ديسمبر 23. 2024

المسار التصالحي بين أنقرة ودمشق… حماسة تركيّة وبرودة في دمشق، بانتظار تعهّد بالانسحاب

عفرين بوست ــ متابعة

لم يصدر رد رسميّ واضح من دمشق حتى الآن على التصريحاتِ التركيّةِ المرنة حول مسار التصالح التركيّ – السوري، التي توحي بقرب تحقيق إنجاز في حركة الدبلوماسيّة على خط موسكو – أنقرة مع مساعٍ عربيّة.

وقالت صحيفة الشرق الأوسط، في 8 تموز/يوليو الجاري، إنّ إشارات باردة بدأت تأتي من دمشق لتعيدَ الملف إلى المربع الأول، وهو “الحصول على ضمانات بانسحاب القوات التركيّة من الأراضي السوريّة، شرطاً للتقارب مع أنقرة”.

وفي تقريرها الاثنين 8/7/2024، قالت صحيفة «الوطن» المقرّبة من حكومة دمشق، إنّ الرئيس التركيّ أردوغان “أطلق ما يحلو له من تصريحات بشأن التقارب مع سوريا”، لكنه “تعمّد” عدم الإتيان على ذكر “احتلال بلاده للأراضي السوريّة، ورفض إطلاق أيّ تصريح يوحي بإمكانية انسحاب قواته من الأراضي السوريّة المحتلة شمالاً”، ورأت الصحيفة في ذلك “تجاهلاً” للمطالب السوريّة الواضحة بخصوص “احتلال أراضيها والإعلان علانية عن نية الانسحاب منها، والإشارة بالاسم إلى التنظيمات الإرهابية”. ووفق الصحيفة لا تبدو أنقرة جاهزة لتنفيذ هذه المطالب.

ونقلت “الوطن” في وقت سابق عن مصادر متابعة في دمشق، قولها إنّ هناك “اتصالات مستمرّة مع موسكو وعواصم عربيّة، تضمن أن يخرج أيّ لقاء مع الجانب التركي بـ”تعهد واضح وصريح وعلنيّ بالانسحاب من كامل الأراضي السوريّة التي يحتلها الجيش التركيّ، ومن لف لفيفه وفق أجندة محددة زمنياً»، واعتبار ذلك “قاعدة أساسية يمكن البناء عليها للبحث في المتبقي من الملفات”.

ونقلت الشرق الأوسط عن مصادر متابعة في دمشق قولها إنّ الملف السوريّ – التركيّ لم ينضج بعد، وإن أظهرت التصريحات التركيّة خلال اليومين الماضيين عكس ذلك، حتى لو توفرت الإرادة السوريّة – التركيّة لتحقيق التقارب، لأنّ هذا الملف مرتبط بعدة ملفات أخرى شائكة ومعقدة، منها ملف إعادة اللاجئين إلى سوري، وكذلك ملف العلاقة مع الإدارة الذاتيّة، وملف الفصائل المسلّحة، وملف المقاتلين الأجانب.

وأضافت المصادر أنّ تحقيق تقدم على مسار التقارب السوريّ – التركي، يرتب على الطرفين تقديم تنازلات للأطراف الأخرى، أو التوصل إلى تسويات معها تضمن استقرار المنطقة اللازم لتثمير التقارب “إن حصل”. ورأت المصادر أن “الأرض لا تزال غير جاهزة”.

في سياق آخر أعلن حزب الشعب الجمهوريّ، أكبر أحزاب المعارضة التركيّة، أنّه تلقى رداً إيجابيّاً على طلب رئيسه أوزغور أوزيل لقاء الرئيس السوريّ بشار الأسد بدمشق، في مسعى لدفع جهود تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.

وقال نائب رئيس الحزب برهان الدين بولوت، في مقابلة تليفزيونية، الأربعاء 10/7/2024: إنّ “طلب أوزيل زيارة سوريا، والاجتماع مع الأسد، قبلته دمشق”، لافتاً إلى أنّه «جرى الانتهاء من المسألة المتعلقة بنية عقد اللقاء، ومن الآن فصاعداً كل ما سيتم بحثه هو إنضاج الشروط، وأين سيتم اللقاء، وفي أي موعد»، بحسب تعبيره.

وأضاف بولوت، أنّ أوزيل سيذهب إلى سوريا للتوصل إلى حلّ، لافتاً إلى أنّ الحكومة التركية هي المسؤولة عن خلق أزمة اللاجئين في البلاد. وتابع: “نقلنا طلبنا لعقد لقاء، وتلقينا رداً إيجابيّاً من دمشق”.

تصريحات المسؤولين الأتراك قوبلت بانتقاد حزب “المساواة وديمقراطية الشعوب”، وهو ثالث أكبر أحزاب البرلمان التركيّ بعد “العدالة والتنمية” و”الشعب الجمهوري”. وقال الرئيس المشترك للحزب، تونجاي بكيرهان، مخاطباً أوزيل: «هل تحاول تنظيم سياسة مناهضة للكرد مع أردوغان، عبر الوساطة بين الأسد وأردوغان؟»، ووصف ذلك بأنّه “ليس مفيداً لكم أو لنا أو للشعب التركي”. وأضاف إن ما يتعين على أوزيل القيام به هو “الدفاع عن سياسة خارجيّة تضمن أن يتمكن سكان شمال شرقي سوريا من تقرير مستقبلهم”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons