ديسمبر 22. 2024

ميليشيا “لواء الشمال” تحوّل منزل السياسي الكردي الراحل رشيد حمو في عفرين إلى سجنٍ خاص بها

عفرين بوست ــ متابعة

استهدفت سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات المسلّحة التابعة له تفاصيل الهوية الثقافية لأهالي منطقة عفرين، في سياق مساعي إمحاء هويتها الكرديّة وتاريخها، حيث طال الاستهداف رموزها الثقافية والسياسيّة. 

ذكر التقرير التوثيقي لحزب الوحـدة الديمقراطي الكرديّ في سوريا (يكيتي) الصادر في 6/7/2024 أنّ ميليشيا “لواء الشمال” التابعة للاحتلال التركيّ حوّلت منزل السياسي الكردي الراحل رشيد حمو في قرية “هوبكا” بناحية راجو إلى سجنٍ خاص بها.

كان الراحل رشيد حمو أحد مؤسسي أول تنظيم سياسي كردي في سوريا عام 1957م، وكان منزله قبل الاحتلال التركي رمزاً للنضال السياسي ونشر العلم والمعرفة في المنطقة على مدار عقود، ووجهةً لمئات المهتمين والزوّار، ومكاناً لإحياء مناسبات وطنية، سيّما أنّ الراحلين “حمو وزوجته خديجة” قضيا فيه عمراً ويرقدان في قبريهما بفنائه، بالإضافة إلى وجود قبر نجليهما الأكبر قدري جان فيه.

المفارقة أنّ مسلّحي الميليشيات يتشدقون بشعارات الحرية، بينما سبقهم المناضل الراحل رشيد حمو في مناهضة النظام الاستبدادي القائم في البلاد لأكثر من ستين سنة، وتعرّض للملاحقات الأمنية والسجن عدّة مرات.

/60/ سنة من النضال السياسي

افتتح رشيد حمو مدرسة تجهيز خاصة في مدينة عفرين عام 1951، وفي السنة نفسها أسس مع مجموعة متنورة، منهم الراحل شوكت نعسان، جمعيةً تهتم بالثقافة، ثم تعرّض المؤسسون للاعتقال بعد عدة أشهر للسجن لأكثر من شهر، وأطلق سراحهم في عهد الرئيس أديب الشيشكلي، وأغلقت المدرسة، وصودرت محتوياتها؛ بعد ذلك، انتسب “حمو” لمنظمة أنصار السّلم عن طريق الشاعر الراحل جيكرخون، ثم أصبح عضواً في الحزب الشيوعي السوري عام 1952، حيث تم تأسيس أول تنظيم شيوعي في منطقة عفرين، وأصبح كادراً متفرغاً له، ونال أصواتاً لا بأس بها في انتخابات البرلمان السوريّ عام 1954، فتوطّدت علاقته مع الراحلين عثمان صبري ومحمد علي خوجه إضافةً لشوكت نعسان، ووصلت إلى حد تأسيس أول تنظيم كردي في سوريا عام 1957، فاستفاد هو ورفاقه (شوكت نعسان ـ محمد علي خوجة ـ خليل محمد) من خبرتهم التنظيمية في الحزب الشيوعي في تعديل وثائق تأسيس الحزب، وأصبح عضواً في مكتبه السياسي بعد التأسيس، وعمل كادراً متفرغاً له، واعتقل عام 1958، وفرضت عليه الإقامة الجبرية لعدة أشهر، فتوارى عن الأنظار حتى اعتقاله مع مجموعة من رفاقه عام 1960 في حلب، وبقي محتجزاً حتى وقوع الانفصال بين سوريا ومصر عام 1961(كانت زوجته خديجة صلة الوصل بينه وبين رفاقه خارج السجن)، واعتقل أيضاً عام 1964 ليقضي مدة سنة تقريباً في السجن.

تم تكليفه حزبياً بالسفر إلى تركيا لمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ تركيا الذي كان قد تأسس حديثاً، فتعرّض للمطاردة من قبل الأمن التركي.

تعرّض “حمو” للاعتقال والملاحقة والمضايقة من قبل النظام السوري وعاش حياة صعبة، واضطر لترك العمل التنظيمي عام 1993، وتفرّغ للكتابة والمجال الفكري، وبقي مرتبطاً بشعبه حتى آخر يوم من حياته. وقد توفي بحادث سيرٍ مؤلم في منطقة الجزيرة بتاريخ 17/12/2010.

لو كان مسلّحو الميليشيات صادقين في تبني شعار الحرية لكان من المفترض أن يحفظوا ميراث مناضل سوريّ سبقهم أشواطاً طويلة في الدعوة إلى الحرّية وعمل بإخلاص لهذا الهدف.

تبعد قرية “هوبكا” – مسقط رأس الفقيد “حمو” عن بلدة راجو بـ/2/ كم غرباً، وتتألف من /27/ منزلاً، تعرّضت للقصف عدة مرات خلال العدوان التركي على عفرين، وهجر منها سكّانها الكُـرد الأصليين، ورجع سبع عوائل فقط منهم.

تسيطر على القرية ميليشيا “لواء الشمال” التي يتزعمها المدعو “أبو عبد الله الزربة” المنحدر من بلدة الزربة – ريف حلب الجنوبي، وهناك حوالي ثلاثين عائلة من المستقدمين في خيم بمفرق القرية؛ وقد سرق مسلّحو الميليشيا معظم محتويات المنازل واستولوا على حقول الزيتون وكروم العنب العائدة للغائبين أو فرضت إتاوات كبيرة على الأملاك التي تدار بموجب وكالات من أصحابها. واستولوا أيضاً على /20/ منزلاً بما فيها من مؤن وأثاث وتجهيزات.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons