عفرين بوست ــ متابعة
في واحدة من أغرب مفارقات الأزمة السورية، أقيم في عفرين المحتلة مهرجان باسم “السّلام والمحبة”، بعد ست سنوات وتسعة شهور من الاستيلاء بالقوة على منازل الأهالي الكُرد وحقولهم الزراعية وممتلكاتهم وقطع وحرق الغابات وأشجار الزيتون رمز السلام، لا سيّما البداية كانت بحرب شعواء حوّلت كل قرية في المنطقة إلى ميدان معركة.
انطلق في مدينة عفرين المحتلة الخميس 5/9/2024مهرجان تحت عنوان “مدينة المحبة والسّلام” وذلك ضمن مبادرة “لحن السلام” التي أطلقها فريق “بينوس”.
وفي دعاية المهرجان وإعلانه، عرّفوه بأنّه أول كرنفال ثقافيّ وفولكلوريّ في مدينة عفرين. وزعموا أنّ الغاية منه تعزيز السّلام بين أطياف المجتمع في مدينة عفرين، رغم أنّ المدينة تشهد منذ احتلالها في 2018 فوضى السّلاح ومختلف أنواع الانتهاكات والجرائم، لا سيّما وأنّ الميليشيات المسلحة تتقاسم السيطرة على المنطقة وفق قطاعات، ومن وقتٍ لآخر تنخرط في اشتباكات مسلّحة فيما بينها، وتتحول شوارع المدينة وقراها إلى ساحات معارك.
وفي إطار الدعاية، قالوا إنّ الكرنفال تضمن عروضاً متنوعة، منها العراضة الشّامية والحلبية والكردية والحمصية، بالإضافة إلى عروض خاصة بالأطفال مثل “البيسة الكرتونية”، بهدف إيصال رسالة بأن الشعب السوري يد واحدة.
من مفارقات مهرجان “السّلام” المزعوم أنّه انطلق في شارع الفيلات الذي ينشر فيه ١٣ محلاً لبيع الأسلحة، كما توجد في المنطقة عدة مقرّات للميليشيات التي يواصل مسلحوها ارتكاب مختلف الانتهاكات والجرائم من سرقات واستيلاء على المنازل واختطاف المواطنين والمساومة على الفدية لإطلاق سراحهم والاقتتال فيما بينها.
الهدف الحقيقي للمهرجان هو مجرد خلق صورة دعائية لتجميل وجه الاحتلال التركي، عبر مشهد مزيف لمجتمع أنشأته الحرب ويفتقد لأدنى معايير الانسجام، ولا علاقة ثقافية تربط عفرين الكردية بالعراضة الشامية والحلبية والحمصية.
صفحة الجزيرة ــ سوريا على موقع فيسبوك نشرت مقطعاً مصوراً للمهرجان، في سياق حملتها المستمرة لتجميل الاحتلال التركيّ، ووردت مئات التعليقات على المنشور، من مستوطنين أشادوا بالمهرجان ومواطنين كرداً استهجنوا إقامته ووصفه بالسّلام في مدينة محتلة.
وكان من أغرب التعليقات ما كتبه شخص عنصريّ ينحدر من محافظة دير الزور فقال: “أرجو من أهلنا العرب في عفر الزور إكرام ضيوفهم الأكراد الذين قدموا من الهند والترحيب بهم، صحيح هم قدارين ولاكن يبقى العرب أهل مبدء ولايغدرو الضيوف على أرضهم”….
بالتوازي مع “مهرجان السّلام” في عفرين، أقامت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية IHH احتفالاً وزعت فيه دراجات هوائية على 1300 يتيم في إدلب وعفرين.
مؤكد أنّ عدد الأيتام الحقيقي هو أكبر من ذلك بكثير، وهو يكشف جانباً من الخسائر البشرية في حربٍ لم يجنِ منها السوريون إلا البؤس والحرمان ويُتم الأطفال لصالح أجندات أنقرة الاحتلاليّة… وفي تعليق على الحدث قال ناشط: أنقرة أخذت الآباء إلى حروبها، وعوضت الأطفال بالدراجات.