عفرين بوست ــ متابعة
أصدرت ميليشيا “صقور الشمال” بياناً أنكرت فيه استهداف عنصر من تنظيم “داعش” فجر الإثنين 17/4/2023، وقالت إنّ مسلحيها تعرضوا للاستهداف المباشر، وأنّ مسلحيها قاموا بواجبهم بحماية المدنيين، كما تنكرت فيه لمقتل قياديّ “داعش” بعد تداول صورة جثته.
لماذا تنكر أنقرة وجود عناصر “داعش” في مناطق نفوذها؟
من الواضح أنّ البيان صدر بإيعاز تركيّ، والهدف إنكار استهداف عناصر “داعش” في منطقة تخضع لسيطرة جيش الاحتلال التركيّ، إذ لطالما استهدفت قوات التحالف الدوليّة قياديين من تنظيم “داعش” الإرهابي في المناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ في رأس العين وجرابلس والباب وعفرين.
كما يأتي الإنكار رداً مباشراً على الغضب الأمريكيّ من أنقرة على خلفيّة قصف مسيّرة تركيّة موقعاً في مطار السليمانية في 7/4/2023، واستهدف القصف قائد قوات سوريا الديمقراطيّة مظلوم عبدي في محاولة لاغتياله عندما كان برفقة ضباط أمريكيين، وذلك بعد اجتماع حضره مع مسؤولين أمريكيين وقيادة الاتحاد الوطني الكردستانيّ في مقر مكافحة الإرهاب في السليمانيّة، ولم تلتزم أنقرة بالتحذير الأمريكيّ.
الحقيقة التي نقلوها وتنكروا لها
جاء بيان ميليشيا “صقور الشام” مناقضاً كليّاً لكل المعلومات التي تناقلتها المواقع والمعرفات المحسوبة على الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ، وأوردت لحظة بلحظة خبر تنفيذ قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي ي قرية الغندورة بريف جرابلس وقالت إنها استهدفت خلية تابعة لتنظيم “داعش”.
وجاء في حيثيات الخبر أنّه جرى النداء باسم المطلوبين لتسليم أنفسهم وتجنب وقع اشتباك، وجرى اقتحام منزل في قرية سويدة، اُستهدفت مجموعة تابعة للمدعو “أبو ضياء صقور” بسبب إيوائها لعناصر من تنظيم “داعش” دخلوا إلى جرابلس منذ فترة قريبة عبر طرق التهريب.
وتتابعت المعلومات حول تفاصيل العملية والاشتباكات وقالوا إن حوامة تم إعطابها وأنّ قوات التحالف باتت محاصرة وعاجزة عن الانسحاب وألحقت بها خسائر كبيرة، وتم التهليل لذلك على أنّه إنجاز عسكريّ كبير.
يسكن المنزل في قرية سويدة الذي اُستهدف بعملية الانزال من قبل التحالف المدعو “أبو طالب السفراني” وينحدر من مدينة السفيرة، وقد سكنه منذ مدة قصيرة. وقالت المواقع نفسها أنّ العملية أفضت إلى مقتل المدعو “إبراهيم المعن” الملقب (دلهم) وهو عنصر في تنظيم “داعش”، وقيل إنّه معتقل سابق في سجن لدى الإدارة الذاتيّة وقدم منذ 6 أشهر. وتم نشر صورة لقتيل على نطاق واسع.
ونقلت تلك المواقع عمن وصفته بمسؤول عسكريّ في ميليشيا “صقور الشمال”، أنّ طائرات التحالف قامت بعملية إنزال بقرية السويدية التابعة للغندورة، وأنّ الشخص المستهدف يدعى “عايد الهلال” وأنّه نازح منذ ستة أشهر إلى المنطقة، وينحدر من منطقة السفيرة ولا ينتمي لميليشيا “صقور الشمال”. ونُقل عنه أيضاً أنهّ أثناء عملية الإنزال خرج أهالي الحي من منازلهم ليستهدفهم التحالف الدوليّ ويقتل اثنين من مسلحيهم أثناء خروجهم من منازلهم لتفقد ما يحصل!
يُذكر أنّ قوات التحالف الدوليّ نفذت عملية إنزال جوي في أولى ساعات يوم 17/4/2023، بقوة عسكرية قواتها سبع حوامات عسكرية، وبالنتيجة قُتل “إبراهيم المعن” الملقب (دلهم) وأُلقيت جثته على أطراف قرية حجر الأسود، كما قُتل كلٌ من: “حجي المعن ابن أبو سعود ومحمد السلطان” ويحملان بطاقات تعريفيّة صادرة عن مجلس الغندورة المحليّ، ويعملان ضمن ميليشيا “صقور الشمال”، واُعتقل شخص يدعى “عايد هلال أبو طالب” من أبناء السفيرة، وهو قياديّ في تنظيم “داعش”.
وذكر بيان القيادة المركزية الأمريكيّة تنفيذ عملية إنزال جويّ استهدفت قيادياً بارزاً في “داعش”، فجر الاثنين، وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل جو بوسينو: “نعتقد أنَّ الغارة قتلت قائداً بارزاً في داعش بسوريا، وهو مخطط عمليات التنظيم ومسؤول عن التخطيط لهجمات إرهابيّة في الشرق الأوسط وأوروبا”.