ديسمبر 22. 2024

الأزمة السورية كانت استثماراً تركيّاً وخداعاً لاستدراج أموال من قطر بإنشاء ميليشيات مزيفة في سوريا

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ متابعة

في مقال كتبه آدم يفوز نشره موقع زمان الإثنين 15/7/2024، يقول الصحفي التركيّ آدم يفوز إنّ المخابرات التركيّة التي نظمت انقلاباً مزيفاً ووضعت البلاد في مأزق يمكنهم بسهولة القيام تأسيس تنظيمات مزيفة في سوريا وخداع قطر. والشخصية المحورية هي “أبو فرقان” رئيس قسم العلميات الخارجية في المخابرات التركيّة. والذي عرف باسم سليماني سوريا وعرفه “داعش” باسم “أبو السيوف”

يشير الكتب إلى في بداية الأزمة السورية قام الرئيس أردوغان ووزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو ورئيس المخابرات حينها هاكان فيدان بدعم وتنسيق الجماعات الجهادية التي تقاتل النظام في سوريا. وهذه المجموعات، التي تحومُ حولها شكوكٌ حول ماهيتهم والأجندة التي يخدمونها، استخدمت تركيا كمركز لوجستي للتدريب والاستقرار، تحت إشراف المخابرات التركية. أي أن اهتمام أردوغان بسوريا ليس اهتماماً ايدولوجيّاً فقط.

زكي أكسكالي

أنشأ كمال إسكنتان/ “أبو فرقان”، نظاماً ريعيّاً ضخماً في سوريا تحت إشراف هاكان فيدان وأردوغان. وركيزتا نظام “السرقة والنهب” الذي تم أنشأوه هما: منظمات اللافتات ومركز العمليات المشتركة MOM.

يقول التقرير إنّ التهرب الضريبي وغسل الأموال يتم عبر إنشاء شركات وهميّة، لكن نظام أردوغان تقدم خطوة للأمام وأنتج “منظمات إرهابيّة مزيفة”. ووفق “النظام” أصبحت تركيا مركز الانتقال التدريبيّ والخدمات اللوجستية للجهاديين، وموّلت قطر هذا النظام. وتم تسليم حقائب الدولارات من قطر إلى كمال إسكنتان في حرم المخابرات في شفتليك بأنقرة. وكل حقيبة تحتوي على 5 -6 مليون دولار. واستمر هذا النظام القائم على خط قطر – تركيا وسورية لسنوات. ويصعب على المرء تخمين حجم الأموال المدارة.

الأزمة السورية كانت استثماراً تركيّاً وخداعاً لاستدراج أموال من قطر بإنشاء ميليشيات مزيفة في سوريا

وداخل مكتب كمال إسكنتان، توجد خزانة فولاذية كبيرة يسار المدخل، تُوضع الأموال الواردة فيها دون عد أو تسجيل، وإسكنتان يحدد المبلغ الممنوح لكلّ تنظيم.

كمال إسكنتان في سوريا، لديه القدرة على تجميع وتوحيد وتقسيم جماعات المعارضة بسهولة، لأنّ الأموال بحوزته، وكل جماعات المعارضة تعرف ذلك جيداً.

لدى إنشاء ميليشيا مزيفة، يصدر إسكنتان الأمر على النحو التالي: “خذ بعض الأشخاص معك، وابحث عن اسم للمجموعة التي أنشأتها. وحدد اسم المجموعة وأعلن أنّها معارضة للنظام. قل إنّ لديك الكثير من القوات المسلحة وإنّك ستعمل في هذه المنطقة. وحمّل الفيديو المسجل بلافتات عربيّة على يوتيوب”. بعد ذلك يتم تقديم الدعم الماليّ والذخيرة كما لو كان هناك فعلاً مثل هذه المجموعة. وفي الواقع، لم يتم فعل شيء على الأرض يتظاهرون بالقيام بذلك ويحوّلون الأموال إلى صندوق الاختلاس.

سمحي ترزي

خداع قطر ودعم داعش

النظام في تركيا الذي ينقضّ على كل ما يصادفه ويفرض الرسوم على كل شيء يحتال على قطر التي يدعوها “بالصديقة”. يعتقد القطريون أنهم “يرسلون الأموال إلى الجماعات الجهادية”، لكن جزءاً كبيراً من هذه الأموال يتم اختلاسه. ويتم إرسال أسلحة وذخائر لداعش عبر تنظيمات الواجهة.

الطريقة الثانية لنظام الرئيس أردوغان هي تمويل الجماعات الخاضعة لسيطرته من خلال “مركز العمليات المشتركة”. في هذا النظام الذي تترأسه الولايات المتحدة لا توجد أموال غير مسجلة.

يقوم كمال إسكنتان وهاكان فيدان بإقحام المجموعات الخاضعة لهم في هذا النظام ودفعهم للتطرف للحفاظ على المساحة غير الشرعية التي في قبضتهم. وخلال اجتماع مركز العمليات المشتركة يوضحون أنّ تلك الجماعات متطرفة ولا يستطيعون دعمها وبهذا يُبقون عليها خارج النظام. وتُستخدم تنظيمات الواجهة لأجل الأسلحة والذخيرة المرسلة إلى “داعش”. وعندما تُعطى الأموال والذخيرة من المخابرات التركية إلى تنظيمات الباطن، تستولي عليها داعش بغارة ميدانيّة.

استخدم كمال إسكنتان الاسم الرمزي “أبو فرقان” وقام بتنسيق الجهاديين في الريف السوري. وهناك تقارب “تقارب” يصعب تفسيره بين داعش وكمال إسكنتان. لدرجة أن “داعش” أطلق على إسكنتان اسم “أبو السيوف” وقبل به إسكنتان.

من هو أبو الفرقان؟

أبو الفرقان، هو محمد كمال إسكنتان، عقيد في الاستخبارات التركيّة وكان المسؤول العسكريّ المباشر عن إدارة ملف الميليشيات السوريّة، وكان مؤمناً بضرورة تقديم “دعم لا محدود للميليشيات المقرّبة من جماعة الإخوان المسلمين” مع “الاستثمار قدر الإمكان في الميليشيات الأخرى وتوظيفها لخدمة الهدف التركيّ”.

ترأس “أبو الفرقان” غرفة أنقرة لإدارة الملف السوريّ التي سميت أيضاً “غرفة تنسيق الدعم”، وكان ضابط الارتباط بين متزعمي الميليشيات ورئيس جهاز الاستخبارات التركيّة هاكان فيدان، وعملياً هو المسؤول عن كلِّ شاردةٍ وواردةٍ في ملف الميليشيات المسلحة، وتنتهي عنده خطوط جميع الميليشيات على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها. فهو الذي يوزع الدعم على هذه الميليشيات حسب قربها ودرجة تماهيها مع السياسة التركيّة، وبناءً على تقاريره التي يرفعها إلى رئيس الاستخبارات يتم تحديد متزعمي الميليشيات الموثوقين الذين يمكن الاعتماد عليهم في تنفيذ المهام.

ونالت الميليشيات ذات الانتماء التركمانيّ الحصة الأكبر من رعاية “أبي الفرقان”، ويعرف كلٌّ من “فهيم عيسى” متزعم ميليشيا “السلطان مراد” و”سيف بكر بولاد” متزعم ميليشيا “الحمزات” من المقربين منه. كما حظيت «أحرار الشام» بوضع خاص في أجندته، لدرجة أنّ البعض يقول إنّ معرفة أسرار اغتيال متزعمي “الأحرار” في 9/9/2014 والتغييرات الجذريّة التي طرأت عليها تتطلب البحث في صندوق أسرار “أبي الفرقان”.

ورغم ميله الإخوانيّ، إلا أنّه ولتحقيق أهداف مرحلية وتكتيكيّة عمل على إيجاد توازن بين الميليشيات الإخوانية والجهاديّة، واستثار الحالة الجهاديّة لخدمة الهدف الاستراتيجيّ المتمثل بتوسيع السيطرة التركيّة وإعادة إحياء الهيمنة العثمانيّة.

مرور السنوات اكتسب رجل الاستخبارات التركيّة أبو الفرقان خبرة واسعة في التعامل مع جميع الميليشيات المسلحة في سوريا، وعرف تفاصيل عن متزعمي الميليشيات وميولهم وتوجهاتهم، وراكم خبرة كبيرة في التعامل مع الحركات الإسلاميّة التي جرى على أساسها اختياره لشغل المنصب، علاوة دهائه، وعرف بشكل عام باسم “سليماني تركيا”.

لا يستقبل “أبو الفرقان” أحداً في مكتبه أو في مقر الاستخبارات، بل يجري اللقاءات في المطاعم أو الفنادق، وهو يحضر الاجتماعات الاستخباريّة مع الرئيس التركيّ دون تسمية بصفة رسميّة، هو أحد أهم الأدوات المشروع التركيّ التوسعي في سوريا وليبيا والقرن الإفريقيّ ويدير شركة صادات في ليبيا التي تورد الأسلحة إلى ليبيا.

وخلال العدوان على عفرين عُقد في 8/3/2018 اجتماعٌ قرب مدينة قرق خان في لواء اسكندرون/ هاتاي، ضمّ قادة عسكريين أتراك ومتزعمين للميليشيات المسلحة ومسؤولين من حزب العدالة والتنمية وإداريين مدنيين تابعين لولاية كلس وقضاء قرق خان وريحانية ومسؤول بالاستخبارات التركيّة عُرف باسم “أبو الفرقان”. وتم تبليغهم بسياسة ما بعد الاحتلال. 

الانقلاب المزعوم وتدمير الأدلة

حقيقة ما حدث في 15 تموز 2016، كان انقلاباً داخل أجهزة الدولة التركيّة قام به ضباط موالون لأردوغان واستهدفوا تصفية المعارضة. فيما روّج حكومة العدالة والتنمية لروايات مفبركة. ومن جملتها قصة الإعدام الميداني للعميد سميح ترزي الذي كان مطلعاً على تفاصيل تقديم الدعم العسكريّ والسلاح إلى جماعات متطرفة في سوريا. وتم توصيفه بالخائن فيما اُعتبر القاتل بطلاً قوميّاً. 

عرف سميح ترزي عن “تنظيمات الباطن” التي أنشأها هاكان فيدان وكمال إسكنتان. في الواقع، نوقشت هذه القضية في اجتماع عقد في حرم المخابرات في أنقرة في عام 2015. كانت أطراف الاجتماع سميح تيلور وأفراد القوات الخاصة وكمال إسكنتان وموظفي المخابرات.

كان هناك توتر خطير بين سميح ترزي وكمال إسكنتان. يقول ترزي إن “الحادث لا يقتصر فقط على الفساد، من الناحية النظرية، فإن هذه المنظمات التي يجب أن تدعمها ليست موجودة حقاً، وهذا الوضع يعرض القوات المسلحة التركية للخطر”. ويتابع: “أنت لا تضعنا على اتصال مع هذه المجموعات لأنه في الواقع لا توجد مثل هذه المجموعات. لا يمكنك دفع ثمن هذا الأمر! “

بالمقابل يقول إسكنتان: “ليس لدينا ثمن لا يمكن دفعه” ويصاب بانهيار عصبي عقب الاجتماع. وفقاً لشهود العيان، يصرخ كمال إسكنتان خلف ترزي في ممرات مبني المخابرات قائلاً: “من أنت لتحاسبنا؟ من تظن نفسك؟ سنرى من سيخضع للمساءلة في نهاية العمل، وماذا سيحدث لمن؟”.

أمر زكاي أكساكالي بإحضار سميح ترزي إلى أنقرة مساء يوم 15 تموز 2016، وتصفيته، لأن شهادات ترزي كانت أشياء من شأنها أن تجعل هذين الاثنين، وبطبيعة الحال، نظام أردوغان يعاني. من خلال قتل ترزي، سيوفران بهذا المادة الخام لخطاب “الخائن” ويتخلصان من الشاهد الناقد. في تلك الأثناء، لا يقضي كمال إسكنتان على الشاهد فحسب، بل يدمر أيضاً العديد من الوثائق في حرم المخابرات مساء 15 تموز 2016. وهذه الوثائق، يحظر عادة إتلافها أو تخضع لبروتوكولات صارمة، وتم إتلافها على عجل بحجة احتماليّة استيلاء مدبري الانقلاب على المكان.

في 31/7/2020 نشر موقع “نورديك مونيتور” السويدي تقريراً استناداً إلى وثائق حصلت عليها وقال إنّ السلطات التركية أعدمت ضابطاً كبيراً اكتشف التمويل القطري للإرهابيين في سوريا عبر تركيا، وذلك بناءً على أوامر من ضابط تحوّل إلى مستغلٍ للحروب، تبيّن أنه يعمل مع الاستخبارات التركية لتعميق الصراع في سوريا.

ونقل الموقع شهادة العقيد، فرات ألاكوش، الذي عمل بقسم الاستخبارات في قيادة القوات الخاصة، في جلسة محاكمة أمام الدائرة السابعة عشرة للمحكمة الجنائية العليا في أنقرة في 20 مارس 2019 أن الفريق زكاي أكسكالي، رئيس قيادة القوات الخاصة آنذاك أمر باغتيال العميد سميح ترزي، لاكتشافه أنّ أكسكالي كان يعمل سراً مع جهاز الاستخبارات الوطنية في إدارة العمليات السريّة غير المشروعة في سوريا لتحقيق مكاسب شخصيّة وجر تركيا بشكلٍ أعمق في الحرب الأهليّة السوريّة.

وقال العقيد ألاكوش: “كان “ترزي” يعرف مقدار التمويل مما تم تسليمه (إلى تركيا) من قبل قطر بغرض شراء أسلحة وذخيرة للمعارضة، الذي تم استخدامه في الواقع لهذا الغرض، ومقدار التمويل الذي استخدمه المسؤولون الحكوميون بالفعل، ومقدار ما تم اختلاسه”. وأشار كذلك إلى أنّ الحالة القطرية ليست سوى مثال واحد على كيفية إساءة توجيه الأموال وأن هنالك دولاً أخرى اختُلست أموالها أيضاً بعد تحويلها إلى تركيا.

ألاكوش، الذي كان في منصب يتيح له معرفة المعاملات السرية كرئيس لوحدة الاستخبارات في قيادة القوات الخاصة، قال: “كان [ترزي] على علم بهوية الشخصيات الحكوميّة المتورطة في عمليات تهريب النفط من سوريا، وكيف تم تقاسم الأرباح والأنشطة التي قاموا بها”. وكان على علم أيضًا بأنشطة مسؤولين حكوميين جلبوا كبار قادة الجماعات المتطرفة المسلحة لتلقي العلاج في تركيا تحت ستار الجيش السوري الحر المعتدل ومقدار الأموال التي تلقوها كرشاوى مقابل الخدمات المقدمة، ما يعد خرقًا للقانون التركيّ.

وفي جلسة استماع في 18/7/2018، حصل عليها موقع “نورديك مونيتور” السويدي، فإنّ الفريق زكاي أكساكلي، أمر برفع الأرقام التسلسلية للبنادق التي من المقرر إرسالها إلى سوريا. وفقاً لشهادة محمد أمين توزيل وهو ضابط تركيّ رفيع وقال: “رغم أننا كنا الفريق الذي نفذ الخطط في الميدان، إلا أنّه لم يتم إخبارنا حتى اللحظة الأخيرة كيف ومتى ولمن سنسلم الأسلحة التي عملنا طوال الليل على محو أرقامها التسلسلية”. وأضاف “منذ اللحظة التي بدأت فيها الحرب الأهلية في سوريا، قمنا بالعديد من المهام لتدريب وتجهيز وتسليح الجماعات المناهضة للنظام العاملة في المنطقة من أجل تحقيق أهداف السياسة الخارجية التي تسعى بلادنا إليها”.

وقال توزيل: إنّ القادة طلبوا من القوات الخاصة التي تدرب المقاتلين الأجانب عدم الاستفسار عن المجموعات التي ينتمون إليها.

ورفض توزيل تقديم مزيد من التفاصيل حول مهامهم عبر الحدود على أساس أنّها مصنفة من أسرار الدولة، لكنه أشار إلى أكساكلي باعتباره القائد الذي أذن بمهام سرية، وكان أكساكلي يعمل عن كثب مع الرئيس التركيّ أردوغان وينسّق إجراءات القوات الخاصة مع وكالة المخابرات التركيّة MIT، وغالباً ما يتجاوز مقر الأركان العامة.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons