نوفمبر 14. 2024

أخبار

ملف || متينا… القرية الكرديّة التي شهدت التوطين على حساب أهلها الأحياء ومزار الشهداء

عفرين بوست ــ خاص

Metîna ، متينا/ ماتينا أو ماتنلي والاسم المعرب الضحى، ومَتينا: اسم جبل ومنطقة معروفة في جنوب كردستان. و”متينان” من عشائر مللان الكردية.

وهي قرية كبيرة تتبع ناحية شران وتبعد عن مركزها 2.5 كم، وتقع على السفح الغربيّ لهضبة كلسيّة. ويمر منها واد سيلي يتجه نحو نهر عفرين تربتها غضارية كلسية. ويقدر عمر القرية بأربعة قرون ويتجاوز عدد سكانها ألفي نسمة من الكرد الأصلاء، (1934 نسمة بحسب السجل المدني بنهاية 2004). يعمل أهل القرية بالزراعة البعلية والزيتون والحبوب المروية من الآبار الارتوازية (الخضروات – الرمان – المشمش – اللوز) بالإضافة للزراعة بتربية الأغنام والماعز.

العدوان والاحتلال

نتيجة القصف التركي أثناء العدوان تضررت ثلاثة منازل بشكلٍ جزئي وتم استهداف وتعطيل سيارة تكسي لـ”حنان عبد الله” بالرصاص؛ واتخذت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” المسيطرة على القرية منزل “زكي جبولي” مقرّاً عسكرياً، ومنزل “زينب زوجة المرحوم زكريا جعفر” في مفرق القرية مقرّاً للحاجز المسلّح.

تضم القرية أكثر من /250/ منزل، نزح أهالي القرية خلال العدوان التركيّ، عاد منهم نحنو 65 عائلة، أي ما يعادل 200 نسمة، والبقية مهجّرون قسراً.

الاستيطان

وتمَّ توطين نحو ألفي نسمة من المستقدمين (أكثر من 150 عائلة يسكنون في منازل أهالي القرية والبقية في 50 خيمة في محيط القرية و/100/ خيمة في ساحة ومحيط مزار الشهداء المدمّرة). ومعظم المستوطنين ينحدرون من ريفي حمص ودمشق.

بنت سلطات الاحتلال التركيّ بدعم من جمعيات الإخوانية تجمعاً استيطانيّاً شمال غرب القرية على أراضٍ زراعيّة تُقدر مساحتها بـ/7/ هكتارات، ومازال البناء فيها مستمراً، وتم إسكان 400 نسمة على الأقل فيها.

المستوطنة التي تم بناؤها تقع في حقل للزيتون تعود ملكيته للمواطن “خليل عبد الله”، المهجّر قسراً والمقيم في منطقة الشهباء، وتضم المستوطنة 150 منزل، وقد تم قطع أشجار الزيتون من أجل أعمال البناء، فيما قطع المستوطنون الأشجار الباقية، لبناء منازل إضافيّة بشكل عشوائيّ.

– وكانت سلطات الاحتلال قد أنشأت بتمويل جمعيات إخوانيّة كويتيّة، مخيماً باسم “خبز الخير” في موقع قريب من قرية متينا، يُعرف سابقاً باسم مزار الشهيد رفيق، على الطريق القديم إلى زيارة قره جرنه، هذا وتم تحويل المخيم إلى مستوطنةٍ مع مسجد وملحقات خدمية.

وفي إطار حركة دينية متشددة نشطة تشهدها المنطقة، هناك دورات متتالية للأطفال (صفوف 1-7)، تُعطى في المسجد.

15/7/2022 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية المواطنة الكردية “كردستان منان مصطفى” (37 سنة)، من أهالي قرية كيلا – ناحية بلبله/بلبل، من منزلها من حي الأشرفية بمدينة عفرين بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة. وأفرجت عنها بعد أربعة أيام. والمواطنة كردستان متزوجة من أحد أبناء قرية متينا – ناحية شرّا/شران.

السرقات وعمليات الاستيلاء

بُعيد اجتياح القرية سرقت الميليشيات محتويات المنازل من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية ومجموعات الطاقة الكهروضوئية وغيرها، وتم تعفيش باقي محتويات المنازل المستولى عليها بالكامل.

كما سرقت /10/ جرارات زراعية مع ملحقاتها لـ”مصطفى جبولي، سليمان سليمان، مصطفى سليمان، حنان عبد الله، منان سيدو، إدريس حج أحمد، عيسى درويش،…..”، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) عائدة لـ”صبري محمد خليل”، و/4/ مجموعات توليد منزلية، و/8/ غطاسات آبار منزلية، ومجموعة ضخ مياه الشرب للشبكة العامة، ومجموعة ضخ مياه الشرب من بئر البلدية التي تم تجهيزها فيما بعد لأجل بيع المياه لصالح متزعم الميليشيا في القرية، وكذلك سرقت عدادات مياه الشرب، ومحوّلة وكوابل وقسم من أعمدة شبكة الكهرباء العامة، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي وكبلها الضوئي الرئيسي الممتد من بلدة “شران” المجاورة، ومحتويات المدرسة الابتدائية التي تم تجهيزها فيما بَعد بشكلٍ متواضع، وخيمة مجالس العزاء ومستلزماتها وأجهزة الصوت من المسجد، وبعض تجهيزات معصرة زيتون، وكافة أجزاء باص ركاب مركون في القرية وعائد للمواطن “محمد أحمد عمر” من قرية “كَريه”- بلبل ليبقى هيكلاً.

في 26/11/2019 ذكرت “عفرين بوست” أنّ مستوطنين رفضوا إخلاء ثلاثة منازل وتسليمها لأصحابها الموجودين في القرية، كانوا قد استولوا عليها وطالبوا أصحابها بمبلغ مئتي ألف ليرة سورية لقاء إخلاء كلّ بيت. وهددوا بإحراق المنازل وتدميرها بحال عدم قبولهم بدفع المبلغ المطلوب، فيما تحتل القرية ميليشيا “فرقة السلطان مراد”

واستولت الميليشيات على حوالي ألف شجرة زيتون، منها (/300/ لـ مصطفى حنان رشو، /150/ لـ أحمد علي، /100/ لـ يوسف حمو)، وتفرض إتاوة 50% على انتاج مواسم أملاك الغائبين و /1-5/ تنكة زيت زيتون (16كغ صافي) على كل عائلة متواجدة كلّ عام. عدا السرقات المتفرقة التي تطال مختلف المواسم.

التعديات على حقول الزيتون  

قطع المسلحون مئات أشجار الزيتون بشكلٍ جائر، ومعظم الأشجار الحراجيّة في محيط القرية، منها شجرة سنديان معمّرة لعائلة سليمان، وغابة وادي متينا- قطمة، وحوالي /80/ شجرة زيتون عائدة للمواطن “محمد محمد مسلم” بشكلٍ شبه كامل، وحوالي /15/ شجرة صنوبريّة كبيرة عائدة لـ “إبراهيم مسلم”.

وتم قلع أشجار الزيتون على مساحة 6 هكتارات بين قريتي كفرجنة ومتينا، وتسوية الأرض لإنشاء قاعدة عسكريّ تركيّة وتضم أكثر من /3/ آلاف شجرة عمر بعضها أكثر من /100/ سنة، وتعود ملكية الأشجار لعائلتي علي آغا – متينا، حمدوش – كفرجنة”. بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية

المستوطنون الذين يقيمون في مخيم حوالي مقبرة الشهيد رفعت في قرية متينا على الطريق المؤدي إلى مركز ناحية شرا/ شران يقومون بسرقة محصول الزيتون اعتباراً من الآن قبل نضوجه ويبيعونه.

18/9/2019 أقدم مسلحون على حرق أكثر من (٢٠٠) شجرة زيتون تعود أعمارها لأكثر من ٥٠ عاماً الواقعة قبل قرية متينا خلال هذا الأسبوع.

8/2/2020 قطع مسلحو من ميليشيا “السلطان مراد” أكثر من 40 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن “عبد الحنان علي”.

في موسم 2020 قام مسلحو ميليشيا “ملك شاه” بقطاف محصول الزيتون عشوائيّاً في حقول قرية متينا باستقدام عشرات العمال من المخيمات الاستيطانيّة الواقعة في مقبرة الشهيد سيدو في القرية. 

في موسم أيلول 2020 قام بعض المستوطنين المنحدرين من أرياف حمص في قرى شرّا/شران يقومون بضمان حقول الزيتون التي تعود ملكيتها لأهالي عفرين المهجرين من مسلحي ميليشيا السلطان مراد بمبالغ زهيدة جداً، وتم تضمين حقل يضم 160 شجرة زيتون تعود ملكيته للمواطن الكُردي “رشيد حنان” بمبلغ 400 دولار أمريكيّ، وحقل آخر يضم مائتي شجرة للمواطن “رحمان حنان” بمبلغ 500 دولار. ومبلغ الضمان أقل من ربع قيمة الإنتاج عندما يكون مقبولاً، وقد لا يصل إلى عُشر قيمة الموسم، وبذلك لا يمكن أن يغطي تكاليف الإنتاج.

في 5/2/2022 تم قطع أكثر من / 90 / شجرة زيتون في قرية جرنه بناحية شرا وتعود ملكيته لمواطن من أهالي قرية متينا

في 5/10/2022 أقامت ميليشيا “السلطان مراد” حاجزاً مسلّحاً على مفرق قرية متينا، ويقوم بأعمال السلب على الطريق ويفرض إتاوات العبور، وسلب في موسم 2022 كمية زيتون (4 شوالات) من بنات المرحوم “حنان عبد الله” الثلاثة، المقيمات لوحدهن بالقرية.

في أكتوبر 2022 أقدم مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” على سرقة محصول “120” شجرة زيتون ويقع الحقل قرب قرية قورت قلاق وتعود ملكيته للمواطن المهجّر قسراً “حنان رشيد” من أهالي قرية ماتينا، بحجة أنّ صاحبه من مؤيدي الإدارة الذاتية.

في ديسمبر 2022 قطع مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” 45 شجرة زيتون قرب مزار الشهداء “الشهيد رفيق” تعود ملكيتها للمواطن المهجّر قسراً “حسن محمد” من أهالي قرية قورت قلاق.

تدمير مزار الشهداء وتحويله إلى مستوطنة

تعرض مزار الشهيد رفيق للقصف المباشر والمتعمد خلال العدوان التركي في 20/2/2018 ما ألحق أضرراً كبيرة به.

بعد احتلال المنطقة جددت سلطات الاحتلال انتهاك حرمة مزارات الشهداء بدهسها بالدبابات والمجنزرات وحطمت الأضرحة، ومن بينها مزار الشهيد رفيق، وقامت بأعمال تجريف لتحوله إلى مخيم للمستوطنين في أيار 2020

وأظهرت صورٌ تداولها نشطاء على مواقع التواصل في 26/5/2020 الدمار الذي لحق بمزار “الشهيد رفيق” نتيجة اعتداء جيش الاحتلال التركيّ، انتقاماً ممن يرقد فيها من مقاتلي ومقاتلات “قوات سوريا الديمقراطية”، ووحدات حماية الشعب” والمرأة”.

سرقات

في أبريل 2019 نهب مسلحو الميليشيات كابلات الكهرباء من محطة متينا لبيعها كمادة نحاسيّة، رغم أنّ المحطة تقع تحت حراسة 20 مسلحاً من ميليشيا “الشرطة المدنية”، ويتراوح طول الأكبال 20-30 متراً ووزنها نحو 50 كغ.

كانت محطة متينا مستمرة بتغذية مياه الشرب إلى مدينة عفرين حتى الأسبوع ما قبل الأخير من الحرب، بطاقة 2200 م3/ سا، وتُضخّ المياه إلى محطة متينا من سد ميدانكي، حيث يتم تعقيمها وتنقيتها بالكلور والشبة ومجموعة من ست مصافي رمليّة.

وكانت محطة ضخ المياه في متينا قد تعرضت للقصف خلال العدوان التركيّ.

مقر أمني هو الأخطر

في مايو 2020 حوّلت الاستخبارات التركيّة، منزل مواطن كُردي مُهجر “حج منان”، من أهالي ماتينا، ويقع على طريق ماتينا – شران إلى مقر أمنيّ خاص يُعتقل فيه مواطنون كُرد، وكان ميليشيا “السلطان مراد” قد استولت على المنزل وسلمته للاستخبارات التركية. ويعدُّ هذا المقر الأمنيّ الأخطر بالمنطقة، والمعتقل الذي يصل إليه، يتم تحويله إلى داخل الأراضي التركية، وتمارس بحق المحتجزين الكرد فيه شتى صنوف التعذيب والتنكيل.

ويتعرضون لمختلف صنوف الانتهاكات، من اعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، فقد اعتقل العشرات لمدد مختلفة مع فرض غرامات مالية.

اشتباكات في القرية

في 29/9/2021 اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي عشيرة الموالي ومسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” على مفرق قرية متينا. وهاجم مسلحو عشيرة الموالي حواجز “الشرطة المدنية” ومسلحي “الجبهة الشامية” في قرية كفرجنة وحاجزاً لميليشيا “الشرطة المدنية” في قرية متينا. ووقعت الاشتباكات على خلفية اعتقال الشرطة المدنية امرأتين من عشيرة الموالي في مدينة إعزاز تحملان هويات مزورة، وامتدت الاشتباكات إلى ناحية شران. وتسببت بقطع طريق عفرين-كفرجنة، وطريق عفرين-إعزاز، وطريق عفرين- بلبل وعفرين- شرا.

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست الإعلاميّة.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الديمقراطي (يكيتي).

ــ كتاب جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية ــ محمد عبدو علي.

ــ كتاب: عفرين… نهرها وروابيها الخضراء ــ عبد الرحمن محمد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons