ديسمبر 23. 2024

تقرير الخارجيّة الأمريكية السنوي يدين الانتهاكات وتقييد الحريات الدينية في عفرين المحتلة

عفرين بوست ــ متابعة

أصدرت الخارجية الأمريكيّة، الأربعاء 27/6/2024، تقريرها السنوي الخاص بـ الحريات الدينية حول العالم، وشمل الفترة بين الأول من كانون الثاني/يناير وحتى 31 كانون الأول/ديسمبر من عام 2023. ويصف هذا التقرير المقدم للكونغرس، وضع الحرية الدينية في حوالي /200/ دولة وإقليم، بما فيها سوريا، لا سيّما أنه تطرّق إلى وضع الحريات الدينيّة في المناطق الخاضعة للاحتلال التركي والميليشيات السورية التابعة له.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في خطابه حول إصدار تقرير الخارجية الأمريكية بشأن الحرية الدينية الدولية لعام 2023: “يعزز هذا التقرير رؤيتنا لمستقبل يستطيع فيه كل إنسان اختيار معتقداته وممارستها، بما في ذلك الحق في عدم الإيمان بعقيدة معينة أو الانتساب إليها. إن احترام الحرية الدينية يعزز الحقوق الأخرى، مثل الحق في التحدث بحرية، والتجمع السلمي، والقدرة على المشاركة في السياسة. وحماية هذا الحق العالمي تمكّن الناس من التعبير عن أنفسهم، والارتقاء إلى مستوى إمكاناتهم الكاملة، والمساهمة بشكل كامل في مجتمعاتهم”.

جاء في التقرير: إنّ لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول سوريا، ومجموعات حقوق الإنسان، والمنظمات الإعلاميّة أبلغت عن انتهاكات ارتكبتها بعض جماعات المعارضة السوريّة المسلّحة، التي تعمل بدعم تركيا، وتفيد التقارير بأنّها ركّزت على السكّان الكُرد والإيزيديين في عفرين والمناطق المحيطة بها وغيرهم من المدنيين. وشملت الانتهاكات المبلغ عنها ما يلي: أعمال القتل؛ واختطاف واختفاء المدنيين؛ والإيذاء الجسديّ، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسيّ؛ التهجير القسري من المنازل؛ ونقل المدنيين المحتجزين عبر الحدود إلى تركيا؛ تجنيد أو استخدام الجنود الأطفال؛ نهب؛ الاستيلاء على الملكية الخاصة؛ وتدنيس الأماكن الدينية. ووثّقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” عمليات مصادرة واسعة النطاق لأملاك الإيزيديين من قبل مجموعات مسلحة مختلفة. ووفقاً لتقرير صادر عنها، فقد استولى “الجناة على العديد من المنازل والمحلات التجاريّة وحقول الزيتون التي تعود ملكيتها لأتباع الديانة الإيزيديّة”.

وأشار التقرير إلى أنّ عدد الإيزيديين في البلاد قبل الحرب الأهلية، كان يبلغ نحو 80 ألف نسمة. فيما لا تتوفر أرقام رسميّة محدثة عن عدد الإيزيديين في البلاد، ويقدر اتحاد إيزيدي عفرين أنّ نحو ألفي إيزيدي ما زالوا في عفرين، مقارنة بنحو 50-60 ألف عام 2011. وعاش الإيزيديون سابقًا في حلب، لكنهم يعيشون الآن بشكل رئيسيّ في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.

كما ذكرت تقارير إعلامية أنّ مقاتلي “الجيش الوطني السوري” فرضوا الإسلام على الأطفال الإيزيديين وأن الاختطاف والابتزاز والاحتجاز غير القانونيّ والتعذيب والتحويل الدينيّ القسريّ كانت حوادث شائعة في مسعى مستمر لهندسة التغيير الديمغرافيّ. وبحسب ما ورد أساءت ميليشيات الجيش الوطنيّ أيضاً معاملة أتباع الأقليات الدينيّة الأخرى.

في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي، قيدت ميليشيات “الجيش الوطنيّ السوري” الحرية الدينيّة للإيزيديين من خلال الهجمات ضد المدنيين وترهيبهم، وأفاد أفراد الأقليات الدينيّة والعرقيّة، وخاصة الكُرد والإيزيديين والمسيحيين النازحين، في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي، مثل مدينة عفرين، أنّهم تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان والتهميش. ووفقاً لتقارير صحفيّة ومنظمات غير حكوميّة، فإنّ النساء الإيزيديات في عفرين اللاتي ورد أنّ ميليشيات “الجيش الوطنيّ السوري” قد اختطفهن ما زلن مفقودات.

وذكر التقرير أنّ الحكومة الأمريكيّة حثّت باستمرار تركيا والمعارضة السورية على أعلى المستويات على الامتثال لالتزاماتهما بموجب القانون الدوليّ في المناطق التي تعملان فيها أو تمارسان سيطرتهما عليها. كما واصلت الولايات المتحدة دعوتها لجماعات المعارضة المسلحة لوقف انتهاكاتها ضد جميع السوريين، بما في ذلك أفراد الأقليات الدينيّة والعرقيّة.

في 17 أغسطس/ آب، فرضت الولايات المتحدة عقوبات بموجب الأمر التنفيذيّ رقم 13894 على ميليشيا “سليمان شاه” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” ومتزعمه المدعو “محمد جاسم أبو عمشة” وشقيقه المدعو “وليد جاسم” وكذلك ميليشيا “الحمزة” ومتزعمه المدعو “سيف بولاد أبو بكر” فيما يتعلق بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في شمال سوريا. وفي الإعلان، سلّطت الولايات المتحدة الضوء على الانتهاكات المرتكبة ضد النساء وكذلك السكّان الكُرد المحليين، ما ساهم في نزوح هؤلاء الكرد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons