عفرين بوست – خاص
تعرض لاجئون سوريون في مخيم كلس “البيلي” المتاخم للحدود التركية السورية بالقرب من معبر باب السلامة بريف أعزاز، للضرب والتنكيل على يد رجال الأمن المسؤولين عن حراسة المخيم، ومن ثم رحلوهم إلى داخل الأراضي السورية بعد إجبارهم التوقيع على وثيقة “العودة الطوعية”.
وأفاد مراسل “عفرين بوست” بأن الجندرما التركية اعتدوا، بتاريخ 6 يونيو الجاري، على معظم الرجال بالضرب، عُرف من بينهم الشاب “طارق رجب” والذي تعرض لضرب شديد أدى لتكسّر أسنانه ورضوض في مختلف أنحاء جسده، ومن ثم إجباره ومن معه من السوريين التوقيع بقوة السلاح على أوراق رسمية تتعلق بالعودة الطوعية، وحرمانه من حقّه بتقديم شكوى ضد الحارس الذي قام بالاعتداء عليه داخل مخيّم كلس.
وانتشر مقطع مصور للشاب “طارق رجب” على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن تفاصيل تعرضه للضرب، وعن عائلته التي بقيت داخل تركيا فيما هو أصبح بالشمال السوري.
ويوضح “طارق” بأن صاحب المنزل التركي في مدينة اسطنبول طرد زوجته وطفله الرضيع بسبب عدم تمكّن الزوجة من دفع إيجار المنزل، ما جعلها تتوجّه إلى المعابر البرية للعودة إلى سوريا والإلتحاق بزوجها، إلا أنّ المعابر رفضت عبور الزوجة والطفل بحجّة عدم وجود وثيقة ولادة مقيدة في دائرة النفوس للطفل لأنّه من مواليد تركيا.
بالرغم من وجود شهادة حالة ولادة بحوزة الزوجة في أحد مستشفيات اسطنبول ورغم محاولتها لتسجيل الطفل في دائرة النفوس إلا أنّ دائرة النفوس رفضت رفضاً قاطعاً تسجيل الطفل لأنّ الزوجة لا تحمل كمليك الحماية المؤقتة، وبقت مع طفلها مشردة في شوارع مدينة الريحانية عدة أيام.
الشاب “طارق” واحد من أكثر من 300 سوري تم ترحيلهم، خلال اليومين الماضيين، إلى الشمال السوري بعد إجبارهم على التوقيع على وثيقة “العودة الطوعية” والاعتداء على الرجال بالضرب المبرح وشتمهم بالإضافة إلى سرقة أموالهم والهواتف الخليوية.
إذ رحلت السلطات التركية نحو 150 لاجئ سوري عبر معبر السلامة بريف أعزاز بعد احتجازهم عدة أيام في مخيم كلّس، وتم نقل المصابين إلى مشفى أعزاز بريف حلب الشمالي. ورحّلت آخرين عبر معبر الحمام بناحية جنديرس ريف عفرين المحتل.
ووفق “مركز الرصد السوري”، ارتفعت وتيرة ترحيل السوريين من تركيا بعد الانتخابات التركية، والسلطات التركية تستغل المخالفات حتى إن كانت صغيرة كذريعة لترحيل اللاجئين السوريين دون النظر إلى أوضاعهم العائلية، حيث رحّلت، بتاريخ 21 يونيو 2023، حوالي 639 لاجئاً سورياً إلى مناطق الشمال السوري من خلال معبري جرابلس وباب الهوى.