عفرين بوست ــ متابعة
بدأت المباحثات الرباعيّة لوزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا في موسكو اليوم الأربعاء، وذلك قبل أربعة أيام من الانتخابات التركيّة البرلمانية والرئاسيّة.
وقال فيصل المقداد وزير الخارجية السوريّ “نحن مستعدون للانخراط بشكل منفتح وبنّاء انطلاقاً من قناعتنا الدائمة بأن الحوار والنقاش هما السبيل الأفضل للوصول إلى الأهداف المرجوة، طالما أنّ ذلك يستند إلى الاحترام المتبادل لسيادة الدولة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وأوضح المقداد: “أنّه تجمع سوريا وتركيا حدود طويلة وأهداف ومصالح مُشتركة، ونرى أنّه رغم كلّ سلبيات السنوات الماضية، هناك فرصة سانحة للعمل بشكل مُشترك من قِبل الدولتين بمساعدة ودعم الأصدقاء الروس والإيرانيين لتحقيق هذه الأهداف والمصالح بما يخدم تطلعات الشعبين في البلدين”.
وتابع المقداد: “سوريا تتطلّع إلى المستقبل في علاقتها مع الدول الأخرى، بما يحفظ حقوق الشعب السوري ومصالحه الوطنية التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها”.
وأوضح المقداد: “الهدف الأساسيّ بالنسبة لنا هو إنهاء الوجود العسكريّ غير الشرعيّ على الأراضي السوريّة مهما كان شكله، وهذا بالطبع يشمل القوات التركيّة، وبدون التقدّم في هذا الموضوع سنبقى نراوح في مكاننا ولن نصل إلى أيّ نتائج حقيقية، وسنبقى نعمل ونطالب ونصرّ على موضوع الانسحاب”.
ورد المقداد على تصريحات وزير الخارجية التركيّ بأنّ المنظمات الإرهابية ستملأ الفراغ بحال انسحاب القوات التركيّة، وأن ذلك سيشكل خطراً على أمن تركيا، وقال: “ما نطلبه هو أن يكون هناك إقرار علني واضح من تركيا بأنّها ستسحب قواتها من سوريا، وعليه يتم الاتفاق على الخطوات العمليّة لتنفيذ ذلك بشكل منظم ومنسّق ومتفق عليه”.
وفي إشارة فضفاضة تجنب فيها المقداد التحديد وذكر الأسماء، قال: “نؤكد على ضرورة محاربة كلّ التنظيمات الإرهابيّة على الأراضي السوريّة، والقضاء عليها بمختلف مسمياتها، فكل هذه التنظيمات تشكل خطراً على سوريا وعلى الدول الأخرى”.
تضامن روسيّ كامل مع تركيا
أكّد وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف، في كلمة له بمستهل الاجتماع، ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، ووجوب عودة سيطرة الدولة على كلِّ أراضيها، ولكنه خلافاً لحديث وزير الخارجية السوريّ، لم يذكر أدنى إشارة إلى الاحتلال التركيّ لأراضٍ سوريّة أو كما وصفه المقداد بـ”الوجود غير الشرعيّ”، وركّز على رغبة بلاده بدفع مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.
وأعرب لافروف عن أمله “أن تسهم المحادثات بوضع خارطة طريق لإعادة العلاقات السوريّة التركية إلى طبيعتها بحلول موعد الاجتماع الوزاريّ المقبل، على أن يتم رفعها بعد ذلك إلى رؤساء الدول الأمر الذي يفتح إمكانيات جديدة لصيغة “أستانه” بخصوص تسوية الأزمة في سوريا ويؤثر إيجابيّاً على الأوضاع في المنطقة والشرق الأوسط بشكل عام”.
وقال لافروف: إنّ خارطة الطريق تتضمن عدة مبادئ تدعمها منصة أستانه وأهمها احترام سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، واحترام جميع المشاركين لميثاق الأمم المتحدة، وكذلك الحفاظ على علاقات الجوار الودية، والتعاون الوثيق لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، والعمل المشترك لمكافحة الحركات الانفصاليّة المدعومة من الخارج، ومن بين الأشياء التي نؤكد رفضها الوجود العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة على الأراضي السوريّة ونهبها ثرواتها ودعمها الميليشيات الانفصالية في شمال شرق سوريا.
ورغم أنّ المناطق التي تحتلها أنقرة في سوريا باتت الملاذ الآمن لمتزعمي “داعش” الإرهابيّ وقياديه وعناصره وآخرهم المدعو “أبو الحسين الحسينيّ القريشي” الذي قتل في ناحية جنديرس في عفرين المحتلة، إلا أنّ الوزير الروسيّ رمى بالتهمة بعيداً، مشيراً إلى أنّ الأمريكيين بدأوا بتشكيل مجموعات إرهابيّة في محيط الرقة بمشاركة تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابيّة بهدف استخدامهم لزعزعة استقرار الوضع في سوريا في انتهاك للقانون الدوليّ وميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنَّ وزراء دفاع الدول الأربع بحثوا هذه القضية مؤخراً.