عفرين بوست
رحل مساء السبت 30/09/2023 الروائيّ والسينارست السوريّ خالد خليفة، عن عمر ناهز الـ 59 عاماً، إثر أزمةٍ قلبيّة مفاجئة، ونعته الأوساط الأدبيّة والفنيّة والثقافيّة العربيّة ومختلف الناس على صفحات التواصل الاجتماعيّ.
عُرف خليفة المتحدّر من بلدة مريمين بريف عفرين في شمالي مدينة حلب، في أوساط الثقافة السوريّة بعد عدة كتب أصدرها مطلع التسعينيات ولاقت رواجاً واسعاً.
ومن أشهر المسلسلات التي كتبها “قوس قزح” و”سيرة آل الجلالي” الذي نقل تفاصيل مدينة حلب الاجتماعية والثقافية، ومسلسل “العرّاب” وغيرها.
كما كتب العديد من الروايات التي تحكي عن انقسامات عميقة وهي محظورة في وطنه.
ومن رواياته المعروفة رواية “مديح الكراهية” التي تُرجمت إلى ست لغات، ووصلت للقائمة القصيرة في الجائزةِ العالميّة للرواية العربيّة في دورتها الأولى عام 2008. وقال: نصحوني بمغادرة سوريا بسبب “مديح الكراهية” ولكنني رفضت.
ومن أعماله أيضاً رواية “لم يُصلِّ عليهم أحد” عام 2019، و”الموت عملٌ شاق” عام 2016 التي ترجمت إلى 17 لغة، و”حارس الخديعة” عام 1993.
ومن أقواله: “الكتبُ تطير ولديها أجنحة، وستصل إلى قرائها في أي مكان بالعالم”.
الحلم بالدفن جوار أمه في عفرين
السؤال الوحيد الذي يُطرح على خالد خليفة مراراً: “لماذا لا تزال في سوريا؟” فهو الكاتب السوري الوحيد المعروف الذي لم يغادر البلاد بعد. وفي كل مرة يجيب خليفة على السؤال بشكل مختلف. وفي قراءته في مهرجان برلين الدولي للأدب في سبتمبر/أيلول 2022، قدم روايته الأخيرة “لم يصلِّ عليهم أحد”، أجاب: “أنا شخص كسول، والهجرة متعبة للغاية”.
خالد خليفة لم يغادر سوريا، رغم كلّ الظروف، وكان الموت حاضراً في حديثه، وذكره بمنتهى الحكمة، فقال: إنّ العيشَ لا يعني الوجود فحسب، بل يتعلق أيضاً بمسألة أين تموت؟”. وقال: “من العبث تزوير الموت وجعله مرادفاً للحياة”.
وقال أيضاً: “أريد أن أموتَ في سوريا وأُدفن بجوار والدتي”، في قريته مريمين بريف عفرين المحتل.
وتحدّث عن شوقه لعفرين إلى صديقة له تدعى “هيفين” من أهالي قرية جقاللي بعفرين المحتلة، التي نشرت صورة عن محادثتهما بعد وفاته على صفحتها بالفيسبوك، يقول فيها خالد “المكان الوحيد اللي بيجيني في المنام آخر سنتين عفرين…. ما جاي عبالي مكان غيرها”.
توفي خالد بهدوءٍ في دمشق، ولم تتحقق أمنيته بالدفن بجوار والدته، فالمسافة إلى الشمال السوريّ حيث الاحتلال التركيّ باتت بعيدةً كثيراً بالنسبة لكثيرٍ من السوريين، والطرق المقطوعة هي الأطول على الإطلاق!.
والمفارقة أنّ كل السوريين نعوا خالد خليفة على اختلاف توجهاتهم السياسية والأدبية والفنية على صفحات التواصل الاجتماعي.