ديسمبر 22. 2024

الجزيرة القطرية تواصل حملة تجميل واقع الاحتلال في إقليم عفرين عبر صور ومقاطع فيديو

عفرين بوست ــ متابعة

يواصل إعلام “الجزيرة” القطريّ عبر شاشته وموقعه وصفحته على الفيسبوك النشر بصورة يوميّة لمقاطع مصوّرة عن عفرين المحتلة، تظهر جمال الطبيعة فيها، كما يقوم بجولات في المدينة والريف، لتظهر فيها زوراً أن الحياة طبيعيّة، بالاعتماد على مصوّرين محترفين من المستوطنين. 

في الواقع أنّ سلطات الاحتلال التركي وكل الأجهزة الأمنية والميليشيات، ما كانت لتسمح بتصوير أيّ مقطع عن عفرين، ما لم يكن ذلك في خدمة هدف تجميل الاحتلال وإظهار حالة وهميّة من الاستقرار والحياة الطبيعية في الإقليم الكرديّ المحتلّ.

بعد تغطية منحازة لتركيا وميليشياتها السورية  خلال العدوان على المنطقة، الجزيرة رافقت دخول الجيش التركيّ إلى عفرين صبيحة 18/ آذار 2018، ووصفت الاحتلال بالتحرير، وواصلت إنتاج المشاهد والبرامج عن عفرين سواءً على شاشتها أو موقعها الالكتروني أو صفحتها على موقع فيسبوك (الجزيرة ــ سوريا)، وتقوم على اجتزاء الحقيقة، والاعتماد على مجرّد الصور الشكلية، دون الحقائق على الأرض. وتركز على بعض المشاريع التي أقامها الاحتلال، لتظهر مشهداً مزيفاً عن التطور الخدميّ والعمرانيّ للمنطقة المحتلة. في تجاهل كامل لآلاف حالات الاستيلاء على ممتلكات أهالي المنطقة الذين تم تهجير نحو 75% منهم، كما تتجاهل أيضاً واقع الفوضى الأمنيّة والاشتباكات المسلّحة، حيث تتحول الشوارع والمناطق الآهلة بالسكّان إلى ميادين حرب. فيما لا تذكر الجزيرة شيئاً عن الانتهاكات بأنواعها، التي تبدأ بالإتاوات المختلفة وعمليات الاختطاف والاعتقال التعسفيّ وجرائم السرقة وأعمال السلب بالقوة وصولاً لجرائم القتل بدوافع عنصريّة. 

وإذ تتجول الجزيرة داخل عفرين وتنشر الصور، فإنّها لا تذكر أنّ من يسير في شوارعها ليسوا أهلها الأصلاء، ولا الذين يديرون المحلات والمتاجر فيها، كما تنشر صوراً للطبيعة لحقول الزيتون وتتجاهل أصحابها الحقيقيين، ولا تذكر أن المستوطنين الذين تشرعن وجودهم في عفرين هم من يضرمون النار في غابات عفرين وأحراشها ويقطعون أشجار الزيتون.

الجزيرة كانت سبّاقة في تبرير قطع الأشجار لتأمين مصدر للدخل، متجاهلة أنّ ذلك يحرم أصحابها الحقيقيين الكرد ثروات ومصادر دخلهم ومعيشتهم، ونشر موقع الجزيرة في 26/9/2022 تقريراً مع مقطع مصور لعمليات صناعة الفحم النباتيّ في عفرين المحتلة، وقالت إنّ إنتاجه يتم بطرق بدائية وبأدوات بسيطة لتوفير مصدر دخل لهم ولغيرهم من النازحين الكادحين، وادعت الجزيرة زوراً أنّ المستوطنين الذين يعملون في هذه الصناعة ورثوا المهنة عن أجدادهم، وأنّهم رغم صعوبتها يجتهدون فيها لإعالة أسرهم، وتحسين أوضاعهم المعيشيّة الصعبة، دون أن تشير إلى القطع الواسع للغابات الطبيعية والاصطناعية، الذي يندرج تحت جريمة إبادة البيئة والغطاء النباتي.

المقاطع التي تنشرها الجزيرة مصوّرة بتقنية عالية، وهي من تصوير المستوطن المدعو عبيدة الحياني، وآخرين مثل عبد الرحمن كريج وقاسم العمري.

وإذا كان معلوماً أنّ عفرين منطقة مغلقة أمام كل وسائل الإعلام، وأنّ المدعو عبيدة يستخدم طائر درون خاصة للتصوير، في منطقة تحكمها قوات الاحتلال التركيّ بقبضة حديدية، وتخضع للمراقبة الدقيقة من قبل جهاز الاستخبارات التركيّة، علاوةً على انتشار مقرّات ميليشيات “الجيش الوطنيّ السوري” في مركز مدينة عفرين والقرى والبلدات التابعة لها، فإنّ المدعو عبيدة يواصل نشاطه الإعلاميّ وينتقل في أرجاء المنطقة المحتلة بكلّ يسر، فيما يخضع أهالي المنطقة لكلّ إجراءات التفتيش على الحواجز الكثيرة المنتشرة على الطرقات.  

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons