عفرين بوست ــ خاص
التجاوزات والانتهاكات التي تحصل في مناطق سيطرة ميليشيا “أحرار الشرقية” تشجع على المزيد منها، ورأس الحربة في الفساد هو المكتب الاقتصادي التابع للميليشيا، وهو الغطاء لكل أعمال النهب والسلب وفرض الإتاوات من قبل الميليشيا.
تعمدت سلطات الاحتلال التركي منذ بداية السيطرة على عفرين وقراها تقسيم المنطقة إلى قطاعات أمنيّة ووزعتها على الميليشيات المسلحة، وبذلك فإنّ الميليشيات تدير القرى التي تسيطر عليها بصورة مستقلة وتفرض عليها الإتاوات وتصدر القرارات الاعتباطية للتضييق على أهالي المنطقة، وتقوم بأعمال الاختطاف التعسفيّ وتستولي على الممتلكات وتنتزعها من أيدي مالكيها الشرعيين.
كغيرها من الميليشيات المسلحة الإخوانية التابعة لأنقرة، حوّلت ميليشيا “أحرار الشرقية” التي يتزعمها المدعو “أبو حاتم شقرا” ناحية راجو وبعض القرى التي يسيطر عليها إلى مزرعة خاصة، وهو المتحكم الحقيقيّ بالمؤسسات الأمنية المشكلة في ظل الاحتلال (الشرطة العسكرية والشرطة المدنيّة والقضاء) وبخاصة أنّ المدعو “جراح الكماري”، وينحدر من ديرالزور، وكان يتزعم ميليشيا “الشرطة العسكرية” في راجو هو من متزعمي ميليشيا “أحرار الشرقية”، وفي سياق التحكم يقوم “المدعو “شقرا” باستمالة العاملين في مختلف الأجهزة والمؤسسات بالرشوة المالية والولائم الباذخة.
يساعد أبو “شقرا” ابن عمه المدعو رائد جاسم الهايس، الملقب “أبو جعفر شقرا”، وهو المسؤول العسكريّ للميليشيا منذ أواخر عام 2017. وهو مسؤول الأسلحة الثقيلة.
وقد أشرف المدعو “رائد” بنفسه على عمليات السرقة المنظمة وبيع المعدات للمنازل والمزارع المدنية واستفاد منها. وقاد عناصر سابقين في داعش، بمن فيهم عضو سابق في قوة داعش، وعُرف عنه تعذيب المدنيين بشكل متكرر.
في 15/2/2022 أُعلن عن كيان عسكريّ جديد من عدة ميليشيات باسم “حركة التحرير والبناء”، تزعمه المدعو “حسين حمادة” متزعم ميليشيا “جيش الشرقية”، فيما تمت تسمية المدعو “أبو حاتم شقرا” نائباً له.
كيف يدير “شقرا” مزرعة؟
ويدير المدعو ” أبو حاتم شقرا” “المزرعة” عبر مجموعة من الأشخاص، وفي مقدمهم ما يسمى المكتب الاقتصاديّ:
ــ المدعو “أبو ربيع”، المسمّى مسؤولاً اقتصاديّاً، ويقوم بكل أعمال النهب والسلب (التشليح) بحسب توصيف المسلحين أنفسهم.
ــ المدعو “كمال محي الدين الأشقر” الملقب “أبو حدو الشاميّ”: أحد عناصر المكتب الاقتصاديّ، ويتم عبره دفع أموال الرشوة، وهو على علاقة مباشرة بالمدعو “أبو شقرا”.
ــ المدعو أبو طلوب الديري: وهو المسؤول عن كلّ العمليات القذرة التي تقوم بها الميليشيا في الناحية.
ــ إضافة إلى كل من: أبو عمير وأبو لؤي الديري، وأبو علي بركات الشامي.
ــ أعضاء المجلس المحلي: يعمل عناصر “المكتب الاقتصاديّ هؤلاء بالتنسيق المباشر من المدعوين مصطفى خليل وعثمان إبراهيم وهما أعضاء في المجلس المحليّ لراجو.
يحصل المكتب الاقتصاديّ لميليشيا “أحرار الشرقية” على التمويل من مصادر عدة منها: الاستيلاء على الأراضي الزراعيّة والمحلات التجاريّة والمنازل وفرض أنواع مختلفة من الإتاوات باسم الضرائب منها: ضرائب على أصحاب الأراضي الزراعيّة وحقول الزيتون والمواسم، وضريبة على الأرامل في موسم الزيتون، وعمليات الاختطاف وطلب الفدية وعمليات تهريب عناصر داعش الخ.
ضم عناصر “داعش وتهريب آخرين:
تضم أحرار الشرقية في صفوف العديد من عناصر “داعش” بعضهم في مناصب قيادية، كما أنها متورطة بعدة عمليات تهريب لعناصر “داعش” من جنسيات غير سوريّة، وتؤكد التقارير بالأدلة أن عمليات التهريب تمت بيد “أبو حاتم شقرا” و”أبو حدو” وعصابته، عن استخراج بطاقات شخصية مدنيّة (هوية) بالتنسيق مع الشرطة المدنيّة والقضاء المدنيّ.
ومن أبرز العناصر القيادية التي تم تهريبها لإثبات التهمة اسم القيادي المدعو “كاسر الحداوي” قيادي “داعشي” معروف في دير الزور، وقام “شقرا” بتهريبه باستخدام بطاقة شخصيّة مزوّرة مقابل 100 ألف دولار أميركي، وقيادي آخر هو “ماجد سليمان العيد الملقب “أبي فاطمة شنان” وكان مسؤول الدورات التدريبية في القاطع الشمالي لدى “داعش” بدير الزور وتم تهريبه إلى مدينة أورفا التركية بعدما حوّلت شقيقته مبلغاً ماليّاً كبيراً إلى المدعو “شقرا”.
عمل المدعو “شقرا” على تهريب الأشخاص وبخاصة العراقيين إلى تركيا باستخدام وثائق سورية مزورة، وابتزازهم لاحقاً تحت طائلة اتهامهم بأنهم من عناصر “داعش”، وكانت المواطنة العراقية “أم علاء” أحد ضحايا الابتزاز، فقد قام بتهربها إلى تركيا مقابل مبلغ 100 ألف دولار، ثم اعتقل زوجها وأبناءها وطالبها بمبلغ 200 ألف دولار أو اتهامهم بأنهم عناصر في “داعش”.
عناصر من “داعش” في صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية”:
ضم المدعو “شقرا” العديد من عناصر “داعش” السابقين:
ــ كبير اعلاميي “داعش” في الرقة المدعو عبد الله الجعشم” الملقب “محمد الخابوري”.
ــ أبو البراء الشرعيّ لدى ميليشيا “أحرار الشرقية”.
ــ أبو يعقوب يعمل لدى أمنية ميليشيا “أحرار الشرقيّة” في راجو.
ــ أبو حسنة مسؤول أمني لدى “أحرار الشرقية” في مدينة عفرين.
ــ ماهر العلي ــ أبو جابر، من دير الزور مسؤول تسليح في “أحرار الشرقية”.
ــ عمار إبراهيم السفان مواليد دير الزور ــ مسؤول السلاح الثقيل، في ميليشيا “أحرار الشرقيّة” يعمل بإمرة “أبو جعفر شقرا”.
ــ أبو إسلام الأنصاريّ (محمد خضر العلواني) مواليد دير الزور، مسلح في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”.
ــ خباب العراقيّ، (ثامر ناصر العراقيّ) مواليد الموصل، مسلح في ميليشيا “أحرار الشرقيّة”.
ــ في 26/4/2021 قالت شبكة “عفرين بوست” إنّها رصدت قيادياً سابقاً في تنظيم “داعش” الإرهابي ينشط في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “أحرار الشرقية” وهو المدعو الملقب “لولو نظيف”، الأمنيّ السابق لتنظيم “داعش” في محافظة دير الزور، ويعمل حالياً الأمنيّ العام لميليشيا “أحرار الشرقية”، ويحظى بدعم متزعم الميليشيا “أبو حاتم شقرا” والاستخبارات التركيّة بتنفيذ عمليات الاتجار المخدرات وتهريبها إلى تركيا عبر معبر باب السلام في إعزاز المحتلة.
إعدامات ميدانيّة
في 28/7/2023 فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ميليشيا “أحرار الشرقية”.
