ديسمبر 23. 2024

بمسرحية هزيلة… ميليشيا “سليمان شاه” تزور حقيقة اعتداء عناصرها الوحشيّ على أهالي قرية “كاخره” في عفرين

عفرين بوست ــ خاص

لجأت ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه/ العمشات” عبر عدة إجراءات إلى احتواء التداعيات المحتملة للاعتداء السافر الذي قام به مسلحوها على أهالي قرية كاخره/ ياخور بناحية موباتو/معبطلي، مستخدمين العصي والهراوات، وما أدى لإصابة عدد من النساء العزل بجراح. كما أطلقوا النار لترهيب الأهالي.

فقد عمدت العمشات منذ البداية إلى عزل القرية وتطويقها، وفرضت حظر التجول على الأهالي، وبذلك منعت التواصل مع العالم الخارجي. وبدأت بالترويج لخبر مشاجرة بين عائليتين الأولى كردية من القرية والثانية مستوطنة، كما نشرت مقطعاً صوتياً مؤيداً لها لمختار القرية المدعو أحمد عبد الرحمن قاسم، المعروف بتعاونه مع الميليشيات وسلطات الاحتلال التركي.

ثم نشرت العمشات مقطعين مصوّرين من القرية، الأول لزيارة ميليشيا “الشرطة العسكريّة” لمنزل المسنّة الكرديّة نازلية شيخ خليل زوجة المواطن عارف خليل (عارف توله)، التي تمّ تداول خبر استشهادها، لأجل الطعن في مصداقية كل الأخبار الواردة من القرية.

المقطع الثاني كان مسرحية هزيلة في مكتب أحد متزعمي الميليشيا، ويزعم فيه أنه قام بجهود الوساطة بين عائلتين متشاجرتين، بسبب خلاف أطفال، ويتم بعجالة التعريف بالحاضرين، فيما تتم المصالحة خلال زمن قصير جداً، لأنّ كلّ شيء تم الإعداد له مسبقاً، وقام الحاضرون بمصافحة بعضهم فور تلقيهم الإيعاز بذلك، دون أن يسبق ذلك أيّ حديث متبادل بينهما، لتبقى رواية المتحدث مدير الجلسة وحيدة.

كما لجأت العمشات إلى نشر عددٍ كبير من الصور التي يظهر فيها مسلحوها يوزعون الحلويات على حواجز الطرق العامة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وبذلك أرادت لفت النظر إلى مسألة أخرى وتجميل صورتها.

أرادت العمشات التضييق على الأهالي وعزل القرية، وتروج روايتها الوحيدة، إلا أنّ الصور المتداولة للنساء اللواتي أصبن في الاعتداء الوحشي لمسلحي العمشات تسربت إلى مواقع الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى آثار التخريب في منزل ومضافة مختار القرية السابق. 

وفي سياق متصل بالحادث أصدر حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) بياناً اليوم الإثنين 16/9/2024، ذكر فيه أنّ مسلحي ميليشيا “سليمان شاه– العمشات” والتي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم/أبو عمشة” قاموا بهجومٍ شرس على تظاهرةٍ نسائية، بالضرب بالعصي والهراوات وإطلاق الرصاص الحي والإهانات، وتطويق قرية “كاخره” – مابتا/معبطلي وقطع شبكة الإنترنت عنها. ما أدى لإصابة نحو عشرين شخصاً من الأهالي بجروح متفاوتة، بينهم أطفال. وذكر البيان أسماء من عرفوا من المصابين وهم:

زمزم سليمان/علمامه (٦٠ سنة)، صديقه حنان (40 سنة)، نجاح جابو (45 سنة)، خليل عبدو حسو (10 سنوات)، محمد مصطفى/حمودي مختار (31 سنة)، حسن رشيد حنان (52 سنة)، فائق مصطفى (80 سنة)، مصطفى رشيد حنان (9 سنوات)، محمد مصطفى مصطفى (15 سنة)، خالد حمرشو (45 سنة)، حنيفة خليل عبو (80 سنة)، جيهان عيسو محمد عيسو (40 سنة)، نجاح محمد علوش (35 سنة)، ومنعت “الميليشيا نقل الجرحى إلى عفرين أو أي بلدة مجاورة لتلقي العلاج، كما داهمت منزل المختار السابق “فائق مصطفى” وتسببت بأضرار ماديّة.

خرجت التظاهرة بعدما راجع بعض الرجال مقرّ “العمشات” وأبدوا اعتراضهم على إتاوة جديدة فرضتها على القرية، وتم اعتقال مواطنين اثنين منهم، هما: حسن رشيد ايمو (48 سنة)، ادريس علي عبو (45 سنة)، وأفرج عنهما آخر الليل.

وذكر البيان أنّ الأهالي التزموا بيوتهم ولا زالوا يخشون الخروج منها؛ فيما انتشرت عناصر بعض ميليشيا “الشرطة العسكرية” في القرية للتعاون مع “العمشات” في السيطرة عليها، وعاد مختار القرية الحالي والمتعاون مع الاحتلال، صباح اليوم، ليبلغ الأهالي عبر الواتس آب بالإسراع إلى دفع الإتاوات المفروضة عليهم.

جاءت تلك الأحداث عقب رفض أهالي “كاخره” الإتاوة الجديدة، ومقدارها 8 دولارات أمريكي عن كلّ شجرة زيتون، صغيرةً أم كبيرة، حامل بالثمار أو لا، من ممتلكات المواطنين الغائبين والتي يديرها أقرباؤهم، وتصل الإتاوة المفروضة على كلّ عائلة إلى آلاف الدولارات، ليس بالإمكان دفعها لعدم توفر المال وإنتاج الزيتون، وهي ظلم وانتهاك جسيم. علاوة على سلب نحو 17 ألف دولار أمريكي الشهر الفائت من نحو 170 عائلة كردية متبقية في القرية.

وكانت “العمشات” قد فرضت خلال شهري تموز وآب الماضيين إتاوات بقوة السّلاح على الكُـرد أهالي كامل ناحية شيه/شيخ الحديد وبلدة ماباتا/معبطلي وقرى تابعة لها وبعض قرى ناحية جنديرس، التي تسيطر عليها، وحصّلت منهم نحو 800 ألف دولار أمريكي، إضافةً لنحو 27 مليون دولار خلال موسم الزيتون الماضي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons