ديسمبر 23. 2024

ملف || قرية قره كول تحت سيطرة ميليشيات التركمان المسلحة… انتهاكات مضاعفة وتغيير ديمغرافيّ بنسبة 75%

عفرين بوست ــ خاص

قره كول Qiri Gol أو قره كوليه Qiri Golê  والاسم المعرب: اليابسة- ومعناها “البحيرة الجافة”. يتألف الاسم من مقطعين: Qiri بمعنى يابسة أو جافة بالتركية، وGol  “بحيرة” بالكرديّة والتركية، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى بركة مياه واسعة تتجمع فيها مياه الأمطار والسيول شتاءً وتجفُّ صيفاً، والاسم المعرب “اليابسة” ترجمة جزئيّة للاسم.

قره كول قرية كبيرة تتبع لناحية بلبله وتبعد عن مدينة عفرين شمالاً 31 كم، وعن بلدة بلبل 15 كم جنوباً، تقع فوق كتلة جبلية، تنتشر مساكنها على قمتين فأصبحت قسمان شرقي: قديم وكبير، وغربي حديث وصغير. وتتناثر حولها أحراج السنديان. وعمرها حوالي500عام، ويوجد فوق قمة مرتفعة مزار يسمى مزار مدور.

مؤلفة من حوالي /210/ منازل، وكان فيها حوالي /1300/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، القرية تنقسم إلى ثلاثة أقسام الأول يقع على تل مرتفع شرقاً، والثاني وسط منخفض، والثالث على مرتفع من الجهة الغربية يعمل معظم السكان بالزراعة البعلية على مساحة /517/هـ إلى جانب تربية الأغنام والماعز.

العدوان والاحتلال

تعرضت القرية لقصف جيش الاحتلال التركيّ مرات عديدة خلال العدوان ففي 1/2/2018، قصفت الطائرات التركيّة صباحاً قرى في ناحية بلبله، وحلقت طائرات المسيّرة في سمائها ووقعت اشتباكات عنيفة ومحاولات توغل في عدة قرى منها قره كول، وتعرضت للقصف المدفعي في 7/2/2018 وكان التركيز على مفرق القرية. وكذلك يومي 16/2/2018 و23/2/2018، فيما استهدفها القصف الجوي في 7/3/2018، وتم احتلاها في 14/3/2018. وبسبب العدوان تضررت ثلاثة منازل جزئيّاً.

وفي 16/3/2018 استشهدت المواطنة “فردوس محمد سيدو (64 سنة) وحفيدها الطفل “محمد عارف بكو (12 سنة) في مجزرة حي المحموديّة بعفرين نتيجة القصف التركيّ.

قرية قره كول من بين قرى ناحية بلبله التي تسيطر عليها ميليشيات تركمانيّة وتتقاسم السيطرة عليها ميليشيات “السلطان مراد والحمزات”. وبعد نحو عشرة أيام من الاحتلال قام المسلحون بتجميع الرجال والشباب والقاصرين في ساحة القرية، ووجّهوا إليهم الإهانات وأطلقوا الرصاص الحي قربهم وفوق رؤوسهم، واعتدوا على عدد من الأهالي بالضربِ، ونتيجة مشاهد التخويف والإرهاب مَرِضَ المواطن المسن شيخموس علو (75 سنة) وأُصيب بالخرس.

التغيير الديمغرافيّ

بقي من أهالي القرية نحو 110 عائلة ما يعادل 420 نسمة، (32% من سكانها الأصليين) وأغلبهم مسنون وفيما بقية الأهالي مهجِّرون قسراً، وتم توطين حوالي 200 عائلة أي نحو 1200 نسمة من المستوطنين يسكنون في منازل مستولى عليها، وهناك أكثر من 40 خيمة منصوبة بمحيط القرية. وبذلك يتجاوز عدد المستوطنين ثلاثة أضعاف أهل القرية الأصلاء.

الاستيلاء على الأملاك والحقول

تُسيطر على القرية ميليشيات “السلطان مراد والحمزات”، وتتخذ من ثلاثة منازل مقرات عسكريّة وتعود ملكيتها لعائلة المرحوم أحمد حمو وفيلا نجله صلاح حمو، محمد ياسين أحمد.

كما اُستولي على أملاك جميع الغائبين، وتُقدر بنحو /13/ آلاف شجرة زيتون، وتعود ملكيتها إلى: أولاد طاهر عمر، حبش أحمد ديكو، عارف أحمد ديكو، حنان أحمد ديكو، أنور حسن سيدو، محمد بلال بكو، بلال محمد بكو، خالد بكو، شوكت ياسين، عثمان محمد سيدو، رشيد معمو حسو، بكر عكاش خليل، وأولاد المرحوم محمد دلو.

ممتلكات ومنازل استولي عليها في مدينة عفرين

لم تسلم ممتلكات ومنازل أهالي القرية من عمليات الاستيلاء بالقوة في مدينة عفرين، سواء بغاية للسكن فيها أو الإتجار بها، في 14/10/2021 استولى المدعو “أبو أسعد”، أحد عناصر ميليشيا الشرطة العسكريّة على محضر عقاريّ مساحته 200 م2، يقع في محيط حديقة الأشرفية ويعود للمواطن الكرديّ جمعة محمد.

ومن المنازل التي تم الاستيلاء عليها في مدينة عفرين منزلا المواطنين “حسين عثمان ومحمد عثمان” عند حاجز القوس بمدخل مدينة عفرين الشرقي، ومنزل “محمد حجي” في حي الزيدية، وبناء سكنيّ على الهيكل للمواطن المهجر “أبو حسين” يقع في محيط مدرسة ميسلون (مكتبا ره ش) بحي الأشرفية تم بيعه بثلاثة آلاف دولار. ومنزل المواطن “أحمد محمد”، قرب كازية حي المحموديّة ويستولي عليه مستوطن من حماه، وشقتان سكنيتان للمواطن المهجّر قسراً “كاوا بكر محمد” عند شارع الفيل بحي الأشرفية.

السرقات في القرية

مع اجتياح القرية سرقت الميليشيات معظم محتويات المنازل من مؤن وأثاث وأواني نحاسية وأدوات وتجهيزات كهربائية وغيرها، وميكروباص عدد/2/ لـ”مجيد محمد جابو، محمد جابو” وجرار زراعي عدد/2/ لـ”عائلة المرحوم بلال محمد بكو، مجيد محمد جابو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة، وعدادات مياه الشرب، وكافة تجهيزات محطة ضخ مياه الشرب، وكافة آلات معصرة زيتون ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) عائدتين لـ”بحري طاهر”.

في مطلع فبراير /شباط 2019 اقتحم ثلاثة مسلحين من ميليشيا “الحمزة” بعد منتصف الليل منزل المواطنة الكرديّة المسنة “صديقة كوتو” زوجة المرحوم “أحمد كوتو”، تتجاوز الثمانين عاماً، في قرية “قره كول” وقاموا بعملية سطو وسرقة بتهديدها ووضع السلاح في رأسها، وسلبوها ما تملكه من مال وهو مبلغ 30 ألف ليرة سورية! (أي ما يقارب الـ 60 دولار!).

تكرر عمليات السرقة في القرية، وأتت على شكل موجات واسعة شملت منازل عديدة، مثل منزل الأرملة المسنة “صديقة حنان”.12/7/2020 أقدم المدعو عبدو أبو حسن مسؤول مقر ميليشيا “السلطان مراد” في القرية على سرقة محتويات منزل المواطنة “صديقة حنان” زوجة المرحوم “حنان جابو” من الأدوات الكهربائية والمنزلية وعدة تصليح والتمديدات الكهربائية العائدة لأحد أبنائها المهندس الإلكتروني “هيثم جابو” المقيم خارج عفرين وتقدر قيمتها بملايين الليرات السورية.  علماً بأن منزل المواطنة “صديقة حنان” قد تعرض سابقاً للسرقة منذ حوالي العام. وقامت الميليشيا نفسها بسرقة منها 10 خلايا نحل من إحدى الأسر في القرية.

في 3/10/2022 تعرضت منازل الأهالي في قرية قره كول للسرقة من قبل المستوطنين القاطنين في القرية رغم الشكاوي المقدمة ضدهم لدى ما تسمى “لجنة رد الحقوق والمظالم” في مدينة عفرين المحتلة. وتمت سرقة طنجرة نحاسية وهاون نحاس وأواني المطبخ من منزل المواطنة “أمينة كوتو”، وبطارية جرار زراعيّ وطناجر من منزل المواطن “محمد معمو”، وسرقة لوح طاقة شمسية وجهازDVD وجهاز انفرتر وأواني نحاسيّة من منزل المواطن “أبو محمد حاجي بكو”.

وخلال أول أسبوعين من يناير/كانون الثاني 2023 تعرضت منازل المواطنين الكُرد للسطو وسرقة محتوياتها من قبل مجموعات من المسلحين والمستوطنين، وشملت أكثر من عشرة منازل ومحلاً تجاريّاً، وسرقت منها المؤونة من تنكات الزيت والزيتون وأسطوانات غاز وأغراض منزليّة مختلفة، ومبالغ مالية، وتعود المنازل للمواطنين: 1 ــ أمينة حسين كوتو، 2 ــ أمينة حسينو، 3 ــ جميلة خليل جميلة أرملة أحمد دربو/ لمرتين، 4 ــ حسين حنان بريم، 5 ــ خالدة علي،6 ــ رشيد محمد، 7 ــ سيدو منان، 8 ــ عمر أسد حنان (محل الحلاقة)، 9 ــ عثمان بكو، 10ــ كيبار حسو، 11 ــ مريم محمد، 12ــ حسن أصلان، 13ــ محمد إسماعيل جاويش.

اعتقالات واختطاف

تعرّض المتبقون من أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من اختطاف واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات، ومن بين أوائل المعتقلين المواطن “نوري إبراهيم جابو” (43 سنة) وقد اُعتقل في أوائل أبريل/نيسان 2018 رغم أنّه معاق، وبقي مجهول المصير.

3/2/2021 اعتقل المواطن “اسماعيل جاويش” من أهالي قرية قره كول حاجز للمجموعات المسلحة الموالية لأنقرة أثناء عودته من مدينة عفرين، وتعرض للضرب أثناء احتجازه، وأصيب بكسر في قدمه.

في يوليو/تموز 2021 اعتقلت ما تُسمّى بوحدة “مكافحة الإرهاب” التابعة للاحتلال التركيّ في إعزاز، المواطن “مازن يوسف خليل” وتعرض للتعذيب الشديد وكُسرت رجله.

27/1/2020 شنت ميليشيا “الأمن السياسي” التابعة للاحتلال التركي حملة واعتقلت ثلاثة مواطنين هم “نوري محمد خليل (28 سنة)، أورهان رشيد محمد (23 سنة)، وفرمان عبد الرحمن جابو(27 سنة)” بتهمة أداء واجب الدفاع الذاتيّ سابقاً، واقتادتهم إلى مركزها في مركز الناحية.

ونظراً لتأكد معظم الرجال دون سن الأربعين من تعرضهم للاعتقال، خاصةً في ناحية بلبله، قام كثيرون منهم بتسليم أنفسهم لما تسمى بالشرطة عبر وسطاء من الميليشيات أو المتعاونين مع الاحتلال، فتم احتجازهم عدة أيام ودفعوا مبالغ ماليّة، بما يسمونه “تسوية الوضع”، في مسعى لتجنب الاعتقال المفاجئ والأشد وطأةً عليهم.

19/3/2020 اعتقلت مخابرات الاحتلال التركي الشاب “شيار سليمان حلاق” (25 سنة) والمقيم في مدينة عفرين، أثناء عمله في معبر جنديرس كمترجم وهو يتنقل بين عدة معابر أخرى علماً أنه كان مقيماً في تركيا لمدة تتجاوز سبعة أعوام.

23/7/2020، اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكريّة في مدينة عفرين المواطن “إسماعيل محمد قنبر” في مدخل مدينة عفرين أثناء ذهابه إلى المشفى لمعالجة ابنه المريض بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة، واقتيد إلى جهة مجهولة.

23/3/2021 اختطف مسلحون تابعون للمدعو “أبو سالم” المسؤول الأمنيّ في ميليشيا “الحمزات” المواطن الكرديّ “أسد أحمد حنان” بعد عودته من مدينة حلب، التي سافر إليها لاستكمال إجراءات بيع سيارته (الفراغة)، وبعد يومين أحيل إلى الشرطة العسكرية في مركز ناحية بلبل.

19/3/2022 اعتقلت ميليشيا الأمن السياسيّ في مدينة عفرين المواطن “عصام مصطفى محمد” ابن الممرض “مصطفى أويشة”، بتهمة أداء واجب “الدفاع الذاتيّ”، والمواطن “عصام” يسكن في حي الأشرفية، وسبق أن تعرض للاعتقال من قبل “الأمن السياسي” أيضاً واُحتجز في سجن الراعي لمدة سنتين وتسعة شهور.  

28/3/2022 اعتقلت الاستخبارات التركيّة المواطن الكرديّ “محمد معمو” (26 سنة)، ويعمل خياطاً في مشغل بمدينة عفرين، بتهمة العمل فترة الإدارة الذاتيّة سابقاً. كما اعتقلت بتاريخ 27/3/2022م، المواطن “رشيد محمد معمو” /26/ عاماً.

27/12/2022، اعتقلت ميليشيا الشرطة المدنية المواطن “إبراهيم مدور أبو خليل” (40 سنة) من منزله في حي الأشرفية قرب جامع بلال، دون تهمة واضحة، واقتادته إلى السجن المركزيّ في قرية ماراته، وأفرجت عنه في 14/2/2023 بعد دفع فدية مقدارها 700 دولار، والمواطن “إبراهيم” متزوج ولديه ثلاثة أطفال ويعمل في أعمال حرة.

22/1/2023 اختطفت ميليشيا “الحمزة” المواطن “توفيق حسن أبو خالد” (45 سنة)، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة سابقاً، وسلمته للاستخبارات التركيّة، والمواطن “أبو خالد” يسكن في حي الزيدية بمدينة عفرين ولديه محل لبيع الحطب.

4/2/2023 اختطفت ميليشيا “السلطان مراد” المواطن “نضال عمر” (39 سنة)، أي قبل وقوع الزلزال بيومين، بقصد الاستيلاء على المنزل الذي يقيم فيه والكائن عند خزان المياه في حي الزيدية بمدينة عفرين المحتلة، وتعود ملكيّة المنزل لأحد أقاربه والمقيم بإقليم كردستان العراق. وأفرج عن المواطن نضال في 16/2/2023 بعدما دفع والده فدية عينيّة هي 30 عبوة (تنكة) زيت.

اختطاف فتاة ومسرحية

26/11/2022 أقدم مسلحون بالتنسيق مع اثنين آخرين من مستوطني حمص، على اختطاف الفتاة الكرديّة القاصر “مريم نوري إبراهيم خليل جابو” (17 سنة) من منزلها في القرية قبل أسبوع من زفافها مستغلين غياب والدة الفتاة عن المنزل. الخاطفون وضعوا الفتاة في الصندوق الخلفيّ للسيارة، والتي كانت قصدت سوق بلدة ميدانكي، لشراء لوازم للتحضير لزفاف ابنتها المحدد بتاريخ الجمعة 2/12/2022، وكانت مخطوبة لابن عمها، واقتادوها إلى مدينة عفرين.

وتمّت عملية الاختطاف بالتواطؤ مع مستوطن في المنزل المجاور وهو الذي سهّل دخول الخاطفين إلى منزل الفتاة، وإثر الاختطاف تم تعميم اسم الفتاة على ميليشيا الشرطة العسكرية من قبل أعمامها، وعُثر عليها بعد ساعات مكبّلة في صندوق سيارة مركونة بمدينة عفرين، وأعلن أنّ ميليشيا الشرطة والأمن العام تمكنت من تحرير الفتاة مريم على أحد الحواجز ولتعود الفتاة إلى منزلها بعد ساعات من اختطافها.

وادّعت ميليشيا الشرطة العسكريّة وجود عصابة للاتجار بالأعضاء البشريّة وأنها هي التي اختطفت الفتاة “مريم” فاستدعتها مع والدتها إلى مدينة عفرين مرتين للتحقيق، في محاولة لإبعاد التهمة عن المسلحين المسيطرين على القرية، ولم تكشف ميليشيا الشرطة العسكريّة عن هوية الخاطفين، وزعمت أنهم عصابة للاتجار بالأعضاء البشريّة، ما يؤكد أنّ الخاطفين من مسلحي الميليشيات المسيطرة على القرية.

يُذكر أنّ والد الفتاة “مريم” المواطن “نوري إبراهيم الخليل جابو” (46 سنة) لا يزال مصيره مجهولاً منذ اختطافه في القرية من قبل مسلحي مجموعة الصفوة التابعة لميليشيا “السلطان مراد” في 2/4/2018.

تنمر مستوطنين واعتداء على المواطنين الكُرد

20/3/2019 تعرض المواطن “سعيد حنان” (67 سنة) للضرب من قبل مسلحين بسبب إيقاد شعلة نوروز.

في أغسطس/آب 2020، وفي حادث تنمرٍ اعتدى فتيان من أبناء مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” على أحد أولاد القرية وضربوه ضرباً مبرحاً، ودافعت عنه نساء وأطفال مقربين من المعتدى عليه، فتدخل مسلحون من ميليشيا “الحمزات” واحتجزوا الشاب وأجبروا عائلته على مصالحة المعتدين.

في 16/10/2020 أقدم مستوطنون على ضرب المواطن “زكريا حسين بكو” بشكلٍ وحشيّ بحجّةِ رمي ولده الصغير الذي لا يتجاوز الخمس سنوات الحجارة على منزل يسكنه مستوطن، وتطورت المشاجرة من قبلهم، وأظهر خلالها المستوطنون الكراهية والعنصرية، وضربوا المواطن “فؤاد” صاحب البقالية والمواطن “حنيف سيدو”.

المواطنون المعتدى عليهم تقدموا شكوى بحق المستوطنين المعتدين، لدى ميليشيا الشرطة المدنية في مركز الناحية، لكنها لم تتخذ أية إجراءات بحقهم، ولا حتى على مستوى التحقيق.

أهالي القرية يمنعون قطع الأشجار والسرقة

في 5/8/2020 تصدى أهالي القرية لمسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” أرادوا قطع أشجار الزيتون في قريتهم، ومنعوهم، بعد عراك معهم استخدموا فيها العصي لتتدخل سلطات الاحتلال لفض العراك.

وفي حادثة أخرى 17/8/2020 تصدت مجموعة نساء كُرد من أهالي القرية لمستوطن ينحدر من الغوطة، كان يسرق التين من بستان المواطن “أبو اصطيف”، وحاولت صاحبة الحقل منعه إلا أنّه لم يستجب، لتحضر بعد ذلك عدداً من نساء القرية ومعهن العصي وطردنه من الحقل بالقوة.

إتاوات على الزيتون وقطع الأشجار

فُرضت إتاوة 10-20% على إنتاج أملاك الموجودين، عدا حالات سرقة ثمار الزيتون من الحقول عشوائيّاً؛ وكذلك موسم ورق العنب قبل المسلحين والمستوطنين. كما تتم زراعة الحقول المستولى عليها بالعدس والجلبان وغيرهما، ما يؤدي لإيذاء أشجار الزيتون.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 تم قطع حوالي /40/ شجرة زيتون بجانب الطريق المؤدي للقرية وعائدة لعائلة المرحوم “عارف أحمد ديكو”، وأيضاً حوالي /50/ شجرة زيتون عائدة للمواطن “سيدو جولاق كوتانلي” بذات الموقع. وفي سبتمر/أيلول 2022 قطع أكثر من 200 شجرة لوز لأحد مواطني القرية.

وقامت الميليشيات بقطع آلاف أشجار الزيتون بشكلٍ جائر، والغابة الحراجية المطلّة على القرية في جبل هاوار، وأشجار الصنوبر مرخي بكر ــ بريه سيلنك- Pirê Sêling مقابل مفرق قره كوليه، بغاية التحطيب والتجارة.

أقدم مسلحو ميليشيا “السلطان مراد”، على تدمير مزار تل “مدور” الإسلاميّ وقطعوا الأشجار المحيطة بالمزار، وكان قد تعرض للقصف أثناء العدوان، وحفر المسلحون داخل المزار بحثاً عنن كنوز دفينة، كما سرقوا حديد سقف المزار.

وتُجبر ميليشيا “السلطان مراد” أحياناً أصحاب الجرارات من أهالي القرية على تأمين صهاريج مياه الشرب لمنازل عناصرها والمستوطنين مجاناً.  كما تُصادر الحطب من الأهالي أيضاً.

تضمين الحقول لتجنب السرقة

يضطر أهالي القرية إلى تضمين حقول الزيتون وبخاصة التي تعود ملكيتها للمهجرين قسراً، للمستوطنين قبل المواقيت المتعارف عليها، خشية استباحتها وتحويلها إلى مراعٍ لماشيتهم وإلحاق الضرر بأشجار الزيتون.

وفي 22/7/2021 قام مسلحو ميليشيا “السلطان مراد”، بضمان كروم الزيتون التي تعود ملكيتها لأهالي عفرين المهجرين، للمستوطنين وذلك قبل المواقيت المتعارف عليها، كما استباح المستوطنون تلك الكروم بتحويلها إلى مراعٍ، لماشيتهم ما ألحق أضراراً مباشرة بأشجار الزيتون.

وفي 15/4/2022 مساءً، أقدمت مجموعة مسلحة تابعة لمتزعم في ميليشيا “فرقة الحمزة” على إطلاق النار على قطيع أغنام لرعاة مستوطنين بعد تضمين حقول الزيتون الخاصة بأهالي القرية.

المدعو “عبد المنعم الفارس” وهو متزعم في ميليشيا “الحمزة” قام بتضمين حقول الزيتون إلى مستوطنين رعاة أغنام لقاء 250 دولار أمريكي، وطلب منهم الرعي ليلاً لتفادي الاصطدام مع أهالي القرية. إلا أن مجموعة عناصر مسلحة تابعة للمتزعم أقدمت على الهجوم على رعاة أغنام مساءً وقتلت 22 رأس غنم وسرقت 25 رأس غنم أخرى، كما أصيبت امرأة مستوطنة.

الوفاة قهراً

في 23/1/2023، توفيت المسنة الكرديّة “صباح محمد حسين” (82 سنة) وحيدة في منزلها الواقع بحارة الشيخ حمزة في حي الأشرفية قرب حاجز القوس بالمدخل الشرقي لمدينة عفرين، بعدما قضت أكثر من ثلاث سنوات قهراً على فقدان ابنها، فيما استولى مستوطن إدلبيّ على محتويات منزلها سابقاً وعلى المنزل ومدخراتها بعد وفاتها.

لم يعلم أحد من الجيران بوفاة المواطنة المسنة “صباح” في منزلها وحيدة حتى اليوم التالي ليقوموا بدفنها مباشرة. وبادر المستوطن المدعو “أبو حمدو المعرزافي” والمنحدر من خان شيخون بريف إدلب، والذي يعمل مسؤول إغاثيّ في الحي، إلى الاستيلاء على المنزل مباشرة ووضع يده على ما تبقى من محتوياته مع مدخرات المرحومة.

وعمد مسلحو ميليشيا “لواء المعتصم”، إلى سرقة كافة الأثاث المنزليّ في بيتها، حيث لم تعد تملك سوى حصيرة وبطانية، كانت تنقلها إلى أمام المنزل عند الخروج للشمس للتدفئة، بسبب افتقادها الحطب لتشغيل مدفأتها.

في مايو/أيار 2022 استولى المدعو “أبو حمدو” على منزل المسنة “صباح” وأقام جداراً فاصلاً مستغلاً عدم وجود أقرباء لها في عفرين. وقسّم المنزل إلى ثلاثة أقسام، وأسكن ابنه وهو عنصر في ميليشيا الشرطة المدنيّة في أحدها، وأجّر القسم الثاني لصالحه بمبلغ قدره 200 ليرة تركيّة شهرياً، بينما أسكن المواطنة “صباح” في غرفة صغيرة. وفي 25/5/2022 باع المدعو “أبو حمدو” بالاتفاق مع عنصر ينحدر من الغوطة وهو عنصر في ميليشيا الشرطة المدنية، محتويات المنزل، وسرق منها مبلغ قدره 175 ألف ل.س.

وكان المدعو “أبو حمدو” يستولي المعونات الشهريّة باسم المواطنة “صباح”، ويحرمها منها لأسبابٍ عنصريّة، رغم حاجتها لعدم وجود معيل لها في عفرين بعد اختطاف ولدها، إضافة لسوء وضعها الصحيّ.

ونشرت “عفرين بوست” في 28/12/2019، مقطعاً مصوراً للمرحومة “صباح” (زوجها المتوفي سابقاً من أهالي قرية كفر دليه) وقد نال الفقر منها عقب اختطاف ولدها من قبل مسلحي الميليشيات الإسلامية بعد الاحتلال التركيّ لإقليم عفرين، وبقي مصيره مجهولاً، فيما بقية أولادها مهجرون ويقيمون في الشهباء وحلب.

في 15/10/2019، اختطف مسلحون ملثمون المواطن “رستم عكاش خليل” (51 سنة) أثناء وجود في حقل زيتون مع أسرته، وأفرجوا عنه بعد يوم من التعذيب وصادروا سيارته من نوع “هونداي” الحديثة، وعلى خلفية الحادث عاني ظروفاً قاسيةً وأصيب بمرض عضال، واضطّر للهجرة القسريّة إلى حلب بتاريخ 3/5/2021 ليتوفى فيها بتاريخ 28/5/2021.

إصابة في تفجير مفخخ

وأصيب المواطن “عبد القادر عثمان (38 سنة) – حسن معمو (46سنة)” في تفجير شاحنة مفخخة في محيط سوق الأربعاء (البازار) في 30/1/2021.

المصادر:

ــ شبكة عفرين بوست.

ــ التقارير الأسبوعية لحزب الوحدة الديمقراطي الكرديّ (يكيتي).

ــ كتاب جبل الكرد (عفرين) دراسة جغرافية ــ الدكتور محمد عبدو علي.

ــ كتاب: عفرين … نهرها وروابيها الخضراء ــ الكاتب عبد الرحمن محمد.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons