للأطفال بالإضافة إلى حمام ومطبخ.
المرحلة الثانية في 30/3/2022، بتمويل من “جمعية العيش بكرامة- فلسطين 48″، وحسب ما أعلنته “الأيادي البيضاء” فالمرحلة الثانية من توسيع المشروع الاستيطاني تتكون من ست عمارات تحتوي على 100 شقة سكنية والتي ستستوعب أكثر من 600 مستوطن وذلك بالتعاون مع جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48.
في 25/5/2023 تم رصد انتهاء العمل من بناء مستوطنة على سفح الجبل المطل على قرية شاديرة. وذلك بالتزامن مع قيام عشرات آليات الحفر والتجريف الضخمة بأعمال التسوية على مساحات واسعة من الجبال القريبة من قرية إسكان جنوب عفرين، تمهيداً لإنشاء مستوطنات جديدة على مساحات كبيرة تتجاوز 30 هكتاراً. ومن المخطط له أن يضم 1500 منزل مع ملحقات خدميّة (مسجد ومدرسة وحديقة).
في 8/5/2023 افتتح مشروع استيطانيّ، باسم قرية أم طوبا نسبة إلى اسم القرية الفلسطينيّة جنوب شرق مدينة القدس والتي ورد منها تمويل المشروع، ويقع المشروع جنوب مشروع “بسمة” الاستيطانيّ. ويتألف من 40 شقة سكنيّة، وبذلك يبلغ عدد العوائل المستوطنة 281 عائلة أي بما يوازي 1700 نسمة.
في 6/5/2023 أنهت منظمة الهيئة العالميّة للإغاثة “أنصر” بدعم فلسطيني بناء مستوطنة “الأمل 2” في جبل ليلون، وأنشئت المستوطنة الجديدة ضمن تجمع يضم أكثر من خمس مستوطنات. وذلك على أرضٍ مستولى عليها من ممتلكات أهالي عفرين الخاصة، في المدخل الشمالي لمزرعة كوبله (10 منازل) التابعة لقرية جلبر – روباريا والتي أفرغت من أهاليها قسراً إبّان العدوان على المنطقة.
قرية “شاديريه”
وقرية شاديريه الإيزيدية الكردية، كان يقطنها نحو 500 نسمة قبيل الغزو التركي – الإخواني عام 2018، وبعد احتلال القرية في 14/3/2018، تم تهجيرهم وتمكن فقط 50 مواطناً من أهلها الأصليين العودة إليها، فيما استوطن المسلحون وعوائلهم في القرية واستولوا على منازل وممتلكات المواطنين المهجرين قسراً.
رغم أنّ مشاريع البؤر الاستيطانيّة استهدفت مواقع كثيرة في إقليم عفرين المحتل، إلا أنّ منطقة جيل ليلون تُستهدف بشكلٍ مركز عبر مشاريع متجاورة، لإنشاء تجمع استيطانيّ كبير بحجم مدينة، ومن جهة ثانية الهدف هو إنشاء سور ديمغرافيّ يعزلُ منطقة عفرين عن الداخل السوريّ، علاوة على توطين أعداد كبيرة من المستوطنين.
تظهر الصور الأخيرة التي نشرتها جمعية الأيادي البيضاء للمنطقة الواقعة في محيط قرية شاديره/ شيح الدير بناحية شيراوا، لمشاريع منفذة وأخرى قيد التنفيذ، أنّ سلطات الاحتلال التركيّ بصدد إنشاء تجمع استيطانيّ كبير، لتكون مدينة سكنيّة كبيرة عبر مراحل.