يوليو 07. 2024

أخبار

مستغلة ظروف الزلزال… سلطات الاحتلال أنشأت أكثر من 25 مستوطنة منذ بداية العام الحالي في عفرين المحتل

عفرين بوست ــ متابعة

استغلت أنقرة الظروف التي رافقت زلزال 6 فبراير/شباط 2023 ومواقف الدعم الدوليّ والتضامن مع المتضررين، فزادت وتيرة بناء المستوطنات لتثبيت التغيير الديمغرافيّ، وتم إقصاء أهالي المنطقة الكرد من أيّ مساعدات، بمن فيهم من تحولت بيوتهم إلى ركام. وتحولت الأموال الطائلة التي تدفقت إلى المنطقة لصالح مشاريع بناء البؤر الاستيطانيّة عن طريق مؤسسات تركيّة. وشهدت عفرين طفرة في عمليات البناء بلغت ضعف ما كانت عليه في السنوات السابقة.

بناء 25 مستوطنة بعد الزلزال

ذكرت وكالة نورث برس أنّ عدد المستوطنات التي شيّدت في إقليم عفرين المحتل تجاوز 40 مستوطنة، توزعت على نواحي جنديرس وراجو وشران وجنديرس وشيه/شيخ حديد، وكان التجمع الأكبر قرب قرية غزاوية جنوب مدينة عفرين وقرية خالتا/ الخالدية جنوب شرق المدينة، وهي مناطق لم تتأثر بالزلزال نهائيّاً.

ونقلت الوكالة شهادة شادي الحوران (اسم مستعار) أحد العاملين في مجلس عفرين المحليّ أنّ القرى التي بنتها المنظمات الدوليّة والمحليّة في إقليم عفرين تجاوز عددها منذ بداية العام الحالي 25 مستوطنة. وخلال الفترة من أيار/مايو حتى آب/ أغسطس الفائت، بنيت سبعة منها قرب قرية غزاوية، إضافةً إلى نحو 8 أخرى بنيت في حرش الخالدية أو جبل ليلون (الأحلام) جنوب شرق عفرين، فيما تم بناء خمس مستوطنات في ناحية جنديرس، وتوزع الباقي على نواحي شيه وموباتا وشران.

وأكد “الحوراني”، أنّ “عشرات المشاريع لا تزال قيد الدراسة وبعضها جرى الموافقة عليه وسيتم البدء به مطلع العام القادم”.

وأشار الحوراني إلى أنّ منظمة “آفاد” التركية هي “المسؤولة عن تنسيق عمليات بناء جميع تلك القرى، كما أنّها مسؤولة أيضاً عن اختيار مواقع البناء”، فيما المنظمات المنفذة ليست بكثيرة وهي كلّ من “الأيادي البيضاء” المدعومة من الكويت وعرب فلسطين، وجمعية “شام الخير” المدعومة قطريّاً، وجمعية “أهل الوفاء” المدعومة من عرب فلسطين 48.

وبحسب “الحوراني” تعتمد تلك المنظمات غالباً على “التبرعات الفرديّة”، إضافةً إلى جمعياتٍ محليّةٍ أخرى أيضا تعتمد غالباً على الدعم الفرديّ من قطر والكويت وفلسطين، ويعتبر الهلال الأحمر القطري أكثر الداعمين لتلك الجمعيات.

وفي شهادة ثانية، شدد هيثم درويش (اسم مستعار) العامل في مجلس جنديرس المحليّ، على أنّه إلى الآن لم يسلم متضررو الزلزال أيّ من تلك المساكن التي يجري بناؤها قرب جنديرس أو في المناطق الأخرى.

ومنذ بداية العام الحالي، بدأ بناء مستوطنات قريبة من المدن والقرى وفي أراضٍ تعود ملكيتها لأهالي عفرين الكرد، وآخر مستوطنة بُنيت في حرش المحمودية بمدينة عفرين ضمن الأحياء السكنيّة.

فيما بنيت مستوطنة “أجنادين” في الأطراف الشرقيّة لبلدة جنديرس وضمن المخطط السكنيّ المستقبليّ للبلدة، ما يعني أنَّ تركيا لديها خطة أخرى وهي “خلط المستوطنين مع القرى في محاولة مؤكدة منها لتغيير ديمغرافية المنطقة وتغيير التركيبة السكانية”، بحسب “درويش”.

الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان، إبراهيم شيخو، قال: في الحقيقة كان هناك ضغوطات على أصحاب الأرض، وفي الفترة الأخيرة قاموا بتوسيع هذه المستوطنة تحت مسمّى قرية الأمل الثانية حيث يتم حفر الأساسات والعمل بها الآن.

وأضاف شيخو: “هذه الأرض تعود لأهالي القرية العاجزين عن فعلِ أيّ شيء، رغم وجود منظمات تدّعي حماية المجتمع المدنيّ، ولا توجد في الحقيقة أيّ عقود إيجار مع أصحاب تلك الأراضي، كما يتم شراء الأراضي بقوة السلاح”.

مستوطنة حرش المحمودية

وأقيمت مستوطنة جديدة على أرض حرش قرب قرية قورت قولاق بناحية شرا/ شران، وأطلق عليها اسم “عباير”. وكان مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” يقودهم المدعو “عرابة إدريس” قد قاموا في أوقات سابقة بقطع وتحطيب الأشجار في الغابة تمهيداً لإنشاء المستوطنة، ومن المخطط تخصيص أغلب منازل المستوطنة الجديدة لعوائل مسلحي ميليشيا “السلطان مراد”.

قرية استيطانية في موباتا

في تقريره الأسبوعيّ المؤرخ 18/11/2023 ذكر حزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ (يكيتي)، أنّه في 8/6/2023 أعلنت منظومة وطن WATAN Foundation البدء بتشييد “قرية التميّز الإنسانيّ الكويتيّة السكنيّة 2” المؤلفة من 50 وحدة سكنية في بلدة موباتا/معبطلي بالتعاون مع جمعية التمّيز الإنسانيّ- الكويتية، بحجة إيواء المتضررين من الزلزال!

وجاء ذلك بعد أعمال تسوية قسم من أراضي بيادر بلدة موباتا التي تعود ملكيتها لأهالي البلدة الكرد، وتم هدم غرفة فيها وتعود للمواطن “حسن خوجة” من أجل تنفيذ مشروع قرية استيطانية جديدة، وذلك بالتعاون مع ميليشيات “سليمان شاه” التي تسيطر على البلدة وبموافقة “مجلس معبطلي المحليّ” التابع للاحتلال التركيّ.

وتم الانتهاء من بناء القرية مع مدرسة ومسجد وتجهيز البنية التحتيّة، الأحد 12/11/2023م، وكانت “وطن” تنوي توزيع الوحدات السكنيّة على قسمٍ من المستوطنين الذين يعيشون في نحو /150/ خيمة منصوبة في ذات الموقع، إلّا أنّه إثر خلافاتٍ حول التوزيع، نشب عراكٌ بين المستقدمين ومسلحين من “الفرقة”، ووقعت إصابات فيما التزمت منظمة “وطن” الصمت حيال الحدث.

يُذكر أن “وطن” تأسست رسمياً في تركيا عام 2012م وفق موقعها الالكترونيّ، ولديها أنشطة عديدة في عفرين وغيرها من مناطق سوريّة تحت نفوذ واحتلال تركيا وبإشراف استخباراتها.

وسبق أن بنت “جمعية الأيادي البيضاء- تركيا”، صيف هذا العام، مسجداً في بلدة موباتا باسم “مسجد السلام” في إطار “حملة نور الهدى لإعمار المساجد في الشمال السوريّ” وبلغ عدد المساجد 27 مسجداً بمآذن من الطراز العثمانيّ، وذلك ضمن الحملة الدعوية الدينيّة المتشددة التي تشهدها المنطقة منذ احتلال الإقليم الكرديّ في آذار 2018.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons