ديسمبر 23. 2024

ملف || قرية ديكيه… القرية الكرديّة التي بدأ اجتياحها بجريمة قتل بدم بارد وأرهقتها الاعتقالات والإتاوات

عفرين بوست ــ خاص

Gundî Dîkê، ديكيه، ديك أوباسي ينسب اسم القرية إلى آل ديكو، وهم أول من سكنها. والاسم العثمانيّ يعني “جماعة الديك”.

ديكيه: قرية متوسطة تقع على كتف مرتفع جبليّ حراجيّ متطاول على شكلِ جرفٍ صخريّ يمتد من الشرق إلى الغرب. تتبع ناحية بلبله وتبعد عن مركزها 24 كم إلى الجنوب الغربيّ. يعود تاريخ القرية إلى 3 قرون على الأقل وعدد منازلها نحو 150 منزل وتجاوز عدد سكانها 900 من الكرد الأصليين عشيرة آمكان. ويعمل السكان بزراعة الزيتون والبقول والكرمة بعلاً إضافة لتربية المواشي، كما يعمل بعضهم بصناعة الفحم الخشبي.

الاحتلال والاستيطان

نزح أهل القرية خلال العدوان التركيّ على المنطقة، ونتيجة قصف القرية تدمّر /3/ منازل لـ”نعسان حميد بلال، بكر علي، سيدو خليل كلك” بشكلٍ كلي، ومنازل “حنان معمو، خليل بلو، سيدو رشيد، فوزي بلال” بشكلٍ جزئي. وقد استشهد من أبناء القرية الشاب “صلاح سعيد جميل” (24 سنة) أثناء خدمته في مركزٍ لقوات الأمن الداخلي (الأسايش) نتيجة العدوان على المنطقة.

تُسيطر على القرية ميليشيات “فيلق الشام” التي تتخذ من منزل “عصمت هوريك شيخو” مقرّاً عسكرياً، وقد سرقت كافة محتويات /44/ منزلاً عائداً للغائبين – بعضها لا زالت فارغة – والمؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها من منازل العائدين، و/3/ مجموعات توليد كهربائية منزلية لـ”رشيد عارف، حميد بلال، محمد شيخو”، وسيارتين لـ”صلاح محمد حبش، منان بلال حمو”، و/6/ ماكينات خياطة من ورشة “أولاد نوري شيخو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة. كما عاودت الميليشيا في أواخر مايو 2021 على مدى أيام بسرقة الاكبال الكهربائية في قرى زفنكة وعشونة وديكيه وقيسم.

عاد من أهل القرية نحو 36 عائلة ما يعادل 125 نسمة، والبقية مهجّرون قسراً، وتمّ توطين عشرات عوائل المستوطنين. ولاحقاً مع التصعيد العسكريّ في إدلب، ففي 8/1/2020 تم توطين نحو عشرين عائلة قادمة إدلب في منازل المهجّرين قرية ديكيه، وأجبروا مواطنة أرملة على إخلاء منزلها والسكن في منزل ولدها المقيم بالقرية، وأسكنوا عائلة إدلبية بالقوة مع مسنين آخرين يقيمان لوحدهما في منزلهما. وأغلق المدارس في عدد من القرى ومنها ديكيه لإيواء أعداد أخرى منهم. وفي 22/2/2020 تم توطين نحو 10 عوائل أخرى. وفي سياق خطة التوطين طلبت ميليشيا الشرطة المدنية في بلبله بلوائح اسمية لجمع المنازل وساكنيها تبين أصولهم وتحديد الشاغرة منها وقد تم تنظيم لوائح للمجس بلبل المحلي والاستخبارات التركيّة. 

التضييق على الأهالي

عانت قرية ديكيه منذ بداية سيطرة الميليشيا من وضع مضطرب بسبب الانتهاكات المستمرة ضد الأهالي واضطر بعض المواطنين، للنزوح من منازلهم، وهدد مسلحو الميليشيات الأهالي بحال تقدموا بشكاوى ضدهم لدى سلطات الاحتلال التركيّ، وبخاصة بعد زيارة دوريات تركية للقرية نتيجة تكرار الانتهاكات، ولقائها بالأهالي، ولكن الانتهاكات لم تتوقف.

في سبتمبر 2018 داهم مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” قرية- ديكيه واعتدوا على المواطن شعبان حمو وزوجته في منزلهما، وسرقوا ونهبوا مدخراتهما من الذهب والمال. واعتقلت الميليشيا المواطن منان حمو الذي تعرض في فترة سابقة لعملية السرقة وقُدرّت خسارته المادية نحو 13 مليون ل.س نتيجة عملية الابتزاز والسرقة.

11/8/2022 طلبت الاستخبارات التركية من المختار تسجيل أسماء مواطنين القرية من الرجال، والبالغة أعمارهم ما بين 18 سنة و65 سنة، في قائمة وتسليمها لهم، على أن يبدؤوا التحقيق معهم في 14/8/2022، دون تبيان دواعي التحقيق.

في سبتمبر 2022، طلبت الاستخبارات التركية، من مخاتير قرى بربنه وكوليا وبعدينا وقوتا وديكيه وعشونة وكوركا وحياتيه إعداد قائمة بأسماء العوائل العائدة إلى منازلها في القرية مع بيان وجهة قدومها، في حين تعرض عدد من المواطنين الكرد للاعتقال والاختطاف من بعد عودتهم لمنازلهم وقراهم بقصد التحقيق معهم ومنعهم من استرداد أملاكهم المسلوبة.

7/4/2021 يفرض حاجز ميليشيا “فيلق المجد” بقرية ديكيه 30 ليرة تركية على المواطن حمودة فرح كلما مر صباحاً، يأخذون منه حق الفطور وإذا مر في المساء يأخذون منه حق الغداء”.

وفي سياق التضييق على الأهالي زات الميليشيا في مطلع أكتوبر 2022 عدد الحواجز على الطرقات الواصلة بين نواحي عفرين والمركز، لفرضٍ مزيد من الإتاوات أثناء نقل محاصيلهم من جني الزيتون والفاكهة نحو الأسواق. وأقيمت عدة حواجز على طريق عفرين ــ راجو هي حاجز ميليشيا “فرقة الحمزة” في مفرق بربني /بربند، وثلاثة حواجز في المنطقة الفاصلة بين قرية بربني – قرية ديكيه، إضافة لحاجز راجو الرئيسيّ.

الاعتقالات والاختطاف

تعرّض المتبقون من الأهالي في القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، من قتلٍ وإخفاء قسري واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، فقد اعتقل معظم رجال القرية لمدد مختلفة مع فرض غرامات مالية عليهم،

من أولى حالات الاعتقال والاختطاف اعتقال المواطن أنس فتحي علو في 4/4/2018 من قبل الجنود الأتراك وميليشيا “الحمزات” وفي 20/4/2018 اختطف المواطن “سيدو بيرام” وتم تحويله إلى سجن لميليشيا “فيلق الشام” في قرية ميدان اكبس.

وفي حزيران 2018 اعتقل المواطن محمد زكريا علي (28 سنة) في مدينة عفرين، بعد عودته من منطقة النزوح الشهباء بريف حلب الشمالي وقد مضى على زواجه نحو شهرين.

في 28/9/2019 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة المواطن “محمد سيدو صبري بلو” وزوجته “هيفين بلو” من أمام منزلهما بحي الأشرفية، وساقتهما إلى مركزها في مدرسة الثانوية التجاريّة قرب حديقة نوروز. وفي 2/10/2019 أفرج عن المواطنة “هيفين بلو”، بعد إجراء ما أسمته (التحقيقات)، دون معرفة التهم الموجهة لها. فيما بقي الزوج محمد سيدو بلو ليخضعَ لـ (التحقيقات) بعد مصادرة هاتفه الخاص. وكان المواطن سيدو موظفاً في شركة المياه، واُختطفت مع موظفين كرد لدفعهم لترك أعمالهم وتعيين مستوطنين بدلاً عنهم.

في 24/1/2020 فقد أثر الشاب الكُردي محمد داوود (33 سنة) في مركز مدينة عفرين في ظروف غامضة.

27/1/2020 اقتحم عناصر ميليشيا الأمن السياسي قرية ديكيه، واعتقلوا كل من: مريم سامي، علي حمو، جوان حمو، صلاح بلال، شعبان حمو، زرادشت سامي، أنس بكر.

1/2/2020 تم تبليغ سبعة مواطنين شباب بمراجعة شرطة مركز ناحية بلبل، من بينهم أنس علو وصلاح رشيد علو، ولدى حضورهم إلى المركز منذ ثلاثة أيام تم اعتقالهم وإيداعهم لدى شرطة عفرين، فأطلق سراح اثنين منهم وأبقي على الخمسة الآخرين معتقلين.

3/5/2020 اعتقلت ميليشيا الشرطة المدنية على حاجز القوس الشاب الكُردي ريزان رمزي بلال (34 سنة)، أثناء توجهه من مكان إقامته في حي الأشرفية إلى قريته بتهمة الانتماء لقوات سوريا الديمقراطية.

4/7/2020 اعتقل حاجز مدخل القوس المواطن “ريزان رمزي بلال (37 سنة)، بتهمة الانتماء لحزب PYD، بعد تفييش هويته الشخصية.

في 17/8/2020 ذكرت “عفرين بوست” نقلاً عن مصادرها أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت عن عدد من المعتقلين الكُرد، تفاوتت مدة احتجازهم وتجاوزت سبعة أشهر، وفرضت عليهم دفع اتاوة ماليّة باسم “كفالة مالية” تراوحت بين 800 – 3000 آلاف ليرة تركية. والمواطنين هم: جوان حمو، إدريس عمر، رشيد بلال مقابل 1500 ليرة لكل منهم، أصلان بكر مقابل 3000 ليرة، علي حمو مقابل 2100 ليرة،

وفي 29/8/2020 أفرج عن المواطنين: عكيد حمو” ومنذر حبش بعد شهر من الاحتجاز لدى مليشيا “الشرطة العسكرية.

23/11/2020، اعتقلت الاستخبارات التركيّة المواطن هوكر مصطفى علو (27 سنة)، من منزله بمدينة عفرين، بعد أيام من الإفراج عن والده “مصطفى كولين علو” الذي اعتقل من قبل حاجز الشرطة العسكريّة في مفرق قرية كوكان في 6/11/2020، أثناء توجهه من قريته “ديكيه” إلى مدينة عفرين، وأفرج عنه في 15/11/2020 بعد دفعه مبلغ ألفي ليرة تركية كفدية مالية، لإضافة لمبلغ 500 دولار أمريكي كرشاوي لمسلحي الشرطة.

5/12/2020 استدعت المحكمة التركية عدد من المواطنين الكُرد ممن اختطفوا سابقاً وأُفرج عنهم بعد دفع اتاوة مالية من أجل دفع غرامة إضافيّة، وشمل الاستدعاء عشرات المواطنين، وعرف منهم إدريس عمر/ قرية قره تبه – صلاح علو / قرية ديكيه، وطلبت محكمة عفرين منهم دفع مبلغ ألف ليرة تركية إضافية، علما أنهم دفعوا سابقا مبلغ 800 ليرة تركية مع الحصول على وثيقة تثبت براءة ذمتهم مالياً وقانونياً.

20/12/2020 اختطفت ميليشيات الاحتلال المواطن صلاح عبد الرحمن علو (33 عاماً) وبرفقته كل من: مصطفى حنان علو (37 عاماً)، وحبش أرسلان حبش (46 عاماً). أثناء توجههم من قريتهم إلى قرية شيخ المجاورة، لتقديم واجب العزاء بوفاة والدة زوجة صلاح علو. وأفرجت عنهم في 27/1/2021، من سجن ماراتي/ معراتة المركزي، بعد دفع فدية مالية مقدارها ألفي ليرة تركيّة.

4/7/2022 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة والاستخبارات التركيّة المواطن أحمد منان بلال (31 سنة)، بتهمة الانضمام لوحدات حماية الكردية.

5/7/2022 اعتقلت الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية في عفرين المواطِنين: محمد منان نعسو بلال (27 سنة) من مكان عمله بمطعم كبصو بالمدينة، وصلاح رشيد حمو (39 سنة) بتاريخ 23/8/2022 من منزله بالمدينة

23/8/2022 اعتقلت الاستخبارات التركيّة في ناحية راجو، المواطن صلاح رشيد حمو (39 سنة)، حيث داهمت الدورية القرية وجمعت معلومات عن أهلها ممن انتقل للعيش إلى مدينة عفرين إثر احتلالها للمنطقة، وعلى إثرها اعتقلت المواطن “صلاح” من منزله في حي الأشرفية حوالي الساعة السادسة مساءً. وكانت ميليشيا “فيلق الشام” قد اختطفت قبل يوم واحد في 22/8/2022 ابن عم والده المواطن المسن شيخو حمو (66 سنة)، لدى توجهه إلى مقر الميليشيا بقرية ميدان أكبس، لتسوية وضعه بعد عودته من مدينة حلب وقامت الميليشيا بتسليمه للشرطة العسكريّة بعفرين التي اعتقلته بتهمة العمل في مؤسسات الإدارة الذاتيّة سابقاً وكونه عضواً بمجلس القرية (كومين) وأودعته سجن ماراته المركزيّ، وأفرجت سلطات الاحتلال التركي، عن المواطن صلاح في 20/9/2022 وعن المواطن شيخو حمو في 21/9/2022، وفرضت دفع مبلغ 15 ألف دولار للإفراج عنه.

28/3/2023 اعتقل الحاجز الأمني لميليشيا الشرطة العسكريّة في مدخل مدينة عفرين “حاجز القوس” أربعة مواطنين كرد بينهم ثلاثة قاصرون وهم: شيخو لقمان حمو (27 سنة) – محمد لقمان حمو (16 سنة) – شيخو فرهاد حمو (17 سنة) من أهالي قرية ديكيه، وخليل إدريس (17 سنة) من أهالي قرية حج خليل- راجو، واقتادهم إلى مقر ميليشيا الشرطة العسكرية. وفرضت غرامة مقدارها 15 ألف دولار على كل منهم للإفراج عنهم.   

29/3/2023 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة ليلاً المواطن “صلاح اسماعيل حمو” (44 سنة)، بتهمة ملفقة، لتحصيل المال منه. على خلفية مشاركته في احتجاجات جنديرس، وأطلقت سراحه في اليوم التالي. والمواطن “صلاح” متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وكان يعمل في الأعمال الإنشائية قبل أن يغيّر إلى مهنة الحلاق الرجالية، ويعاني من مشاكل في قلبه. كما نسبوا للمواطن المختطف تهمة تلقيه الأموال من الخارج، ووعود بالتسليح للكرد في المنطقة.

28/4/2023، اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية شيخو لقمان حمو (27 سنة)، محمد لقمان حمو (16 سنة)، شيخو فرهاد حمو (17 سنة) من أهالي قرية ديكيه، والمواطن خليل إدريس (17 سنة)، من أهالي قرية حج خليل، والخامس تاجر حلبي واقتيدوا إلى مقر ميليشيا الشرطة العسكرية، وأفرجت عنهم في 24/5/2023 بعد دفع مبلغ 40 ألف دولار.

5/5/2023 حاول المواطنان نجدت مراد علو (50 سنة)، وأحمد قادر حبش (45 سنة)، عبور الحدود باتجاه الأراضي التركية من جهة مدينة أعزاز، قادمين من مدينة حلب، وانقطعت أخبارهما لأيام، حتى وردت معلومات تفيد بأنّهما محتجزان لدى ميليشيا الشرطة العسكريّة في أعزاز. وفي 11/5/2023 علمت “عفرين بوست” بأنّ ميليشيا الشرطة العسكرية في أعزاز أفرجت عن المواطن نجدت مراد علو، بعد دفع فدية مالية قدرها أربعة آلاف دولار. فيما بقي المواطن أحمد قادر حبش رهن الاحتجاز.

1/7/2023 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة المواطن محمد رشيد محمد (34 سنة) بتهمة الخروج في نوبة حراسة ليليّة إبان الإدارة الذاتية سابقاً، وأفرجت عنه في 10/7/2023، بعد دفعه غرامة 400 دولار.

الاعتقال على الأراضي التركيّة

17/1/2023 اعتقل قسم مكافحة الإرهاب التابع للسلطات التركية المواطن محمد اسماعيل علو (33 سنة)، من مكان عمله في منطقة إسنيورت في مدينة اسطنبول، دون معرفة أسباب اعتقاله. وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على اعتقاله ذكرت مصادر عفرين بوست بأنه تم نقله من سجن اسطنبول إلى سجن أورفا دون التمكن من معرفة التهمة الموجهة ضده، أو يعرض على المحكمة.

الراعي طاهر حبش

جريمة قتل بدم بارد ولا محاسبة

قتلة الراعي الكُردي طاهر حبش “المعاق ذهنياً” من مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” طلقاء يتحكمون في مصائر من تبقى من السكان الأصليين في قرية ديكيه دون محاكمة أو حساب.

كيف قتل طاهر؟

لم يشأ الشاب الكُردي طاهر محمد حبش (39سنة) الخروج من قريته، وفيما كان يسرح بقطيعه من المواشي بعد اجتياح القرية بأربعة أيام في آذار 2018، في الأحراش “جبل هاوار” الواقعة قرب مفرق قرية شيخ إلى جانب رُعاة آخرين، وصل مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” إلى المنطقة، وبدأوا بإطلاق الرصاص الغزيز في الهواء، ما أثار الذعر في نفوس الرُعاة، وحاول طاهر الذي كان يعاني من إعاقة ذهنيّة الهرب، فأطلق مسلح النار عليه من مسافة قريبة، ليرتقي شهيداً.

تقدم أشقاؤه (فريد وصلاح) بشكوى لدى نقطة عسكريّة تابعة لجيش الاحتلال التركيّ في قرية “جيه/جبلية”، إلا أنَّ جنود الاحتلال لم يحركوا ساكناً.

وبعدها بفترة وجيزة، قدمت دورية من ميليشيا “فيلق الشام” من قرية “ميدان أكبس/راجو” واختطفت الشقيقين فريد وصلاح، واقتيدا إلى سجن الميليشيا في ميدان أكبس واحتجزا فيه لشهر ونصف، وتعرضا لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسديّ، بسبب الشكوى التي تقدما بها ضد الميليشيا لدى سلطات الأتراك.

واستولت الميليشيا حينها على شاحنة من طراز “هونداي” من منزلهما بالقرية، وسرقت كافة محتويات منزل المواطن فريد حبش في القرية خلال فترة اختطافه مع شقيقه. وأفرجت الميليشيا عن الشقيقين (فريد وصلاح) بعد إجبارهما على دفع مبلغ 500 ألف ل.س، شرط ألا يفتحا ملف جريمة قتل شقيقهما طاهر.

مواطن عاد من حلب وحوكم مرتين

12/7/2021 اختطفت ميليشيا “الجبهة الشامية” المواطن الكرديّ راغب أحمد علو (32 سنة) من أمام أحد المتاجر في حي الأشرفية في مدينة عفرين المحتلة، بذريعة تعامله مع الإدارة الذاتية، وذلك بعد عودته بثلاثة أيام من مناطق الشهباء حيث كان يقيم، وقد وصل بواسطة مهربين من ميليشيا “الجبهة الشامية” في بلدة مريمين لقاء 700 دولار أمريكي، وكان بصدد جلب عائلته أيضاً، وسلمته الميليشيا للاستخبارات التركيّة. لتقوم مع ميليشيا الشرطة العسكريّة، بزيارة مختار قرية ديكيه للاستفسار عن وضعه. وتم إيداعه في سجن ماراته المركزيّ في عفرين.

وفي أبريل 2022 حكمت محكمة الاحتلال التركيّ بعفرين عليه بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة الانتماء لوحدات حماية الشعب والمشاركة بالأعمال القتالية إبان الإدارة الذاتيّة سابقاً. ثم أعادت محاكمته في 17/8/2022 وأصدرت محكمة الجنايات في مدينة عفرين حكماً بالسجن 12 سنة.

الإتاوات

تفرض ميليشيات الاحتلال إتاوة 50% على انتاج مواسم (الزيتون، العنب، السمّاق، الكرز، اللوز) من أملاك الغائبين الموكّلين لأقرباء لهم، وإتاوة /2-5/ صفيحة زيت زيتون على كل عائلة متواجدة في القرية سنوياً.

في موسم 2020 فرضت ميليشيا “فيلق الشام” إتاوة مقدارها 50% من مواسم مهجري القرية على ألا تقل الاتاوة عن عبوتي زيت الزيتون.

في مايو 2020 فرضت ميليشيا “فيلق الشام” إتاوة نسبتها 50% من محصول الكروم العائدة للمهجرين، من المبيعات، وفرضت إتاوة نسبتها 20% على الموجودين بالقرية، من المبيعات بعد إبراز الفواتير الصادرة من سوق الهال بعفرين.

في أكتوبر 2021، فرضت ميليشيا “فيلق الشام” المكتب الاقتصادي إتاوة عينية على الأهالي بلغ مجموعها 150 تنكة زيت زيتون، كل حسب عدد الأشجار التي يمتلكها. بحجة قيامها بتوفير الحماية لمحصول الزيتون.

الانتهاكات بحق حقول الزيتون والغابات

تستولي ميليشيا “فيلق الشام” على ستة آلاف شجرة زيتون في قرى (زركا – كيلا – ديكي).

واستولت الميليشيا على آلاف الأشجار المثمرة: زيتون، عنب، لوز، منها: /500/ زيتون وكرم عنب لـ رشيد عارف، /600/ زيتون وكرم عنب وكرم كرز لـ سيدو عارف، /1500/ زيتون لعائلة شيخو، /300/ زيتون لـ سيدو خليل كلك، /400/ زيتون لـ حميد بلال، /200/ زيتون لـ محمد حمو، /250/ زيتون لـ شكري خوجة، 50/ زيتون لـ فخري بلال، /100/ زيتون لـ خليل علي، /100/ زيتون لـ محمد داوود، /150/ زيتون لـ هوريك شيخو، /150/ زيتون وكرم لوز لـ عثمان علي، /100/ زيتون وكرم عنب لـ سعيد جميل، كرم عنب لـ حنان علي”.

في 25 يناير 2020 قطع مسلحون من مليشيا “فيلق الشام” /20/ شجرة زيتون بشكل كامل في حقل عند مفرق قرية “قاسم” من جهة قرية “شيخ” وتعود ملكيته للمواطن حسين حبش من أهالي قرية ديكيه.

وقامت الميليشيات بقطعٍ معظم الغابات الطبيعية المحيطة بالقرية – جبال قشلا آليجا Qişla Alîça وكلي كعنيه Geliyê Keniyê، كركي عليجاريهKurkê Elîcarê ، رشيد آغا، إيسيه، وكامل الغابة المعمّرة في المزار جنوبي القرية ومئات أشجار الزيتون واللوز، بغية التحطيب وصناعة الفحم والتجارة. بالإضافة إلى الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية دون أن يجرؤ أحداً على الاعتراض.

31/8/2019 يتم قطع أشجار الغابات الحراجية في جبل هاوار الذي يتواجد في قمته بقرية “چيا” قاعدة عسكرية، وذلك بإشراف الميليشيات المسلحة، منها “فيلق المجد”، حيث يُخرَج يومياً ما بين /10-13/ تريلا جرار من الحطب، ويتم صناعة الفحم في قرية ديكيه لصالح الفيلق؛ وكذلك يتم تقطيع الغابات الطبيعية وصناعة الفحم في جبال قرية خدريا- بلبل.

28/3/2022 ذكرت عفرين بوست أن ميليشيا “فيلق الشام” تمنع أهالي قرية ديكيه من الاحتطاب من الأحراش المنتشرة بالمنطقة الجبلية المحيطة بالقرية. وترسل الميليشيا مسلحيها للاحتطاب وتنقل الحطب إلى مكان تمَّ إحداثه قرب مقبرة قرية ديكيه، وتبيعه للأهالي مقابل مبلغ 110 دولار للطن الواحد.

مفحمة في القرية

في 29/11/2022 ذكرت عفرين بوست أنَّ ميليشيات “فيلق الشام” افتتحت مؤخراً مفحمة على جبل هاوار قرب قرية ديكيه راجو، وتقوم بقطع الأشجار الحراجيّة من سنديان وقلب وزيتون بري لصناعة الفحم والاتجار به.

 ما افتتحت الميليشيا مفاحم نباتيّة أخرى قرب مفرق قرية علمدار وبليلكو وجلا وغيرها من القرى الجبلية الخاضعة لسيطرتها بناحية راجو، وتعتمد تلك المفاحم على الأحطاب التي يقطعها المسلحون والمستوطنون من غابات جبل بلال وجرقا وقره بيل وكذلك على أشجار الزيتون.

كما يقوم المدعو “أبو عبد الله الزربة” أحد متزعم ميليشيات “لواء الشمال” في قرية هوبكا بمنع أي شخص من دخول الغابات المحيطة بالقرية، بهدف احتكار قطع أشجارها الحراجية لصالحه الخاص، إذا يفتتح هو الآخر مفحمة في محيط القرية وينتح الفحم النباتي للاتجار بها.  

ولا تكترث سلطات الاحتلال التركي بالغطاء النباتي والبيئة عموماُ، إذ تضاءلت على مرأها مساحات الغابات الطبيعة والصناعية بشكل “فظيع”، لدرجة أنه اندثرت معها غابات صنوبرية بأكملها وباتت أثراً بعد عين وخاصة في غابات قرية ميدانكي بشراً وكفر صفرة بجنديرس وغيرها الكثير من الغابات الكثيفة.

وسائل الإعلام العاملة في إقليم عفرين المحتل كقنوات سوريا وحلب اليوم وغيرها، تحاول التغطية من خلال تقاريرها على الجرائم التي تطال بيئة عفرين وغاباتها، بتصوير تلك الجرائم بحق الغابات على أنّها مصدر للدخل في ظل الظروف المعيشية الصعبة، رغم أنّ تلك المفاحم يديرها متزعمو ميليشيات “الجيش الوطني”.

28/3/2022 وثقت “عفرين بوست” منع ميليشيا “فيلق الشام” أهالي قرية ديكيه من الاحتطاب من الأحراش المنتشرة بالمنطقة الجبليّة المحيطة بالقرية، بينما ترسل عناصرها للاحتطاب ونقله إلى محل تم إحداثه بالقرب من مقبرة قرية ديكيه وبيعه للأهالي مقابل مبلغ 110 دولار للطن الواحد.

حرائق الغابات

ظهيرة الجمعة 6/6/2020، أُضرم حريق هائل في الغابة الحراجيّة الطبيعية قرب مفرق قرية “چيا”- راجو، الجهة الشمالية من جبل هاوار، ووصل إلى الغابة المحيطة بقرية “شيخ” و “ديك” ونحو جنوب جبل هاوار بمحاذاة وادي “قي- QΔ، ولم تُشاهد فرق إطفاء، حيث قاعدة للجيش التركي عسكرية في قرية “چيا” التي منع أهلها من العودة إليها.

في 21/9/2019، أضرمت النيران في الجبال الواقعة بين قرى قاسم، ديكيه، شيخ، وفي جبل كلاشك المطل على قرية قوبيه بعد تفجير لغم من قبل ميليشيا مسلحة.

سرقة الآثار

في مطلع نوفمبر 2022 بدأ مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” بحفر مواقع أثرية في جبل هاوار تقع بمحاذاة قرية ديكيه بحثاً عن كنوز أثرية.

سرقة المساعدات الإغاثيّة 

في مارس 2023 استولت ميليشيا “فيلق الشام” في ناحية راجو على المساعدات الإغاثية التي خُصصت لمتضرري الزلزال من المواطنين الذين لجأوا لقراهم في ميدان أكبس وعشونة وزركا وديكيه، بحجة أنهم مقيمون بمدينة عفرين وليسوا مقيمين دائمين في القرية.

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست الإعلامية.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ (يكيتي).

– كتاب “جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية”، محمد عبدو علي.

– كتاب “عفرين …. نهرها وروابيها الخضراء”، عبد الرحمن محمد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons