عفرين بوست – خاص
انتشر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه شيخ يدعى ” أحمد الزيوك” وعلى طرفيه رجلين إيزيديين هما المواطنين “شيخو عارف وحيدر عارف”، يطلب منهما إعلان الشهادة الإسلامية ويبارك لهما دخولهما الإسلام، في حالة هي الأولى التي يُجبر فيها الإيزيديون بشكل علني على إشهار الإسلام تحت الضغط والابتزاز، بعد كل ما يتعرضون له من انتهاكات ومضايقات لترك دينهم والتحول إلى الإسلام بالإكراه خلال خمس سنوات من الاحتلال التركي لإقليم عفرين المحتل.
وبعد تقصي وبحث تمكنت “عفرين بوست” من الحصول على معلومات تفيد أن المواطنين هما من أبناء عائلة “عارف شيخو” من أتباع الديانة الإيزيدية من أهالي قرية قيباريه الإيزيدية التابعة لناحية مركز عفرين، أُجبرا على تصوير المقطع في إحدى مقرات ميليشيا “أحرار الشرقية” في مدينة عفرين، على يد المدعو “أبو عمر الديري”.
المدعو “أبو عمر الديري” متزعم في ميليشيا “أحرار الشرقية” يستولي على منازل عائلة “عارف شيخو” في قرية قيباريه، وعندما تقدم أبناء عارف بالشكوى ضده لدى ميليشيا الشرطة العسكرية قام عناصره بالهجوم عليهم بالسكاكين والعصي، وهددوهم بين إشهار الإسلام وبين طردهم من القرية أو تلفيق تهمة لهم وزجهم في السجن.
وكان أبناء “عارف شيخو” الخمسة قد اختطفوا في بداية سيطرة الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية المتطرفة على عفرين وتعرضوا للضرب بشكل وحشي واستولوا على سيارة شيخو عارف وعلى منزل شقيقه الواقع قرب كازية صبري.
ويجبر الاحتلال التركي الإيزيديين الذين بقوا في عفرين على اعتناق الإسلام وذلك عبر دعوات تشوه الديانة الإيزيدية، على يد شيوخ من الإخوان المسلمين، يستخدمون سياسة الترهيب والتكفير بحق من تبقى من الإيزيديين الكرد في إقليم عفرين المحتل شمالي سوريا.
ومارس الاحتلال وميليشياته في “الجيش الوطني” سياسات إجرامية بحق الإنسانية والتي ترقي لمصاف عمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية، فقد تم توثيق ما يقارب من 17 مزاراً للديانة الايزيدية تم العبث بها أو تدميرها كلياً أو جزئياً وأهمها مزار الشيخ بركات الذي اتخذه الاحتلال التركي قاعدةً عسكرية له.
وحوّل منزل “حنان ناصر عربو” في قرية باصوفان الإيزيدية بناحية شيراوا إلى مسجد، وأجبر الأهالي على ارتياده، كما تم تخريب بعض قبور موتى القرية، خاصةً تلك التي كُتب عليها باللغة الكردية.
يتوزع الايزيديون في 22 قرية في إقليم عفرين، وبحسب إحصاءات غير رسمية بلغ عددهم نحو 25 ألف نسمة، فيما يقدّر المتبقين منهم داخل عفرين بنحو ألف نسمة بعد سيطرة الاحتلال التركي في 8 مارس 2018.