رغم امتلاء بحيرة سد ميدانكي بالمياه نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة التي يشهدها الإقليم في الأسبوعين الأخيرين، يستمر انقطاع مياه الشرب عن مركز إقليم عفرين الكُردي منذ أكثر من شهر، في ظل الفوضى والفلتان الإداري المتعمد من قبل هيئات الامر الواقع التي فرضها الاحتلال التركي لإدارة الإقليم.
وقد اثبتت هذه الهيئات التي شكلها الاحتلال او عمد إلى الاشراف على عملها كمؤسسة المياه في عفرين، وهي مؤسسة تابعة في الأساس للنظام السوري، واستمرت في القيام بأعمالها في ظل حكم الإدارة الذاتية سابقاً، والتي أبقت عليها إلى جانب رفدها بمستلزمات خدمة المنطقة وتيسير امورها.
بيد أنه ومع اطباق الاحتلال العسكري التركي على الإقليم الكردي، قام الاحتلال باختطاف العديد من موظفي مؤسسة المياه، إضافة إلى فصل الكثيرين، ومنها مدير المؤسسة السابق، ليعين الاحتلال مستوطناً من مدينة مارع كمدير عليها.
ويعمل المدير المستوطن على إقامة العراقيل والمعوقات أمام الموظفين الكُرد الذين يملك بعضهم عشرات السنوات من الخبرة في المؤسسة، بغية دفعهم لترك العمل، ما يسمح له بتعيين مستوطنين بدلاً عنهم، فيما اثبتت المؤسسة فشلها الذريع في القيام بواجباتها تجاه المواطنين في عفرين.
وفي هذا السياق، أفاد مُراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم أن سكان مدينة عفرين محرومون من مياه الشرب منذ أكثر من شهر، بسبب انتهاء عقد جمعية بهار الاغاثية مع مجالس الاحتلال، والقاضي بتزويد شركة المياه في المدينة بالمحروقات اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية وأجهزة الضخ.
وأضاف المُراسل أن المستوطن مدير شركة المياه المدعو “عبد القادر الحافظ” يضغط على العاملين في قسم الجباية بالشركة لجمع الفواتير من السكان، رغم انقطاع مياه الشرب عن المدينة منذ أكثر من شهر. مشيرا إلى “أن جباية الفواتير تقتصر على السكان الكُرد فقط بينما يتهرب المستوطنون من عائلات المسلحين من دفع الفواتير.
كما أكد مُراسل “عفرين بوست” أن ميليشيات الاحتلال التركي الإسلامية تستمر في اختطاف مراقب شركة المياه المهندس “أحمد أوسو” منذ نحو شهر ونصف. وقال مراسلنا أن مسلحين من أوساط الميليشيات الإسلامية عرضوا على ذويه دفع مبلغ ألف دولار لقاء الإفراج عنه، رغم أن مدير الشركة الحالي، المستوطن “عبد القادر الحافظ” يتردد عليه في السجن لأخذ المعلومات منه، حول كيفية تشغيل شركة المياه كونه يعتبر خبيراً فيها.
وأضاف المُراسل أن مدير الشركة المستوطن المدعو “الحافظ” ونائب رئيس مجلس الاحتلال المحلي المدعو “محمد حج رشيد” يعملان حالياً على مشروع لتوسعة شركة المياه في المدينة بهدف الاختلاس والسرقة.