عفرين بوست ــ متابعة
استقبل الرئيس التركي الثلاثاء 8/8/2023 وفد الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين في المجمع الرئاسيّ بأنقرة برئاسة الأمين العام للاتحاد علي محيي الدين القره داغي في المجمع الرئاسي.
وقال الشيخ المصري محمد الصغير القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين، الذي حضر اللقاء، إنَّ الوفد ضم أكثر من 20 عالِماً من مختلف دول العالم، مشيراً إلى أنَّ الاجتماع استمر ساعتين كاملتين. وأضاف في تغريدة على منصة تويتر، أنّ العلماء عرضوا على الرئيس التركيّ “القضايا الكبرى التي تخصُّ المسلمين لا سيما مَن هاجروا إلى تركيا”. وأضاف “واستقبل الرئيس الوفد استقبالا كريما واحتفى به ووعد خيراً على كل ما عرض عليه”.
ما يجب قراءته في هذا اللقاء المعلن والذي تناقله الإعلام التركيّ، فالوفد الذي يشار إليه بأنّه يضم علمان المسلمين يضم شخصيات معروفة بتوجهاتها وتمثل تنظيم الإخوان المسلمين، وكان إبعاد شخصيات هذا التنظيم شرطاً أساسياً في تحسين العلاقات التركية مع القاهرة، وكذلك مواصلة مسار التطبيع مع دمشق، وجاء اللقاء مع تعثر هذا المسار.
وجاء اللقاء بالتزامن مع الحملة التي أعلنتها وزارة الداخلية التركية ضد المهاجرين غير الشرعيين في تركيا، وصرح وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أنّ بلاده تكافح المهاجرين غير الشرعيين، وأنه أعد خطة للتخلص منهم في غضون 4 ــ 5 أشهر، ومنهم بالطبع عناصر من جماعة الإخوان.
عبارة “القضايا الكبرى التي تخص المسلمين لا سيما من هاجروا إلى تركيا”، تعني قياديي تنظيم الإخوان الذين لجأوا إلى تركيا هرباً من دولهم، وكانت الأراضي التركية منطلقاً لمشروعهم السياسيّ. ووفرت لهم أنقرة الدعم الإعلاميّ وأنشأت الأقنية الفضائية للترويج لأفكاره، ليس ذلك وحسب بل تولت تلك الوسائل الترويج للسياسة التركيّة على أنها مناصرة للشعوب العربية وبررت التدخل التركي والعدوان التركي واحتلالها لمناطق سوريّة.
على الأرض تواصل أنقرة مشاريع الاستيطان في المناطق المحتلة وبخاصة في عفرين، وحوّلت تلك المناطق إلى جيوب لتنظيم الإخوان المسلمين، وكانت التمويلات بإنشاء تلك التجمعات الاستيطانيّة مصدرها من جمعيات إخوانية في قطر والكويت وحتى الأراضي الفلسطينيّة.
من الواضح أنّ الرئيس التركيّ أردوغان سيواصل الاحتفاظ بالورقة الإخوانيّة للضغط على دمشق، وإملاء شروطها، ولعل هذا المعنى الذي قصده رئيس حكومة دمشق في لقائه مع سكاي نيوز عربية عندما أشار إلى أن “الإرهاب صناعة تركيّة”، وجدد المطالبة بالانسحاب التركيّ من المناطق السورية واعتبر أي لقاء له بالرئيس التركيّ وفق شروطه شرعنة للاحتلال.
يُذكر أنّ الوفد الذي التقى الرئيس التركي ضم أكثر من 20 شخصاً من الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين وهم قيادات إخوانيّة من مصر واليمن وليبيا وموريتانيا:
ــ الشيخ علي القره داغي ــ العراق ــ رئيس الاتحاد.
ــ الشيخ راتب النابلسي ــ سوريا
ــ الشيخ أسامة الرفاعي. سوريا
ــ عبد الكريم البكار ــ سوريا
ــ الشيخ علي الصلابي ــ ليبيا
ــ الشيخ عمر عبد الكافي ــ مصر
ــ الشيخ محمد الصغير ــ مصر
ــ الشيخ عبد المجيد الزنداني ــ اليمن
ــ نواف التكروري ــ رئيس اتحاد العلماء الفلسطينيين.
ــ محمد المختار الشنقيطي ــ موريتانيا مدرس في جامعة قطر
وقالت موقع العربيّة، في 9/8/2023 تعقيباً على لقاء وفد الإخوان بالرئيس التركيّ: إنّ السلطات التركية فرضت التركيّة قيوداً مشددة على تحركات عناصر مدانة بالإعدام وتابعة للجماعة أو موالية لها مثل نصر الدين فرج الغزلاني ومجدي سالم ومحمد عبد المقصود وإسلام الغمري ومصطفى البدري، كما رفضت منح الجنسية لعنصر إخوانيّ وهو الدكتور محمد إلهامي الذي يتولى إدارة مركز تابع للجماعة والتوثيق والتأريخ لها ومن قبله رفضت منح الداعية المصري الإخواني المدان بالإعدام وجدي غنيم جنسيتها، كما نزعت الجنسية من نصر الدين غزلاني المدرج اسمه في قوائم الإرهاب الأميركية لصلاته بتنظيم القاعدة.
واحتجزت السلطات التركية عناصر من الإخوان ووضعتهم في سجن غازي عنتاب، وقررت ترحيل من لا يحمل أيّ أوراق هوية أو ثبوتية أو جنسية، كما قررت إيقاف عمليات التجنيس، والإقامات الإنسانيّة، والتنبيه على قيادات الجماعة بوقف استقدام أي عناصر أخرى للبلاد.
وقررت السلطات التركية شن حملات على المناطق التي يقيم فيها عناصر الإخوان وهي باشاك شهير وشيرين ايفلر، وضبط وترحيل كافة العناصر التي تقيم في البلاد بطريقة غير شرعية.
وتستضيف تركيا نحو 5 آلاف إخوانيّ فروا من مصر إليها عقب الثورة ضد الجماعة عام 2013، حصل 2000 منهم على الجنسية التركيّة أو الإقامة فيما يعاني نحو 3000 من عدم حصولهم على إقامات أو جنسية، ولا يحملون أوراقا ثبوتية، وهم من تعاملهم السلطات التركيّة على أنّهم مهاجرون غير شرعيين.