ديسمبر 23. 2024

الحرائق المفتعلة في عفرين المحتلّة… حرب مفتوحة على الطبيعة لتغيير هوية المنطقة البيئيّة

عفرين بوست ــ متابعة

على مدى أكثر من أسبوع اندلعت في عفرين المحتلّة سلسلة من الحرائق المفتعلة قضت على مزيدٍ من المساحات الخضراء، وذلك في إطار سياسة سلطات الاحتلال التركيّ في تغيير هوية عفرين البيئيّة والطبيعيّة، لتتوافق مع عقليّة التصحرّ ومنهج الميليشيا الفكريّ والثقافيّ، وبذلك يستكمل الاحتلال التركيّ عمليات تغيير هوية المنطقة الإثنيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والتاريخيّة التي عمل عليها عبر التغيير الديمغرافيّ والاستيطان وفرض التتريك.

حرائق مفتعلة

خلال الثلث الثالث من تموز تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد وصوراً لحرائق امتدت على مساحات واسعة، ومناشدات مفتوحة للأهالي للتدخل لإخماد الحرائق وإنقاذ البيئة في عفرين المحتلّة، وبدا واضحاً عدم وجود أيّ جهود تذكر للمجالس المحلية التابعة للاحتلال التركيّ في المنطقة للسيطرة على النيران التي يتواصل إضرامها.

وتسببت الحرائق بالتهام مساحات شاسعة من المساحة الخضراء ودمرت الطبيعة، وامتدت إلى الأراضي الزراعيّة العائدة ملكيتها للمواطنين، ويأتي ذلك في إطار سياسة متعمّدة تهدف لتغيير هوية المنطقة البيئيّة بعد عمليات التغيير الديمغرافيّ.

مع زيادة وتيرة الحرائق خرج المدعو آزاد عثمان عضو مجلس عفرين المحليّ التابع للاحتلال التركيّ عن صمته ووصف في تصريح لقناة “رووداو” الحرائق في عفرين بأنّها عملٌ ممنهج والغاية الأساسيّة منها الحصول على الفحم بهدف التجارة، وأشار إلى أنّه تم القضاء على نحو 85% من الغابات الحراجيّة في عفرين، وتتوزع على مساحة تبلغ 58 ألف هكتار، وتمّ الانتقال إلى حرق الشجيرات الصغيرة في الجبال وتتوزع على مساحة تبلغ 52 ألف هكتار.

حرائق يوميّة

الاثنين 29/7/2024 اندلع حريقان، الأول في غابات جبل سعريا/ سعريانلي- ناحية بلبل، وهي غابة تضم أشجار السنديان والقطلب والصنوبر وغيرها من الغابات الطبيعية، والحريق الثاني اندلع في أحراش قرية موسيه بريف راجو والتهم نحو 3 دونمات، وتم العمل على منع انتشار النيران إلى مساحات أخرى من المنطقة الحراجيّة. وقال “الدفاع المدنيّ السوري” إنّ فرقه أخمدت الحريقين.

الأحد 28/7/2024، اندلعت 3 حرائق في المناطق الحراجيّة بريف راجو، فقد افتعل مسلحون حريقاً في الجبل المطل على قرية درويش بناحية راجو، وامتدت في المنطقة الخاضعة لسيطرة ميليشيا “الحمزات”، ولم تحرك سلطات الاحتلال ساكناً رغم وجود قاعدة عسكريّة تركيّة على سفوح الجبل.

وفي اليوم نفسه تم افتعال حريق للمرة الثانية خلال أسبوع في جبل بعيفه الكائن بين قرى ميدانا وكوسا وبنيراكو وشنكيله وكان أهالي القرى قد قاموا بإطفائها، إلا أنّ مسلّحين عاودوا إضرام النيران في أجزاء أخرى من المنطقة، لتطال مئات الهكتارات من الغابات وكذلك مئات أشجار الزيتون وكروم العنب وأشجار الفستق.

واندلع يوم الأحد أيضاً حريق بالأعشاب اليابسة في حرش قرية شمشك بمنطقة ديرصوان بريف عفرين، وتم إخماده باستخدام المعدات اليدويّة. كما أخمد حريقٌ حراجيّ اندلع في أحراش قرية مسكة بناحية راجو مساء الأحد بعد 3 ساعات من العمل عن طريق المياه وطريقة العزل لعدم قدرة وصول سيارات الإطفاء إلى بؤر النيران، بسبب طبيعة وعورة تضاريس المنطقة الجبليّة.

مساء السبت 27/7/2024 اندلع حريق كبير في الأحراش المحيطة بقرية شنكيليه بناحية راجو، وقال الدفاع المدنيّ إنّ عناصره تمكنوا بعد منتصف الليل من إخماده، بعد 7 ساعات من العمل بطريقة العزل وبالمعدات اليدويّة، وسط صعوبات كثيرة واجهتهم في وصول آليات الإطفاء إلى بؤر النيران بسبب وعورة الطرقات والتضاريس الصعبة، وزيادة شدة الرياح من انتشار ألسنة اللهب وتجدد اشتعال الحرائق.

ويوم السبت أيضاً، أُخمد حريقٌ في منطقة حراجيّة قرب قرية أرندة في ناحية شيه/ الشيخ حديد، واستمر لنحو 9 ساعات وتم إخماده عبر التبريد والعمل على منع انتشاره إلى بقية المنطقة الحراجيّة التي تقدر مساحتها بنحو 100 دونم.

والتهمت الحرائق مزيداً من المساحات الزراعية والغابات بعد ظهر السبت، وامتدت بسبب الرياح الشديدة، إلى جبل (بانة ميشي – دشتكه – بعيفة) في قرى كوسانلي وبنيراكا وشنكليه في ناحيتي راجو وبلبل، وتخضع المنطقة التي اندلعت فيها الحرائق لميليشيا “فيلق الشام” و”الحمزات”.

يوم الجمعة 26/7/2024، التهمت النيران مساحات من غابات قرى حج قاسمه وروتا – بناحية معبطلي، وطالت أشجار الزيتون والفستق العائدة للمواطنين الكُرد في هذه القرى بالإضافة لعشرات الهكتارات من الغابات، وعمل الأهالي على إخماد الحرائق بإمكانياتهم البسيطة. ووُجهت دعوات إلى الجهات المسؤولة بما فيها سلطات الاحتلال للعمل على إخماد الحرائق، لكنها لم تستجب.

أشعل عناصر من ميليشيا “فيلق الشام” في 25/7/2024، النيران في الأحراش القريبة من قرية “علبيسكة” بناحية راجو. وحاول السكان إطفاء النيران لكن دون جدوى بسبب وعورة المنطقة وهبوب الرياح، مما أدى لامتدادها على مساحات واسعة. وقال شهود إنّ ميليشيا من “فيلق الشام” أقدموا على حرق الشجيرات لتجميع مخلفاتها وبيع الفحم، حيث يوجد مكان لتجميع الفحم وتحميله وبيعه قرب مكان اندلاع النيران.

الأربعاء 24/7/2024، أضرم مسلحون النيران في الغابات الممتدة على سفوح الجبال التي تربط قرى بليلكو، خرابي سلوك، عاداما، علبيسكي وصولاً إلى قره بابا بناحية راجو، واستمرت النيران أكثر من يومين دون تدخل من الجهات المختصة بإطفاء الحرائق، فيما حاول أهالي القرى المذكورة إخماد الحريق بمعدات أولية دون جدوى بسبب انتشار النيران الكبير.

الثلاثاء 23/7/2024 التهمت النيران أشجار غابة جبل راجو لليوم الثاني على مرأى سلطات الاحتلال التركي دون أن تتحرك ساكناً، وطالت النيران أشجار غابة جبل عتمانا – غرب بلدة راجو، وقضت على مساحات شاسعة من الغابة بالإضافة لحرق مئات اشجار الزيتون والكرز العائدة لأهالي القرية، وسط مناشدة الأهالي لمركز الدفاع المدني لإخماد الحرائق دون أن يستجيب، ليضطر الأهالي إلى إخماد الحرائق بوسائل بدائية ضمن الإمكانات المتاحة.

وتسبب مستوطنون ومسلحون بإضرام حريق في جبل قره بيليه ووادي آشلة في قرى ميدانيات التابعة لناحية راجو (بليلكو – عداما – سيمالا) وحاول الأهالي الاتصال بالجهات المسؤولة، ولم يتلقوا أيّ استجابة، فقام الأهالي بإطفاء النار بوسائل بدائيّة، بعدما تسببت بخسائر كبيرة وحرق أشجار الزيتون والكرز. فيما نشر الدفاع المدنيّ في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك أن عناصره أخمدوا ظهر الثلاثاء حريقاً ضخماً في غابة حراجيّة اندلع في محيط قرية ميدان إكبس بناحية راجو.

مساء الأحد 21/7/2024 أضرم مسلحون من ميليشيا “فرقة السلطان مراد” النيران في الجهة الشرقيّة من جبل “هاوار”. وقالت وكالة نورث برس إنها حصلت على صور تظهر اصطفاف عدة سيارات في سهل الجبل وعلى بعد عشرات الأمتار تظهر النيران المشتعلة حديثاً. ونقلت الوكالة عن مصادر محليّة إنّ مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” أشعلوا النيران في الجهة الشرقية للجبل المحاذية لقريتي “شوربة” و”سيمالكا” بناحية معبطلي. ولم يشاهد سكان تلك المنطقة قدوم سيارات إطفاء أو محاولات لإخماد النيران. وأضافت المصادر أنّه تم اقتلاع الأشجار بعد احتراق أغصانها لبيعها حطباً وفحماً في أسواق عفرين وأعزاز.

مزيد من الحرائق

الثلاثاء 16/7/2024 أقدم مسلحون من ميليشيا “فرقة سليمان شاه/العمشات” التابعة للاحتلال التركيّ على إضرام النيران بالمنطقة الجبلية الكائنة ما بين قريتي شيتكان وحسه/ ميركان بناحية موباتا/ معبطلي. وهرع أهالي القريتين إلى مكان الحريق وعملوا على إطفائه ومنع امتداده إلى مساحات إضافيّة، فيما لم تبادر سلطات الاحتلال أو المؤسسات التابعة له للقيام بأي إجراء.

الإثنين 15/7/2024 التهمت النيران التي اندلعت صباحاً مساحات حراجيّة من جبال ناحية راجو في محيط قرية هوبكا غربي بلدة راجو. وبعد 7 ساعات تم إخماد الحريق وسط صعوبات كبيرة مع درجات الحرارة المرتفعة، والعمل عن طريق العزل لعدم قدرة سيارات الإطفاء من الوصول لمكان الحريق بسبب وعورة المنطقة الجبلية الوعرة، وقضت الحرائق على مساحة تقدر بنحو 300 دونم من الأحراش.

الأحد 14/7/2024، اندلعت النيران في جبال قرية كوندي حسه/ ميركان – ناحية موباتا/ معبطلي، وتم إطفاؤه مباشرة بمبادرة من الأهالي.

الخميس 4/7/2024، أضرم مسلحون من ميليشيا “سليمان شاه/ العمشات” حريقاً في حرش حراجيّ في قرية حج حسنه بناحية جنديرس وتم إخماده يوم الجمعة بعد أكثر من 10 ساعات، وامتد على مساحة 4 هكتارات ضمن مساحة تقدر بنحو 50 هكتاراً. ويوم السبت 6/7/2024 تجدد الحريق في المنطقة ذاتها. وقال الدفاع المدنيّ إنّ فرقه أخمدت حريقاً حراجيّاً في قرية حج حسنه بعد ساعات طويلة. وكان آخر حريق اندلع في الغابة نفسها يوم الخميس 27/6/2024 واستمر 18 ساعة.

في 1/7/2024 قال الدفاع المدنيّ إنه أخمد 3 حرائق في ريف عفرين توزعت على أحراش موباتا/ معبطلي وميدان إكبس وبعدينا.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons