عفرين بوست ــ متابعة
نشر موقع الخارجية الأمريكيّة، بتاريخ 17/8/2023، خبر فرض العقوبات على ميليشيات “العمشات والحمزات”، تحت عنوان “تحديد فصيلين سوريين وقادتهما على صلة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان” وذكر بياناً صحفيّاً للمتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر.
وأشار البيان إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بحق اثنين من الميليشيات تتعلق “بانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة المرتكبة في شمال سوريا، بما في ذلك الاختطاف والانتهاكات الجسدية الشديدة والاغتصاب”. وأنه تمت تسمية المدعو “محمد الجاسم” وشقيقه “وليد الجاسم”، وكلاهما من متزعمي “سليمان شاه”، و”سيف بولاد أبو بكر”، متزعم ميليشيا “فرقة الحمزة”، لارتباطهما بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. كما تم تحديد وكالة لبيع السيارات يملكها المدعو “محمد الجاسم”.
وأضاف البيان “تُظهر إجراءات اليوم التزام الولايات المتحدة بتعزيز المساءلة لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بغض النظر عن الفاعل، وتعزيز العدالة للضحايا والناجين من هذه الانتهاكات. إلى جانب حلفائنا وشركائنا، ستواصل الولايات المتحدة دعمنا الثابت لتعزيز احترام كرامة وحقوق الإنسان لجميع السوريين”.
العقوبات الأمريكيّة
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن فرض عقوبات على ميليشيات “سليمان شاه/ العمشات”، و”فرقة الحمزة/الحمزات” ومتزعمين فيهما، وقالت إنّهما مسؤولين أو متواطئين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المقيمين في منطقة عفرين. وشملت العقوبات الأمريكيّة شركة سيارات يملكها “أبو عمشة” في تركيا.
وجاء في البيان “تخضع منطقة عفرين في سوريا إلى حدٍّ كبير لسيطرة خليط من الجماعات المسلحة، يستخدم الكثير منها العنف للسيطرة على حركة البضائع والأشخاص في أراضيهم. فاقمت هذه الجماعات المسلحة من المعاناة التي سبّبتها سنوات من الحرب الأهليّة في شمال سوريا وأعاقت تعافي المنطقة من خلال الانخراط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفئات الضعيفة من السكان”.
قال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات الماليّة بريان إي نيلسون: “يُظهر إجراء اليوم التزامنا المستمر بتعزيز المساءلة لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك في سوريا”. الولايات المتحدة ملتزمة بدعم قدرة الشعب السوريّ على العيش دون خوف من الاستغلال من قبل الجماعات المسلحة ودون خوف من القمع العنيف.
وأضاف: يتم اتخاذ هذا الإجراء وفقًا للأمر التنفيذيّ رقم 13894، الذي يصرّح بفرض عقوبات على الأشخاص الذين تهدد أفعالهم أو سياساتهم السلام والأمن والاستقرار، أو سلامة أراضي سوريا، أو الذين يرتكبون، من بين أمور أخرى، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
الميليشيات السورية المسلحة
وجاء في بيان الخزانة الأمريكيّة: إنّ ميليشيا “سليمان شاه” تعملُ في منطقة عفرين شمال سوريا، حيث يمارس سيطرة كبيرة على السكان المدنيين. وتعرض سكان المنطقة للاختطاف والابتزاز. واستهدفت سكان عفرين الكرد، وكثيرٌ منهم يتعرضون للمضايقات والاختطاف وانتهاكات أخرى إلى أن يضطروا إلى هجر منازلهم أو دفع فدية كبيرة مقابل إعادة ممتلكاتهم أو أفراد عائلاتهم.
“ميليشيا الحمزة”، جماعة معارضة مسلحة أخرى تعمل في شمال سوريا، متورطة في عمليات اختطاف وسرقة ممتلكات وتعذيب. ويدير أيضاً مراكز احتجاز يأوي فيها أولئك الذين اختطفتهم لفترات طويلة. أثناء سجنهم، ويتم احتجاز الضحايا للحصول على فدية، وغالبًا ما يتعرضون للاعتداء الجنسي على أيدي مقاتلي فرقة حمزة.
تم تصنيف لواء سليمان شاه وفرقة حمزة وفقًا للأمر التنفيذيّ رقم 13894، لكونه مسؤولاً عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الشعب السوري أو تواطؤه فيها أو مشاركته بشكل مباشر أو غير مباشر.
متزعمو الميليشيات
1ــ محمد حسين الجاسم (أبو عمشة) هو متزعم ميليشيا “سليمان شاه”. وتحت قيادة أبو عمشة، تم توجيه عناصره لتهجير السكان الكرد قسراً والاستيلاء على ممتلكاتهم، وتوفير منازل مهجورة للسوريين من خارج المنطقة الذين غالباً ما يرتبطون بالمقاتلين في الميليشيا. كما أمر أبو عمشة الميليشيا باختطاف السكان المحليين، وطالب بفدية مقابل الإفراج عنهم ومصادرة ممتلكاتهم كجزءٍ من جهد منظم لزيادة إيرادات الميليشيا، ومن المحتمل أن يدرَّ عشرات الملايين من الدولارات سنويًا. واستند البيان أيضاً إلى ما اعتبرها “مزاعم” أنّ “أبو عمشة” اغتصب زوجة أحد عناصره وهددها هي وأسرتها بالإيذاء إذا لم تلتزم الصمت.
ــ السفير أوتو Al-Safir Oto شركة سيارات مملوكة لأبو عمشة توفر منفذًا له لاستثمار دخله. ويقع المقر الرئيسيّ لشركة السفير أوتو في اسطنبول وتدير مواقع متعددة في جنوب تركيا يديرها متزعمون في ميليشيا “سليمان شاه”. وأورد البيان أنّ أبو عمشة يمتلك السفير أوتو بالشراكة مع متزعم ميليشيا “أحرار الشرقيّة”، المدعو أحمد إحسان فياض الهايس، الذي تمّ إدراجه سابقًا وفقًا للأمر التنفيذي 13894 لقيامه مباشرة بالتصرف أو المزعوم للعمل لصالح أو نيابة عن “أحرار الشرقيّة” أو بشكلٍ غير مباشر.
تم إدراج محمد حسين الجاسم في القائمة وفقًا لأمر التنفيذيّ نفسه، كونه مسؤولاً عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان فيما يتعلق بسوريا أو التواطؤ فيها أو مشاركته بشكل مباشر أو غير مباشر. وتم تصنيف السفير أوتو لكونه مملوكًا أو خاضعًا لسيطرة “محمد حسين الجاسم” بشكل مباشر أو غير مباشر.
2ــ كما شملت العقوبات شقيق “أبو عمشة” الأصغر المدعو “وليد حسين الجاسم”، الذي يشغل دورًا قياديًا في الميليشيا، بما في ذلك العمل كرئيس عندما غادر “أبو عمشة” سوريا للقتال في ليبيا. في مناسبات متعددة، وجه المجلس الإسلاميّ السوريّ تهماً لوليد تتعلق بالاعتداء الجنسيّ على النساء، وتنسيق عمليات الخطف والسرقة والفدية، وورد أنَّ “وليد قتل” سجينًا عجز عن دفع الفدية في عام 2020 بعد شهر من التعذيب، بحسب بيان الخزانة. وتم إدراج وليد حسين الجاسم في القائمة وفقًا للعمل أو الادعاء بالتصرف لصالح أو نيابة عن ميليشيا “سليمان شاه” بشكل مباشر أو غير مباشر.
3ــ المدعو سيف بولاد أبو بكر، متزعم ميليشيا “الحمزة” وصفه بيان الخزانة بأنه “وجهها العام”، وظهر في العديد من مقاطع الفيديو الدعائيّة التي أنتجتها ميليشيا “الحمزة”. واتُهمت ميليشيا “الحمزة” بقمع وحشيّ للسكان المحليين، بما في ذلك اختطاف نساء كرديات وإساءة معاملة السجناء بشدة، ما أدى في بعض الأحيان إلى وفاتهم. وتم إدراج سيف بولاد أبو بكر للتصرف أو الادعاء بالعمل لصالح أو نيابة عن ميليشيا “الحمزة” بشكل مباشر أو غير مباشر.
أبو عمشة يرد
على خلفية العقوبات الأمريكيّة المفروضة بحقه نشر المدعو محمد الجاسم/ أبوعمشة متزعم ميليشيا “سليمان شاه/ العمشات، على موقع إكس، أمس الجمعة، تغريدة ذكر فيها أنّ الهدف من العقوبات الأمريكيّة عليه “سياسيّ بحت”، بحسب قوله، فيما لم يعلّق “الائتلاف” السوري المعارض ولا “الحكومة المؤقتة”.
وفي إشارة إلى شريكه المدعو سيف أبو بكر بولاد قال “أبو عمشة”: إنَّ القوة المشتركة (العمشات والحمزات) لا تعير أيَّ اهتمام للعقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية لأربعة أسباب:
الأول أنَّ الفصيلين لا يملكان أي دولار أمريكيّ واحد خارج مكتبهما الماليّ، والثاني أنّهما لا يملكان أي شركة سواء أكانت سيارات أو غيرها، والسبب الثالث هو أن الهدف من العقوبات كان سياسيًا بحتًا، والرابع أنّ السياسة الأمريكيّة في المنطقة متناقضة وتساوي بين الجلاد والضحية وتكيل بمكيالين، مشيراً إلى دعم أمريكا حزب “العمال الكردستانيّ.
وختم “أبو عمشة”: بأنّ “العمشات” و”الحمزات” يعملان لإرضاء الله ثم الشعب، وشكر كل من تعاطف معه وعلى رأسهم من وصفهم بـ”الأخوة” الأتراك والقطريين.