ديسمبر 23. 2024

“الأربعاء الأحمر” الإيزيدي في عفرين… عيدٌ في غياب أصحابه

Photo Credit To خاصة

 عفرين بوست ــ خاص

روّجت مواقع تابعة للاحتلال التركيّ أنّ احتفالاً مركزياً أقيم، أمس 17 أبريل، في قرية برج عبدالو للاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر الإيزيديّ، وفيما لم يبق من إيزيدي عفرين إلا 5% فإنّ الهدف من تنظيم احتفال مركزي إنتاج إعلاميّة مفبركة عن التسامح الديني في عفرين بعد عشرات التقارير الحقوقيّة والدولية والإعلاميّة التي أكدت الاضطهاد الدينيّ في ظل الاحتلال التركيّ.

عيد رأس السنة أو “الأربعاء الاحمر” يصادف الأربعاء الأول من شهر نيسان من كل عام حسب التوقيت الشرقي، ويعتبر من أقدم الأعياد لدى أتباع الديانة الإيزيدية، وبحسب معتقد الإيزيديين فإن نيسان من أشهر الربيع المباركة ورمز الازدهار والتجدد، وتزدهي الأرض بألوان الربيع.

تداولت أمس الأربعاء العديد من المواقع المحسوبة على الاحتلال التركيّ صوراً لاحتفال مركزي بعيد الأربعاء الأحمر الإيزيديّ، وقالوا إنّ الأهالي تجمعوا في قرية برج عبدالو/ برج عبدالله بعد زيارة المقابر وحضر الاحتفال رؤساء المجالس وحضور الوالي حسن. ولم يعلن أمس عطلة في عفرين المحتلة.

ويرجح أنّ الاحتفال المركزيّ جاء للتغطية على انخفاض عدد الإيزيديين في عفرين المحتلة نتيجة ما تعرضوا له من انتهاكات وتضييق على حرية الاعتقاد خلال ست سنوات خمس سنوات، ومنها فرض الأسلمة بالإكراه وإجبارهم على ارتياد المساجد والتغيير الديمغرافي في قراهم وتدمير المزارات الدينيّة وتحويل منازل إلى مساجد وتدنيس المقابر وتحطيم شواهدها.

فيما احتفل أتباع الديانة الإيزيدية من أهالي عفرين المهجرين قسراً إلى منطقة الشهباء برأس السنة الإيزيدية / الأربعاء الأحمر” في قرية علوشة التابعة لناحية احداث بمنطقة الشهباء – ريف حلب، فيما أعلنت الإدارة الذاتية لشمالي وشرقي سوريا أمس عطلة رسمية

ووفق العديد من التقارير الإعلامية والحقوقية فإنّ السياسة المتبعة ضد أتباع الديانة الإيزيديّة من قبل سلطات الاحتلال ومسلحي الميليشيات الإخوانية التابعة لها ترقي إلى عمليات التطهير العرقيّ والإبادة الجماعية، وتم توثيق تدمير 17 مزاراً للديانة الإيزيدية كلياً أو جزئياً وأهمها مزار الشيخ بركات الذي اتخذه الاحتلال التركي قاعدةً عسكرية له والشيخ علي في باصوفان.

وحوّل منزل “حنان ناصر عربو” في قرية باصوفان الإيزيدية بناحية شيراوا إلى مسجد، وأجبر الأهالي على ارتياده، كما تم تخريب بعض قبور موتى القرية، خاصةً تلك التي كُتب عليها باللغة الكردية.

يتوزع الإيزيديون في 22 قرية في إقليم عفرين، وبحسب إحصاءات غير رسمية فقد بلغ عددهم قبل الاحتلال التركيّ نحو 25 ألف نسمة، بقي منهم أقل من ألفي مواطن، ولذلك عمدت سلطات الاحتلال التركيّ إلى تنظيم احتفال مركزيّ.

كل القرى الإيزيدية تعرضت للتغيير الديمغرافي عبر الاستيلاء على منازل الأهالي وإسكان المستوطنين فيها، وتم إنشاء بؤر استيطانية كمشروع بسمة وأم طوبا في قرية شاديرية/ شيح الدير ومخيم التعاون في قرية بافلون، وتشهد نشاطاً لجماعة دعويّة متطرفة تُعرف باسم “أحباب الله”، وقد تعمدت توسيع نشاطها الدعويّ القسريّ في القرى الكُردية الإيزيدية، وإجبار الأهالي على نطق الشهادتين ودخول الإسلام

نشرت صحيفة الغارديان البريطانيّة في 6/7/2022، تقريراً حول تقريرٍ مطول من 278 صفحة أصدرته مجموعة حقوقيين في لجنة العدالة الإيزيديّة، وقالت إنَّ تركيا تواجه اتهامات بالتواطؤ في جرائم “إبادة جماعية”، ضد الإيزيديين في سوريا والعراق، فيما تنفي أنقرة ذلك وتقول إنّها “مزاعم لا أساس لها من الصحّة”.

الترويج لاحتفال بعيد الأربعاء الأحمر الإيزيدي لا يختلف في أهدافه السياسيّة عن تسهيل سلطات الاحتلال التركيّ الاحتفال نوروز القومي الكرديّ هذا العام بعد تقارير حقوقية وإعلامية تناولت مجزرة نوروز 2023 في جنديرس.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons