نوفمبر 22. 2024

أخبار

ميليشيا فيلق الشام تصادر أراضٍ زراعيّة في جنديرس والمزيد من ممتلكات أهالي عفرين

عفرين بوست ــ متابعة

تتعامل سلطات الاحتلال التركيّ مع الميليشيات التابعة لها، وفق معايير مختلفة ومعطيات خاصة تتعلق بخلفيتها الإثنية والدينيّة وتوجهاتها السياسيّة وبيئتها المناطقية، وميليشيا فيلق الشام تنفرد عن غيرها بجملة من العوامل، فهي الوحيدة التي تقودها شخصيات مدنيّة موجودة في الائتلاف واعتمدت على مصادر تمويل خارجية خاصة بها لدى تأسيسها في محافظة حمص. إلّا في سلوكها لا تختلف عن باقي الميليشيات المسلّحة في ارتكاب الانتهاكات من أعمال اختطاف واستيلاء على ممتلكات الأهالي وصولاً للقتل تحت التعذيب، ولأنها محل ثقة سلطات الاحتلال فقد تم تمكينها من السيطرة على قرى حدوديّة على قدم المساواة مع الميليشيات التركمانيّة. وتؤمن ميليشيات “الفيلق” حماية أرتال القوات التركيّة وتحرس نقاطها داخل سوريا. وذكر التقرير الأسبوعيّ التوثيقيّ الصادر عن حزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ في سوريا المؤرخ في 5/5/2024م بعضاً من العقارات وأملاك أهالي عفرين الكرد المستولى عليها من قبل “الفيلق”.

تُسيطر ميليشيا “فيلق الشام” على قرى وبلدات في (نواحي راجو وبلبل وشرّا، جنوبي ناحية جنديرس، جنوب غربي شيروا)، ولديها سجن سرّي في بلدة ميدان أكبس- راجو، وآخر في مبنى مدجنة المرحوم فاروق عزت مصطفى في قرية “إيسكا”- شيروا، حيث يتعرض فيهما المختطفون والمعتقلون الكُـرد لضروب مختلفة من التعذيب والمعاملة القاسية، وهي مرافق للإخفاء القسري لمئات المواطنين.

ــ فيلا منذر سراس”:

استولى المدعو منذر سراس قبل سنوات على حوالي ألف متر مربع من أرض زراعية (العقار /2345/)- جنوبي مدينة جنديرس، وتعود ملكيته لورثة المرحوم أحمد كولين معمو، وبنى فيه منزل- فيلا خاص به، دون أن يدفع ثمن المحضر.

كما يسعى حالياً المدعو “فضل الله حجي” لمصادرة مساحة ألف متر مربع أخرى، وقام بأعمال تسوية الأرض، لأجل بناء منزل خاص به، فيما يعترض أصحاب العقار الذين يتلقون تهديدات يوميّة.

– استيلاء على أرض زراعية بذريعة الزلزال:

أفاد مصدر خاص من “المجلس المحلي في جنديرس” لم يكشف عن هويته خشية الملاحقة الأمنية، أنّه بعد وقوع زلزال 6 شباط 2023، أقدمت ميليشيات الفيلق على تسوية حوالي /20 دونم/ من العقار المذكور لأجل تشييد مخيم للمستوطنين الذين كانوا يسكنون منازل مستولى عليها عام 2018 في مدينة جنديرس وتهدمت خلال الزلزال.

بتاريخ 11/2/2023م اعترض المواطنون عبد الرحمن أحمد معمو (70 سنة) وزوجته رحيمة بكري (62 سنة) ونجلهما أحمد وهم من مالكي العقار الأساسيين على مصادرة أرضهم وإنشاء المخيم عليه، فتعرضوا للإهانات والضرب المبرح من قبل عشرات المسلحين، إلى أن تدخل المدعو محمود الحفار رئيس “المجلس المحلي في جنديرس” السابق لوضع توليفة للقضية تجنباً لافتضاحه، وتحت الضغط والتهديد وقع المواطن “أحمد عبد الرحمن معمو” بصفته وكيلاً عن الورثة تعهداً خطيّاً مسجل في ديوان المجلس بتاريخ 14/3/2023، بأنه لا مانع لديه من إقامة مركز إيواء “كخيم فقط” لاحتضان المتضررين على العقار 2345 ومساحته 20 دونماً تقريباً، وذلك لمدة عامٍ واحدٍ فقط، وتعهد مجلس جنديرس المحلي بإخلاء المخيم بعد عام فور انتهاء المدة التي “تبرّع” فيها.

إلّا أنّ رئيس المجلس المحلي الحالي محمد الحسن وميليشيا “فيلق الشام” يتنصلان من المسؤولية ويمتنعان عن إخلاء المخيم وتسليم الأرض لأصحابها، بل يعمدان على فتح طريقٍ جديد للمخيم، لقضم المزيد منها، ورغم مراجعة المواطن “أحمد” جميع المؤسسات المحليّة (مجلس، شرطة عسكرية، شرطة مدنية، قضاء) وتكرار مطالبه.

– الاستيلاء على محلات:

أواخر عام 2021م، حصل كلٌّ من “عبد الرحمن معمو” و “جمال معمو” على ترخيصين من المجلس المحلي (بوثائق نظامية) لبناء طابقين أرضيين (عبارة عن محلات تجارية – غربي طريق تل سلور) في العقار /2346/ المجاور للمذكور أعلاه، فتعرضوا للابتزاز من قبل الفيلق، وأجبرا على دفع إتاوة حوالي /10/ آلاف دولار؛ كما أنّ الفيلق قام مؤخراً بالاستيلاء على ستة محلات منها عنوةً وبحجج مختلفة.

– اللجنة المسلكية في “فيلق الشام”:

في إطار تمييع الانتهاكات من قبل مسلحيها أوجدت ميليشيا “فيلق الشام” ما سمته “اللجنة المسلكيّة” وهي محكمة شكليّة خاصة في ميليشيا “فيلق الشام” يديرها “قاضٍ شرعي” في مقرّه بقرية “إيسكا” ــ ناحية جنديرس، وتُجرى فيها محاكمات صورية للدعاوى التي تختلقها قيادات الفيلق وعناصرها (استيلاء على ممتلكات، اعتقالات تعسفية… وغيرها)، وتُصدر القرارات لصالحهم، بعيداً عن أدنى أصول المحاكمات العادلة وخارج إطار القضاء الذي استحدثه الاحتلال التركيّ أيضاً.

تأسيس فيلق الشام وهيكليته

بدأ تشكيلها في حمص بكتائب مسلحة تحولت بداية عام 2012 إلى “هيئة حماية المدنيين” بدعم مباشر من المدعو “صلاح الحاكميّ/ أبو عبدو” وقام بصفقات ضخمة للحصول على السلاح والذخيرة من السوق السوداء وشراء العتاد الثقيل والمتوسط من باقي الميليشيات. وكانت ميليشيا “الأنصار” الفصيل الأبرز، ولكن مع فشل معركة “قادمون” للسيطرة على مدينة حمص، بسبب رفض مسلحي حلب وإدلب ترك مواقعهم في الشمال، وفي 10 آذار 2014 قرر الحاكمي تشكيل ميليشيا “فيلق الشام”. وضم حينها 19 فصيلاً وجماعة إسلاميّة معارضة في سوريا، وعملت هذه المجموعات على مساحات واسعة من الأراضي ابتداءً من محافظة حلب شمالًا وصولًا إلى دمشق. ثم شكّل “جيش الفتح” الذي كان فيلق الشام أحد أكبر فصائله، واستمر فيلق الشام بضم الألوية والكتائب المحلية، وركّز الفيلق على ضم الضباط المنشقين وتسليمهم مناصب قيادية حساسة. وإذ تنفي ميليشيا “فيلق الشام” تبنيها للفكر الإخوانيّ إلا أنّها على علاقة وثيقة مباشرة ومتينة معه.

يدير الحاكمي 80% من تجارة المرمر في الخليج، وقد نقل استثماراته إلى تركيا واستغل علاقته المتينة بالمسؤولين الأتراك المعنيين بالملف السوري بشكل مباشر، وقدم فصيله على أنّه الخيار الأنسب والحليف الأمثل لأنقرة في سوريا.

تضم قيادة ميليشيا “فيلق الشام” شخصيات مدنية مثل:

ــ هيثم محمود رحمة وهو الأمين العام للائتلاف منذ 12/7/2021، ينحدر من مدينة القصير بمحافظة حمص غادر سوريا عام 1984م، ورحمة عضو في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهو مسؤول الإمداد بالسلاح والذخيرة عبر صفقات السلاح من السوق السوداء، نظراً لعلاقاته القديمة مع خلايا جماعة الإخوان في كثير من دول العالم.

ــ منذر سراس أبو عبادة/قائد عام وعضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض.

ــ محمد نذير الحكيم أيضاً أحد رجال الظل البارزين في الفيلق وعضو الهيئة السياسية للائتلاف، وجاء في الموقع الرسمي للائتلاف، “انضم منذ شبابه للحركة السياسية الإسلامية في سوريا، ونظرا لنشاطه المعارض اضطر لمغادرة البلاد عام 1976.

فضل الله الحجي (أبو يامن): القائد العسكري العام، ضابط منشق برتبة عقيد منذ نهاية 2012، ينحدر من بلدة كفر يحمول بإدلب، وكان نائب قائد لواء درع الثورة، وهو حالياً قائد “الجبهة الوطنية للتحرير”، ويُعرف بنشاطه الكبير في غرف العمليات شمال سوريا.

الشيخ عمر حذيفة: وهو الشرعي العام لفيلق الشام، وينحدر من بانياس، ويعتبر عراب اتفاقيات التهدئة ووقف الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وباقي الفصائل.

مروان نحاس (أبو صبحي)، وهو مسؤول التنسيق مع الفصائل.

حج محمد حوران (أبو أسيد): قائد قطاع إدلب بفيلق الشام وعضو المجلس العسكري، ولا معلومات إضافية عنه. ويشغل حالياً عضو المجلس العسكري الثلاثي بإدلب إلى جانب النقيب أبو المنذر من أحرار الشام و”أبو الحسن 600″ من هيئة تحرير الشام.

صلاح العراقي (أبو الحمزة): ضابط سابق بالجيش العراقي، ولا معلومات كثيرة عنه، إلا أنّه معروف بالتزامه الديني وحافظ القرآن الكريم، ويُقال إنه على علاقة بالقيادي بهيئة تحرير الشام “أبو ماريا القحطاني” العراقيّ، ويرجّح أن تكون علاقة القائمين على فيلق الشام بالعراقي قديمة منذ أن كانت قيادات الإخوان السوريين منفية بالعراق. وقيل إن الحاكمي طلب منه المشاركة في تشكيلاته العسكرية بسبب خبرته العسكرية الكبيرة في معارك العراق.

من قياديي النسق الثاني والموجودين فعلياً في عفرين المحتلة:

 ــ خلدون جميل مدور أبو جميل/قائد عسكري، وينحدر من حمص.

ــ صليل الخالدي وينحدر من حمص.

ــ الرائد هشام الأحمد / أبو عرب ويعرف باسم هشام الحمصي وهو مسؤول في بلدة ميدان أكبس وجوارها.

عمليّاً ينقسم متزعمو ميليشيا فيلق الشام ما بين مدور والحمصي ويسود بين الطرفين الاختلاف والتنافس.

يتبع للمدعو هشام الأحمد كلٌّ من: أبو عكر، ابو مرهف، صليل الخالديّ.

ويتبع للمدعو خلدون مدور كلّ من: أبو مصعب نجار مسؤول في الأمنية، أبو حسبو اقتصادية، محمود المرعي.

خلدون جميل مدور

ينحدر من حمص، وفي الترتيب العسكريّ فهو الثالث في ميليشيا “فيلق الشام” وهو بعيد عن الإعلام، وتم تعيينه قائداً لقطاع ريف حلب الشمالي في 6/2/2018 أي خلال العدوان على عفرين خلفاً للمدعو الرائد ياسر عبد الرحيم الذي تعرض لمحاولة اغتيال. وفي 1/9/2019   نجا “خلدون مدور” من محاولة اغتيال باستخدام عبوة ناسفة استهدفته في محيط مدينة إعزاز.

كغيره من متزعمي الميليشيات راكم “خلدون مدور” ثروة كبيرة ولديه استثمارات كبيرة في تركيا، منها محلات ومزارع ومحلّ لتجارة الذهب. ويدير “مدور” أعمال التهريب إلى الأراضي التركيّة عبر نفق تهريب، والجملة الشهيرة المتداولة عن المدعو “مدور”: “بدك دولارات تاجر بالمخدرات”. وعيّن ابن شقيقته المدعو أنيس البواب أبو عبد الله مديراً للمكتب الطبيّ في ميليشيا “فيلق الشام” رغم أنّه لا يحمل أيّ شهادات وكان سابقاً مجرد عامل في محل للحلويات. وبعدما جمع الأموال باسم معالجة المصابين افتتح محلاً كبيراً للحلويات في تركيا.

سجل حافل بالانتهاكات بينها جرائم القتل:

يزخر سجل ميليشيات “فيلق الشام” بعشرات جرائم الاعتداء والاختطاف والقتل والاستيلاء على ممتلكات المواطنين الكرد في القرى والبلدات الخاضعة لسيطرتها، التي يتم توثيقها في عشرات التقارير الإعلاميّة والحقوقية.

شارك الفيلق مع الجيش التركي في تهجير أهالي ميدان أكبس والقرى المحيطة بها قسراً، وفق برنامج تغيير ديمغرافي ممنهج، فلم يبقى من أصل /500/ عائلة سوى /120/ عائلة من سكان البلدة الأصليين، وقد تمّ توطين المستقدمين بدلاً عنهم.

استولي متزعمو وعناصر الميليشيا على آلاف أشجار الزيتون وعشرات هكتارات الأراضي الزراعية في سهول البلدة وفي قرى ميدانا المجاورة وتلك المحاذية للنهر الأسود، عدا السرقات والأتاوى والفدى المالية التي تفرض على الأهالي وقطع الغابات وأشجار الزيتون بغاية التحطيب؛ ويُذكر أن متزعما الميليشيا في البلدة المدعوان “صليل الخالدي والرائد هشام الحمصي”، وقد استوليا على فرن المخبز الآلي العائد للمواطن “فائق خاتون” وعلى معصرتي الزيتون لـ “مسلم شيخو (مرجانة) ويحيى دندش (أبو هشام)”.

في 15/8/2021، أصدر المدعو خلدون مدور أمراً لعناصره بتفكيك سكة القطار بداية من منطقة ميدان اكبس لبيعها في سوق الخردة، وتم حرق ما تبقى من القطار المعطل، وجرى العمل ليلاً، بعيداً عن الأنظار، إلا أنّ سلطات الاحتلال أمرت بوقف تفكيك السكة بسبب ما قيل رمزيته التاريخية. واستخدمت القوات التركية أجزاء من السكة المفككة في عمليات “التدشيم” والتحصين لنقاطها العسكريّة لاسيما في منطقة جبل الأحلام خلال أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر 2022.

31/10/2018: بدأت مجموعات من فيلق الشام في ميدان اكبس التي يتزعمها خلدون مدور حملة قطع أشجار الزيتون وتحطيبها وطرحها في الأسواق.

جرائم قتل:

21/1/2019 قتل المستوطن “محمد العتر” تحت التعذيب في سجن في قرية ميدان اكبس، وكان المدعو خلدون مدور يقف وراء مقتله.

5 أكتوبر 2018 وفاة المواطن “رمزي حسين بن خميس/ أبو خميس” (60 سنة) من أهالي قرية ميدان اكبس بأزمة قلبيّة بعد التهديدات والمضايقات المستمرة واعتقاله من قبل ميليشيا “فيلق الشام” الذين احتلوا منزله وحوّلوه لمخزن للمسروقات، ورفض المدعو أبو مرهف إخلاء المنزل. وتم طي القضية بأن قام أبو مرهف بإعداد وليمة غذاء ودعا اليها متزعمي الميليشيا. 

أحاط المدعو أبو مرهف بإخوته حول بيت المواطن رمزي، الذي لم يكن يجرؤ حتى على الاقتراب من منزله، وإن حصل أن اقترب تعرض للشتائم والسب، وفي طلب تعجيزي طالبه المدعو “أبو مرهف” بتسليم ولده حمودة الذي لجأ إلى تركيا قبل العدوان التركيّ على عفرين، متهماً إياه بأنه مقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب، وتعرض للسجن عدة مرات، ووضعه أبو مرهف أمام خيارين لتسليم منزله، إما تسليم ولده أو دفع مبلغ مالي كبير.

وعندما ارتكب ابن أبو مرهف جريمة قتل بحق شاب، وقف كلّ متزعمي الفيلق إلى جانبه، حتى إجلاء عائلته من القرية.

وبتاريخ 6/3/2021 توفي المواطن “شيخموس قاسم بن مصطفى (73 سنة) في سجن راجو تحت التعذيب، وهو من أهالي قرية “كوسا” وكان مقيماً في بلدة ميدان اكبس لوحده، وتم الاستيلاء على منزله بما فيه من محتويات وأملاكه.

وتوفي المواطن “محمد حسن مستو” من أهالي قرية “بِعيه”- ناحية شيروا، في 4/6/2021 في مشفى بمدينة عفرين بسبب الأمراض التي أصابته، نتيجة التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له في سجن “إيسكا” لدى الميليشيا التي اختطفته مرتين خلال شهري أبريل ومايو 2021.

في 25/2/2022، سلمت ما تسمى بأمنية “فيلق الشام” جثة مستوطن قتل تحت التعذيبِ في سجن إيسكا في ناحية جنديرس إلى “الشرطة العسكرية” في الناجية لتسلمها لذويه والمستوطن القتيل هو عبد الرزاق طراد العبيد النعيمي” الملقبأبو العوفمن أبناء عشيرة النعيمي من مستوطني قريةمعرزافبريف حماه وكان قد اختطف قبل يوم واحد من المنزل الذي يسكته في قرية جلمة وتعرض للتعذيب الشديد بما في ذلك الصعق الكهرباء، وأدت وفاته إلى توتر أمني واستنفار أبناء عشيرته. 

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons