بالتزامن مع استمرار الهطولات المطرية الغزيرة في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، تعمد الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي إلى استغلال المخاطر التي تتهدد “سد ميدانكي” بالانهيار، نتيجة سرقتهم لأجهزة القياس والرصد من جسم السد، الامر الذي بات يمنع الاطلاع على أي مشاكل قد تحدث للسد، بما كان يسمح بالتعامل معها وإصلاحها في وقتها.
وبدلاً من البحث عن حلول للمشاكل التي اختلقتها افعالهم، عمد المسلحون بإشراف الاحتلال التركي إلى تعزيز المخاوف بين السكان المحليين وخاصة في المناطق الواقعة في حوض نهر عفرين بهدف بث الرعب بين السكان ودفعهم لترك منازلهم ليتسنى لهم سرقتها ونهبها.
وعلمت “عفرين بوست” من مراسليها في الإقليم أن الميليشيات الإسلامية تتجول في القرى الواقعة في حوض نهر عفرين بأسفل سد ميدانكي في ناحية شرّا/شرّان، كقرية قورتقلاق وغيرها، وكذلك في حي الأشرفية وتنشر شائعة مفادها أن السد سينهار قريباً بغية نشر الخوف بين السكان المحليين ودفعهم لترك منازلهم وأرزاقهم ما يفسح المجال أمامهم لتنفيذ عمليات سرقة ونهب.
وفي السياق، أقدمت ميليشيا “فيلق المجد” التي ضمت إلى صفوفها مؤخرا الفارين من مسلحي “حركة نور الدين الزنكي”، إلى تنفيذ عمليات سرقة متفرقة في مناطق سيطرتها في ناحية راجو وبلبل، طالت الألواح الشمسية وخاصة في قرية كيلا.
كما أقدمت تلك الميليشيا على السطو على نوافذ وأبواب كانت الميليشيات قد قامت بتفكيكها من منازل المهجرين الكُرد وبيعها لذويهم، لتقوم مؤخرا باستردادها قسرا منهم بهدف إعادة تركيبها تلك الأبواب والنوافذ ليسكنوا في تلك المنازل المطرودين من مسلحي الزنكي.
إلى ذلك، أقدم مسلحو الميليشيات الإسلامية يوم أمس السبت، على سرقة كافة محتويات براكية “محل تجاري على الرصيف” تقع بالقرب من مدرسة “العروبة- الشهيد نشأت” والمتخصصة في بيع القهوة “اكسبريس”.
وكانت “عفرين بوست” قد نشرت الاثنين\الخامس والعشرين من مارس، تقريراً حول سد ميدانكي، حذر فيه خبراء من مخاطر تتهدد السد الذي يعتبر المصدر الأول للمياه في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً.
وقال خبراء لـ “عفرين بوست” أن الوضع الراهن للسد خطير، حيث أن منشأة السد تعمل حالياً خارج السيطرة والتحكم ككتلة ركام، وهي مُعرضة للخطر، خاصة الآن في حالة التخزين الأعظمي للبحيرة، حيث يتم تصريف المياه الزائدة عبر المفيض.
وأضاف خبراء إن الخطر الذي قد يتعرض له جسم السد أو إحدى منشآته، ناجم عن تعرض حرم السد في عدة مواقع للقصف الجوي التركي بالصواريخ، وسرقة ونهب كل أجهزة المراقبة والقياس، إضافة لسرقة مصادر الطاقة الكهربائية وشبكة الكابلات الكهربائية الواصلة إلى منشآت السد لتشغيل التجهيزات وبوابات البرج.
وأكد الخبراء لـ “عفرين بوست” أنه ونتيجة سرقة كل تلك الأجهزة من قبل الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له، لم يعد بالإمكان الكشف مسبقاً عن أي خلل قد يحدث في جسم السد، أو في إحدى منشآته لمعالجتها في حينه.
وشدد الخبراء أنه يتعين على الاحتلال التركي باعتباره المسؤول الأول عما آلت إليه الأوضاع في السد، العمل على التعامل مع المخاطر التي قد تؤدي إلى انهياره، وذلك عبر تأمين الحماية لمنطقة السد، إضافة إلى إعادة تأهيل السد وتجهيزاته الكهربائية والالكترونية والميكانيكية وأجهزة القياس والمراقبة.
وخلال عهد الإدارة الذاتية التي شكلها أبناء عفرين من يناير العام 2014 إلى يناير العام 2018، تمت حماية منشآت السد ومحطيها، فيما كان يجري فتح قنوات ري الأراضي في سهول جوم وجنديرس للتروية من مياهها، إضافة إلى تامين دائم لحاجات مدينة عفرين من المياه المعقمة من السد.