عفرين بوست ــ متابعة
تستمر الشراكة التركية ــ القطرية لإنشاء جيب إخوانيّ موالٍ للحكومةِ التركيّة في عفرين المحتلة، وآخرها المشاريع المعلنة، إنشاء بؤرة استيطانية بحجم مدينة في الإقليم الكرديّ.
نشر موقع وكالة الأنباء القطرية /قنا/ في 5/4/2023 أنّ “صندوق قطر للتنمية” وقع اتفاقية مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد)، لدعم ما سمته “مشروع إنشاء مدينة متكاملة” في شمال سوريا.
وقالت إنّ المشروع يهدف إلى إنشاء مدينة ذات خدمات متكاملة في الشمال السوري، لفائدة 70 ألف شخص، إلى جانب توفير سبل العيش الكريم للنازحين واللاجئين السوريين ودعم صمودهم.
وتزعم الوكالة أنّ تعاون الصندوق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركيّة جزءٌ من جهود الصندوق لدعم الشعب السوريّ.
حضور قطريّ مكثف بعد الزلزال
وكان مراسل “عفرين بوست” قد أفاد في 19/3/2023 بأنّ منظمة “الهلال الأحمر القطريّ” اشترت نحو 10 آلاف م2، من الأراضي في ناحية جنديرس بهدف بناء منازل لمستوطني الغوطة الشرقية. وتعود ملكية الأراضي لمواطنين من قرية كفر زيت وآخر من عائلة عربو بجنديرس، مشيراً إلى المنظمة القطريّة تدفع أسعاراً مغرية لشراء الأراضي، ويتم شراء المتر الواحد بـ 30 دولاراً.
وكثفت الفترة التي تلت الزلزال المدمر في 6/2/2023، زيادة في نشاط المنظمات القطريّة لدعم وتمويل بناء التجمعات الاستيطانية، ففي 12 فبراير 2023 أعلنت مؤسسة قطر الخيرية بدءَ تنفيذ ما سمّته مشروع “مدينة الكرامة” لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال شمالي سوريا.
وفي 15/2/2023، نشرت وكالة الأنباء القطريّة تقريراً قالت فيه: “في إطار استجابته لاحتياجات العوائل الأكثر تضررا من الزلزال، يقوم الهلال الأحمر القطري بالتحضير لبناء قرية سكنية جديدة في الشمال السوري، تتكون من 300 شقة مبنية بالخرسانة المسلحة، وستكون مجهزة ببنية تحتية كاملة من طرقات وحدائق وكافة المرافق الخدمية اللازمة، كالمسجد والمدرسة والمستوصف والمحال التجارية. وتبلغ مساحة الوحدة السكنية 60 م2. وأضافت: “وعلى صعيد حشد الدعم المجتمعي، نجحت حملة جمع التبرعات التي أطلقتها هيئة تنظيم الأعمال الخيرية والمؤسسة القطرية للإعلام في جمع 168 مليون ريال قطري، من خلال تبرعات الأفراد والمؤسسات عبر شاشة تلفزيون قطر، ورسائل التبرع والمساندة التي تم بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ”.
وفي 18 فبراير الماضي، زار وفد قطريّ برئاسة سفير قطر في أنقرة محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني مدينة جنديرس المنكوبة، ورافقه في الزيارة كل من رئيس الائتلاف المدعو سالم المسلط ورئيس الحكومة السورية المؤقتة الموعد عبد الرحمن مصطفى. وقام السفير القطريّ بجولة في المنطقة لبحث إقامة إمكانيات إنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة المنكوبة. وتم تداول أنّ غاية الزيارة بأنّها “للاطلاع على سير عمليات توزيع المساعدات القطريّة للمتضررين من الزلزال”.
وأعلن مجلس شيخ الحديد المحليّ التابع للاحتلال التركي، الأحد 19 فبراير 2023، افتتاح مخيم كبير قرب قرية هيكجة بناحية جنديرس لاستيعاب متضرري الزلزال من مستوطني مدينة جنديرس المنكوبة. وأوضح أحمد بكر رئيس المجلس في مقطع مصور أن المخيم يضم 437 خيمة مشيراً إلى أعمال التوسعة على المخيم جارية للوصول إلى رقم الألف خيمة، وذلك بتمويل قطري.
قطر تموّل التطهير العرقي من خلال مشاريع الاستيطان
في 23/2/2023 قالت منظمة “الدفاع عن الشعوب المهددة” الألمانية في بيانٍ لها: إنَّ قطر تخطط لدعم التطهير العرقيّ في منطقة عفرين شمال سوريا عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في 6/2/2023. وكشفت فيه المنظمة المدافعة عن حقوق الأقليات الدينية والعرقية عن أن قطر تخطط لتأسيس مدينة جديدة تسمى “مدينة الكرامة” على أنقاض مدينة جنديرس المدمّرة بريف عفرين
وأوضح البيان هذه الخطط يمثل كارثة على السكان الكرد في المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة بدأت تحت ستار المساعدات الإنسانية، ومن المخطط أن يتم تشجيع الآلاف من العائلات العربية والتركمانية على الاستقرار في عفرين بحماية تركيا التي تسيطر على المنطقة.
وأشارت المنظمة إلى “أنه لا يُسمح للمحققين المستقلين والعاملين في مجال الإعلام بالوصول إلى المنطقة، فمن الممكن الآن تصعيد إجراءات التطهير العرقي ضد الكرد.
نشرت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في 20/9/2022، تقريراً حول بناء تجمعاً استيطانيّاً الذي تنفذه منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” التابعة للمنتدى السوري بالاتفاق مع ميليشيا “سمرقند” وحصل مسلحو الميليشيا على عدد كبيرٍ من المنازل. وأشار التقرير إلى أنّ المنتدى السوريّ وشركاؤه لديهم 17 مكتباً موزّعاً بين سوريا، تركيا، النمسا، الولايات المتحدة الأمريكيّة وقطر. وأكد أنّه من حيث التبعية الإداريّة، تتبع المجالس المحلّية للحكومة السورية المؤقتة/المعارضة، ولكنّها في واقع الأمر تتلقى معظم أوامرها من الولاة الأتراك (نواب والي ولاية هاتاي).
دعم العدوان والاحتلال
يذكر أن قطر بادرت إلى إعلان للعدوان التركي على إقليم عفرين وأعلنت على لسان المتحدثة باسم الخارجية القطرية، لولوة الخاطر تأييد قطر للهجوم الهمجي الذي بدأته أنقرة تركيا ورددت المزاعم التركية نفسها، وأعادت الدوحة منفردةً مخالفة موقف الجامعة العربية في 5/3/2018 في إدانة العدوان. وقد موّلت قطر ودعمت منذ بداية الحرب الأهليّة السورية جماعات الإخوان المسلمين، التي ترعاها تركيا، عسكرياً وسياسيّاً، وتقود الجماعة المُصنّفة “تنظيماً إرهابيّاً” في عدة دول عربية، دفة المُعارضة السورية عبر ما يسمى “ائتلاف قوى الثورة والمعارضة”. واستنفرت وسائل الإعلام القطرية لدعم الحرب على عفرين وتبريرها.
قطر مصدر تمويل الاستيطان
الحضور القطريّ كان مبكراً جداً في عفرين، فبعد احتلال التركيّ الإقليم الكرديّ، تدفقت تمويلات الجمعيات الإخوانيّة القطريّة، لبناء العديد من البؤر الاستيطانيّة وساهمت في إحداث تفاصيل التغيير الديمغرافيّ والتغيير الثقافيّ عبر تمويل بناء المساجد والمدارس. وهناك العديد من المشاريع الاستيطانية التي نُفذت بتمويل قطريّ منها:
– في نوفمبر 2018، تم الإعلان عن مشروع “موطنٌ جديد”، وهو عبارة عن مشروع مجمّع استيطانيّ باسم “مخيم التعاون”، في قرية بافلون الإيزيديّة الكرديّة، بتمويل جمعيات إخوانية قطرية وكويتية، التي تكفلت بتقديم مبلغ 200 دولار لكل أسرة مستوطنة لتمكينها من بناء منزل على أرض منحت لهم بالمجان من قبل سلطات الاحتلال.
– مشروع قرية استيطانيّة للإسكان عوائل عناصر ميليشيا “الشرطة المدنية”، في منطقة غابية على الطريق الواصل بين قريتي كوباليه- وخالتا/الخالدية في ناحية شيراوا، قرب مستوطنة “القرية الشامية، وبدأ الاكتتاب عليها في 1/6/2021، والمشروع من تمويل الهلال الأحمر القطريّ، وتنفيذ جمعية “شام الخيرية” الإخوانيّة.
– تكفلت جمعية البيان القطرية بناء مخيم استيطانيّ على مساحة واحد كيلو متر مربع في ساحة الاحتفالات الخاصة بعيد النوروز، الكائنة قرب قرية “آفرازيه/أبرز”.
ــ أسهمت جمعيات إخوانية قطرية بتمويل بناء المسجد في قرية تل طويل على أراضٍ زراعيّة مستولى عليها
في 7/2/2019 حصلت “عفرين بوست” في ناحية جنديرس على معلومات أكيدة، حول الجهود القطريّة لتشجيع الاستيطان والاستقرار في عفرين، بتقديم مغريات ومساعدات ماليّة للراغبين بالاستقرار في الإقليم الكُردي المُحتل، وتعمل “منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل”، على برنامج تشجيع الزواج من الأرامل، بالتوجه إلى لمخيمات وتوزيع منشورات، وإعداد قوائم للراغبين بالزواج من الأرامل. ووفقاً لعرض المنظومة القطرية، فإنها تتكفل بكامل مصاريف الزواج، وعلى المُتقدم فقط تأمين منزل أو ما يسمّى “بيت شرعي”، ليحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي (وهو مبلغ متيسر لدى المستوطنين بعد استيلائهم على بيوت الكرد وأرزاقهم). وعلى أن يخصص راتب شهريّ للمتزوج بأرملة، مقداره نحو 200 دولار أمريكي، وبموجب العرض القطريّ، ستعمل مجالس الاحتلال المحليّة على تنظيم قوائم زوّدتهم بها المنظومة القطرية، لتسجيل أسماء الراغبين بالزواج من الأرامل.
في 20/2/2019، نقلت “عفرين بوست” عن مراسلها أنّ ما تسمى بـ “جمعية عطاء بلا حدود” القطرية، قد بدأت بتوزيع مساعدات حصرية للمستوطنين القادمين من الغوطة وحمص ودير الزور، وقدمت لكل عائلة مبلغ خمسين دولار، كدفعة أوليّة لتشجيع الاستيطان في الإقليم الكرديّ. وأنّ الجمعية تقدم دوريّاً سلات غذائيّة للمستوطنين مقابل منع أيّ نوع من المساعدات عن المواطنين الكُرد بحجّة أنهم “مقيمون” وأن المستوطنين “مهجرون”.
في 7/2/2019 حصلت “عفرين بوست” على معلومات أكيدة، حول الجهود القطريّة لتشجيع الاستيطان والاستقرار في عفرين، بتقديم مغريات ومساعدات ماليّة للراغبين بالاستقرار في الإقليم الكُردي المُحتل.
“تقوم ما تسمى “منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل”، بالعمل على برنامج لتشجيع الزواج من الأرامل، عبر التوجه للمخيمات ونشر مناشير، واعداد قوائم للراغبين بالتقدم للزواج من الارامل. وتتكفل المنظومة القطريّة، بمصاريف الزواج، وعلى المُتقدم فقط تأمين منزل أو ما يسمى “بيت شرعيّ”، ليحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي، كما من المحتمل أن يتم تخصيص مرتبات شهرية للمتزوج بأرملة، وقدرها حوالي الـ 200 دولار أمريكيّ”.
نشرت “عفرين بوست” في 1/3/2019، نقلاً عن مصادرها أن الاحتلال التركي طرح مُناقصة على شركات الإعمار التركيّة، لبناء عشرين مقراً عسكريّاً (أبراج حراسة) بكلفة 2 مليار ليرة سورية، في المنطقة الممتدة من قلعة سمعان جنوباً مروراً بقرى ناحية شيراوا على سفح جبل ليلون/سمعان، ووصولاً لمفرق مدينة إعزاز شمالاً. وستتكفل “قطر” بتمويل المشروع.
في أكتوبر 2020 أطلقت منظمة إخوانيّة تسمى “سوريا للإغاثة والتنمية”، مشروع إكساء الأبنية غير الجاهزة “على الهيكل” في مدينة عفرين والقرى القريبة منها. وتتلقى المنظمة تمويلاً من منظمة “قطر الخيرية”.
في 17/12/2020، تم افتتاح مشفى “المحبة” لأمراض الأطفال، بالشراكة بين منظمتي “قطر الخيرية” و”سوريا للإغاثة والتنمية”. وتعود ملكية المنزل الذي افتتح فيه المشفى أولاد المرحوم “عثمان آغا” (أوصمان آغا) وهم من أهالي قرية جلبيريه/روباريا، مقيمين في قرية كورزيليه، ولكنه يقيم منذ فترة طويلة في قرية ترندة الملاصقة لحي الأشرفية.
في 6/6/2021، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أنّ مجموعة “مجد الإسلام” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” تستولي على محاضر عقاريّة في حي الأشرفيّة بمركز إقليم عفرين وتؤجرها لمنظمات إغاثيّة (سيريا ياردم والهلال الأحمر القطري) لإقامة مخيم عليها. وتعود ملكية المحاضر لعائلة “عثمان آغا” (أوصمان آغا)، وتمتد المحاضر من مستوصف الأشرفية على طريق حلب حتى سوق الأربعاء (البازار).
في 11/7/2022، كشفت “عفرين بوست” النقاب عن بناء مستوطنة جديدة على أرضٍ زراعيّة مساحتها 4 هكتارات تقع في المنطقة الفاصلة بين قريتي حميلكة ورفعتية شرقي مدينة جنديرس، وتعود ملكيتها لأولاد المرحومين مجيد ومراد منان، من أهالي قرية شيتكا، أي هكتارين لكل من الشقيقين المرحومين.وقالت إنّ البناء بدأ قبل شهر، وتم إنجاز أكثر ن 40 منزلاً ومساحة كل منزل 60 م2، ويدير المشروع المدعو “عبدو زمزم” مستوطن من أهالي قرية عينجارة بريف حلب، وهو أحد متزعمي ميليشيا ”حركة نور الدين الزنكي”، ويتلقى تمويلاً من منظمة قطريّة – كويتيّة.
في 28/12/2022، حصلت “عفرين بوست” على صورٍ خاصة تُظهر استمرار ميليشيا “سليمان شاه” التابعة للاحتلال التركي بتنفيذ أعمال البناء في مجمّعٍ استيطانيّ بمركز ناحية شيه/شيخ الحديد، والجهة المنفذة للمشروع هي إدارة الكوارث والطوارئ “آفاد” التركيّة والتمويل من قطر. ويقع المشروع في محيط مستوصف بلدة شيه، بمدخل البلدة من جهة قرية قرمتلق، وتعود ملكية الأرض المواطنين (يوسف معمو، مستك إبراهيم، خوجه حسين، جميل خليه). تم الاستيلاء عليها بتهديد السلاح، وادعى المدعو أبو عمشة لدى الجهات الداعمة شراءها من أصحابها.