ديسمبر 22. 2024

ميليشيات أنقرة تحاول التملص من التعديات على موسم الزيتون… رغم فرضها لإتاوات كبيرة على المزارعين الكرد

عفرين بوست ــ متابعة

باتت التعديات على حقول الزيتون في إقليم عفرين عبر قطع الأشجار وفرض الإتاوات الجائرة على الأشجار وإنتاج الزيتون حقائق مسلمة، لا يمكن حتى للجهات الإعلامية الموالية للمعارضة السورية إنكارها، وبعد سلسلة الإتاوات المفروضة على هذا الموسم يتم الترويج لإجراءات تمنع فرض الإتاوات وتقديم التسهيلات لجني المحصول.    

نشر موقع العربي الجديد، أمس 17 أكتوبر، تقريراً بعنوان “زيتون عفرين.. تعديات مستمرة على مصدر الدخل الرئيسي للسكان”، تم فيه تسليط الضوء على جملة التعديات على حقول ومواسم الزيتون في إقليم عفرين الكرديّ.

وأورد التقرير أنّ وزارة الدفاع فيما تسمى الحكومة السورية المؤقتة طلبت من الميليشيات المسلحة في منطقة عفرين، تقديم التسهيلات للمزارعين لجني محصول الزيتون، وعدم تحصيل أي ضرائب، في محاولة للحد من تجاوزات وقعت خلال الأعوام الفائتة على أصحاب حقول هذا المحصول الذي تتميز به عفرين عن سواها من المناطق السوريّة.

ومنعت الوزارة في تعميم قبل أيام “منعاً باتاً تحصيل أي ضرائب عينية أو مادية من محصول الزيتون تحت أي مسمّى”، طالبة من كل الميليشيات المحافظة على “أرزاق المواطنين” وتسهيل جني المحصول ونقله بحرية تامة.

ويبدأ مزارعو الزيتون في كل سورية جني المحصول خلال أكتوبر/تشرين الأول من كلّ عام، وجاء التعميم في محاولة للحد من التعديات التي تقوم بها فصائل ومجموعات منطقة عفرين بحق المزارعين كل عام.

ونقل التقرير شهادة للمدعو هشام اسكيف من مكتب العلاقات العامة في ميليشيا الفيلق الثاني، مفادها: أنّ “تعاميم صدرت من قيادة الفيلق، خاصة في عفرين، تقضي بمنع تقاضي أي مبالغ نقديّة أو عينيّة من المزارعين”.

وأقرَّ التقرير بأنّ منذ سيطرة الميليشيات المسلحة على منطقة عفرين ذات الغالبيّة الكرديّة مطلع العام 2018، تتنامى ظاهرة التعدي على حقول الزيتون. وتفرض ضرائب وإتاوات على مزارعي الزيتون وتقطع الأشجار لبيعها حطباً، خاصة في فصل الشتاء، لأغراض التدفئة.

وذكر التقرير أنّ عدد أشجار الزيتون في عفرين بحسب تقديرات البعض يبلغ نحو 22 مليون شجرة، أي ما يعادل 20% من حقول الزيتون في سوريا، وكانت تنتج نحو 270 ألف طن من الزيتون، الذي وصفه التقرير بأنّه الأجود في سوريا، وتوجد في عفرين مئات المعاصر وكان الزيتون يشكل مصدر الدخل الأول لسكانها.

ونقل التقرير عن موقع “نورث برس” أنّ مسلحي الميليشيات قطعوا 8429 شجرة في المنطقة منذ بداية العام الجاري، منها 5030 شجرة زيتون و2060 شجرة رمان، أما الباقي فيتوزع على أشجار مثمرة وحرجية.

وبرزت معلومات قبل أيام تفيد بأن ميليشيا “سليمان شاه/ العمشات”، التي تسيطر على ناحية شيه/ الشيخ حديد يفرض إتاوات بالدولار الأميركي على مزارعي الزيتون. مقدارها 3 دولارات عن كلّ شجرة بعدما كان نصف المبلغ في الموسم الماضي، وفرضت إتاوة على معاصر الزيتون مقدراها نسبة 10% من الإنتاج.

وأورد التقرير نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان في عفرين في تقريرها العام الفائت أن الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ قطعت 650 ألف شجرة في إحدى مناطقها منذ العام 2018.

ورغم أنّ التقرير أبدى عدم الموثوقية في معلومات وكالة “نورث برس” و”منظمة حقوق الإنسان في عفرين”، في ظل غياب جهات توثيقيّة محايدة في عموم سوريا، إلا أنه أكد استناداً لمصادر محلية، قيام مجموعات وصفها بأنها “متفلتة” قطعت عدداً كبيراً من الأشجار في منطقة عفرين بغرض بيعها للتدفئة.

ورصدت “عفرين بوست” أمس 17 أكتوبر، المكتب الاقتصادي لميليشيا “فرقة الحمزة/الحمزات” في بلدة ماراته، قام بتبليغ الأهالي منذ نحو أسبوع، لاستخراج وثيقة تسمح لهم بقطاف الزيتون من حقولهم، وذلك بعد دفع إتاوة مالية قدرها ألف دولار أمريكي لكل قرية من القرى الواقعة بجوار قرية ماراته بذريعة حراسة المحاصيل. وحصّلت الميليشيا مبلغ 70 ألف ليرة تركية من أهالي 11 قرية تسيطر عليها في تلك المنطقة لوحدها.

وفي سياق الإتاوات التي تفرضها ميليشيا “العمشات” على موسم الزيتون، فقد اجتمع المدعو “سيف الجاسم” شقيق متزعم ميليشيا “العمشات” المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، في 6/10/2023، ساحة قرية قرميلق بأهالي ووجهاء ومخاتير قرى مروانية وآشكا غربي وسناريه وهيكجة وأنقلة وقرى أخرى بناحية شيه تخضع لسيطرة الميليشيا. وأبلغهم وبلغة التهديد والوعيد فرض إتاوات على جميع الأشجار دون النظر إلى وثائق التوكيل، ومقدار الإتاوة 3 دولارات على كل شجرة في المناطق الجبليّة، و20 دولار للأشجار السهليّة بغض النظر عن حملها للثمار أو لا.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons