عفرين بوست ــ متابعة
تواصل سلطات الاحتلال التركيّ عمليات الحفر وتجريف التربة في المواقع والتلال الأثريّة في إقليم عفرين المحتل بحثاً عن اللقى الأثرية والكنوز الدفينة بغاية الاتجار بها، ومن جهة أخرى لتغيير هوية عفرين التاريخيّة، وإذ تعدّ عفرين متحفاً تاريخيّاً، تتعدد فيه المواقع الأثرية والأزمنة التاريخيّة، فقد بلغ عدد المواقع التي طالها التخريب والنبش والسرقة نحو مائة موقعاً.
رصدت وكالة نورث برس، السبت 17/8/2024، مشاهد وصور لعمليات حفر قرب تل قرية قيبار الأثري، قرب مدينة عفرين شمال حلب.
ونقلت الوكالة عن مصادر خاصة أنّ عناصر يتبعون لميليشيا “المعتصم” الموالية لتركيا، يحفرون قرب تل قرية قيبار باستخدام آليات ثقيلة ويستخدمون جهاز لكشف المعادن للبحث عن القطع الأثرية والذهب وغيره. وقالت الوكالة إنّ الموقع تعرّض للحفر عدة مرات، وقد بدأ الحفر الحالي منذ عشرة أيام.
قيبار (عرش قيبار) والاسم المعرب “الهوى”، قرية إيزيدية تقع قرب مدينة عفرين، فيها مزار إيزيدي يدعى “جيل خانه” (أربعين نبع)، كانت عوائل إيزيديّة تزوره بقصد التبرك، لكنه تعرّض للنبش والتخريب عام 2020 على أيدي ميليشيات الاحتلال التركي، ويقع التلّ شمال شرق مدينة عفرين على بعد (5) كم تقريباً، وهو من التلال المسجلّة لدى مديرية الآثار السوريّة. وكان التل يحوي أطلال حصنٍ عسكري بادية للعيان بجدرانها السميكة والضخمة، وقد ذكر في المصادر القديمة باسم (كبار) بحسب مديرية آثار عفرين.
متابعة أعمال التخريب في تل قيبار
مديرية آثار عفرين التابعة للإدارة الذاتية رصدت مجمل الأعمال التخريبيّة التي طالت تل قيبار الأثرية، ونشرت تباعاً المتغيرات الطارئة اعتماداً على صور فضائيّة.
في 11 مايو 2024، قالت مديرية آثار عفرين: بعد المتابعة والبحث حصلنا على عدة وثائق بصريّة (صور فضائية) جديدة منها عائدة إلى تاريخ 20/3/2022 و 25/10/2022 حيث يظهر توسع في عمليات الحفر التخريبية بشكلٍ خاص في المنطقة المحددة باللون البرتقالي واللون الأصفر بمساحات وأعماق متفاوتة وذلك بواسطة آليات الحفر الثقيلة (البلدوزر)، أما بالنسبة للصورة العائدة إلى تاريخ 11/2/2023 و 7/2/2023 يظهر التل بحالةٍ يرثى لها وتظهر بشكلٍ دامغ استمرار أعمال الحفر التخريبيّة بحق تل قيبار الاثري وتقلب التل رأساً على عقب وحدوث حفريات على كامل سطح التل الأثريّ وتدمير طبقات التل بحثاً عن اللقى والقطع الثمينة التي كادت أن تكون سجلاً أثريّاً وتاريخيّاً لتاريخ المنطقة العريق.
في 13 فبراير 2023 قالت مديرية آثار عفرين: حصلنا على وثائق بصرية جديدة (صور فضائية) تشير الى استمرار أعمال الحفر والتخريب على سطح التل الأثري، حيث تثبت الصورة الفضائية العائدة لتاريخ 4/11/2021 هذه الحفريات بالإضافة لظهور ورشة التخريب في الطرف الجنوبي من التل، أما الصورة العائدة لتاريخ 15/1/2022، تشير الى اختفاء ورشة التخريب الى جانب اقتلاع واختفاء الأشجار في الطرف الشمالي الشرقي من التل بمحاذاة الطريق.
وأضافت المديرية، في 11 أكتوبر 2022، حصلنا على صورة فضائية للتل تعود إلى تاريخ 28/9/2019 حيث توضح الصورة اتساع مساحة الحفريات التخريبية مقارنةً بالصورة الفضائية السابقة لتشمل كامل مساحة الجزء المرتفع من التل (الأكروبول) وامتداد الحفريات إلى محيط التل ضمن السهل المجاور له، وتظهر في الصورة وجود آلية ثقيلة في الطرف الغربي من منحدر التل وهي تقوم بتخريب التل وتدمير طبقاته الاثرية
تظهر الصورة الفضائية التي تعود لتاريخ 9/9/2021 إلى استمرار الحفريات التخريبية في منطقة الأكروبول لتشمل كامل مساحة التلّ المرتفع التي تقدر بـ(4) هكتار تقريباً وظهور طبقة كلسية بيضاء في النصف الشمالي من التل، نعتقد أنها ناتجة عن الازدياد الكبير في عمق هذه الحفريات، واختفاء آثار الحفريات العائدة الى السنوات السابقة في المدينة المنخفضة مع ظهور تجمعين لورشات الحفر التخريبية، الأولى في الطرف الجنوب الغربي والثانية في الطرف الشمال الشرقي من التل الأثري، بالإضافة إلى اقتلاع العديد من الأشجار المعمّرة المحيطة بالتل من طرفها الغربي.
في 15 نوفمبر 2021: يظهر التل في الصورة الفضائية العائدة لتاريخ 24/2/2019 أنّه قد تم حفره بشكل كبير باستخدام الآليات الثقيلة مما أدى لتدمير الطبقات الأثرية وما تحويها.
وأكدت مديرية آثار عفرين عدم معرفة الأعماق الحقيقية للحفريات التخريبية، ولا ماهية القطع واللقى الأثريّة المستخرجة من التل وكيفية التصرف بها من قبل سلطات الاحتلال التركيّ.