ديسمبر 22. 2024

خطة استـ خباراتيّة تركية لإعادة عناصر سابقين في د.ا.عـ ش من المناطق التي تحتلها تركيا إلى شرق الفرات

عفرين بوست ــ متابعة

تفيد معلومات حصلت عليها عفرين بوست من مصادرها بوجود خطة تركيّة تتضمن نقل مسلّحين من أبناء دير الزور المنتسبين لميليشيات تابعة للاحتلال التركيّ إلى مناطق شرق الفرات بهدف شنّ هجمات واستهداف مقرّات وعناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويأتي ذلك بالتوازي مع تصعيد ميدانيّ في العمليات ضده. ومع نشاط لافت لمجموعات مسلّحة مثل مجموعة المدعو “إبراهيم الهفل”، والمدعو “هاشم مسعود السطام” قائد ما يسمى “أسود العكيدات” الموالي لإيران.

المخطط جاء بتوجيه من الاستخبارات التركيّة، التي عقدت اجتماعاً سريّاً مع قياديين من ميليشيا “أحرار الشرقية” في مقرّ عسكريّ بمدينة تل أبيض، وتمّ شرح الاتفاق فيه على حيثيات الخطة.

تولى الضباط الأتراك الإشراف الكامل على تجهيز العناصر بالمعدّات العسكرية وتحديد خطة العمل، وإعداد لائحة بأسماء العناصر لتأمين عبورهم السريّ إلى المناطق المحددة.

وقد تطلب المخطط تعاوناً استخباراتيّاً بين تركيا وإيران، ولذلك أنشئ ممرٌ بري عبر البادية إلى مراكز الميليشيات التابعة للحرس الثوريّ الإيرانيّ في دير الزور وريفها، وحتى الحدود العراقية. كما تولى الحرس الثوري الإيرانيّ تهريب العناصر عبر الفرات إلى مناطق سيطرة “قسد”، وبالنتيجة تم نقل أكثر من /35/ عنصراً من ميليشيا “أحرار الشرقية” بسريّةٍ كاملةٍ.

وتتقاطع هذه المعلومات مع ما نشرته شبكة عفرين بوست في 8/6/2024، حو طلب الاستخبارات التركية رحيل عناصر ميليشيا “أحرار الشرقية” مع عائلاتهم من عفرين إلى مناطق كري سبي/تل أبيض وسري كانيه/رأس العين المحتلّتين.

فقد اندلعت اشتباكات دامية مساء الإثنين 3 حزيران/يوينو، اُستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، بين ميليشيا “أحرار الشرقية” و “فرقة الحمزات” داخل مدينة عفرين، وامتدت إلى ناحيتي جنديرس وراجو، إثر خلافٍ حول الاستيلاء على أرض ومحلات في المدينة، وأفضت إلى انسحاب عناصر الشرقية. وحسب بعض التقارير كان مسلّحو الشرقية يستولون حوالي /417/ عقار بين منزل ومحل في المدينة.

بعد الاشتباكات عُقد اجتماعٌ استدعت إليه الاستخبارات التركيّة متزعمي الشرقية وطلبت منهم رحيل كافة عناصر الشرقية الموجودين في منطقة عفرين مع عائلاتهم إلى مناطق “نبع السلام” أي مناطق كري سبي/تل أبيض وسري كانيه/رأس العين المحتلّتين.

عهدة إلى حين! 

تزامن التدخل العسكريّ التركيّ المباشر في سوريا مع انكسارات كبيرة لحقت بتنظيم داعش الإرهابيّ، وجاء احتلال جرابلس في 24/8/2016 بعد أيام قليلة من تحرير منبج في 12/8/2016 من داعش على قوات “قسد”، ورغم أنّ جرابلس كانت إحدى أهم مراكز “داعش” وانضم إليها بضعة آلاف انسحبوا من مدينة منبج، إلا أنّ احتلال المدينة تم دون أيّ اشتباكات، وبذلك كانت جرابلس أولى أقنية انتقال عناصر “داعش” إلى الميليشيات التابعة لأنقرة… ومع استمرار العمليات العسكريّة شرق الفرات حتى آذار 2019 ومشهد الباغوز انتقل المزيد من عناصر داعش إلى المناطق التي تحتلها تركيا، فيما جعلت أنقرة هذا الانتقال أسهل باحتلال منطقتي تل أبيض ورأس العين.

تعتبر ميليشيا أحرار الشرقية في مقدمة الميليشيات التي ضمّت إلى صفوفها عناصر من “داعش” ومكّنتهم من تولي مناصب قياديّة أمنيّة، ولم يقتصر ذلك على عناصر “داعش” الذين ينحدرون من ديرالزور، بل تعدى ذلك إلى عناصر من جنسيات أخرى وبخاصة العراقيّة، وهذا ليس غريباً فالقياديون الأوائل الذين أسسوا “تجمع أحرار الشرقية” كان بينهم شخص يدعى “أبو إسحق الأهوازي” وقد انقلب عليه حاتم أبو شقرا فيما بعد. 

يبدو أنّ وجود عناصر “داعش” في عفرين المحتلّة وفي صفوف الميليشيات المسلحة على سبيل العهدة إلى حين الطلب، وإعادتهم إلى مناطق شرق الفرات لاحقاً، ومن المتوقع أنّ يلبي هؤلاء الطلب مدفوعين بالرغبة بالانتقام من هزيمتهم، إلا أنّ المسألة رهن توفر مشغل جديد، بعدما فقد التنظيم كلّ قياداته وتم إنهاؤه جغرافيّاً.

عناصر داعش في أحرار الشرقية

ضمّت ميليشيا “تجمع أحرار الشرقية” إلى صفوفها من عناصر “داعش”، منهم “أبو وقاص العراقي”، و”أبو محمد الأدلبي” وكان أمير التقنيات في “داعش” وهو موجود في راجو ويتولى مسؤولية تقنيات الميليشيا، بالإضافة إلى كل من “أبو مجيد” و”أبو علي العراقي” الذي يتولى إدارة معسكرات وسجون الميليشيا في إدلب.

 وتتبع للميليشيا مجموعتا اغتيال باسم “طيور أبابيل” و”خفافيش الليل”، يقودها عراقيون على رأسهم “أبو وقاص العراقي”.

في 21/5/2024، ذكرت شبكة عفرين بوست أنّ عنصراً من تنظيم داعش وصل إلى مدينة عفرين ويسكن في منزل بشارع جانب الخزان بحي الأشرفية، مستولى عليه وكان يسكنه سابقاً الداعشي “إبراهيم السفان“. وهذا العنصر يدعى “أبو محمد شرقية” وينحدر من محافظة دير الزور، وقد هرب إلى تركيا في وقتٍ سابق، ثمّ عاد إلى عفرين.

وكان المدعو “إبراهيم السفان” قد استولى بداية احتلال عفرين في 2018م، على المنزل العائد لـ”إبراهيم حنان” كردي إيزيدي من أهالي قرية “بافلون”- شرّا، ولدى عودته لدياره في ذات العام، قبض عليه “السفان” وصوّر مقطع فيديو بأنه “شخص كافر”، وسجنه لأسبوع وفرض عليه فدية /5/ آلاف دولار أمريكي لقاء تركه دون تسليم منزله، فاضطّر “إبراهيم حنان” للهجرة قسراً إلى كردستان العراق.

ويستولي المدعو “إبراهيم السفان” وداعشي آخر على منازل أخرى في حي الأشرفية (حنان حنان من قرية بافلون، رشيد داوود، ذو الفقار داده، محمد أخرس، محمد أحمد من بلدة بلبل) وكذلك منزل “ميرفان رشو” من قرية “كمروك”- معبطلي وتحويله إلى سجنٍ سري.

في 26/4/2021 قالت شبكة “عفرين بوست” إنها رصدت قيادياً سابقاً في تنظيم “داعش” الإرهابي ينشط في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “أحرار الشرقية” وهو المدعو الملقب “لولو نظيف”، الأمني السابق لتنظيم “داعش” في محافظة دير الزور، ويعمل حالياً الأمنيّ العام لميليشيا “أحرار الشرقية” وهو يحظى بدعم متزعم الميليشيا “أبو حاتم شقرا” والاستخبارات التركية بتنفيذ عمليات الاتجار المخدرات وتهريبها إلى تركيا عبر معبر باب السلام في إعزاز المحتلة.

ومن بين عناصر داعش في صفوف ميليشيات “أحرار الشرقية”:

ــ عبد الجعشم والملقب محمد الخابوري وكان كبير إعلاميي داعش في الرقة.

ــ أبو البراء الشرعيّ لدى ميليشيا “أحرار الشرقية”.

ــ أبو يعقوب يعمل لدى أمنية ميليشيا “أحرار الشرقيّة” في راجو.

ــ أبو حسنة مسؤول أمني لدى “أحرار الشرقية” في مدينة عفرين.

ــ ماهر العلي ــ أبو جابر من دير الزور، مسؤول التسليح في “أحرار الشرقية”.

ــ عمار إبراهيم السفان من دير الزور ــ مسؤول السلاح الثقيل في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”، يعمل بإمرة “أبو جعفر شقرا”.

ــ أبو إسلام الأنصاريّ (محمد خضر العلواني) مواليد دير الزور، مسلح في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”.

ــ خباب العراقيّ، (ثامر ناصر العراقيّ) مواليد الموصل، مسلح في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”. شارك معها في عمليتي “غصن الزيتون ونبع السلام” وبحسب الشهادات التي حصل عليها “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، فقد شارك بعمليات قصف وإعدام ميدانية بحق الكرد في ناحية جنديرس، ويقيم حالياً في تل أبيض.

في مؤشر للعلاقة الوثيقة بين عناصر ميليشيا “أحرار الشرقية” و”داعش” أعلن العديد من مسلحيها رغبتهم بالانضمام إلى تنظيم “داعش” في حربها ضد قوات سوريا الديمقراطيّة مع انطلاق أحداث سجن غويران في 20/1/2022، ووزعوا الحلوى في الشوارع فيما اعتبروه صحوة التنظيم. وأطلق اسم “ثابت خلف الهويش” أحد قتلى ميليشيا “أحرار الشرقيّة”، وكان عنصراً سابقاً في داعش”، على مدرسة في بلدة راجو، بموافقة سلطات لاحتلال التركيّ.

عناصر داعش أمنيون وإداريون

نشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في 28/6/2021 تقريراً بعنوان انتهاكات بلا محاسبة: من “الدولة الإسلاميّة” إلى “الجيش الوطنيّ”، تضمّن رصد 11 قيادياً من الصف الأول والثاني في “الجيش الوطني”، عسكريين وإداريين بشكل أساسيّ، و6 مسؤولين أمنيين و10 عناصر برتب ومناصب مختلفة، قاتلوا سابقاً في صفوف تنظيم “داعش” وتبوأ بعضهم مناصب في التنظيم الإرهابيّ المحظور دولياً قبل الانتقال إلى البنية التي أسستها أنقرة تمهيداً لاحتلال مناطق في الشمال السوري عبر 3 عمليات عسكرية متتابعة.

وذكر التقرير أنّ عشائر معينة في مناطق انتشار “داعش” لعبت دوراً بارزاً في انضمام مقاتلي تنظيم “داعش” إلى صفوف “الجيش الوطني السوري”، وخاصة بعد خسارة التنظيم لمناطق سيطرته، واستجاب قادة “الجيش الوطني” من أمثال أبو حاتم شقرا وحسين الحمادي لمناشدات المقاتلين المحاصرين ووساطات شيوخ العشائر وبدأوا باستقبال المقاتلين في صفوف فصائلهم، ليتم استغلالهم لاحقاً في العمليات العسكرية التي نفذها “الجيش الوطني” بإمرة تركيا، كما يوجد العديد من عناصر “داعش” في صفوف باقي الميليشيات مثل الحمزات والسلطان مراد وصقور الشمال وسواها.

في 28/7/2021، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكيّة عقوبات على عدة كيانات سوريّة كان “أحرار الشرقيّة” أحدها، بسبب ضم عناصر “داعش”، وفي محاولة للالتفاف على العقوبات الأمريكية عمدت ميليشيات “أحرار الشرقية وجيش الشرقية والفرقة العشرون وصقور الشام (قطاع الشمال)” إلى تشكيل جسم عسكري جديد باسم “حركة التحرير والبناء” قوامه 7 آلاف مسلح، وتم الإعلان عنه في 15 فبراير 2022. وجاء في البيان التأسيسيّ تكليف المدعو “حسين الحمادي” قائد ميليشيا “جيش الشرقية”، بقيادة التشكيل الجديد، وتكليف المدعو “أبو حاتم شقرا”، قائد ميليشيا “أحرار الشرقية” نائباً له. أي أكثر الميليشيات المتهمة بضم عناصر من “داعش”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons