عفرين بوست ــ متابعة
نفت جريدة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم الأربعاء، انعقاد اجتماع رباعيّ في الشأن السوري في موسكو، كان مقرراً اليوم وفق مصادر دبلوماسيّة وإعلاميّة تركية، وقالت إنّه “لا انعقاد للقمة الرباعية بين سوريا وروسيا وتركيا وإيران خلال الأيام التي يجري تداولها في الإعلام”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر متابعة، أنّه لم يطرأ أي جديد مرتبط بملف انعقاد الاجتماع الرباعي، حيث لا تزال الاتصالات والمشاورات مستمرة فيما موقف دمشق على حاله لجهة حصولها على ضمانات من الجانب التركي بإعلان جدول انسحاب من الأراضي السوريّة ووقف الدعم المقدم للمجموعات “الإرهابيّة”.
ولفتت المصادر إلى أنّ دمشق لا تبدو بوارد التراجع عن موقفها لجهة حصولها على الضمانات اللازمة لإحداث أيّ خرق سياسي بينها وبين أنقرة، والتي تبدو بدورها مستعجلة جداً لحصول هذا الاجتماع المرتبط بعناوينها الانتخابيّة، وعليه يمكن فهم إصرار الإعلام التركيّ على تسريب مواعيد محددة لانعقاد الاجتماع الرباعي.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» أمس الثلاثاء عن نائب وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، قوله رداً على سؤال عمّا إذا كانت سوريا ستشارك في الاجتماع: “نبحث في الموضوع»”. ونقلت وسائل إعلام تركية منها وكالة الأناضول التركيّة الاثنين الماضي عن مصادر دبلوماسية أنّ “العاصمة الروسية موسكو ستستضيف يومي 15 و16 من آذار/مارس الجاري اجتماعاً حول سوريا بين نواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا.
ذكرت صحيفة الوطن شبه الحكومية أمس الثلاثاء، أنّ دمشق طرحت شروطاً مسبقة لعقد لقاء رباعي في موسكو يضم
نواب وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا وإيران، مضيفة أنّ “المداولات لا تزال قائمة ومستمرة وجدية للوصول إلى عقد الاجتماع الذي قد يتقرر موعده في أيّ لحظة في حال وصلت تلك المداولات إلى نتائج إيجابيّة”. واعتبرت أنّ هذا يعني حصول دمشق “على ما تريده من ضمانات من الجانب التركيّ بإعلان جدول انسحاب من الأراضي السورية ووقف الدعم المقدم للمجموعات الإرهابيّة”.
من جهته قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميخائيل بوغدانوف: “نقوم
بالاستعدادات”. وأضاف: “نحن نعمل على ذلك. أستطيع أن أقول إننا اتفقنا على عدم الكشف عن التفاصيل في الوق
الحالي، كل شيء ليس بهذه البساطة، يجب أن نعمل بتكتم على مبادئ الدبلوماسية الهادئة”.
وتتطلع أنقرة إلى الانتقال سريعاً للمحادثات السياسيّة قبل الانتخابات بالتوازي مع اتصالات ولقاءات وترتيبات يجريها
مسؤولون أمنيون، إلا أنّ التوقعات تشير إلى تعقيدات كبيرة في الملف السوريّ تجعل من مسار استئناف العلاقات والمصالحة بين دمشق وأنقرة، مساراً شائكاً ومعقداً.
اللافت أنّه في الموعد الذي تم تداوله لعقد الاجتماع الرباعي وبالتزامن من مع مرور 12 عاماً على انطلاق الأزمة
السوريّة، والتي بدأت في آذار 2011 وصل الرئيس السوريّ مساء أمس الثلاثاء إلى موسكو لإجراء محادثات مع
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان لافتاً تركيز موسكو على محاربة الإرهاب في اللقاءات فقد اعتبر الرئيس بوتين أنّه بفضل الجهود المشتركة
والمساهمة القوات الروسيّة في سوريا، “تم تحقيق نتائج مهمة في مكافحة الإرهاب، وهذا يجعل من الممكن استقرار
الوضع الاجتماعيّ والاقتصادي والسياسي الداخلي”.
فيما صرّح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، لنظيره السوري محمود عباس، أنَّهم قطعوا مع سوريا شوطاً طويلاً في السنوات الأخيرة، ومسافة كبيرة قبل تحرير الأراضي السوريّة من الإرهاب الدوليّ.
وشدد سيرغي لافروف خلال لقائه بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد على المضي في اتفاقات تستند إلى قرار
مجلس الأمن رقم 2254. بما يضمن استعادة سيادة سوريا وسلامتها الإقليميّة، والقضاء على “التهديد الإرهابي”.