عفرين بوست ــ متابعة
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة مظلوم عبدي، إنه يأمل في انضمام قواته مستقبلاً إلى الجيش السوري، وربط بدء المفاوضات مع أنقرة بإنهاء احتلالها للأراضي السوريّة.
جاء حديث مظلوم عبدي في لقاء أجرته قناة “الشرق” المصريّة أمس الخميس، وقال إنّ “قسد” تريد تطوير علاقاتها مع “النظام السوري” لكنه “يتعنت” في ذلك.
وفي تأكيد لهوية قوات سوريا الديمقراطية قال عبدي: “قسد قوات سوريّة وجزءٌ من منظومة الدفاع عن الأراضي السوريّة، وقوة لا يستهان بها يفوق عدد مقاتليها الــ100 ألف”، وشدد على وجوب أن تكون ضمن “منظومة الدفاع عن سوريا”.
وكرر عبدي ومسؤولين في الإدارة الذاتيّة هذا المطلب في تصريحاتٍ إعلاميّة عديدة خلال السنوات الماضية، لكن دون الوصول إلى أيّ تفاهمات حول ذلك بين الجانبين.
وعن الحل في سوريا قال عبدي إنّه “يجب أن يأخذ قسد بعين الاعتبار، وأبلغنا الدولة السوريّة والتحالف الدوليّ بذلك، فقوات سوريا الديمقراطيّة مستمرة في محاربتها لتنظيم داعش، وفي نفس الوقت ستحمي مناطقها، عدا ذلك لن نقبلَ بأيّ حلٍّ أو تسوية”.
وحول الانفتاح العربيّ الأخير على دمشق ومساعي أنقرة للتطبيع معها، قال عبدي إنّه “لا يجب أن تكون على حساب الشعب السوريّ، ولا على حساب الحل السياسي”، مضيفاً أنّ “الشعب الكرديّ ضد أن يكون التطبيع على حساب دمائه، وعليه، فإن موقفنا من هذه العلاقات هو أن لا ينسوا الحل السياسيّ أيضاً”.
ولفت عبدي إلى وجود علاقات بين “قسد” مع النظام السوريّ، ولكن “دون نتائج”، موضحاً أنّ “الدولة السوريّة ليست مستعدة الآن للحل الذي يجب أن يكون وفق مصلحة الشعب السوريّ وشعوب شمال وشرق سوريا”.
التفاوض مع أنقرة مشروط
ورداً على حول العلاقات مع تركيا، رفض عبدي “أي اتفاقات تطلق يد أنقرة في سوريا وتهدر دماء قوات سوريا الديمقراطية”، لكنه أعرب عن الاستعداد للتفاوض مع تركيا بشرط أن تنهي احتلالها للأراضي السوريّة”.
وأضاف: “تركيا تحتل أراضينا وهجرت أهالينا من عفرين، ورأس العين، وتل أبيض، ولكن إذا كانت مستعدة للحوار معنا بشأن إنهاء الاحتلال والتغيير الديموغرافي وإيقاف هجماتها ضد شعبنا، فنحن مستعدون للحوار مع أنقرة”.
وأشار عبدي إلى أن “الدولة السورية لها اتفاقات مع تركيا لا سيما اتفاق أضنة المبرم عام 1998، والذي كان ضد الكرد بسوريا، لكن رأينا بأن التقارب بين أنقرة ودمشق لم يفض لأي نتيجة، بل كانت نتيجة ذلك التقارب، هو الأزمة السورية، وثورة الشعب السوري، وما جلبته من ويلات”.
وأشار إلى أن “يجب أن يكون إنهاء الاحتلال التركي من أولويات الدولة السورية”، معتبراً أنه عدا ذلك “ستكون تلك العلاقات بين الجانبين ضدنا، وستعمق الأزمة السورية، وسنقاوم ذلك، ولن نسمح بنجاح مخططاتهم”.
مصر تجدد مطالبة أنقرة بالانسحاب
تزامنت تصريحات قائد قوات سوريا الديمقراطية مع مؤتمر صحفيّ عقد في أنقرة الخميس، وضم وزيري الخارجية المصريّ سامح شكريّ والتركيّ مولود جاويش أوغلو، ودعا الوزير المصري تركيا إلى سحب قواتها من سوريا.
وقال شكري إن القاهرة تريد مواصلة تحسين العلاقات التي انقطعت إثر إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، وأشار إلى “وجود تباينات حول سوريا” حيث تنشر تركيا قوات وتدعم فصائل معارضة في الحرب التي تشهدها البلاد، بحسب ما جاء.
وشدّد شكري على “ضرورة الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ووجوب انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية”.
وسبق أن دعت القاهرة في مناسبات عديدة أنقرة إلى سحب قواتها من شمال سوريا وعدم التدخل في شؤون الدول العربية المجاورة.
وفيما يبدو أن الرد التركي على الموقف المصريّ جاء على لسان وزير الخارجية أوغلو في لقاء على قناة Habertürk أمس الخميس: “إنّ الاتصالات مع سوريا ممكنة في المستقبل، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به. ونحن لن نقبل بأيّ شروط مسبقة. ولن نقبل بشرط انسحاب قواتنا من أراضي سوريا من أجل التفاوض، إذ أننا سنغادر لتبدأ التهديدات ضدنا من جديد“. وزعم أنّ الهدف هو إحياء العمليّة السياسيّة.
وتعتبر زيارة الوزير المصري سامح شكري هي الجولة الثالثة من المحادثات بين الجانبية، في إطار مسعى للتقارب بعد أزمة العلاقات بين البلدين على خلفية الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في 30 يونيو 213. واتهم الرئيس التركيّ أردوغان لاحقاً باغتياله.
تريث في التطبيع مع أنقرة وتعويل على الانفتاح العربي
من اللافت أنّ لقاءات وزيري الخارجية التركي والمصريّ تقترن مع لقاءات مصرية سوريّة، فقد زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد القاهرة مطلع الشهر الجاري، وبعد الزلزال المدمر في 6/2/2023، زار سامح شكري تركيا في 27/2/2023، وذلك بعد زيارة إلى دمشق.
ويشير مراقبون إلى أنّ دمشق تتريث في مسار التطبيع مع أنقرة، خلافاً لإرادة موسكو، والمسألة تتعلق بالاختبار القادم الذي يحدد مصير حزب العدالة والتنمية، وتعوّل أكثر على الانفتاح العربيّ عليها بعد قطيعة بدأت مع الأزمة السوريّة، وفي هذا السياق جاءت زيارة وزير الخارجية السوريّ إلى الرياض وذلك قبيل اجتماع عربي موسع في الرياض يعقد اليوم الجمعة في الرياض، ويضمُّ وزراء خارجية العراق والأردن ومصر ودول مجلس التعاون الخليجيّ.
ويؤكد مراقبون أنّ التقارب العربي مع دمشق اكتسب زخماً كبيراً بعد المصالحة بين الرياض وطهران والذي ستكون له آثار مباشرة في الحرب في اليمن وسوريا.
ومساء الأربعاء الماضي أعلنت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن استعدادات “مكثفة” لعقد اجتماع لوزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، بشأن مساعي التطبيع بين أنقرة ودمشق، بما في ذلك الاتفاق على موعد متوقع في مطلع مايو المقبل.