عفرين بوست ــ متابعة
استغل الرئيس السوريّ بشار الأسد منصة قمة الجامعة العربيّة في دورتها 32، التي انعقدت في جدة، اليوم 19/5/2023، للرد على تصريحات تركيّة دون أن يسميها بالاسم مباشرة جاعلاً التهديد الإسرائيليّ والتركيّ أهم عناوين المخاطر التي تواجه العرب.
وقال الأسد في كلمته: “علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا، وأضاف: “العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، وهي لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربيّاً بحق الشعب الفلسطينيّ المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي المطعم بنكهة إخوانيّة منحرفة”.
ربط الخطر التركيّ بإسرائيل له دلالات بعيدة إذ لطالما اعتبرت دمشق في خطابها السياسيّ الرسميّ أنّ إسرائيل تمثل خطراً وتهديداً وجوديّاً ووصفتها بالكيان الاحتلالي التوسعيّ.
جاء حديث الأسد بعد يومين من تصريح وزير الداخلية التركيّ سليمان صويلو قال فيه: إنَّ الحكومة التركية لن تجعل من تركيا “مستودعاً للاجئين، لكن السوريين إخواننا، ولا يمكننا إرسالهم إلى الموت، مع وجود فرصة لإرسالهم إلى المناطق الآمنة”.
وأكّد صويلو أنَّ معظم السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هم من حلب، مشيراً إلى أنَّ “حلب هي ضمن حدود ميثاقنا الوطنيّ، أي إن هؤلاء هم شعبنا”.
حلب كانت مضمون تصريحات سابقة لمسؤولين أتراك، وسبق أن قال صويلو في مقابلة على شاشة TGRT التركية، في 5/5/2022، وفي معرض الحديث عن اللاجئين السوريين والمطالبات بإعادتهم إلى سوريا: “يقولون أعدهم إلى سوريا، لنعدهم إلى حلب ولنرَ ما سيحدث بهم”.
كما قال مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، في لقاء متلفز في 23/1/2023: “إنّ الحلَّ الأمثل لإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم بأن تكون حلب تحت السيطرة التركيّة، واعتبر أنه بهذه الطريقة سيعود الملايين من السوريين إلى حلب بمحض إرادتهم.
بالمجمل فإنّ حضور رئيس النظام السوريّ القمة العربيّة بعد أكثر من 11 سنة من المقاطعة العربيّة، يعني رفع الغطاء العربيّ عن كلّ ما يُسمى معارضة سوريّة مناوئة للنظام، فلم يبقَ لها إلا أنقرة والتي انخرطت بدورها في المسار التصالحيّ مع دمشق بضغطٍ روسيّ، وعقد جولة محادثات على مستوى وزراء الخارجية في 10/5/2023، بعد اجتماعين على مستوى وزراء الدفاع والعديد من الاجتماعات الأمنيّة.
وتشترط دمشق لمواصلة مسار التصالح مع أنقرة سحب قواتها من كامل المناطق التي تحتلها شمالي سوريا ووقف دعم المجموعات الإرهابيّة.
وكانت الجامعة العربيّة قد علّقت عضويّة سوريا في اجتماع طارئ لوزراء الخارجيّة العرب عُقد في القاهرة في 12/11/2011، ودعت الجامعة العربية رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب لشغل مقعد سوريا في القمة العربية الـ24 التي انعقدت في الدوحة في 26//3/2013، وأكدت القمة حق الدول الأعضاء بتسليح المعارضة السوريّة، ومنح مقاعد دمشق في الجامعة العربيّة وجميع المنظمات التابعة لها للائتلاف الوطني السوريّ المعارض.