وجاء في بيان العقوبات أنّ لدى ميليشيا “أحرار الشرقيّة” المسلحة السورية سجلٌ من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك القتل غير القانونيّ لهفرين خلف، السياسية الكردية والأمين العام لحزب سوريا المستقبل، إضافة إلى حراسها الشخصيين في تشرين الأول/أكتوبر 2019. واعتبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة من أجل حقوق الإنسان أنّ قتل هؤلاء الأفراد يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب. أضاف البيان أن أحرار الشرقية قتلن عدة مدنيين في شمال شرق سوريا، بينهم عاملون صحيون. كما انخرطت الميليشيا في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم. وشيّدت ميليشيا “أحرار الشرقيّة” مجمع سجون كبير خارج حلب، حيث تم إعدام المئات منذ عام 2018 تحت إدارتها. كما استخدمت هذا السجن لتنفيذ عمليات خطف واسعة النطاق مقابل فدية استهدفت شخصيات تجارية ومعارضة بارزة من محافظتي إدلب وحلب. وقامت أحرار الشرقية أيضاً بدمج عناصر “داعش” السابقين في صفوفها.
تورّط المدعو “أبو حاتم شقرا” في تهريب النساء والأطفال الأيزيديين ودمج عناصر داعش السابقين في صفوف ميليشيا أحرار الشرقية. وأقسم عدد من مسؤولي “داعش” السابقين على الولاء له، ودعموا أعمال الخطف وطلب الفدية والابتزاز التي تقوم بها الميليشيا.
النشأة والتشكيل:
تشكلت ميليشيا “أحرار الشرقية” في 22/1/2016 قرب مدينة إعزاز والدور البارز في التشكيل يعود للعراقيّ المدعو “ميسر علي موسى عبد الله الجبوري” الملقب “أبو ماريا القحطاني” القيادي السابق في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) والذي كان ضابطاً في جيش فدائيي “صدام”.
شارك معظم مسلحي “الميليشيا” قبل التشكيل مع فصائل ذات توجه إسلاميّة متطرفة مثل أحرار الشام وجبهة فتح الشام، خلال الهجوم على دير الزور عام 2014. ويندر معظم مسلحيه من محافظة دير الزور وبخاصة عشيرتي الشعيطات والقرعان.
شاركت الميليشيا في كل العمليات العسكريّة العدوانية التي نفذتها تركيا في الأراضي السورية واحتلال جرابلس في آب 2016 والباب في شباط 2017 وعفرين في كانون الثاني 2018وتل أبيض ورأس العين في تشرين الأول 2019. ولتتضح بذلك غاية تشكيله.
من هو أبو حاتم شقرا”؟
هو “أحمد إحسان فياض الهايس” الملقب “أبو حاتم شقرا”، وينحدر من بلدة شقرا بريف دير الزور الغربي، عمل “شقرا” قبل 2011 بالزراعة في قريته “شقرا”، وسافر إلى الأردن ليعمل عامل بناء “طيان إسمنت” لفترة. ويساعده مباشرة إضافة لابن عمه “أبو جعفر شقرا” وأبو جعفر جزرا، وهو من مدينة دير الزور. ويُذكر أنّ كلاً من “أبو حاتم شقرا” وابن عمه “رائد”. مشمولان بالاسم في لائحة العقوبات الأمريكية.
انضم “شقرا” في 2012 إلى صفوف ميليشيا “حركة أحرار الشام”، الإسلاميّة، وتزعمها في ريف ديرالزور، وارتكب الكثير من الانتهاكات، واشتكى الأهالي من ممارساته مع مسلحيه بسبب أعمال سلب المدنيين وبخاصة على معبر قرية “الجنينة” وشملت المنهوبات حتى الأواني والأغراض المنزلية بتهمة عدم دعم الميليشيا بالتبرعات. ومع زيادة سطوته وتدخله بشؤن الناس وسلبهم على الحواجز ونهب ممتلكاتهم تدخل شيوخ العشائر وطردوه مع مسلحيه من المنطقة، وانتقل إلى مدينة الرقة، ولكن “حركة أحرار الشام” طردته بتهم فساد وسرقة الأموال التي كان يجنيها من خلال الحواجز والإتاوات والتهريب وبيع السلاح.
بعد طرده من “أحرار الشام” انتقل “شقرا” إلى إدلب واستقر مع مسلحيه في بلدة سرمدا بريف إدلب الغربي، وحصل على تمويلمالي مقداره نصف مليون يورو عام 2016 من الاخوان المسلمين في تركيا وبعض دول الخليج، وبذلك شكّل ميليشيا “تجمع أحرار الشرقية
شارك في العدوان على عفرين مطلع 2018، وواصل الانتهاكات وعمليات النهب وفرض الإتاوات وقطع الطرقات وخطف المدنيين، والاعتداء على أهالي القرى.
في 13/9/2019 ارتكب مسلحوه جريمة في مخيم “ترحين” بريف حلب، إذ اقتحموا المخيم وأطلقوا النار عشوائيّاً مع استهدافه بقذائف هاون، ما أدى إلى مقتل وإصابة 7 مدنيين، بسبب رفض أصحاب “حرّاقات النفط” دفع إتاوات للميليشيا، وتصل الإتاوة الشهرية عن كلّ حراقة إلى 300 ألف ليرة.
أنشأتها أنقرة ودعمتها
استغلت الاستخبارات التركية حالة الاحتقان العشائريّ وانقسامها في المنطقة الشرقية خلال سيطرة داعش وتوجّه عددٌ كبيرٌ من أبنائها إلى ريف حلب لتشكل منهم ميليشيا عسكريّة موالية لها، وتكون أداة لتنفيذ أجندتها، ليس في سوريا وحسب بل في معارك خارج سوريا، فقد أرسلت الميليشيا مسلحيها للقتال في ليبيا ونارغوني كراباخ إلى جانب أذربيجان
في 7 يوليو/ تموز 2020، كشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن وجود كتيبة عراقيّة ضمن صفوف ميليشيا “أحرار الشرقية” تعمل في الخفاء على تحقيق أهداف السياسة التركيّة التوسعية. ويتزعم الكتيبة المدعو “أبو وقاص العراقيّ” وله علاقات مع قيادات في “داعش”، وتوجد صور تثبت لقاءه بأبي أسامة الطيّانة أحد قياديي “داعش” البارزين في منطقة دير الزور.
تحظى الميليشيا بدعم تركيّ مباشر، وتعتبر أنقرة أحد مصادر تمويلها إذ تقدّم الحكومة التركيّة رواتب شهرية للمسلحين، تقدر بـ /500/ ليرة تركيّة للمسلح، والتقى المدعو أبو حاتم شقرا مع عددٍ من متزعمي الميليشيات بالرئيس التركيّ أردوغان في نيسان 2018، عقب احتلال عفرين ووعده بإعادته إلى مناطقهم في دير الزور.
وفي تأكيد لولائه لأنقرة كتب المدعو “شقرا” في آذار 2021، على تويتر: “معركة جناق قلعة” حدثٌ عظيم لا ينساه المسلمون يوم هزم الجيشُ العثماني حِلفاً غربياً هدفه احتلال إسطنبول، استشهد بالمعركة عدد كبير من الأتراك والعرب وخاصة السوريين والكرد، هُزِم جمعُ الحلفاء وبقي إرثُ جناق قلعة مساراً لوحدة التاريخ والمصير”.
سجل من الانتهاكات والإعدامات الميدانية:
ارتبط اسم ميليشيا “أحرار الشرقية” بارتكاب الكثير من الانتهاكات منذ تشكيلها بحق المدنيين في كل المناطق التي قاتلت فيها، وخاضت اشتباكات ضد ميليشيات أخرى بسبب الاختلاف على تقاسم مناطق النفوذ والغنائم.
وفيما عدا جريمة اغتيال هفرين خلف ومرافقيها عبر الإعدام الميدانيّ، والذي وثقه إعلامي الميليشيا المدعو “الحارث رباح” بمقطع مصور، واختطاف سيارة إسعاف للهلال الأحمر الكرديّ، وإعدام عامين صحيين (سائق وممرضة) في بلدة سلوك في 13/10/2019.
في عفرين المحتلة ارتكبت ميليشيا “أحرار الشرقيّة” العديد من جرائم القتل في عفرين أو على علاقة مباشرة بها، منها:
محمد سعيد
بعد احتلال عفرين نفذت عمليات إعدام مواطنين في قرية جقلا جومه ومنهم الشابين حسين عبد الرحمن حسين صاغر (24 سنة)، ووليد جميل صوراني (18 سنة) رمياً بالرصاص في ساحة مدرسة بمدينة عفرين، وتم تطويق القرية ومنع ذويهما من مشاهدة جثمانيهما أثناء الدفن في المقبرة. وكذلك المواطنين: فريد خليل نعسو، محمد عبدو مجي وزكريا إيبو حمدي في قرية ديوا التابعة لناحية جنديرس.
قامت الميليشيا بدور مشبوه في قضية اختطاف 3 مواطنين كرد، وهي محل الاتهام في تصفية المواطنين: شرف الدين سيدو (60 سنة) من أهالي جنديرس، وجاره المواطن رشيد حميد خليل (40 سنة) وابنه المعاق محمد خليل (من ذوي الاحتياجات الخاصة) وعمره 9 سنوات، وقد وُجدت جثة “رشيد” مقتولاً في 22/6/2019 وقد رُميت بين البساتين في قرية قسطل جندو، وظهر عليها تعرضه للحرق واقتلاع العينين، وكانت الميليشيا قد اختطفتهم في 19/5/2019، وطالبت بفدية كبيرة مقدارها 100 ألف دولار، وبسبب عجزهم عن دفع المبلغ عرّضتهم لتعذيبٍ جسديّ قاسٍ وجرت عمليات تصفيتهم تباعاً في نيسان وأيار 2019. وادّعت الميليشيا أنها قبضت على أحد الخاطفين، ولقاء ذلك لكنها ابتزت عائلة المواطن الشهيد سيدو بمبلغ 10 آلاف دولار.
ــ قتل المواطن رجب شكري رشيد من قرية درويش- ناحية راجو، بتاريخ 14/5/2018، بالرصاص الحي بسبب تردده إلى مقرّ الميليشيا في مركز راجو للسؤال عن مصير نجله المخطوف.
ــ قتل حسين شيخو (52 سنة) من قرية موسكه- ناحية راجو، وكان يعاني خللاً عقليّاً، بتاريخ 12/7/2018، تحت التعذيب، بعد اختطافه عدة أيام.
ــ قتل المواطن سليمان طوبال بن سلو (35 سنة)، من مدينة جنديرس، في 28/5/2019، برصاص عشوائيّ في اشتباكات دارت بين ميليشيات “أحرار الشام” و “أحرار الشرقية” وسط المدينة.
ــ قتل المواطن محمد سعيد رشيد بن عبد المجيد من قرية عتمانا- راجو (59 سنة)، وقد اختطف بتاريخ 4/11/2019، أثناء عودته من المركز التركيّ لشراء الزيت في معصرة رفعتية- جندريسه، بموقع وادي النشاب- قرب قرية بربنة- راجو، وبعد فدية مقدارها 20 ألف دولار، أُبلغت عائلته بالعثور على جثته في أحراش قرية حسيه، بتاريخ 1/2/2020. وتبين أنّه تعرض للتعذيب والقتل بالرصاص، وكان مكبّل اليدين، وأحضر مسلحون من ميليشيا “أحرار الشرقية” التابوت من المشفى، إلى منزل المغدور، وصولاً إلى المقبرة، ولم يسمحوا لأحدٍ بفتحه.
ــ المواطن مصطفى محمد شواخ بن حج عبد من المكوّن العربي ومن قرية يلانقوز – جنديرس، تعرض في 5/6/2020 لوعكة صحيّة سيئة بُعيد مراجعته لمنزلٍ عائد له في مدينة جنديرس، كانت قد استولت عليه ميليشيا “أحرار الشرقية” ورفضت تسليمه إياه، ما استدعى إسعافه إلى مشفى في إعزاز، فتوفي في ظروفٍ غامضة، وسلمت جثته لذويه بعد أربعة أيام.
ــ قتل المسنة صبيحة صادق سيدو من قرية دار كير- ناحية ماباتا، مقيمة في حي المحمودية بمدينة عفرين، بتاريخ 22/7/2020م، نتيجة اشتباكاتٍ بين مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية”.
ــ أواسط كانون الثاني 2022، بعدما راجع المواطن “ريزان محمد خليل (42 سنة) من أهالي قرية “جقلا فوقاني”- شيه/شيخ الحديد، المقيم بحي الزيدية بمدينة عفرين، مقرّ ميليشيا “أحرار الشرقية”، للسؤال عن مصير ابن شقيقه الشاب “آزاد عصمت خليل” المحتجز لديها بسبب مطالبته باسترجاع منزله المستولى عليه، تعرّض للتعذيب والضرب بأخمص السلاح على رأسه، فساءت حالته الصحية وأسعف إلى المشفى العسكريّ ومنه إلى مشفى في تركيا، ولكنه توفي بتاريخ 1/2/2022 نتيجة نزفٍ دماغي، دون اتخاذ السلطات لإجراءات تحقيقية وقضائيّة حول الجريمة.
تفوح من سجون ميليشيا “أحرار الشرقية” روائح التعذيب والقتل، وتؤكد تقارير إعلامية نقلاً عن شهود عيان، أن المسؤول عن الانتهاكات وجرائم القتل السريّة، هو المدعو “ثابت الهويش” الملقب “أبو عبد الرحمن الشرقية”، وهو مسؤول الملف الأمني في الميليشيا، وظهر عبر المنصات الإعلاميّة للإدلاء بتصريحات مع غض النظر عن تاريخه الشخصيّ. إذ كان عضوا ًفي خلية اغتيالات مأجورة لصالح “النصرة”، وعمل على السلب والنهب.
عمد المدعو “أبو حاتم شقرا”، إلى إسكان أقاربه في مزارع ومنازل فخمة في مدينة عفرين، ولميليشيا مقر عسكري في شارع الفيلات بمدينة عفرين عدا وجودها في ناحيتي راجو وجنديرس.
ولدى “شقرا” مزرعة تضم خيولاً عربية أصيلة تزيد قيمتها عن 200 ألف دولار أمريكي، عدا عن معاصر الزيتون والمزارع والأراضي الزراعية والعقارات.
تقوم الميليشيا بتحصيل الأموال بفرض الإتاوات وتجارة المسروقات والتي شملت معاصر الزيتون والمركبات، والآلات الزراعيّة ومضخات المياه، ويتم بيعها عادة لتجار مرتبطين بالميليشيا أو عبر وسطاء يعملون في السمسرة، وتم تداول تسجيلين صوتيّين للمدعو “أبو جعفر شقرا” وهو يعرض على تاجر “مضخات ومولدات كهربائية ومخارط معامل”؛ موجودة لديه في مدينة الباب شرق حلب، وفي الثاني يعرض على تاجر آخر شراء المخارط في الباب، على أنها “غنائم حرب”.
ومن جملة الانتهاكات استيلاء ميليشيا “أحرار الشرقية” على حقول الزيتون ومنازل لأهالي عفرين الكرد، وإقدامها مسلحيها على تعفيش البيوت في القرى الواقعة تحت سيطرتها.
ولدى المدعو “شقرا” كتيبة أمنيّة مهمتها قتل أي شخص معارض له خلال ساعات أو إلصاق تهمة عميل مع الكرد فوراً، ولديه أيضاً عشرات الأمنيين داخل تركيا مهمتهم ملاحقة أي شخص يناوئه. ولديه شقيق هو المدعو “أبو وليد شقرا، يقال إنّه وصل إلى بريطانيا وبحوزته مبالغ ماليّة ضخمة تحول له عن طريق مدير المكتب السياسي للميليشيا.
قطع الأشجار وإبادة الغابات:
أبادت ميليشيا أحرار الشرقية عدة غابات وأزالتها عن الوجود:
١- غابة بريم حسو كلكه، تبعد ١ كم عن قرية مسكة فوقاني بناحية جنديرس، مساحتها أكثر من /150/ألف م2، وكانت تضم أكثر من /10/ آلاف شجرة حراجيّة (سرو وسنديان وقطلب والشربين/ إيفرز، تم قطعها بشكلٍ كامل.
٢- غابة بطال، تبعد نحو ١ كم غرب قرية مسكة وشرق قرية جوبانا- ناحية جنديرس، مساحتها نحو /3/ ألف م2، وتضم ألف شجرة سرو.
٣- غابة جبل خوجة، تقع شمال غابة بريم بنحو 300 م، مساحتها صغيرة وتحوي عشرات أشجار السرو والسنديان، إضافة لأشجار في أطراف الطريق المؤدّي إليها، تم قطعها بالكامل.
قطع كامل أشجار الغابة الصنوبرية الواقعة غربي قرية “قيلة”- جنديرس.
وأنشأت ميليشيا “أحرار الشرقية” المسيطرة على قرية خالطان ـ جنديرس، بإنشاء مركز لتجميع حطب أشجار الصنوبر والسرو التي يتم قطعها من الجبال المحيطة بالقرية، إضافة إلى قيام مسلحيها بقطع أشجار الزيتون.
سرقة الآثار
قام مسلحو “أحرار الشرقيّة” وبعلم وإشراف أجهزة الاحتلال التركيّ بأعمال الحفر والنبش وسرقة الآثار التاريخيّة، وباشرت في 17/1/2020 بحفر ونبش تل أثري في مدخل مدينة راجو، على مرأى عام.
نشر التطرف
في سلوك يؤكد عقيدتها المتطرفة ويحاكي سياسة “داعش”، تجبر ميليشيا “أحرار الشرقيّة” أصحاب المحلات في مركز ناحية راجو على إغلاق محلاتهم للتوجه إلى صلاة الجمعة في المساجد.